المحرر موضوع: المواضيع والتعليقات في عنكاوا كوم  (زيارة 1162 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وديع زورا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 290
    • مشاهدة الملف الشخصي
المواضيع والتعليقات في عنكاوا كوم

ان الثقافة هي ذلك البحث في الجوانب المادية والروحية لا تقف عند حاجز فهي تتعدى حدود الزمن
والمكان والذات الفردية والجماعية واصبحت من الضرورات الموضوعية بين الشعوب والزاد الفكري
والمعرفي للذهنية الجماعية يقوم بانتاجها الافراد فهي تبحث في كل جوانب الحياة وظواهر الامور

حبيب تومي هو احد الكتاب المعروفين في كتابته وتعليقاته المستمرة في موقع عنكاوا كوم منذ
سنوات مدافعا عن القضية الكلدانية وكان في الساحة اخرون لهم وجهات نظر مغايرة تختلف جذريا
مع ما يحمل حبيب تومي من افكار ومفاهيم كان فيهم جميل روفائيل المدافع عن افكاره ومفاهيمه
ووسام شليمون الذي يميل الى التعصب بمواضيعه القاسم المشترك بين هؤلاء بأن اداءهم كان
نظيفا بحيث لم تضطر ادارة الموقع التدقيق كثيرا مما يقولون هم في بعض الاحيان متشنجون لافكارهم
وهذا مقبول

ايضا وايضا كان ضمن الكتاب والمعلقين الكثيرون ممن تقراء في كتابتهم وتعليقاتهم حقد دفين اعمى
ومحاولة تأجيج العواطف واشعال الصراع انه نموذج مصغر لحياتنا التي تضم اصحاب الفكر وتضم الواقعيين
وتضم المتعصبين والحاقدين يجب الا نستغرب او نستبعد وجود كل النماذج الممكنة وهذا ليس بخطر
كما يظن البعض

عانينا طويلا وشكونا من واقع اللون الواحد ( الفكر الواحد ) وتعدد الالوان في المجتمع ليست ظاهرة
مرضية بل على العكس هو ظاهرة صحية والنقاشات التي تظهر على موقع عنكاوا في الايام الاخيرة
تدل على العافية وليس كما يظن البعض على امراض خطيرة وقاتلة واشير الى مقالة الاخ عبد الاحد
سليمان بولص تحت عنوان ( الاشورية وسام شرف على (في) اعناقنا ام قيد في معصمينا ) بتاريخ
8 - 5 - 2006 باب المنبر الحر وكذلك مقالة الاخ وسام كاكو تحت عنوان ( هل الاشورية وسام شرف
حول اعناقنا ) بتاريخ 10 - 5 - 2006 باب المنبر السياسي طرح عقلاني ورد واداء نضيف

وطالما الكل يسعى الى اثبات حقائق او اقناع الاخرين بوجهة نظره بالطرق الحضارية التي تتسم بعدم
التجاوز والاساءة للاخرين لا يوجد مشكلة يجب الا يرعبنا ظهور اختلافات جذرية يجب الا يرعبنا وجود
من يدافع عن افكاره ومفاهيمه ومن يريد ان يحافظ على الوضع الراهن واخر يريد قلب الطاولة والتغير
الى واقع اخر هذا موجود ولا يمكن الا ان يكون فالاختلافات مميز طبيعي للحياة والصراع هو مكون
رئيسي للوجود الان ادوات الصراع تختلف وطرائق الاختلاف واساليب ممارسته تبدلت عما كانت عليه
حيث ان الادوات باتت في اغلب الحالات تعتمد على الاقناع والتأثير المتدرج في الراى والمحاولة في
التأثير على الادراك وتغيير السلوك من خلال الحوار وتبادل وجهات النظر اي من خلال اساليب حضارية
دون تجريح او اساءة ومس لكرامة الانسان والاحترام المتبادل

فأي حوار يبداء على اساس فرض وجهات النظر وتطبيع الاخر وانتزاع موافقته سيفشل بالتأكيد فالحوار
هو مركب من عنصرين لا يمكن الاستغناء عن احداهما في اي حال من الاحوال فعل التكلم اولهما
والاصغاء ثانيهما والاصغاء هنا لا يعني الاستماع يجب ان يكون عندنا رغبة حقيقية في التعرف على
ما يحمل الاخر وشغف في فهم ما يقول وان نبذل مجهودا كبيرا في محاولة ادراك ما نسمع وهنا
يوجد حقيقة غاية في الاهمية ليس هدف الحوار هو الاقتناع التام بقدر ما يهدف الحوار الى تبادل
الافكار وتمازجها ومعرفة الاخر

الحوار يبداء من احترام الاخر والتعامل معه بندية ويعتمد على مبداء غاية في الاهمية هو ان لا احد
يمتلك الحقيقة الكاملة والواقع الاقرب للتصديق انه كل واحد فينا يمتلك جزء من هذه الحقيقة والحوار
ببساطه هو تبادل هذه الاجزاء لتوسيع زواية الرؤية والتعرف على ما فاتنا ان نعرفه لانه بكل تأكيد عند
كل واحد فينا شيء لا يعرفه الاخر فلنجعل هدفنا هو التعرف على هذا الاخر وقراءة ما يحمل من
حقائق فاتنا ان نتعرف عليها

يجب ان لا تعمينا النقاط التي لا نوافق عليها عن رؤية النقاط التي نوافق عليها ومن هذا ايضا ان يلتقط
المناقش الخيط الذي يشابه اراءه في حديث الاخرين مهما كان رفيعا ثم يطوره ويعمقه ويوسع مداه
اعتقد ان الحوار المثمر هو الحوار الذي لا يجري في خطوط متوازنة ويقتضي ذلك ان نسمع ما يقوله
الاخرين وان نركز على نقاط الاتفاق لتوسيع الارض المشتركة بدل ان نركز على نقاط الخلاف وتقليص
الارض المشتركة فالناس سوف يظلون مختلفيين ولكن المهم من الناحية العملية ان تزداد مساحة
الارض المشتركة بينهم

اما من يمتلك احساس انه يمتلك كل الحقيقة اضن بانه ليس له مكان بيننا نحن البشر وليسعى
الانتقال الى فضاءات اخرى الى حيث يعيش الانبياء والقديسين فهو اعلم بمكان وجودهم منا

اخوتي الاعزاء
انا لا ادافع عن شخص مقابل الاخر ولكن ادافع عن الاسلوب الحضاري للمواضيع والنقاش وعن
الاحترام المتابدل بين الجميع مهما اختلفت اراؤنا ليبقى مستوى هذا الموقع عاليا شامخا
باعضاءه وبمواضيعه واساليب النقاش فيه
حفظكم الله جميعا







زورا وديع