المحرر موضوع: ليست الاشورية نقمة العصر!  (زيارة 2180 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Odisho Malko

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 15
    • مشاهدة الملف الشخصي
ليست الاشورية نقمة العصر!
« في: 19:14 31/05/2006 »
ليست الاشورية نقمة العصر!


   نقم على الاشوريين والاشورية كتّاب التوراة اليهود من خلال اسفارهم (العهد القديم)، والكلديين الدخلاء الى أهوار العراق (بلاد البحر).
   وكانت دواعي هذه النقمة لدى الكلديين ـ يجب التمييز بين القبائل البدوية الكلدية المتسللة الى جنوب العراق، وبين فئة معروفة في المجتمع الاشوري سواء في بابل أو آشور وهي الكلذان، هذه الجماعة التي كانت تمارس العرافة والسحر والتنجيم ولايخفى ما لهذه المهنة من أهمية في الحياة الدينية والفكرية للعراقيين القدماء ـ ناجمة عن قيام الجيش الاشوري بصدهم ومنعهم من العبث بالاراضي الزراعية والمدن ومراكز الحضارة العراقية القريبة اليهم وتحديداً في بلاد بابل والتي كانت قبل ذلك تسمى بلاد سومر ومن ثم بلاد أكد.
   أما لدى دولتي يهوذا واسرائيل فكانت النقمة ناجمة عن العمل التأديبي الاشوري المتكرر عليهما بسبب دورهما الكبير في اثارة الشغب والتآمر ضد المصالح الاشورية وخاصة التجارية منها، شرق البحر المتوسط من خلال تحالف هاتين الدويلتين مع المصريين والدويلات الارامية والفينيقية المنتشرة في بلاد الشام.
وهذا الذي ذكرناه بخصوص العلاقات بين الكلديين والعبرانيين من جهة والاشوريين من جهة أخرى، لا يختلف عليه اثنان ممن لهم الحسّ التاريخي والشرف العلمي والاكاديمي، عرباً كانوا أم أجانب، شرقيين أو مستشرقيين.
   وبالعودة الى عنوان المقال: يمكن القول أنه ما عدا هاتين الحالتين فالاشورية كانت نعمة للبشرية ودولها من خلال دورها الكبير وجهدها الخلاق في مجال العلم والمعرفة، وعلى مدى عمرها الطويل سواء قبل المسيحية أو بعدها، ومن خلال نشرها اصول الكتابة شرقاً وغرباً. وان مسألة كون معظم ابجديات العالم وخطوطها عائدة في اصولها الى الكتابة المسمارية العراقية باتت محسومة ومن المسلمات لدى العلماء. تلك الكتابة المبتكرة في سهول سومر والتي سهر الاشوريون على تطويرها واختزال رموزها لتصبح أقل من ثلاثمائة علامة، بعد ان كانت ايام سومر وأكد تعدّ بالالاف.
وقد حمل الاشوريين الحرف ومعه العلم والتربية والدين والثقافة حيثما ذهبوا، عسكرياً من خلال الحملات العسكرية، ومدنياً من خلال التجارة الاشورية الواسعة مع الخليج (ديلمون ومالوخا) والهند واواسط آسيا والساحل السوري ومصر. أما بعد المسيح فمن خلال الحملات التبشيرية بالانجيل المقدس الى الشعوب التركستانية والمغولية والتترية في آسيا الوسطى والشمالية.
ولايسمح البحث بالخوض في التفاصيل والاتيان بالادلة، لذلك نكتفي بقول جورج رو: "... نحن ابناء القرن العشرين يجدر بنا ان نعترف بدَيننا لسكان وادي الرافدين القدماء... ويجب ان نضيف الى هذا الميراث مباديء الادارة الكفوءة، وهي من ابداع الاشوريين بالتأكيد. وبعض الاعراف كتتويج الملوك وعدد من الرموز المستخدمة في الفن الديني كالهلال والصليب المالطي وشجرة الحياة..." وأضاف قائلاً: " ان الطب الاشوري ـ البابلي هو الذي مهدّ الطريق لقيام حركة الاصلاح الطبية الابقراطية الكبيرة خلال القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد."  .
ومعروفة هي قصة ابتكار الخط الايغوري من قبل المبشرين النساطرة لدى الشعوب المغولية خلال القرن الخامس الميلادي (لاحظ الشرفنامة للبتليسي).
