المحرر موضوع: مغـزى الهـجـوم على الإتحاد العالمي للكتـاب والأدباء الكلدان  (زيارة 1396 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كوركيس مردو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 563
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

مغـزى الهـجـوم على الإتحاد العالمي للكتـاب والأدباء الكلدان


رأت قيادتا التنظـيمَيـن الأشوريَـيـن للحركة اللاديمقراطية وللمجلس اللاشعبي الشوفينيتان الحاحـقدتان على الأمة الكلدانية ومؤسساتها الكنسية والعـلمانية في الـنـخـبة المثـقـفة مِن أبناء هذه الأمة العـريـقة التي أقـدمت على تأسيس إتحادٍ عام لكتـابها وأدبائـها  المنتشرين في مخـتـلـف أنحاء العالـَم ، بـُعـبـُعاً على شكـل كابـوس يـؤرقـها في يـقـظـتها ومنامـها ، فأوعـزت الى عملائـها ومأجوريها مِن أشباه الكتاب ليـُلـفـقـوا حـول هـذا الإتحاد كُـلَّ اشكال الـتُهم ويـُراقـبـوا كُلَّ تحـركاتـه وتـوجـهاته سعـياً للنيل منه وإفشال مساعـيه في الـذود عن هـوية أبناء قـومـه الكـلدان التي استُبيحت وأهـينت وسُلـب حـقـُّها .

لقد تمادت قيادتا هذين التنـظيمَين المشبوهين الموغـلـَين بالعنصرية المقـيـتة في سعيهما المستميت الى تغيـيب وجـودنا اـلقـومي الكـلداني وطيِّ صـفحات تاريـخ الكـلدان الناصع من أجـل الإنـفـراد بمقدرات الشعب الكـلداني بـدفع ٍ من أنانـيـتهما ومصالحهما الشخصية ، فتارة ً يصفان قـوميتـنا بالمذهب ، وعندما ينكشف زيفـُهما بهـذا الـوصف ، يعمدان الى إلصاق تسميـتهما المزيـَّفـة بقـوميتنا الكلدانية النبيلـة ، ليُكـوِّن هذا الـتلصيـق تسمية هجينة لا تمت بصلةٍ الى التاريخ ويستهجـنها الواقـع ، لأنها مبنية على الباطـل ولا يمكن لها الصمود أمام التحـديات الراهـنة ، وبالـنهاية  تجعـل من متـبـنيها مسخـرة ً امام العالـَم . وإزاء هذه المواقـف الجائرة ، كان لا بـد للكلدان من تأسيس أحـزاب ٍ وتـنظـيماتٍ سياسية واجتماعية وثـقـافـية لتـتصـدى للمحاولات الفاشية اللامسؤولة التي تـُحاك في السر والعـلـَن وبـدون هـوادة ضِـدَّ أبناء الأمة الكلدانية .

لهذه الأسباب كانت هنالك ضرورة مُلحة لإنبثاق إتحاد قـومي كلداني رائـد ينتهج الأسلـوب الثقافي والعلمي يحمل على عاتـقـه راية الأمة الكـلدانـية في بـَث الـوعي القـومي بيـن صفـوف أبنائها الى جانب الدفاع عن حقـوقـهم وتطلعاتـهم . فالإتحاد العالمي للكتـاب والأدباء الكلدان إنبثـق ليكون صوتا عالياً وواجهة ً اعـلامية يُمثـلها المثقـفـون الكلدان في كُلِّ زمان ومكان مِـن العالم ولا سيما في العـراق الـوطن الأم ، لـه الحـق بل مطالـَب مِن شعب الأمة الكلدانية في ايصال كلمته الى أية جهةٍ مسؤولةٍ في العالم ، وليس هو المثال الوحيد في العالـَم فهنالك العـديد من أمثالـه . وإذا كان بعض الحاقـدين مِن الكتاب المأجـوريـن يعتبرونـه غير قانـوني وليس مـُخـوَّلا للحـديث باسم الشعب الكلداني ، فلماذا انـتابهم الرعـبُ وأضناهم القـلـق مِن تـَحركات الإتحاد إذا كانوا يحكمون علـيها مسبقـاً بأنها غير ذات نـفـع ولا تأثير ؟ لماذا كُلُّ هذا الإجـترار في الكلام والإحتيار واللف والدوران ؟ إذا كان الإتحاد الذي قد قامت بتأسيسه نخـبة مختارة مِن الشعب الكـلداني مشهـود لها بالعلم والـثـقـافـة تـُعـتـَبَر مِن قبـل بعض بائعي ضمائرهم وذواتهم من المرتـزقـة الكـلدان غير مؤهـَّـلة للـتحـدث باسمه ، فـمَن هو المخـوَّل يا تـُرى ؟ الراكضون وراء الفـتاة الفائض عن موائـد أسيادهـم أعداء امتهم الكـلدانـية ، اؤلـئك الجاحـدون لقـوميـتهم الجاعلـون من ذواتهم أبواقاً تـنفـخ أمام مـواكب أصحاب الـزيـف والأكاذيـب ! ! !

