المحرر موضوع: (هزيمة التنظيمات القومية الكلدانية ثلاث مرات في الانتخابات وحاجتها الى حركة تصحيحية)  (زيارة 3068 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
    (هزيمة التنظيمات القومية الكلدانية ثلاث مرات في الانتخابات وحاجتها الى حركة تصحيحية)
         ------------------------------------------
الحركة التصحيحية في التنظيمات السياسية هي حركة اصلاح وتقويم وتغير وانقاذ وتجديد لارساء قواعد واسس ودعائم جديدة داخل التنظيم الحزبي في الاتجاه السليم والصائب لتجاوز الخلل الفكري والتنظيمي والمحن والتسلط الدكتاتوري وطمس مبادىء القيادة الجماعية والاخفاق والتقوقع والشللية والجمود العقائدي والتعصب القومي ... حيث ان ظاهرة الحركة التصحيحية في احزاب شعبنا القومية ليست جديدة على الثقافة السياسية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري وشملت كذلك بعض الاحزاب العراقية العريقة حتى في فترة معارضتهم للحكم الاستبدادي في العراق .. انها ظاهرة طبيعية تعمل على خلق قيادات جديدة تحركها دوافع ورغبات ومسؤوليات وطنية وقومية ومبدئية تخص مصلحة الشعب العليا ...

من خلال قراءة تاريخية متفحصة لظاهرة الحركات التصحيحية التي حصلت في صفوف تنظيمات شعبنا القومية اتضح ان السبب الحقيقي والاساسي لهذه الظاهرة هو الشخصنة المفرطة والانانية للعمل القيادي والسياسي لبعض زعامات هذه التنظيمات وعدم اعتمادها صيغ مؤسساتية وتنظيمية شفافة ونزيه وديمقراطية لايجاد توازن واعتدال بين الاختلافات والتقاطعات في المواقف والاراء والصلاحيات والنفوذ وتوزيع المال ضمن تنظيم الحزب المعني وعقيدته وفكره وتنظيمه ... ان اغلب الانشطارات والانشقاقات والانقسامات تحصل لارضاء ارادة الجماهير التي ترفض الممارسات السلبية في قمة الهرم ومجموعته النفعية والعائلية والقبلية التي انفردت بمقاليد التنظيم وتسلقت الى قمة الهرم بدون وجه حق وبغفلة من الزمن الردىء ...

ان شعبنا الكلداني ابتلى ببعض قيادات التنظيمات القومية الكلدانية التي تتسم بعقليات قيادية مخادعة ومتعالية ومناورة ودكتاتورية ذو فكر قومي انقسامي وعاجزة عن التطور وفهم واستيعاب الاحداث المحيطة بشعبنا لان منطلقاتها شخصية وعائلية واحيانا قبلية مما يجعلها اسيرة وعامل كبح دائم لتطلعات وهموم وحقوق واهداف شعبنا القومية المشروعة في الوطن ... ان هذه العقلية القيادية البيروقراطية والدكتاتورية المتسلطة على رقاب تنظيمها الحزبي فرضت وصايتها بشكل غير مقنع على كافة مستوياته فكريا وقوميا وماليا واداريا بالتضليل والمخادعة واغفال قرارات المؤتمرات الحزبية والنظام الداخلي الذي اصبح يعدل على مقاساتها بدون مؤتمر حزبي !! لغاية في نفس يعقوب لديمومة سطوتها ودكتاتوريتها ونفوذ عائلتها بمبدء التوريث الحزبي والنيابي والمالي !! ..

ان مثل هذه الممارسات اطفأت واخمدت جذوة النضال القومي والوطني بين صفوف المنتمين لبعض تنظيمات شعبنا القومية الكلدانية حتى تجعلها في دوامة الركود والعجز والاستسلام والازمات .. ان استمرار مثل هذه العقلية في قيادة بعض تنظيماتنا القومية الكلدانية ادت الى تسميم اجواء العمل المشترك بين مختلف تنظيمات شعبنا القومية وكذلك في نطاق التنظيم القومي نفسه للابقاء على دوره كقائد اوحد وبدون منافس ماشالله !! وتشويه صورة العمل الحزبي القومي لشعبنا في الوطن والخارج وافتعال الازمات الحزبية رغم ظروف شعبنا المعقدة في الوطن بعد 2003 ... حيث يواجه شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن تحديات مصيرية تستهدف وجوده ومستقبله وحقوقه واهدافه والقضاء على تطلعاته ... وبعض التنظيمات القومية الكلدانية مشغولة في فصل وتجميد سائق او حارس او كادر حزبي !! طيب اين مصلحة شعبنا في مثل هذه المواقف السطحية !! ..

