المحرر موضوع: ملاحظات في الحكومة العراقية الجديدة  (زيارة 1208 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Abdullah Hirmiz JAJO

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 604
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ملاحظات في الحكومة العراقية الجديدة
يوم السبت 20 من أيار كان يوما طال انتظاره في العراق، فما من دولة تشكل فيها الحكومة بعد خمسة أشهر من أجراء الانتخابات، وإن عذرنا القائمين على ذلك بسبب ما يمر به العراق وكون المسألة الديمقراطية حديثة وتحتاج للمزيد من الوقت لكي تتبلور فيها المفاهيم ويتعرف الجميع على القواعد ويقتنع ما يأتيه من خلال صناديق الاقتراع فقط، هكذا إذا فإن التأخير قد يكون مفيدا ليأتينا بثمار نتمناها، والعنف مستمر بالحصاد وضحاياه بالآلاف، والعراق مستمر بالنزيف، لكن المتابع لوضع العراق وتشكيل الحكومة تتكون لديه العديد من الملاحظات والقناعات التي قد لا تدفعه نحو التفاؤل، نأمل أن نكون متفائلين بأن المستقبل سيكون أحسن ولو بشيء طفيف.
تشكيل الحكومة: يشير إلى المحاصصة الطائفية، والتوافق بين القوائم الكبيرة، ومهما كان الاختيار دقيقا سيكون قاصرا لاعتماده الطائفية والحزبية والقوائم على توزيع الحقائب وهذا قد يكون على حساب النزاهة والكفاءة الفنية والإدارية، فيبدو أن الأهم أن يكون للعرب السنة كذا عدد وللأكراد كذا عدد وللمسيحين لا يجوز أن يكون لهم أكثر من وزيرين لأن المعادلة سيعتريها عدم التوازن، لأن نسبتهم على نسبة الوزراء تصبح أكبر من حجمهم الطبيعي، وهكذا لباقي مكونات الشعب، دون النظر في المؤهلات، هكذا محاصصة قد لا تبشر بخير، لكننا نأخذ جدلا أن من تم اختيارهم هم من الأكفاء، وذوي الخبرة والدراية، لكن في المقابل هل سيعمل هؤلاء تحت ولاية الحكومة أم ولاية الحزب أو القائمة التي ينتمي إليها السيد الوزير، وهنا تصبح الطامة كبيرة جدا لأن الولاء لن يكون محسوما ونستطيع أن نرثى لرئيس الوزراء لأنه لم يكن المسؤول عن اختيار الوزراء بل تم فرضهم عليه، فكيف نستطيع محاسبته؟
العمل المنتظر: للوزارة عمل كبير وبحجم هائل بانتظارها بعد ثلاث سنوات ونيف من السقوط الذي حطم الدولة بكافة مرافقها، وألغى كافة الخبرات المتراكمة بحجة اجتثاث البعث وغيرها من الحجج، وتراكم الخبرة شيء مهم جدا في نجاح أي عمل، ونحن في السنوات الثلاثة الماضية عانينا من ثلاث حكومات قليل من وزرائها استمروا في مناصبهم أو اكتسبوا الخبرة المناسبة لكي نأمل منهم خيرا في الحكومة الدائمة، فتبدل الوجوه بفترات قصيرة له مساوئه التي لا تنقلنا إلى الأمام، كما أن الوزراء دأبوا على اتهام من سيقوهم بعدم النزاهة والعمل الجاد!!!
واليوم نحن أمام وزارة ستعمل لأكثر من ثلاث سنوات لأن مدتها الكاملة هي أربع سنوات ضاع منا خمسة أشهر بعد الانتخابات في مرحلة التشكيل وسيضيع وقتا آخر في نهاية ولايتها للتمهيد للانتخابات اللاحقة، هذا إذا لم يحدث ما ليس في الحسبان في الطريق وتحجب الثقة لنبدأ من جديد.
الملفات المهمة: دون شك فإذا سألنا أي عراقي عما ينتظره من الحكومة سيقول : الأمن .. الكهرباء.. العمل.. الوقود.. ملفات ساخنة ولا تقبل التأجيل، فإن أرادت الحكومة النجاح عليها أن تتصدى لهذه الملفات وتحدث طفرة نوعية باتجاه حل هذه الملفات لكي يشعر العراقي أن أملا بدأ بالتحقق، والعراقيون يصبرون كثيرا ولا يتذمرون بعنف أبدا إلا في أسوأ الحالات، نأمل من جميع الوزراء أن يضعوا العراق في حدقات أعينهم ويعملوا لتغيير وضع العراقيين نحو الأحسن وعندها سنفرح.
أمنية للحكومة النجاح على أمل أن نحصل الوقود بسرعة وبكهرباء أكثر من أربع ساعات في النهار والعمل الكثير الذي يسحب العمال من المساطر، وأمنا لا يجعلنا نغلق أبوابنا منذ أول الليل ونسير في الشوارع بحرية ونحظر الحفلات حتى بعد منتصف الليل، لكي تعود الحياة العامة لخط سيرها الطبيعي.
عبدالله النوفلي