   كما ان ابعاد وتفاصيل وتأثير المشروع الاشوري العراقي التبشيري الى الشعوب الاسيوية المختلفة من خلال الرهبان الغيارى لكنيسة المشرق معروفة جيداً، ولتوضيح ذلك نورد ما قاله رئيس الكنيسة الكلدانية (الكاثوليكية) الحالي مار عمانوئيل دلي معتمداً على كتابات  F.J. Hamilton وتوما المرجي وطيماثيوس الاول ودوفيليه وساخاو  ونيسران وغيرهم كثيرون، حين قال:
"...ويعود الفضل الاكبر الى طيماثاوس الاول (780ـ820) الذي وسع من آفاق وجهود التبشير المسيحي في آسيا الوسطى معتمداً بصورة خاصة على رهبان دير بيت عابي، فهو يكتب في رسالته الى سرجس مطران عيلام أنه رسم مطراناً للترك، وانه يعدّ العدة لرسامة مطارناً للتيبت وأنه ارسل اساقفة الى  شهرزور ورادان (داران). وسيرسل آخرين الى الري وجرجان وبلد وداسان وبيت نوهدرا. وان شوخاليشوع اسقف الديلم نال اكليل الشهادة، ولذا فأنه يريد ان يملأ الفراغ الذي تركه برسامة اسقف محله. وقد ارسل الى هناك عشرة رهبان من دير بيت عابي. ويحق لهذا الرجل الغيور ان يكتب متفاخراً: (لم تعد هناك بقعة ليس لنا فيها اسقفاً او مطراناً) لقد حمل ابناء هذه الكنيسة ايمانهم الى أقاصي الارض، فنرى آثارهم في منشوريا ومنغوليا"  .
   ومن خلال هذا المقتبس القصير يلاحظ القاريء الكريم دور وأهمية دير بيت عابي في العملية التبشيرية وعندما يعلم بأن هذا الدير يقع غرب مدينة عقرة الحالية وبالقرب من نهر الخازر، هذا النهر الاشوري القديم، عندها يستطيع الوقوف على الدور العظيم لرجال آشور في المشروع التبشيري لكنيسة المشرق. وان الدور الذي مارسته هذه الكنيسة (الذي حمل طوال أحد عشر قرناً الحضارة والثقافة المسيحية الى شعوب آسيا الوسطى والشرق الادنى)   كان دوماً على علاقة مباشرة بشخصية الجاثاليق البطريرك ابن هذه الكنيسة وقائدها.
   وفي أواخر القرن الثاني عشر ومطلع القرن الثالث عشر الميلادي عندما انطلقت موجات الجنس الاصفر من ديارها في آسيا الوسطى متجهة نحو الشمال والغرب والجنوب كالفيضان تدمر كل شيء، كان لكنيسة المشرق الاشورية حصة من هذا الدمار الى درجة لاتحسد عليه. اذ سقطت المدن والابرشيات في الديار الاشورية الاصلية والبلدان المحيطة بها والتي كان العمل التبشيري فيها قد ازدهر وأثمر، وجراء ذلك كله انحسرت هذه الكنيسة في جبالها وهضابها وعلى ارضها القومية وفي الجزء الشمالي الجبلي منها تحديداً، والمحصورة بين خط سنجار الموصل اربيل الى بحر وان شمالاً، ومن بحيرة اورميا شرقاً الى جزيرة ابن عمر غرباً.
   وعندما كانت الامة وكنيستها تلملم جراحاتها بعد سقوط اربيل آشورياً 1310 ومن خلال مجمع البطريرك مار طيماثيوس الثاني (1318 ـ 1332) والذي حثّ فيه الى بثّ التعليم في الكنيسة مجدداً: "... على رعاة الكنيسة ومديريها ان يبذلوا اهتماماً كبيراً في توطيد التعليم الديني..." بدأت البعثات التبشيرية تخطط وتنفذ وبشكل جاد ومنسق ومستمر لاستمالة الاشوريين الى كنائسها ومذاهبها الغربية فكانت الحملة واسعة وموجهة الى كل الاشوريين سواء في الكنيسة المشرقية أو الكنيسة السريانية (اليعقوبية) او في العقيدة الايزيدية الذين كان الاتصال الاول بهم من قبل الراهب الفرنسي الكبوشي بير جستين دي نوفي في (1668) قرب حلب في منطقة جبل سمعان  . ولتحقيق غايات تلك البعثات، قد اتبعت اساليب شتى وفي أماكن شتى، والتي تخللتها المؤامرات والافعال غير الاخلاقية احياناً كثيرة.
لقد استقبل الاشوريون صنوفاً عديدة من الاشخاص ذوي مستويات علمية وافكار وطروحات مختلفة، وانطلاقاً من الجهل الكبير لديهم بتاريخ وجغرافية وطبيعة الثقافة والعقائد المشرقية جاءت كتاباتهم وقصص رحلاتهم مثقلة بالاخطاء الجغرافية والتاريخية خاصة. وبهذا الصدد يقول مار دلي: "اذ بدأ المرسلون والرحالون يجوبون بلادنا الشرقية ويطلعون أكثر فأكثر على تقاليدها وريازة كنائسها.... فقد اخطأوا عندما ظنوا ان بغداد هي بابل وان البطريرك الجالس في دير الربان هرمزد قرب آشور، حالياً الموصل، في ديار بابل، فخلطوا الحابل بالنابل، وخبطوا بين الشمال والجنوب! وهكذا تغلب هذا الاسم الذي له جذوره في الكتاب المقدس أي "بابل" على سائر الاسماء وباشرت روما على أثر التقارير التي تصلها والاخبار الحاملة اسم الديار البابلية منذ نهاية القرن السادس عشر وبدء القرن السابع عشر تطلق على البطريرك اسم (بطريرك بابل على الكلدان)..." 
