المحرر موضوع: دعوة للانضمام أم للانقضاض ...!  (زيارة 932 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل furkono

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 68
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
دعوة للانضمام أم للانقضاض ...!
الدكتور : أبراهيم أفرام
 
من أربيل  في شمال العراق وجه البرزاني  دعوة حيث جاء فيها ما يلي :
"ودعا بارزاني الكتل الأخرى في كردستان كالمسيحيين
والايزيديين والشبك للانضمام إلى الكتلة الكردستانية الجديد ة."
السومرية نيوز/ أربيل السبت 03 نيسان 2010
وطبعاُ عقب الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخراً و منها الدعوة لقوائم شعبنا الفائزة ، ومرة أخرى  كمسيحيين على خطى القوميين الشوفنيين من العرب والأتراك والفرس ( نسخة طبق الأصل : كردي مسيحي تساوي عربي مسيحي تساوي تركي مسيحي تساوي أيراني مسيحي )
فهل ستلبي قوائم شعبنا  تلك الدعوة وتحت أيةٍ شروط ..؟
بشكل عام أن   التعاطي مع أي شخص أو فئة أو مجموعة سياسية كانت أو ثقافية أو اجتماعية  من المفروض أن لا يتم إلا بعد الدراسة المستفيضة والمعمقة للذهنية والتفكير للذي تود التعامل معه ، ومن المهم وفي حالتنا هذه  لا بل ومن الضروري جداً معرفة البعد الاستراتيجي  للمشاريع السياسية والثقافية والاجتماعية للجهة التي تدعو للتعامل معها لا وبل تدعو  للانضمام إليها ... !
من الواضح أن أكراد العراق ومنذ تأسيس  الدولة العراقية  فشلوا في ترسيخ أي تحالف حقيقي مع بقية فئات الشعب العراقي من العرب والآشوريون ...وغيرهم لأنهم ليسوا معنيين بمستقبل الدولة التي ينطون تحت علمها ، بقدر ما  ينصب  جل اهتمامهم و من خلال تحالفاتهم باستغلال الفرص وتسخير الطاقات واٌٌلإمكانيات  وتوظيفها لهدف استراتيجي يحقق طموحاتهم القومية **واسترجاع لحقوقهم السياسية التي سلبت منهم وحسب ادعائهم **
   
ليس بخافي على أحد الاهتمام المستمر للقيادات الكردية المتجه نحو أعادة الحلم القومي ودون غيرهم ، فلا تهمهم القراءة الوطنية في الدول التي يتواجدون فيها، ولا تحقيق مفهوم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية والمواطنة  بل يهمهم محاولة خلق الأسس  و المقومات التي يفتقدونها والتي تؤدي بدورها  لبناء أمة خاصة بهم ، متجاهلين حقوق الشعوب الأصيلة وعلى أراضٍ ليست لهم ولا يمتون لها  بصلة ، بل أنقضوا عليها  وهذه كانت وما زالت ليومنا من الأسباب الرئيسية ولعقود من الزمن للمد والجزر بين تلك القيادات وبين  الحكومات العراقية المتعاقبة  سادها من التوتر والاقتتال وسقوط الضحايا من الطرفين مما يضع  المنطقة بأسرها على فوهة  بركان و محط أطماع  ومساومات وخلق الذرائع  لتدخل القوى اٌلإقليمية  والدولية .
 
لقد تحالف الأكراد مع المعارضة العراقية قبل سقوط النظام في بغداد وعملوا على تسخير  كافة  الامكانيات المادية والمعنوية لهم وللمعارضة من اجل تحقيق مشاريعهم القومية واستمرارية  تحالفهم معها كان مرهوناً  بحماية ما يسمونه مكتسبات تجربتهم الديمقراطية ومكتسبات نضالهم ، فالأكراد لا يهمهم نوع السلطة ، ولا نوعية الحاكم ، ولا نوعية الدولة التي يتعاطون معها ،  فلم يختلف الأكراد مع صدام حسين لكونه دكتاتورياً بقدر ما كان يقف صدام  في وجه طموحاتهم القومية والتي تأتي  في مقدمة اهتماماتهم  ويليها مصالحهم الحزبية والعشائرية وسلطنهم الأبوية الشخصية ليس على بني جلدتهم وحسب  وإنما  يتعدى  كل من يقع تحت سطوتهم من الشعوب وخصوصاً شعبنا  ،  وان حدث ما يناقض ذلك أو يقلل من أهمية ما يعتبرونه ثوابتهم وخطوطهم الحمراء  ،  فهم مستعدون  لضرب بعرض الحائط كل التزاماتهم وتحالفاتهم ليس مع القوى والفئات والدول التي يتعاطون معها وحتى مع أبناء جلدتهم ، فمصداقية وشفافية تعامل البرزاني  كانت على المحك مع المعارضة العراقية ومع غريمه وأبن جلدنه جلال الطالباني  في 30/ 8/ 1996 عندما أستنجد البرزاني  بقوات صدام لطرد قوات الأخير من أربيل .
أن الانضمام لأي  طرف عراقي اليوم يسعى لأهداف قومية ولا يهمه  المشروع السياسي للدولة التي ينطوي تحت ظلها ولو أسمياً ، ويتصرف كدولة ضمن دولة متذرعا بالفيدرالية حيناً وبحق تقرير المصير حيناً  ضارباً عرض الحائط حقوق شعبنا الأصيل  ليرفع بذلك  رصيد خيبا ت  الأمل  المتلاحقة للمراهنين من  أحزاب ومؤسسات شعبنا  خلال مسيرتها  السياسية والكفاحية ولعقود  الزمن مع من  يدعي بالظلم والتميز من (( الحركات الكردية )) .
 
