المحرر موضوع: نقد الحزب الشيوعي العراقي  (زيارة 1376 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Dia Dheyaa

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 94
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نقد الحزب الشيوعي العراقي

في البدء اعلم ان ماسأقوله هنا  سيُغضب البعض،رغم ان الكثيرين غيري قد قالوه بطريقة أو بأخرى بحق " الحزب الشيوعي العراقي "، فيهم من تصيد ويتصيد في الماء العكر، وفيهم مثلي من ينشد صادقا ان يأخذ هذا الحزب دوره الذي  يتمناه في ترسيخ أفكار اليسار  وبناء المجتمع العراقي الحديث.
حسنا نحن نعرف الكثير من "الأسباب الموضوعية" للإخفاق ”تزوير، فساد، استخدام المال العام، التدخل الخارجي، قانون الانتخابات، الرموز، الشخصية العراقية..الخ " لمسنا نتائج هذا الإخفاق في انتخابات عامي 2005 و 2010 وبالأرقام المعلنة من مفوضية الانتخابات " ،رغم زيادة عدد المصوتين لقائمة الحزب بمقدار 9.104 صوت كما موضح في الجدول المرفق..!وهذه الأسباب هي حقيقة مجتمعنا بعد كل الظروف التي مر ويمر بها ولن نتجادل بشأنها.
ولكن...!
ماذا عن الأسباب الذاتية للإخفاق..!!
على مدى أكثر من أربع سنوات هي الفاصل بين الانتخابين، كلما استبشرنا خيرا بتشخيص ومعالجة الأسباب الذاتية ،نُحبط بخلطها ثانية وثالثة بالأسباب الموضوعية،حتى بات جليا ان هذا الخلط هو هروب متعمد من تحمل المسؤولية واتخاذ قرار..!
مسؤولية القيادة في اتخاذ أكثر من قرار جريء..!
أولا وقبل كل شيء على المستوى الفكري عمليا..!!
الإجابة والعمل على سؤال مناصريهم ورفاقهم (مَـنْ نحن ؟ماركسيون أم شيوعيون، أم يساريون علمانيون بشكل عام، أم ليبراليون، أم اشتراكيون ديمقراطيون، أم كل هذا..من نحن؟ حددوا هوية الحزب الطبقية والفكرية!؟).
حين يتحدد الأول" الفكرة " بشكل عملي وجريء على ارض الواقع وبشكل واضح وبسيط يفهمه ابسط إنسان يمكنه من الدفاع عنها، سيكون العمل على المستوى الثاني التنظيمي أسهل، لان الفكرة وَضُحت.
كم من رفاقكم أو المتعاطفين معكم قادر على الإجابة على سؤال " لماذا يختاركم..؟!"
سألت هذا السؤال للعشرات في أربع محافظات من محافظات الوسط وبفترتين امتدت كل منها شهر قبل الانتخابات الأخيرة وبعدها..!
وكان الجواب اللاجواب هو ذاته مايصدر عن القيادة بخلط الموضوعي بالذاتي مع فارق ان هؤلاء غير متعمدين ،بل هو هذا مايعرفونه وما يصدر في الإعلام الحزبي العلني وفي النشرات الداخلية.
منذ أكثر من أربع سنوات ولحد الآن ومن عشرات البيانات للجنة المركزية والمكتب السياسي لمختلف المناسبات والمواقف لن يجد القارئ مايميزه كونه صادرا من حزب يساري ،اللهم إلا خلوه من " البسملة" ولو أضافوها وكان مضمونه يساريا لما كان هنالك اعتراض..!!
هنالك تخبط من قبل بعض قيادات المحليات،وإلا مامعنى ان يتم ترشيح احدهم ضمن قائمة" اتحاد الشعب " للانتخابات الأخيرة كان قد جرب حظه وفشل في الترشح على انتخابات مجلس المحافظات على قائمة"شبه دينية ".
نعم وللأسف هنالك جريمة تُرتكب بحق أفكار اليسار عموما والعراقي على وجه الخصوص، لأنها ماعادت تتلاحق ولا تنتج بل تذوي وغير قادرة على الإقناع والاستقطاب والإخصاب وخصوصا  الشباب،على الرغم من كل مايجري في العالم من أزمات اقتصادية وسياسية وبيئية تعزز اطروحات اليسار ومصداقيتها، ولكن في العراق مازالت قيادة الحزب الشيوعي العراقي تتعامل على ان العراق والعراقيين في كوكب آخر.
حسنا دخلتم لعبة الديمقراطية التي يتفق جميع لاعبيها من انها عرجاء،وهنا لإخلاف" ديمقراطية عرجاء أفضل من دكتاتورية دموية"..!
ولكن صرتم تعرجون مثلها وهذا ماتمثل في تحالفاتكم وإعلامكم وتنظيمكم وغيره ؟؟!!
غير قادرين على اتخاذ خطوات سليمة بأكثر من اتجاه..!!
خطوة اليمين تتعارض مع فلان اتجاه، ويجب الحذر منها ،وخطوة اليسار تتعارض هي الأخرى مع فلان اتجاه، ويجب الحذر منه ومنها ،وخطوة الأمام كسابقتيها..!!
مالعمل..!؟

أما آن الأوان لخطوتين صحيحتين الى الوراء من اجل خطوة واثقة في المستقبل الى الأمام؟!

