المحرر موضوع: دعوة إلى الوفاق والوحدة بين أبناء شعبنا: المسيحيون الأصليون بالعراق  (زيارة 1963 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل CANCA

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 3
    • مشاهدة الملف الشخصي

دعوة إلى الوفاق والوحدة بين أبناء شعبنا:
المسيحيون الأصليون بالعراق
[/b]


إن العالم بأسره يدرك أهمية الوضع الراهن بالعراق.  كما يدرك بدرجة أقل الأزمة التي نواجهها ، نحن الكلدانيون/الآشوريون/السريان،  وهي الأزمة التي سيتقرر على أساس ما  يجري فيها من أحداث ما إذا كان شعبنا سيكون قادرا على البقاء في واحدة من آخر الأمم التي تكوّن وطننا الأصلي، حيث يتواجد أهلنا بصورة دائمة.  فليس هناك جماعة تأثرت بشكل حاسم بالأحداث المتغيرة في العراق أكثر من سكان الشرق الأوسط من المسيحيين.   ومن بين هؤلاء المسيحيين ، فإن أبناء شعبنا - الكلدوآشوريون ، أكبر المجتمعات الناطقة باللغة الآرامية في العالم لحمة- هم الأكثر صلة بما يحدث.

إن لدينا في وطننا تاريخ شجاع جسور كورثة التراث القديم لبلاد مابين النهرين.  فمنذ القرن الأول بعد ميلاد المسيح ساعدنا تمسكنا العميق بمسيحيتنا الشرقية وتراثنا السرياني المتميز وتلاحمنا الصلب في مواجهة المحاولات المستميتة لإجبار شعبنا على التخلي عن تقاليده ونسيجه الاجتماعي - ساعدنا على الاعتماد بشكل قوي على مبادئنا الدينية وعلى قادتنا الدينيين والمدنيين. ومنذ بداية القرن الماضي واجهت شعبنا موجات رهيبة من العنف والاضطهاد والحرب والتمييز. إننا اليوم نواجه محنة عصيبة - وهي محنة ستقرر مستقبل السكان المسيحيين الأصليين في كل مكان بالشرق الأوسط، وخاصة بالعراق.

إن الأحداث المستمرة في العراق والتي أدت إلى هذه الأزمة السياسية والأمنية لا يمكن تجاهلها أو قبولها بدون اشتراك مسيحيي العراق. إن شعبنا ، كأمة واحدة ، لا يتطلب فقط الإخلاص والمثابرة الدائمة من نشطائنا الأهليين وإنما أيضا تركيز القلوب والعقول من قادتنا من رجال الدين ومؤسساتنا الدينية. وبناء على ذلك ، فإننا نتجه بأنظارنا إلى قادتنا الدينيين والمدنيين  مطالبين إياهم بأن تتوقف الأفعال والكلمات التي من شأنها أن تعمّق الفرقة بيننا وتضعف من كياننا كشعب. إن الفرقة التي تساندها أفعال وأقوال كهذه يتم استغلالها من جانب أولئك الذين يريدون لشعبنا أن يفقدوا قوتهم ، داخل وخارج العراق.  إن من الواجب علينا ألا ننساق وراء اختيار جانب من دون الآخر في وقت لا ينبغي أن يكون فيه إلا جانب واحد. إن جالياتنا لا ينبغي أن تعمل ضد بعضها البعض.  إن هناك ما ينبغي القيام به من أجل الهدف الموحّد الذي ننشده جميعا من أجل البقاء على قيد الحياة في العراق. يتحتم علينا أن نعمل معا وأن نرعى مصالح شعبنا ، وليس مصالح هؤلاء الذين يكسبون بسبب تفرقنا.

إننا ندرك أنه بغير العمل كجبهة موحدة ، لا يمكن أن نضمن الحصول على الحقوق الثقافية والاقتصادية والسياسية التي يقرها القانون الدولي والتي نستحقها على ضوء تاريخنا الأصيل الممتد لآلاف السنين في العراق. إننا إذا سمحنا بوقوع التهجمات السخيفة والكريهة على بعضنا البعض ،  وإذا سمحنا لأولئك الذين يفرقون بيننا على أسس قبلية أو طائفية بأن يتحكموا في مصائرنا ، فإننا سنشهد انحسارا منتظما لتواجدنا في وطننا. إن الأفراد الذين حاولوا في الماضي زرع الكراهية والفرقة بين أبناء شعبنا لا ينبغي أن يتلقوا التأييد  سواء بشكل مادي أو بإتاحة الفرصة لهم لإحداث مزيد من الفرقة. إن أبناء شعبنا سيفقدون الأمل إذا مافقدوا الثقة بقدرة قادتنا على توجيههم في طريق الوحدة بدلا من الفرقة والتمييز. كما أن مؤيدينا داخل وخارج العراق سينظرون لمسيحيي العراق على أنهم غير قادرين على التعاون وأنهم ميالون للعراك فيما بينهم والتعالي على بعضهم البعض أو تعظيم ذاتهم.

