المحرر موضوع: واحة بعمق الصحراء الجنوبيّة تزدهر بالسواح الخليجيين -تثير نزاعاً بين محافظتين عراقيتين لاكتشاف نفط ف  (زيارة 2272 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل albabely

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 7917
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
واحة بعمق الصحراء الجنوبيّة تزدهر بالسواح الخليجيين -تثير نزاعاً بين محافظتين عراقيتين لاكتشاف نفط فيها

واحة ناصعة في عمق الصحراء تابعة إدارياً لمحافظة السماوة بالقرب من الحدود السعودية يرتادها هواة الصيد من الدول العربية المجاورة. فناحية البصية منطقة تختلف عن باقي المناطق العراقية الجنوبية
يمتاز سكانها بالتنوع المذهبي وذات طابع بدوي أهلها مضيافون حيث منع فتح مطعم أو فندق في المدينة على الرغم من كثرة السواح الذين ينزلون ضيوفًا في منازلهم.
مدينة بصية الحدودية مع السعودية كانت تعود إدارياً الى محافظة المثنى العراقية منذ تأسيس الناحية على مدى عشرات السنين وكانت بطي النسيان من قبل الحكومات العراقية ولكن المدينة بدأت تلاقي اهتمام المسؤلين الحكومين بعد ازدهارها السياحي من الخليجين ليقضون فترات لصيد الصقور والاستمتاع بمناظرها الصحراوية الخلابة فضلا عن اكتشاف ثروات نفطية ومعدنية في باطنها مؤخرا مما ادى هذا الاكتشاف الى تنازع بين محافظتين لضمها اليها.
وناحية بصية "280 كلم تبعد عن المثنى " واحة جميلة تتميز صحرائها في الشتاء واثناء هطول الامطار بمشاهد http://www.hurights.org/showthread.php?p=1224#post1224طبيعية متنوعة رائعة و منحوتات صخرية جميلة و بقايا أثرية مهمة. وشهر تشرين الثاني يعد موسم هجرة الطيور الجارحة كالحباري والكروان والصقور، وهذا يعني انخفاض درجات الحرارة وتحري سقوط الأمطار، وبداية نزوح الناس سياحيا أيضا نحو الصحارى.