قيادة الحزب الشيوعي هي من يجب ان تتخذ الخطوة الأولى في المسائل التالية على سبيل المثال لا الحصر:

أولا - بالتحضير الجيد والمتأني لعقد مؤتمر استثنائي للحزب على غرار التحضير الذي سبق المؤتمر الخامس "مؤتمر الديمقراطية والتجديد "يشترك في الإعداد له ومناقشة أطروحاته جميع منظمات الحزب وأصدقاءه والمتعاطفين معه..وغيرهم ،والتعامل بروح نقدية شفافة بدون إقصاء، تستمع للرأي الآخر من خلال فتح صحافة الحزب واعلامه أمام الجميع للتحضير وعدم إهمال رأي أي رفيق أو صديق وفي أي بقعة نائية كان.


ثانيا – تحديد الهوية الطبقية والفكرية، والتي على ضوئها يتم تحديد الخطوات اللاحقة.

ثالثا – مراجعة اسم الحزب على ضوء النقطة الأولى" تثبيته أو تغييره الى اسم آخر ".

رابعا – إيقاف إصدار جريدة الحزب الرسمية مؤقتا الى حين الوقوف على الأسباب الذاتية لعدم شعبيتها ،وبالتالي أعبائها المالية، والاستغناء عنها ببديل مؤقت تحت اسم آخر محدود التوزيع .

خامسا – إعادة تقييم الإمكانيات القيادية الذاتية للمحليات جميعا، بعيدا عن التذرع بالأسباب الموضوعية.

سادسا- مقارنة الأرقام بين المصوتين وأعضاء الحزب في المنظمات المختلفة طبقا للأرقام التي دونها مراقبوا الحزب في المحطات الانتخابية المختلفة ،لفرز وتحديد أعداد وهمية كبيرة من النفعيين ممن انضموا أو ضُموا للحزب كأسماء فقط ليس لها وجود،واستبعادها  ومن تستر عليها .

سابعا – وضع شروط صارمة يتم تفعيلها للترشيح ونيل عضوية الحزب.

ثامنا – التشديد على إيلاء أهمية مميزة لمحاضر الجلسات وللرسائل الفردية التي تصل الى المحليات كونها مرآة هيكلية التنظيم،والرد عليها ليشكل الأخير حافزا لكاتبها للعمل والمبادرة  وانه غير مهمل.

تاسعا – إعادة تقييم ايجابيات وسلبيات وجود مقرات للحزب في المناطق المختلفة وفقا لنشاطها الجماهيري وفعاليتها، وتبعاتها المادية ،واكتفائها الذاتي.

عاشرا – تخصيص ميزانية وإمكانيات خاصة لتأهيل كوادر نسويه على درجة كبيرة من الاحتراف للعمل النسوي،وذات الشيء فيما يخص العمال والمعامل.

احد عشر – إيلاء أهمية استثنائية بالشبيبة وبأي صديق أو عضو من الشبيبة في المرحلة المتوسطة أو الإعدادية يُتوسم به إمكانيات قيادية مستقبلية،وتشجيع المبادرات الذاتية.

اثنا عشر – تنسيق وتعاون المحليات في المحافظات المتجاورة والقريبة فيما بينها والاستفادة من الإمكانيات المتوفرة لإحداها دون الأخرى وبجميع أشكال النشاطات وخصوصا فيما يخص المرأة والشباب والعمال والكوادر الواعدة.

ثلاثة عشر – التشجيع على إنشاء مكتبة لكل منظمة ومساعدتها بتوفير أو عنونة أسماء كتب بعينها ضرورية للإعداد والبناء الفكري.

أربعة عشر – توأمة منظمات الخارج بمنظمات الداخل، شرط أن يتم الاختيار مركزيا ولمدة سنة أو سنتين، وبعدها توأمة ثانية مع منظمة أخرى وهكذا، ليتم التعرف والمساعدة عن قرب وهدم الهوة بين الخارج والداخل.

خمسة عشر – توجيه المحليات والمنظمات التابعة لها بأن يكون لها قاعدة معلومات تتجدد باستمرار عن عدد السكان وتوزيعهم ومهنهم ودخلهم وظروفهم الحياتية، عدد المعامل ومعلومات مفصلة عنها..الخ.

ستة عشر – شفافية المعلومات بشأن مالية الحزب لكل محلية من محلياته ،والتأكيد على ان أهم مصدر من مصادرها هي الاشتراكات والتبرعات،والمبادرات الذاتية.

سبعة عشر – متابعة الأعضاء و الأصدقاء والمتعاطفين السابقين ممن ابتعدوا عن الحزب لسبب أو آخر "غير النفعية" والتواصل معهم واطلاعهم على تفاصيل التغيرات التي حدثت وستحدث.

ثمانية عشر – التحرك بجدية وبدون شروط على الحركات والأحزاب اليسارية العراقية الأخرى من اجل "جبهة يسار عراقية موحدة " تلتقي على الحد الأدنى من المشتركات.