إن الإتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان هو ظهير قـوي للتنظيمات الكلدانية وليس بـديـلاً عـنها كما يـُروج بعض أشباه الكـتاب المُهـرِّجـيـن المرذوليـن من قبـل أبـناء الشعب الكـلداني . لم يستخـف إتحادُنا بالإنتخابات لكنـَّه دان الممارسات التآمرية التي أدّاها ممثلو التنظيمين الشوفينيـين " الحركة اللاديمقراطية والمجلس اللاشعبي " بسرقتهم أصوات أبناء الكلدان بأساليب الغش والخـداع و و  ولـولا أصوات هؤلاء الكلدان المُغـرَّر بهم مِن أين كانت تأتيهم الأصوات ؟

كلمة أقـولها للمرتزقة من الكلدان وأسيادهم . الآمة الكلدانية كانت وستكون عصية ً عليكم ولن تؤثر في أبنائها المخلصين الشرفاء دسائسُكم ومؤامراتـُكم ، هذه الامة التي قاومت كُلَّ موجات الظلم والإضطهادات العنيفة عبر القـرون وحتى اليـوم صامدة ومحافظة على هـويتها القـومية ، لـن تنال منها شراذم ُ انعـزالية مِن أبنائـها انفصلت عنها في الماضي مِن الزمن مهما استخـدمت من وسائل دنيئة وأسليب مبتذلة .  أما كلمتي الى القيادة الكردية مع كامل احترامي لها ، فـقـد أخـطأت باحتـظان جـماعات كلـدانـية جاحـدة لأمتها وتعاملت معها كممثـلةٍ للكـلدان ، فهـل مَن جـحـد قـومَه بإمكانـه توفير النفع لـغـيره ويكون مخلصاً لـه ؟ للأسف قد تعاملـتم مع الإنتهازييـن الذين لا مصداقـية لـديهم ، وتـركـتم غالبـية الكـلدان ذوي المصداقية والمباديء الثابتة الذين لا ينكثـون العهـد ولا الـوعـد ،  إن الزمن كفيل بكشفكم للحقـائـق إن عاجـلاً أو آجـلاً ، لا محالة في ذلك .

إن الرسالة التي وجـَّهـها الإتحاد العالمي للكتـاب والأدباء الكلدان بشخص رئيس الإتحاد الى رئيس اقليم كردستان الأستاذ مسعـود البرزاني ورئيس حكـومته الأستاذ برهم صالح لم تكن استجـداءاً كما وصفـها أحـد أبناء الكلدان النساطرة " كلدان الجبال " في مقال بموقع عنكاوا ، بل كانت مناشدة ً لإنصاف الكلدان المهدورة حـقـوقـهم والمسلـوبة إرادتـهـم بـذرائـع واهية دبـَّرها مَن يـُد عـون بالآشورين زيفاً وبطلاناً . إن الكلدان لم يخسروا أيها المُهـرِّج بل كان دُعاة الآشورية المزيفة هم الخاسرين ، لأنهم ضحـّوا بهويتهم المزيفة عندما قبلوا بالكوتا المسيحية بـدل الكوتا القـومية التي تمتعت بها كافة المكونات العراقية الأخري حتى أصغـرها ( الأرمن والشبـك والمندائييـن واليزيدييـن ) ما عـدا المكـون المسيحي  مِن الكـلدان والسريان والآثوريـيـن الذيـن فــُرضت عـلـيهـم الكوتا المسيحية فهل تعتبر هذا اتصاراً قـومياً ؟ يا لغـباء مثل هؤلاء الفارغين . إن مَن فازوا وإن كان فـوزهم زوراً سيدخـلون البرلمان بصفتهم ممثلين للمسيحيين ليس إلا إذ لا صفة قـومية لهم حيث تـَمَّ تجريدهم منها رسمياً .


الشماس كوركيس مردو
عضو الهيئة التـنـفـيـذية
للإتحاد العام للكتاب والأدباء الكلدان
في 25 / 5 / 2010