وان المنطقة تشتهر "بالغزلان"حيث تتوفر في صحراء الناحية جميع أنواع حشائش الرعي وهي منطقة واسعة تقع جنوب الناحية. وتلقى السياحة الصحراوية رواجا بين الأشخاص الذين لم يألفوا أجواءها سواء كان من داخل العراق أو خارجه.وصحراء بصية تتوفر فيها بشكل كبير أنواع عديدة من الرياضات الصحراوية منها رياضة الصيد ومن الممكن قيام سباق الرالي ان توفر الامكانات المادية لاقامة مثل هذا السباق لانه سيضع محافظة المثنى ضمن قائمة الدول السياحية والرياضية العالمية.وتعد الصحراء فسحة التأمل لعشاق الليل العابق برائحة القهوة والمتسلل إليها ضوء القمر.
وهناك زوار من دول الخليج يتوافدون على صحراء بصية من اجل اصطياد الصقور متنوعة منها الصقر الحر الأبيض والأشقر وهو معروف لدى الصقارين بأنه النموذج الحقيقي والمثالي للصقر الحر.
طقوس وعادات
لاهالي بصية عاداتهم وتقاليدهم المختلفة عن غيرهم من سكان المحافظة بسبب تقاليدهم البدوية. منذ اللحظة الاولى لدخولك بصية ستكتشف انك امام عالم بدوي يملك طعما ساحرا لايضاهيه طعم اخر. فالكرم العربي والتنافس الحاد على استقبال الزوار واستضافتهم علامة لدى الساكن البدوي. ما ان تدخل حتى تجد نفسك وسط اجواء الترحيب المستند الى طيبة واصالة الصحراء والمجتمع البدوي. المضيف والليل عنصران اساسيان في حياة اهل بصية.
في المضيف تحتل القهوة بتقاليدها الصارمة مساحة واسعة في تكوين الشخصية بما تملكه من قواعد صارمة لايمكن تجاوزها. بالنسبة لليل فهو يشكل القسم الثاني من حياة البدوي هناك، يعود ذلك لانخفاض درجات الحرارة، حيث لا تقوم الاحتفالات الا مساء. حفلات البدو هناك لا تكتمل الا برقصتي الدحة والسامري الاولى اتعنيان لمسامرة المبارزة السلمية بالعصي، واجمل مافيهما انهما فعاليتان فنيتان جماعيتان وحاضرتان في يوميات الانسان البدوي، كتمثيل للاصالة والمحبة والذوبان في المجموع. تزين هاتان الرقصتان حفلات الزواج وغيرها من المناسبات الاجتماعية. والشعر النبطي او الشعر البدوي يمثل الى جانب جلسات السمر في بيوت الشعر متنفسا روحيا وثقافيا مهما لسكان الصحراء من البدو، وهو وسيلة جمالية وتعريفية وحكائية كانت الى وقت قريب الاولى في نقل احداث وتجارب سابقة.
وأهالي المنطقة هم خليط من الشيعة والسنة لا يعيرون للسياسة أهمية ولا تهمهم الطائفية يتزاوج أبناؤهم من الطائفتين ويتجاورون حتى تنقسم العشيرة الواحدة الى سنة وشيعة ويصلّون في الجامع الوحيد في المدينة الذي أطلقوا عليه اسم جامع "بصية الكبير".
الحياة الثقافية في الناحية تبدو بخير رغم صعوبات المكان والمناخ. فمثلا شاهد اهالي المنطقة الفنان داود نعمة عكش وهو واحد من ابناء الناحية يقيم معرضه التشكيلي الاول خلال احتفال الناحية بذكرى تأسيسها، قدمت فرشاته استذكارا ابداعيا لهموم الصحراء واصالتها وعنفوانها وجمالها الكامن وطبيعة الحياة فيها.
ايضا اسست مجموعة من نساء الناحية منظمة مجتمع مدني تعنى بشؤون الفتاة البدوية. واحلى اللحظات تلك التي تشتعل خلالها المنافسة الشعرية بين شباب الناحية، فالجميع هناك شاعر نبطي بالفطرة ما يخلق اجواء ثقافية حماسية جميلة. فالسبق في مجال الشعر النبطي يمنح حامله مكانة سامية في مجتمعه.
احتفال ونزاع
فجأة وجدت بصية الناحية المنسية نفسها على واجهة حدث لم يكن في الحسبان، اذ لم يعتد سكان المدينة ان يكون لهم شأن في اهتمامات الحكومة البائدة ولا الحكومات المحلية الجديدة سواء الحكومة التي ينتمون إليها اداريا (حكومة المثنى)،او الحكومة التي تطالب باستعادة بصية الى جذورها السومرية (حكومة الناصرية).
وفي خطوة غريبة لم تحصل من قبل احتفلت ناحية بصية 280 كم غربي السماوة اليوم بذكرى تأسيسها الـ51 وسط حضور رسمي واسع متمثلا بالحكومة التشريعية والتنفيذية في المثنى.
وقال محافظ المثنى إبراهيم الميالي في كلمة بالحتفالية "نحن في تواصل مستمر مع الحكومة المحلية في الناحية من اجل توفير الخدمات والحاجات الأساسية التي تمس حياة الناس في بصية، نحن نعمل على ان تتمتع بمظاهر الحياة الحديثة وهناك الكثير مما سنقدمه لهم ". وأكد الميالي "على إن بصية جزء لا يتجزء من المثنى وهي أمل المحافظة لما تحتويه أرضها من خيرات كثيرة سوف تسهم مستقبلا في تقوية وتدعيم الاقتصاد".
فيما قال رئيس مجلس المحافظة عبد اللطيف الحساني في كلمته "تمتلك ناحية بصية ثروات اقتصادية كبيرة مما جعلها مطمعا لبعض الجهات لضمها، لكن وقفة اهلها ووفائهم لمحافظتهم حال دون تلك المحاولات". وأشار الحساني "بصية تغفو على عدد من الثروات الطبيعية مثل النفط والمعادن، وستكون في السنوات القادمة قبلة للسياح والشركات الاستثمارية". وقال احمد حمدان رئيس المجلس المحلي في الناحية "نحن ومن خلال تواجد الحكومة المحلية نطالب بربط الناحية بشبكة طرق معبدة وكذلك تأمين شبكات الاتصالات حيث نحن نعتمد في اتصالاتنا على جهاز الثريا".
واضاف إن ناحية بصية والتي تمثل سدس مساحة العراق لو استغلت بالشكل الصحيح لساهمت بزيادة مدخولات المحافظة من خلال ما تملكه من موارد طبيعية كثيرة أهمها النفط الخام".
فيما قال واصف الجشعمي عضو المجلس المحلي في الناحية "إننا نطالب الحكومة بالمساهمة الفاعلة برفع الألغام المنتشرة وبكثرة حول الناحية والتي زرعت منذ حرب 1991 ولحد الان مشيرا إلى أن تلك الألغام تحمل الإشعاعات الضارة والتي أثرت على صحة المواطنين والمواشي الخاصة بالبدو الرحل ".
وذكر رئيس المجلس البلدي أحمد حمدان جبر، أن البلدة "تعاني الحرمان على رغم أنها من أكبر الوحدات الإدارية في العراق من حيث المساحة". وأوضح: "تشغل بصية مع الصحراء 6 في المئة من إجمالي مساحة العراق، و48 في المئة من مساحة محافظة المثنى، ولا يتجاوز عدد سكانها 1500 نسمة معظمهم من قبيلة آل جشعم، ولا يزيد عدد المساكن على 140 منزلاً".
وكان رئيس اللجنة القانونية في مجلس محافظة ذي قار صلاح الشمري قال إن "لدينا أدلة دامغة أن مدينة بصية كانت تابعة إدارياً لمحافظة ذي قار وأن النظام السابق كان اقتطعها وضمها الى محافظة المثنى في فترة السبعينات من القرن الماضي". وأضاف إن "مشكلة الحدود الإدارية مع محافظة المثنى كانت بدايتها عندما راجعت مجموعة من البدو مجلس محافظتنا لحفر آبار ارتوازية لهم في منطقة بصية وتم الاتفاق على إجراء اللازم لهم في تلك المنطقة".
وتابع: "لكن المشكلة بدأت عندما اعترضت محافظة المثنى لأن المنطقة تابعة إدارياً لها" مبيناً انه "تمت مناقشة الموضوع مع مجلس المحافظة وشكلت لجنة من أعضاء المجلس أخذت على عاتقها رفع توصية الى مجلس الوزراء لغرض ترسيم الحدود مع المثنى وضم منطقة بصية الى محافظة ذي قار". وقال عضو اللجنة القانونية في مجلس محافظة ذي قار مهدي طالب إن "سلطات ذي قار ستطالب بإدراج ناحية بصية ضمن المناطق المتنازع عليها والتعامل مع موضوعها وفق المادة 140 من الدستور
المرصد العراقي


http://www.hurights.org/showthread.php?p=1224#post1224
مريم العذراء مخلصتي * ويسوع الملك نور الكون  الابدي * وبابل ارض اجدادي