ان التناقضات الحادة التي تعصف بكيان بعض التنظيمات القومية الكلدانية وتمحورها حول الصيغة القومية المتعصبة والانقسامية والتي رفضها شعبنا في نتائج الانتخابات الثلاثة الاخيرة في العراق يجعلها محكومة بنتائج الفشل التي ظلت ترافقها خلال مسيرتها السابقة والانهزام المعنوي الذي يسود عملها خاصة بعد اخفاقها في ثلاثة ممارسات ديمقراطية انتخابية هي (مجالس المحافظات وبرلمان اقليم كردستان وبرلمان العراق الاتحادي) سوف يدخلها في نفق مظلم ومستقبل مجهول لا يمكن التنبوء بعواقبه اذ ستكون الاوضاع مستقبلا حبلى بمزيد من الانشقاقات والانشطارات والتشظي ...

وجدير بالاشارة في اخر مقال لنا حول مستقبل تنظيمات شعبنا القومية الكلدانية (الرابط الاول ادناه) كتبت الاتي ولا زلت عند رأي الشخصي حيث جاء في المقال (اتوقع حصول انقسامات وانشطارات وانشقاقات بعد الانتخابات التشريعية في العراق داخل التنظيمات القومية الكلدانية وانسحاب بعض قياداتها الكلاسيكية الى التقاعد وبروز قيادات قومية كلدانية معتدلة تؤمن بالوحدة القومية لشعبنا ..) انتهى الاقتباس .. حيث بعد الهزيمة المتوقعة لهذه التنظيمات في الانتخابات التشريعية الاخيرة انهمرت المقالات كالمطر في الاعلام والمواقع الالكترونية من بعض اخوتنا الكتاب الكلدان حول اسباب الفشل والمعالجات المطروحة وذهب اخرون لرمي الاتهامات والافتراءات يمينا ويسارا بدون وجه حق وادلة لتبرير الاخفاق ... هذا هو حال الخسران والمخفق دائما لان الخسارة والفشل مره في كل الحسابات والقواميس الا في قياسات من يريد ان يكذب على نفسه ليصدقها لوحده !! ...

وانطلاقا من الواقع المؤلم لبعض تنظيمات شعبنا القومية الكلدانية اعتقد ان بعض القيادات القومية والوطنية الواعية والمخلصة والنزيهة لهذه التنظيمات ومن واقع شعورها العالي بالمسؤولية التاريخية والقومية والوطنية والحرص الشديد على مصالح شعبنا العليا ومستقبله سوف تأخذ على عاتقها زمام المبادرة والتصميم والارادة والقرار في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من حياة شعبنا وامتنا بالقيام بحركة تصحيحية تقويمية بتعديل مسيرة الزعامات المتسلطة والدكتاتورية بتنحيتها واعفائها وذلك بوضع برنامج وخطاب ومواقف قومية اصيلة للسير بجدية وصدق وثقة ونكران ذات وروح جماعية ومسؤولية لرأب الصدع والاهتزاز داخل هذه التنظيمات وفقا للنظام الداخلي وقانون الاحزاب والجمعيات والقوانين المرعية ريثما يعقد المؤتمر الحزبي الاستثنائي لتنقية هذه التنظيمات من الاكدار والادران والشوائب التي علقت بها ...

كما فعل المجلس القومي الكلداني في مؤتمره الاخير 2009 حيث استطاع السيد ضياء بطرس الامين العام الحالي للمجلس ان يلملم جراحات واوصال المجلس المتقطعة وينهي اسطورة ادعاء الابوة على حزبه من داخل الوطن وخارجه هذا لا يعني اننا نؤيد موقف المجلس الانقسامي من الوحدة القومية لشعبنا وارتمائه في احضان بعض اصحاب النفوذ والسياسة السابقين وقسم من اقطاب الكنيسة الكلدانية من المتعصبين وفي نفس الوقت كلنا امل ان يتم اعادة المجلس القومي الكلداني الى وضعه الطبيعي للعمل مع تنظيمات شعبنا القومية بعد تعديل خطابه القومي بثقة وايمان وقناعة بأتجاه وحدة شعبنا القومية ...

ان ظروف شعبنا في الوطن وحاجته القومية تفرض وجود تنظيمات او تنظيم قومي كلداني واحد يستوعب اهداف ومصالح وحقوق واهداف شعبنا بشكل واعي ووحدوي ليكون محور تطلعاته القومية الوحدوية المشروعة وقادرا على التعامل مع كل تنظيمات شعبنا القومية والجماهيرية وتنظيمات شركاء الوطن بثقة ورشاقة ونضوج ومسؤولية واعتدال بعيدا عن العقلية الفردية المتسلطة والتعصب القومي والفكر الانقسامي والاغراض الشخصية والانانية التي كانت دائما حجر عثرة في طريق تطوير التنظيم وتصحيح مسيرته بأستمرار والتصدي لتحمل المسؤولية وبذل المزيد من الجهد والعمل والتضحيات بما يحقق اهداف وحقوق ومصالح شعبنا في الوطن ...

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,393104.0.html


                                                                   انطوان دنخا الصنا
                                                                     مشيكان
                                        antwanprince@yahoo.com