المحرر موضوع: معرض " العصر الذهبي للكتاب الاسلامي المطبوع باللغة العربية في العالم الاسلامي  (زيارة 1233 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ريمون جوزيف جرجي

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 35
    • مشاهدة الملف الشخصي
معرض " العصر الذهبي للكتاب الاسلامي المطبوع باللغة العربية في العالم الاسلامي
للباحث القنصل حسين عصمت المدرس "



افتتح مساء الجمعة الواقع في 12/05/2006 هذا المعرض بدار مطرانية حلب للسريان الأرثوذكس وهو المعرض الوثائقي الاول في سورية عن طباعة الكتب الاسلامية وبداية انتشار الثقافة الاسلامية المطبوعة.
تم الافتتاح برعاية نيافة مطران حلب للسريان الارثوذكس وحضور السيد الدكتور معن الشبلي رئيس مجلس مدينة حلب ، كماحضرها نيافة المطران صليبا شمعون مطران الموصل ، ونيافة المطران جورج صليبا مطران جبل لبنان للسريان الارثوذكس ، اللذين يشاركان في  فعاليات مؤتمر التراث السرياني الحادي عشر في ذكرى مرور 1700 عام على ولادة ما افرام السرياني السوري بعنوان ( ما أفرام السرياني شاعر لأيامنا ).
كما حضر افتتاح المعرض لفيف كبير من رجالات وسيدات مدينة حلب وضيوفاَ أجانب وعرب ، أدباء وعلماء ، رجال دين وفكر ومثقفين مولعين بالكتاب ، تضمن المعرض كتباً أصلية مطبوعة لأدباءً وكتاباً كبار ، يرجع تاريخ طباعتها إلى الفترة من عام 1790 إلى 1936 للميلاد ، حيث طبعت بعضاً منها في تركيا والهند وايران وأوزباكستان .

القنصلية الملكية الهولندية بحلب وجمعية المرأة السورية للعلوم والتكنولوجيا SWST دعتا للمعرض ضمن دعوات " بروشورات" أنيقة فاخرة التصميم والإخراج احتوت على كلمات صادقة تخص المعرض  ، زينتها كلمة سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون  مفتي عام الجمهورية ، أما من كلمة الباحث صاحب المعرض فأختار :
" إن معرضي هذا حول انتشار الثقافة الاسلامية المطبوعة بين عامي 1790 و 1936 للميلاد ونحن نحتفل بحلب عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2006 هو أقل ما يمكن أن أقدمه بهذه المناسبة، لأضعه وردة بين يدي مدينتي حلب الشهباء عربون وفاء لما قدمته للعالم أجمع "                                                            حسين عصمت المدرس

ويعتبر هذا المعرض هو الثاني عن الكتب للباحث القنصل حسين المدرس ، حسيث سبق أن أقام العام الماضي معرضاً عن الكتب المسيحية الأولى المطبوعة في الشرق احتوى على أمهات الكتب الأصلية وكنوز أولى من المطابع العربية .
ومع افتتاح هذا المعرض يصل الباحث الكبير إلى تحقيق نصف حلمه الذي يسعى إليه منذ سبعة عشر عاماً ، فمازال أمامه طريقٌ لتحقيق النصف الثاني من حلمه بإقامة معرضاً للكتب العلمية ومعرضاً للكتب الأدبية أيضاً .
وبهذه المناسبة أرتجل نيافة المطران يوحنا ابراهيم حديثاً نابعاً من قلب  رجل يعشق الوطن ويفيض بالحب والتسامح مع الجميع فعبًرعن شكره وامتنانه للباحث والحضور الكريم ، وربط في كلمته بين معرض الكتب الاسلامية ودار المطرانية ، فتحدث عن الإخاء الديني الذي يعم هذا الوطن ، وعن الفرحة العارمة التي تجتاح أهل حلب بكل فئاتهم وأديانهم بمناسبة الاحتفال بحلب عاصمة للثقافة الاسلامية ، أما عن الحوار بين الأديان ومبدأ قبول الآخر والتعايش المشترك فقد وجه نيافته دعوة إلى الخارج كي يُلحظَ هذا التعايش الرائع ويُعرفْ مايعيشه أهل حلب من صفاء ووئام ، كما شكر الباحث على جهوده الجبارة التي بذلها في جمع هذه المقتنيات الأثرية النفيسة وأسلوب عرضها وترتيبها الرائع التي أخذت الوقت الكبير والجهد الوفير منه في سبيل إقامة هذا المعرض .
وفي نهاية حديث نيافته قدم الشاعر الوطني المعروف الأستاذ رياض عبدالله حلاق الذي كعادته دائمأً وحضوره اللافت فاح بكلمات عطرة وختمها بقصيدة رائعة بعنوان " الكتاب " شكر وقدر للباحث وأسرة آل المدرس العريقة على هذا الجهد الجبار المميز مبتدئاً القصيدة بكلمة " إقرأ " التي كان لها وقع كبير في آذان الحضور والمستمعين عرج فيها عن المعاني النبيلة الانسانية الصادقة والعلاقة التسامحية والتكاملية بين الدينين الإسلامي والمسيحي وتوحدها في عبادة الخالق سبحانه وتعالى.
هذا ويستمر المعرض لغاية يوم الثلاثاء   16/05/2006 والدعوة عامة .

