المحرر موضوع: الربان مار اتقن وجمعيته في ساسكاتون  (زيارة 1682 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خالد شعيا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 95
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                       الربان مار اتقن وجمعيته في ساسكاتون
في البداية اود ان ابين للاخوة القراء باني لست من معاصري تاسيس هذه الجمعية , اد انني حديث العهد نسبيا هنا في ساسكاتون وفي كندا ولكني وجدت انه من الضروري جدا التطرق لهذا الموضوع ( اي الحديث عن الجمعية ) لما لها من دور فاعل في حياة الناس هنا ولما قدمته من خدمات وانجازات لابناء الجالية العراقية في هذه المدينة وبذلك فقد استعنت ببعض الاشخاص ممن كانوا النواة الاساسية في تشكيل هذه الجمعية .
قبل الدخول الى نشاطات واهداف الجمعية لابد لنا من وقفة قصيرة مع اسمها الذي اقترن باسم القديس ( مار اتقن ) ذلك الراهب الناسك الذي عاش في منطقة جبلية وعرة وفي ظروف صعبة قلما يستطيع انسان ان يعيش في تلك الظروف وفي ذلك الوقت, لكنه اختار هذه المنطقة وشيد ديرا واقعة في اسفل الوادي , لقد كان لهذا الاختيار تاثيرا كبيرا في اناس هربوا من مناطق كثيرة ليجدوا في هذا المكان ملاذهم الاخير ,وتكريما لهذا القديس صاحب العجائب الكثيرة اقترن اسم الجمعية باسمه لتصبح ( جمعية الربان مار اتقن ).تعود الاصول التاريخية لتاسيس اول جمعية بهذ الاسم الى سنة 1977 وذلك في مدينة بغداد بعد ان وصلها العديد من ابناء واهالي هذه القرية اٌما بحثا عن فرصة افضل للعمل او هربا من الاضطهادات والازمات التي كانت تمر على القرية بين فترة واخرى من الاطراف المجاورة وخصوصا الجانب التركي , فبداء اعداد العوائل النازحة الى بغداد تتكاثر وبذلك كثرت مناسباتهم المفرحة والمحزنة اضافة الى المناسبات الاخرى . من هنا جاءت فكرة تاسيس الجمعية لتقوم بتقديم الخدمات والمساعدات والوقوف جنبا الى جنب مع افراح واحزان افرادها بالاضافة الى مد يد العون والمساعدة لكل من يحتاجها اضافة الى كل ذلك وهو الاهم احياء ذكرى القديس ( مار اتقن ) سنويا حيث يجتمع فيه كل ابناء القرية في مكان يتم اختياره يقضون فيه يوما كاملا يستعيدون فيه ذكرياتهم وقصصهم حول القرية وابنائها . بهذه الاسس وهذه الاهداف فرضت الجمعية نفسها بين العشائر الاخرى واستطاعت ان تكون مثالا في التنظيم والادارة .
مع بداية ثمانينات القرن الماضي ونشوب الحرب بين العراق وايران بدء معظم العراقيين التفكير بالسفر خارج العراق والهرب من محرقة الموت التي نشبت لاسباب لا يعرفها احد لحد الان فهرب العديد من العراقيين وخصوصا ممن كانت اعمارهم من ضمن الاعمار المطلوبة لهذه المحرقة فكانت لكندا ومدينة ساسكاتون بالذات النصيب الكبير من ابناء واهالي قرية اومرا بعد ان وصلوها مع مطلع ثمانينات القرن الماضي وبدؤا فور وصولهم العمل على لم شمل بقية اقاربهم ومعارفهم في العراق , بدات اعدادهم تتزايد في مدينة ساسكاتون وكانها بغداد في مطلع ستينات وسبعينات القرن الماضي ومرة اخرى بداء بعض الاشخاص بالتفكير مجددا في كيفية لم شمل العوائل ومساعدتهم والوقوف معهم وخصوصا القادمين الجدد وكاٌن التاريخ يعود من جديد فبدء التفكير باحياء جمعية الربان مار اتقن لتكون نواة لعمل منظم وادارة موفقة لمن يحتاج لمساعدة.
