خبر غريب جداً و يجب ان يدخل هذه المدرسة بكتاب كنيز للارقام القياسية ...
مدرسة تأسست منذ اربعين عاماً و لم تخرج طالباً و احداً ... كل ما يصل طالب الى الامتحانات النهائية يتسرب من المدرسة لسبب من الاسباب ... و حتى العام الماضي كان الخبر السعيد عند وصول ثلاثة طلاب الى الامتحانات النهائية و لكنهم مع ذلك لم يمتحنوا في المدرسة انما في مدرسة اخرى ... عجيب ما يحصل في مدرسة الشبكة الموجودة في المناطق الحدودية للنجف و أهل تلك المنطقة هم ذو عادات بدوية و هم من السنة و الشيعة المتعايشين و لكنهم عازفين عن الدراسة و عن الحياة و هم لم يتذكروا من التاريخ سوى صورة للجنرال كلوب باشا القائد الانجليزي للجيش الاردني في الاربعينيات من القرن الماضي و صورة مدير المدرسة ؟؟؟ .
نريد طالباً واحداً يتخرج ليفتح فتحة في الشبكة التي علقت فيها هذه المدرسة ... و ادارة المدرسة تناشد وزارة التربية لتحسين الظروف القاهرة بكل معنى الكلمة التي تعيش فيها هذه المدرسة و المنطقة بشكل عام .
قد يكون خبر غريب من الناحية الواقعية التربوية و لكنه واقعي جداً اذا اخذناه كدلالة على الواقع السياسي العراقي الذي نعيشه الان و حتى الذي عشناه في السابق ... لم تستطيع مدرسة العراق ان تخرج سياسي واحد من شبكة الانانية و حب السلطة ليرى الناس كيف تعيش و ماذا تريد ... و يسأل السياسي نفسه هل يستحق هذا الشعب ان تضحي و لو قليلاً .. نتفق انه لا يضحي و لكن هل يستحق ان يتنازل و لو قليلاً ليفتح باب للحوار و التعايش و جعل عجلة الحياة تدور ... الله يرحمه نوري السعيد باشا قد يكون الطالب الوحيد المتخرج من هذه الشبكة و من ذلك اليوم كل السياسيين العراقيين و ابناء الشعب العراقي يذكرونه بخير و يمدحونه و لكن لا يتشبهون به لانهم تعلموا ان الكرسي يجب ان يكون معه سيكوتين يلصق مؤخرتهم به ليدوم الحال .