ريمون جرجي


رأي في معر ض " العصر الذهبي للكتاب الاسلامي المطبوع باللغة العربية في العالم الاسلامي " للباحث القنصل حسين عصمت المدرس

حين تتجه غالبية  الناس وتتهافت لقراءة صفحات الانترنت وإعادة تحويل الإيميلات كنوع هش من الثقافة التي ليس لها موثوقية كنتيجة  ليسرها وسرعة الاطلاع على مضامينها ،  نتفاجأ بباحث من سوريا يتجه إلى منحى آخر من البحث والاقتناء مع أنه لاتنقصه الفطنة والذكاء فهو يتمتع بقدر كبير من الأصالة والوفاء  ، فيبدو أنه يعشق الكتاب عشقاَ لم تصفه كل قصائد الحب العذري ، فلديه دوافع للسفر إلى بلاد العالم الواسع للبحث عن أصل كتاب ، سبق أن تمت طباعته في دولة ما ولكن بلغة عربية منذ  عدة مئات من السنين ، فرحة هذا الباحث وسروره لا تنبع من جمع هذه الآثار والكنوز بل تنبع من خلال عرضها على الجمهور والباحثين عن العلم والثقافة والدين ، تخال أن في مخيلته شمساً تضيء له طريقه لينجز أحلاماً سها عنها الكثيرين منا، تواضعه الجم في الحوار ، وإسهابه في الشرح عن كل كتاب من الكتب المعروضة وكأنها جزء منه وهو جزء منها ، طريقة عرض الكتب والخزنات  الجميلة الراقية التي استراحت فيها الكتب المعروضة لحمايتها من العبث تدفعك للإعتقاد بأنك في متحف عالمي راقٍ يدفع الناس نقوداً كثيرة للإطلاع على مقتنياتها والاستمتاع بها ، بينما هنا يعرضها صاحبها دون مقابل بكل حب وزهو وعنفوان , فخره بأنه من سوريا ومن حلب بالتحديد لا يعادله سوى حبه في البحث والمتابعة وحفظ التراث .
يفاخر الباحث حسين المدرس بأجداده مفتيا حلب الشيخ عبدالرحمن أفندي المدرس(1840 م ) والشيخ تقي الدين باشا المدرس ( 1892 م ) ويهدي معرضه هذا إلى روحمها الطاهرة وهذا يدل على تواصل الأجيال وتكاملها لا صراعها من الناحية العلمية والأدبية فلابد أن أرواح
أجداده الطاهرة وهي ترفرف في جنان النعيم والخلد  تشعر بالغبطة والسعادة لهذا الابن البار الذي جعل مسيرة أجداده مشاعل نور لدرب قرر أن يكمله الآن بهكذا أعمال.
وقد احتوى المعرض على كتب قلما يراها أو يحوز عليها انسان في هذا الزمان فمن كتاب " تفسير القرآن الجليل المسمى لباب التأويل في معاني التنزيل" تأليف علي بن محمد ابراهيم المعروف بالخازن الذي طبع في مصر عام 1830 م ، إلى كتاب "النفحات النبوية في الفضائل العاشورية " للشيخ حسن العدوي الحمزاوي ( مصر عام 1830م ) وأيضاً كتاب "أصل التوحيد ومايصح الاعتقاد به" للإمام أبي حنيفة المطبوع في نيودلهي عام 1872 م ، لنصل إلى كتاب مهم له عنوان معاصر هو " مبدأ في بيان ارتباط التمدن بدين الاسلام" لصاحبه عبدالحميد الجابري الحلبي المطبوع في بيروت عام 1904 م الخ من كتب قيمة ومجموعات متكاملة ومتنوعة مطبوعة باللغة العربية.

ونحن ( أهالي حلب ) في زهوة أفراحنا  باحتفالات اختيار عاصمة للثقافة الإسلامية ، ومن خلال هذا المعرض النفيس كأن الباحث القدير  يعاهد نيابة عن أهالي حلب أجمعين ، بأن أهالي حلب  سيبقون باحثين ومنقبين عن الأصالة والأدب فما " حلب إلا حضارة وأدب " وستبقى حلب عاصمة للثقافة لا بل هاهم يضيفون إليها وإلى تاريخها عبقاً ستأتي أجيال لاحقة لتعرف عن حلب وأهلها ورجالها الوطنيين اللذين فاحت نفوسهم بحب الوطن وتراثه ، وسيقدمون تركة التراث الوطني للأجيال القادمة كما تسلموه من أجدادهم لا بل أضافوا إليه  .
كلمة نيافة مطران حلب للسريان الأرثوذكس يوحنا ابراهيم التي ارتجلها اثناء افتتاح المعرض أوضحت للحاضرين معنى العلاقات الرائعة بين أهالي حلب ومدى التواصل والتلاحم بين الشعوب والأديان وضرورة عدم قطع الحوار واستمراره لما فيه خير للأجيال و الأوطان ومبدأ قبول الآخر الذي ظهر من خلال أعمال ومعارض الباحث حسين  ، وقد نبعت من نيافته كلمات التوحد بين الأديان وتلائم الانجيل مع القرآن من تسامحٍ وغفرانْ ، وهذا ما أتى على إنشاده شاعر حلب والوطن رياض عبد الله حلاق في قصيدته الرائعة التي سبكها من جواهر الحروف والكلام ، التي أعطت لكتب المعرض زخماً وللحضور فخراً ولدار المطرانية شرفاً وطنياً ولأهالي حلب تسامحاً دينياً راقياً فقد أخى بين أبناء الوطن وجعلهم سواء بكل فئاتهم وأديانهم ، وألهب الحماسة الوطنية للحاضرين فصفقوا له شاكرين.
ريمون جرجي حلب Ray11968@hotmail.com