المحرر موضوع: لمزيد من كوارث ومعاناة لأربعة عجاف قادمة !!!  (زيارة 1059 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Abu Fady

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 84
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مارسيل فيليب / ابو فادي
marcelphillip@yahoo.com.au

         الحكمة تقول ( أول الغيث قطرة ) ، لكن دماء ابرياء شعبنا حتى بعد ان تحولت الى نزيف متواصل ، لم تعد تحرك ضمائر أي مسؤول في حكومتنا الديمقراطية  ، او حتى أي من .. الـ 62 نائباً فقط الذين تمكنوا من الأحتفاظ  بمقاعدهم في البرلمان العراقي الجديد .. بينما بعض من الـ 260  نائب المتبقين  من البرلمان السابق ممن حصلوا على جوازات سفر دبلوماسية لهم ولعوائلهم ، وأمتيازات لم يكن يحلمون بها ، وارصدة بالملايين في حساباتهم المصرفية  ، حصل على صوت واحد فقط في نتائج اتنخابات 2010  .
 ووفقاً لما أظهرته نتائج الانتخابات التشريعية التي أعلنتها المفوضية العليا للانتخابات فأبتسامة الفوز الحقيقي لم ترتسم  في الانتخابات البرلمانية الأخيرة إلا ّ على وجوه 15 مرشحا فقط من مجموع 325 نائب سنتشرف بتمثيلهم لمصالحنا وحقوقنا لمدة اربعة سنوات عجاف قادمة .. نعم 15 فقط استطاعوا أن يحققوا ، أو يتجاوزا القاسم الأنتخابي من الأصوات للمقعد الواحد في محافظاتهم .

    ما دعاني لكتابة هذه المقدمة التي يعرفها القارئ  ، أن يوم الأحد الماضي 23 الجاري تخلف 22 من نواب البصرة الفيحاء عن لقاء المجلس السياسي لأحزاب البصرة ، كما جاء في خبر على موقع اصوات العراق ، يقول (( وأوضح عباس الجوراني ممثل الحزب الشيوعي في المجلس السياسي “ للأحزاب الوطنية والدينية ” لوكالة ( أصوات العراق ) أن المجلس السياسي للأحزاب الوطنية والإسلامية التقى اثنين من الفائزين الجدد بعضوية مجلس النواب العراقي ، وهما حسين طالب وهيفاء العطوان من التيار الصدري، فيما تخلف 22 نائبا لأسباب مختلفة ، لافتا إلى ان ذلك يشكل بادرة غير مشجعة للتعامل مع ممثلي الشعب .
وأضاف ، كان الهدف من اللقاء هو وضع البرلمانيين أمام التزاماتهم التي قطعوها لناخبيهم في المحافظة، والإسراع في تشكيل الحكومة التي يجب أن تضع في أولوياتها مطالب الشعب ومشاغله، وتفويت الفرصة على الإرهاب والطامعين بزلزلة الوضع العراقي )) .   

  عزيزي القارئ ، بماذا يمكن تفسيرعدم تكليف 22 نائب نفسه للقاء ممثلي الأحزاب الوطنية والدينية للمجلس السياسي في البصرة .
      اهو غرور وتكبر أم غباء وعدم تقدير لمهمة وواجب النائب المنتخب ليكون خادماً للشعب ، يمثل ويطالب ويحقق مصالح المواطن والوطن ؟
       وان كان هناك الكثير من بين 310 نائب ( المعينين ) عن طريق احزابهم وكتلهم الفائزة بدون وجه حق امثال هؤلاء الـ 22 بصراوي ... سيحصلون على مقعد برلماني بفعل الأصوات التي سرقت من مرشحي القوائم التي لم تتمكن من تجاوز العتبة الأنتخابية ، حسب ما تم ترتيبه والأتفاق عليه بين الكتل الكبيرة حول تعديلات القانون الأنتخابي، تلك التعديلات التي هدفت لأفراغ مفهوم القائمة المفتوحة من محتواه ليبيح في النهاية وصول مرشحين الى مجلس النواب لم يحصلوا الا على بضع مئات من الاصوات، والغاء المقاعد التعويضية التي كانت الغاية منها تأمين حق الحائزين على المعدل الوطني في الوصول الى البرلمان، ومنح المقاعد الشاغرة الى الفائزين بدل توزيعها على ذوي الباقي الاقوى مثلما نص عليه القانون قبل تعديله المجحف.        أذاً .. مالذي يمنعنا من الصراخ والأحتجاج والأعتصامات الجماهيرية وأمامنا كل هذه الأوضاع الداخلية ونزيف الدم والمعاناة اليومية للمواطن المقهور اضافة لأستخفاف  امثال هؤلاء النواب بعقل المواطن العراقي بعد ضمان ( التبسمر ) ولمدة اربعة سنوات اخرى في نعيم المنطقة ( الحمقاء ) .

لماذا لا نطالب بإستقالة هؤلاء لعدم صلاحيتهم  كممثلين لنا ؟
كنت أشك  عزيزي القارئ سابقاً بأصدقاء يقولون لي إن شعوبنا ليست مؤهلة للديمقراطية ، لكنني غيرت رأي بعد تجارب عايشناها جميعاً عبر ممارسات أكثرية سياسي  (عراقنا الديمقراطي الجديد ) ممن اتخذوا من مبدأ ومفهوم الديمقراطية مطية لأحلامهم وتحقيق مصالحهم الشخصية ، رأينا جميعاً سباقهم وتقاتلهم وزيفهم ووعودهم الفارغة لمجرد ضمان الفوز بمقعد انتخابي ، واليوم نراهم  رغم خطورة ما يترصد بمستقبل العراق كوطن وجماهيرنا في الداخل ، منهمكون يتخاصمون ويتصالحون , يختلفون ويتفقون بشأن من سيتولى موقع رئيس الوزراء والمواقع السيادية ، لما فيها من ( لغف) وامتيازات لأحزابهم وكتلهم وحواشيهم واقاربهم ، وحتى عشيقاتهم  .
    عذراً عزيزي القارئ .. فقد بدأت اتصور اكثرية ساسة  ومرشحي بعض الأحزاب والكتل السياسية العراقية  ، وتهالكهم على المقعد البرلماني أو موقع سيادي في عراقنا الجديد ، أشبه بالحيوانات المنوية  التي تتنافس على تلقيح بويضة واحدة ، ويكون اقواها او افضلها هو صاحب النصيب !!
  لكن نتيجة هذا السباق الماراثوني العراقي وعبر عدة تجارب انتخابية  لا ينتهي كما في دول العالم المتحضرة ( الكافرة )  بمدالية ذهبية للمواطن والوطن أو ابناء المحافظة  ..  وانما  لمزيد من كوارث ومعاناة  لأربعة عجاف قادمة !!!