المحرر موضوع: تذكار مار إقليمس ومار ايرينأوس  (زيارة 1053 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل nori mando

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 174
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تذكار مار إقليمس ومار ايرينأوس
الشماس نوري إيشوع مندو
القراءات الطقسية:
القراءة الأولى: أعمال الرسل 19 / 8 _ 20 ثم دخل المجمع وكان مدة . . .
القراءة الثانية: 2 قورنتس10 / 4 _ 18 فليس سلاح جهادنا بشرياً ولكنه . . .
القراءة الثالثة: متى 24 / 45 _ 47 فمن تراه الخادم الأمين العاقل الذي . . .
                  + متى 25 / 14 _ 23 فمثل ذلك كمثل رجل أراد السفر . . .

   1_ القديس إقليمس: هو البابا الرابع في سلسلة الباباوات. استمرت حبريته من سنة 88 وحتى سنة 97. كانت حبريته مفصلاً حاسماً في تطور الكنيسة وانتشار المسيحية. ففي رسالة له تعود إلى السنة 96 وجهها إلى جماعة المؤمنين في كورنتس يحاول أن يهدىء الذين كانوا يهددون بتدمير نظام الجماعة، فيظهر في موقفه هذا رئيساً حقيقياً للكنيسة. وبهذه الصفة يتوجه بخطابه إلى هؤلاء المؤمنين. ومما يؤكده في رسالته أن النظام هو ناموس الكون، وهو مبدأ المجتمع المسيحي. وعلى المؤمنين أن يطيعوا الأوامر كما يطيعها عساكر الجيش الروماني. والوفاق والطاعة هما المبدآن اللذان يجب أن يوجها حياة المؤمنين قي كورنتس. كان أثر تلك الرسالة بالغاً وثابتاً.
   فبعد سبعين سنة من تلقي مؤمني كورنتس إياها، كانوا يستمعون إليها كل أحد في جو من التقوى التي امتازت بها الجماعات الأولى. ورسالته هذه ذات أهمية لأنها ترسي مبدأ تنظيم الكنيسة التراتبي، وهو المبدأ الذي أكده القديس إغناطيوس أسقف أنطاكية ،  وخلفه إفوديوس في رسائله. وتعود هذه الرسائل إلى أوائل القرن الثاني، وتتحدث بوضوح عن الأسقفية وعن سيامة الكهنة كنظام عادي قائم. والقديس إغناطيوس الأنطاكي يعتبر أول من وصف الكنيسة بأنها كاثوليكية  أي جامعة.
   ولعل القديس إقليمس حضر استشهاد القديسين بطرس وبولس، وأيضاً القديس يوحنا الرسول الذي لقي عذابات الاستشهاد في أيام حبريته. ويؤكد طرطليانس  أن القديس يوحنا تحمل عذاب الزيت المغلي، لكنه نجا منه بأعجوبة، ثم نفي إلى جزيرة بطمس حيث كتب إنجيله. 

   2_ القديس ايرينأوس: ولد بين سنتي 135_ 140 في مدينة سمرنا في أسية الصغرى وهي مدينة أزمير الحالية في تركيا. وفي تلك المدينة كان يستمع إلى القديس بوليكربس  الشيخ تلميذ القديس يوحنا. سنة 177 كان كاهناً في كنيسة ليون، ولما توفي أسقفها بوتينس في السجن خلفه ايرينأوس في أسقفية ليون. وفي ظل ولايته الأسقفية تكاثرت المسيحية.
   كان ايرينأوس آسيوياً بمولده وتربيته الأولى، وغربياً بنشاطه الذي مارسه. فجسد تلاقي محيطين ونزعتين. وهو أثبت ما لكنيسة روما من سلطة خاصة، وما للخلافة الرسولية من شأن.
   وقد رد على الغنوصيين  قائلاً: " تدعون أن يسوع سلم تعليمه إلى بعض الرسل. فهل يعقل أنه لم يسلمه إلى بطرس وبه إلى المسؤولين عن الكنائس الكبرى ". وكان له نظرة شديدة التفاؤل إلى الإنسان، وتصور مشرق للمسيحية. وأرسى بما وصفه في علم لاهوت الوحدة وتاريخ الخلاص أسس علم لاهوت الرأي القويم، ونجح في زمنه في دحض البدع التي كانت تهدد نقل الكرازة الرسولية نقلاً صحيحاً.
   ولإيريناوس آراء غنية جداً عن التربية الإلهية. وكان يقول بأن الإنسان خلق في البدء في حالة الطفولة، وأن الله تكيف تربوياً مع هذه الحالة. واستخلص من ذلك أنه على الإنسان أن ينمو وعلى الروح أن يتعود العيش بين البشر. وهذه النظرة هي نظرة عصرية إلى أقصى حد وأكثر انسجاماً بكثير مع اكتشافات التطور، من النظرة الجامدة التي عرفتها الفلسفة المدرسية في القرون الوسطى، والتي كانت تجهل كل من يختص بزمن ما قبل التاريخ. فكانت تتصور أن آدم عاش في الفردوس في حالة من النضوج الكامل.
   لا نعرف الكثير عن موته، وربما راح ضحية مذبحة عامة حدثت في حكم سبتيمس ساويرس حوالي سنة 202، والكنيسة تكرمه على أنه شهيد. 
   وتحتفل كنيسة المشرق بتذكار مار إقليمس ومار أيرينأوس في الجمعة الثانية من سابوع الرسل.