لم تكن هناك مصداقية ولا شفافية  من القيادات الكردية في التعامل معنا  في كل مكان وزمان وكنا وقوداً  لنارهم ولنا من الأمثلة  ما يكفي  و منها على سبيل المثال وليس الحصر :
  أن عدم ذكر شعبنا الآشوري الأصيل  كمكون عراقي في خطاب القسم لجلال الطالباني  (ويقال عنه : الحقوقي ، الديمقراطي ، اليساري ) ولما يسمى بمنصب  الرئيس لدولة العراق  ، في حين تم قبلها تقسيم شعبنا بالواوات ومن خلال ما يسمى بالاجتماع المشترك لبرلمانهم الموحد في أربيل خريف عام 2002 متجاهلين  كل النداءات و اٌلاعتراضات من قبل شعبنا ومؤسساته، والتطبيل لديمقراطيتهم  المزيفة  والتي تجلت في الانتخابات البرلمانية لعام  2005 بنزع ملصقات المؤتمر الآشوري العام في مدن  شمال عراقنا لكونها  تطالب بفيدرالية آشورية أسوةٍ ببقية مكونات الشعب العراقي وعلى النقيض من ذلك  تسمح ديمقراطيتهم المثالية  لأكراد  شمال العراق باعتناق  الدين المسيحي  و بتأسيس  كنائس كردية تحت ذريعة وشعار  حرية المعتقد وألا كيف يمكن الانقضاض على (الكوتا المسيحية في النتخابات البرلمانية القادمة عام 2015 ) والكوتا  الفضفاضة والمخالفة أصلاً لدستورهم العنصري و اللاديمقراطي.
 
  الانقضاض على استحقاقاتنا القومية  أسهل وأيسر بالاستناد  ((للكوتا المسيحية )) والتي جاءت بمسرحية تراجيدية  ومهزلة سياسية قلما تجد مثيلاً لها اليوم في العالم ، لتحل محل المادة الخمسين والتي كانت بالأصل  متواضعة وأقل ما يقال عنها لذر الرماد في عيوننا  ، فتآمر أكثر من مكون عراقي في قتلها وصنفوها بانجاز لا يستحقه شعبنا ،  في حين تستمر اليوم  المزايدات  السياسية  للقيادات الكردية ومن دار في فلكها من أبناء أمتنا لما  يسمى(( بالحكم الذاتي لشعبنا والذي تسبقه إذا ما ... إذا...فيما... لو ...)) وحسب تفصيلهم  ومقاسهم والذي لم يستشف المروجون لذلك اٌلإدعاء   أية نتائج ملموسة فهي  فقاعات تطلق عند الضرورة وللاستهلاك الإعلامي   والسياسي في المناسبات الحساسة وعند الضرورة.
   
الشفافية السياسية والمصداقية للقيادات والأعلام الكردي وللأسف ما زالت  على المحك تجاه شعبنا ليس في العراق وحسب ، بل تعدى لدول الجوار والعالم حيث يتواجد شعبنا ومجموعات كردية : فما ترديد الشعارات المناوئة  لشعبنا بطرده من أرضه  في بيت زالين ( القامشلي) سورية عام 2004 وعلى خلفية أحداث ملعب كرة القدم ، مثالاً يستحق المراجعة  والتحليل و من كافة الجوانب :   
   إذا   كانت المجازر المرتكبة بحق شعبنا وعبر التاريخ حيث   لعب فيها دوراً   الجهلة  ورؤساء العشائر من  الأكراد وكانوا  أداة تنفيذها  وكانت ذروتها  في 1914 ـــ 1919 من القرن الماضي أما الشعارات التي رددها شباب متحمس وجاهل وفي بدايات القرن الحادي والعشرون وبعد حوالي قرن من الزمن والمسافة بين الموقعين لا تتعدى رمية حجر ، أليس من حقنا أن نسأل : فماذا كان دوركم أيها المثقفون الأكراد وكنت في مقدمة المتظاهرين هذه المرة... !؟
وأين المصداقية والشفافية الإعلامية الكردية فيما يتعلق بحقوقنا ومن تبليسي العاصمة الجورجية هذه المرة وبحضور أعلام أجنبي وجورجي حكومي رسمي وساترك للقارئ الكريم الحكم وعلى الرابط :
http://www.furkono.com/modules.php?name=News&file=article&sid=9008
أليس من حقنا التشكيك في المصداقية والشفافية لتك الدعوة أهي للانضمام أم  للانقضاض !؟
ألم يحن الوقت أن نوجه  القيادات الكردية الدعوة لمؤسسات وقوائم  وأحزاب شعبنا  للتحالف معها...؟
  وعلى أسس واضحة وصريحة وموثقة ليحصل كل ذي حق على حقه  وليس دعوتها
 للانضمام  ومن ثم الانقضاض على ما تبقى لنا كشعب أصيل... ؟
 وأعتقد من المستبعد أن تقدم القيادات على مثل هذه الخطوة على الأقل في القريب المنظور وعليه أقول :
دعوهم وشأنهم  ، دعوهم  يواجهون قدرهم ولو ولمرة واحدة ، ليواجهوا و ليسمعوا أخوتهم و شركائهم في الأرض ممثلي الشعب العراقي  وعبر البرلمان عن الانتهاكات المستمرة  لحرمة أرض آبائهم وأجدادهم أرض آشور وبابل ، وكيف يذبح شعبهم ويومياً من الوريد وإلى الوريد وعلى مرآى ومسمع  الصمت العالمي المخزي وقوى الحرية والسلام والتقدم في العالم والتي هي وللأسف في أجازة مفتوحة ، متمسكين بحقهم في وطنهم ومعتمدين على أرادة وصمود وثقة  أبناء شعبهم لهم  فهم أولاً وأخيراً منه وله .