إن مبادئنا التي نعتمد عليها في غرس تلك المُثُل بين شعبنا ، وخاصة في العراق ، تقوم على استخدام القواعد العقلانية للعدالة والاحترام المتبادل وتبادل الأفكار بين جميع قطاعات وطوائف شعبنا ، خاصة في العراق.   إن هذه القواعد تدفعنا إلى أن نحترم حقيقة أن التصنيفات/التسميات المختلفة من آشوريين وكلدانيين وسريان هي تسميات متساوية ومتكاملة. إننا ندرك أن مثل تلك التسميات قد نتجت عن تاريخ طويل من الفرقة والانعزال على مدار قرون عديدة.   وفي نفس الوقت ، فإن تلك التصنيفات تجعلنا أكثر ثراء وتجمع في بوتقة واحدة مجمل تاريخنا وحقيقة وجودنا في الحاضر ونظرتنا للمستقبل.  إننا ندرك أيضا أنه كشرط من شروط الوضوح فيما يتعلق بالعدالة والاحترام المتبادل، ينبغي علينا أن ندرك حقيقة أن مصطلح "السرياني" يصف بشكل كامل ومفهوم تراثنا المشترك لبلاد ما بين النهرين واستخدام اللغة الآرامية على وجه الخصوص.

إننا الآن نتوجه إلى قادتنا المدنيين والدينيين كي يقبلوا بنهج الحفاظ على التواجد المتواصل والشرعي والفعال لشعبنا في العراق.  وبناء على ذلك فإننا نحث بقوة على:

•   إصدار تصريح محدد ، كأفراد ومؤسسات ومجموعات تعاونية ، ليس فقط ضد الفرقة والتطرف ، وإنما أيضا في صالح الوحدة والتعاون والمشاركة.
•   الدعوة قولا إلى توحيد شعبنا وبتنفيذ ذلك عملا بوضع سياسة عاجلة تطالب بأن يتمتع شعبنا بتصنيف موحد في الدستور العراقي الجديد - كشعب كلدوآشوري واحد فخور بلغته وتراثه السرياني. إن الدستور العراقي المرحلي ، المسمى "بالقانون الإداري المؤقت" (TAL) يوفر ذلك حاليا باستعمال كلمة "الكلدوآشوريون" لتمثيل الشعب الكلداني/الآشوري/السرياني في العراق.
•   مساعدة أبناء شعبنا خارج وداخل العراق على أن يدركوا أنهم - كمسيحيين يعيشون في بلاد تسود فيها أغلبية مسلمة - عليهم أن يقاوموا ويعارضوا بقوة أي إرساء لحكومة إسلامية ، من شأنها أن تجبر شعبنا على أن يلتزم علنا بتقاليد دينية ليست من تقاليده.
•   حث قادتنا في العراق ، المدنيين والدينيين على أن يتفهموا خطر لغة الخطابة التي تدعو للفرقة تحت مسمى زائف من الوطنية المفرطة ، وخطر الوقوع في فخ "فرّق تسُد" الذي يتعرض له شعبنا مؤخرا.
•   حث قادتنا المدنيين الآشوريين والكلدانيين والسريان ودعمهم في العراق في محاولتهم بناء "تحالف كلدوآشوري سياسي موحد" ذات تمثيل عادل ومتوازن ومؤهل من جميع طوائف شعبنا ، استعداداً للانتخابات القادمة في العراق.

إننا كآشوريين/كلدانيين/سريان لن نستطيع أن نوقف هجرة أهلنا من بيوتهم وقراهم في العراق إلا بالوقوف متحدين وأقوياء في ظل الاحترام المتبادل والمشترك. إننا - بطريقة أو بأخرى - نمثل بارقة الأمل لكافة مسيحيي الشرق الأوسط، لأننا نأتي في الطليعة عند الحديث عن التاريخ المأساوي للمسيحيين في أوطانهم الأصلية. إننا - أول المسيحيين وآخر الناطقين بلغة السيد المسيح - بعون من الرب - ومن خلال قادتنا الدينيين والمدنيين - يتحتم علينا أن نتوحد وأن نقف وقفة صلبة. إن الآخرين سيتشجعون عندما يتبادر إلى أسماعهم علناً من قادتهم المحترمين ما نعرفه نحن كحقيقة مقررة: أننا شعب واحد ، من أصل واحد ، وثقافة واحدة ، ووطن واحد.  إننا نقول ذلك بالطبع بالرغم من الفروق الثقافية والدينية الطفيفة بين أبناء شعبنا. إننا ، مع ذلك ، نعتبر أن هذه الفروق تكمل هويتنا الكلدوآشورية ولغتنا وتراثنا السرياني المشترك ولا تتناقض معها.

وعلى ذلك ، يجب أن نتقبل حقيقة أن اختياراتنا معا تصيغ وتشكل عالم أجيالنا القادمة.  إن أفعالنا يتحتم أن تكون أكثر فعالية من أفعال آبائنا المحدثين.  إننا نمر بلحظة حاسمة في تاريخنا ومستقبلنا. إن بمقدورنا العيش في العراق في سلام ورخاء ، متساوين ، فخورين بأمتنا الواحدة وثقافتنا المشتركة ومخلصين لها. إننا نؤمن بأن في الإمكان تحقيق ذلك فقط من خلال العمل الموحد لشعبنا.  نرجو أن تنضموا إلينا.