المحرر موضوع: من تقاليدنا الشعبية ألموروثة - كالو سولاقا  (زيارة 2579 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صبري يعقوب إيشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 111
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كلام في التراث
من تقاليدنا الشعبية ألموروثة
كالو سولاقا
صبري يعقوب إيشو

من المعروف بأن الشعب الكلداني الآشوري السرياني يعتز بتراثه الشعبي المميز , لا أقل من إعتزاز واهتمام الشعوب والأمم الأخرى .               
ألهدف من تقديمنا لهذا النموذج من التقاليد التراثية كونه تراثاً قيماً , بدأ ينسى وبدأنا نحس , بأنه لو بقي على هذه الحال لأصبح في سجل النسيان والضياع . وهذا النموذج الذي نقدمه يتضمن تقليداً شعبياً وتراثاً يقمن به الفتيات ويدعى ـ كالو سولاقا ـ تيمناً بعيد صعود سيدنا المسيح إلى السماء بعد أربعين يوماً من قيامته من بين الأموات..                 
ماذا كن تفعلن الفتيات في يوم خميس الصعود أي في يوم كالو سولاقا ؟                                                                       
مع شروق شمس هذا اليوم , ألفتيات كن تجتمعن وتحيطن بعروس أو بطفلة صغيرة وجميلة, مرتدية ثوباً أبيض كثوب العروس ...     
بعد ذلك كن تنتقلن من بيت إلى بيت حيث تطلبن مشاركة رب او ربة الأسرة بهذه الأفراح وذلك من خلال تقديم ما يتمكنون عليه من الحلوى والمأكولات والفواكه وحتى النقود, وأثناء تجوالهن وانتقالهن كن تنشدن أحلى الأغنيات بأصواتهن العذبة . ومن هذه الأغنيات الخاصة بهذه المناسبة إخترنا هذه المقاطع والتي تقول كلماتها :                                                                       
كالو سولاقا يسمونها         وبإسم الرب يجملونها                     
ومن بيت لآخر ينقلونها      وبعض النقود يجمعون لها               
ألعريس غاب عن عروسته  والعروس, الحزن غمرها               
وبعد أن كن تنهين تجوالهن في القرية أو المحلة و كن تذهبن إلى البساتين والحقول الخضراء تحت ظلال الأشجار الوارفة وعلى الحشائش الخضراء النضرة حيث كن تهيئن الغداء . وبعد تناول الطعام كن تنظفن المكان الذي حللن فيه , وتتهيأن لأستقبال الضيوف وهن فرحات مستبشرات ترقصن وتلعبن , وقبل الغروب بوقت قصير كان الآباء والأمهات يقومون بزيارتهن , وعند اللقاء كن الفتيات تنشدن أناشيد جماعية وفردية وترقصن مختلف الرقصات التي هي من صميم فننا وتراثنا الزاخر , ومع أصواتهن تمتزج أصوات وتغريد الطيور ....                                       
من أين جاء هذا التقليد ؟ ولماذا لا يوجد هذا التقليد لدى الشعوب الأخرى , وفي مناطق أخرى ؟                                           
كما هو معلوم , إنه في قديم الزمان وقبل ميلاد المسيح كان الآشوريون والبابليون يحتفلون بيوم الآلهة بيلت  في شهر أيار , وفي هذا اليوم كانت تتم الزيجات في الهياكل والمعابد , وبعد أن كانت تنتهي مراسيم الزواج الرسمية و كان العرسان والعروسات ينتقلون إلى بيوت الأقرباء وذلك للتعريف بزواجهم وتقبل الهدايا .
وهذا التقليد بقي جارياً لفترة طويلة حتى بعد الميلاد وخاصة لدى هؤلاء الذين لم يتقبلوا المسيحية , وأبناء شعبنا الكلداني الآشوري السرياني الذي تقبل المسيحية رأوا بأن يوم الصعود يصادف في شهر أيار , لهذا جرت العادة بالقيام بهذه الأحتفالات وهذا العيد في يوم الصعود حيث تم الجمع بين التقليد الآشوري البابلي القديم وبين عيد الصعود . هكذا بقيت هذه العادة جارية لدى أبناء شعبنا في بلاد النهرين وفي مناطق وجودهم ... [/b] [/size]  [/font]