كانت الفكرة الاساسية لهذه الجمعية قد راودت كل من اسكندر بحو وميخائيل ياقو وميخائيل جبو ثم انظم اليهم ايضا وليد عيسى وصبري شمعون وسالم حنا وروني متي وبهؤلاء الاشخاص السبعة شكلت الجمعية وبدؤا على الفور العمل بعد ان صاغوا قوانين واهداف لتكون منهاج عمل وخط سير لهم للوصول الى اهدافهم . لقد كان شغلهم الشاغل في بداية الامر هو احياء ذكرى قديسهم وشفيعهم كما كانوا يفعلون في السابق ولان شفيعهم هذا قد علمهم الايمان والتعاون لذلك بدؤا التفكير بلم شمل العوائل الاخرى الموجودة في العراق او الدول المجاورة للعراق فقاموا بتسجيل جمعيتهم رسميا في الدوائر الحكومية ليكون عملها قانونيا ورسميا وكان ذلك مطلع عام 1997 ثم انظم اليهم 35  عضوا اخر, قدموا العديد من المعاملات والكفالات ولعدد كبير من الناس حتى يقال انه وصل الى اكثر من 480 شخص , كان هذا العدد كبيرا نسبيا, لم تستطيع اية جمعية او منظمة ان تصل اليه في عموم كندا بشهادة دوائر الدولة ذات العلاقة, ولم تكتفي الجمعية بهذا القدر فقط بل امتد ذلك الى مساعدة القادمين الجدد بايجاد مسكن مناسب لهم وايجاد فرصة عمل لمن يحتاج وكان الكل محتاج فاستطاعوا ان يوفروا العديد من فرص العمل خصوصا اذا عرفنا بان القائمين على هذه الجمعية قد اصبح لهم ثقلهم الاقتصادي في هذه المدينة.
اما في الجانب التنظيمي فقد كانوا وما زالوا سنويا يقومون باحياء ذكرى قديسهم وشفيعهم ( مار اتقن ) باٌحتفال  كبير يتم اختيار احد الايام يكون قريبا من الخامس عشر من اٌيار قدر الامكان ليقظون فيه ساعات النهار كله بفرح وسعادة يسترجعون فيه ذكرياتهم ويقدمون فيه الشكر والامتنان للرب يسوع وشفيهم القديس مار اتقن الذي كان معهم في كل خطوات حياتهم. وكانوا يرسلون مبلغ التبرعات والهبات التي تاتي اثناء الاحتفال الى العراق لمساعدة المحتاجين هناك او الى جمعيات او مؤسسات لراعية الايتام والطفولة.
لم تكتفي الجمعية بها القدر بل بدء التفكير في اتجاه اخر وبتعاون الجميع وهو شراء مبنى يكون ملائما لاقامة صلواتهم وتذرعاتهم الى الله سبحانه وتعالى , فعملوا في هذا الاتجاه وبهمة عالية وايمان عميق من قبل الكل وخصوصا اعضائها الرئيسيين السبعة التي ذكرت اسمائهم سابقا , استطاعت جهودهم ان تتكلل بالنجاح ويحققوا هدفهم بفتح اول باب من ابواب الكنيسة الكلدانية في هذه المدينة سميت باٌسم كنيسة القلب الاقدس وهو نفس الاسم الذي كانت تحمله كنيستهم في قريتهم ( قرية اومرا ) .لقد كان هذا من اهم الاهداف الذي استطاعت الجمعية ان تحققه وتصل اليه بالاضافة الى بقية الاعمال ليسجل في سجلها وتاريخها لما له من دور فاعل ومؤثر في حياتهم ولم شملهم وتقديم صلواتهم وطقوسهم وفق الطقوس والكنائس الشرقية وهو ما كانوا قد حرموا منه سنوات طويلة بسبب عدم وجود كنيسة مستقلة لهم لتكون بمثابة هويتهم وطابعهم الشرقي المميز. كانت هذه بعض من نشاطات وانجازات جمعية الربان مار اتقن هنا في ساسكاتون في كندا ولازالت تقدم خدماتها ومساعداتها لكل من يحتاجها وبدء اعداد المنتمين اليها يتزايد بشكل كبير ولازالت هيئتها الادارية تعمل بكل همة ونشاط وهم نفسهم : اسكندر بحو - رئيسا للجمعية
ميخائيل جبو - نائب الرئيس
ميخائيل ياقو - عضو
روني متي - عضو
وليد عيسى - عضو
سالم حنا - عضو
صبري شمعون – عضو
وقد اضيف الى هذه الهيئة كل من مرقس مرقوس وكاتب هذا المقال . ليصبح عدد اعضاء الهيئة الادارية حاليا تسعة اعضاء وهم يجتمعون بأٌوقات منظمة ليتباحثوا في امور جمعيتهم وما يحتاجه افرادها .
حقا انه عمل يليق باسم هذا القديس الذي اقترنت الجمعية باسمه وبسطت مباديء وتعاليم السيد المسيح من خلاله في المحبة والتعاون وكانها بذلك تنفذ وصيته (جعت فاطعمتموني وعطشت فسقيتموني وكنت غريبا فاٌويتموني وعريانا فكسيتموني ومريضا فعدتموني ومحبوسا فاٌتيتم الي ) متى 25-26 \25 .
شكرا للذين ساعدوني ببعض المعلومات التي كانت مهمة جدا لكتابة هذا المقال من اعضاء الهيئة الادارية وخصوصا الاخ الاعلامي ميخائيل جبو الاومراوي .

                                                                               خالد شعيا
                                                                          ساسكاتون  -  كندا