   هذا هو أصل ومنشأ التسميات المعاصرة كالكلدان وكنيسة بابل وبطريرك بابل على الكلدان...الخ. وهذه هي الخلفيات التي خلقت كل هذا الجدال والتراشق والتكذيب ونفي الآخر والذي دام أكثر من ثلاثة قرون ومازال لحد الساعة يثير البغضاء بين ابناء الشعب الواحد والبيت الواحد وحتى بين الاخوة والاخوات والزوج والزوجة. اذ تؤكد المصادر الرصينة في هذا الخصوص على ان الوضع لم يكن كذلك قبل ان تطأ اقدام المبشرين ديارنا الشرقية. وخير ما نسعف به هذا الرأي ما أورده مار دلي رئيس وبطرك الكلدان في العالم حين قال:
(في سنة 1565 كتب البابا بيوس الرابع الى مار عبديشوع الجزري يلقبه بلقب وهو: "بطريرك الاشوريين أو الموصل أي بطريرك الموصل في آشور الشرقية)  . ويلقب البطريرك نفسه بـ (بطريرك آمد في ديار الشرق التي هي آشور) وذلك في سنة 1562  . ويضيف مار دلي قائلاً: (بقي هذا اللقب "جاثاليق الموصل في آشور" حتى أواخر القرن السادس عشر تقريباً)  .
   والبطريرك المذكور نفسه يعترف عام 1994 بوجود كنيسة آشورية عندما قال: [ ومار عبديشوع خياط "1895 ـ 1899" اذ يرسل رسالة البابا لاون الثالث عشر الى مار شمعون روبين بطريرك الكنيسة الاشورية "1861 ـ 1903"]  .

   بعد هذه المقدمة المختصرة ايها الاخوة، حول الوضع الاشوري حضارياً وسياسياً وكنسياً اصبح لابد من الدفاع عن الاخوة الذين كانوا سبباً وراء كتابتي هذا الموضوع وأخص منهم السيد سام شليمون، نزار ملاخا، الدكتور وليم وردا وكذلك مايكل سيبي ورياض حمامة وزورا وديع وغيرهم كثيرون من الذين يسهرون الليالي في قلب الصفحات الكثيرة وتصحيف الانترنت باحثين عن هفوة أو زلّة لسان أو جملة صادرة عن شخص مختص بغير قصد، أو عن غير مختص بقصد، ليدافعوا بها عن كلديتهم ويقذفون بالاشورية الى الهاوية أو بالعكس تماماً. فانقسم الاخوة الى فريقين متخاصمين في هذا المجال دائماً, بينما، الخصم الحقيقي يتربص بهما من الخارج وهو يأجج نار الخصومة والفرقة بين الاشقاء ويرسم خططه ويضع ستراتيجيته على ما تجود به اقلام هؤلاء المتقاتلون مثل:

1 ـ (نهاية مقالك كانت مخيبة لامال الكلدان، فقد أختل توازن ميزان العدل في يدك لمصلحة الاشوريين).
2 ـ (لقد اعترف قداسة المرحوم روفائيل بيداويذ بأنه آشوري القومية ولكن قداسة مار دلي قال انه كلداني).
3 ـ (وفي الحقيقة محيَ اسم آشوري منذ سقوط امبراطوريتهم).
4 ـ (ان الكنيسة المسماة اليوم بالكنيسة الاشورية كانت حتى سنة 1930م تسمى بالكنيسة الكلدانية..)
5 ـ (عزيزي السيد وليم: ان تفكيرنا نحن الكلدان هو اننا كلنا كلدان...)
6 ـ (... ختماً للمار شمعون والمكتوب بالكلدانية: "محيلا شمعون بطريركا دكلذايي")
7 ـ (القائد الكبير آشور جدّ الاشوريين قد هاجر هو ايضاً من شنعار وحلّ في آشور)
8 ـ (الاشوريون هم جماعات كلدانية هاجرت في بدايات الالف الثالث ق.م خارجة من ارض بابل متجهة صوب ما بين النهرين..)
9 ـ (انهم جماعة نسطورية لم يعرفوا سابقاً بالاشوريين الا في أواخر القرن التاسع عشر..)
10 ـ (ان الكلدان هم الشريحة الكبيرة في كنيسة المشرق التي هي كنيسة وشعب ضم الكلدانيين والاشوريين..)
11 ـ (ان زوال الشعب الاشوري كياناً ووجوداً سيبقى ظاهرة غريبة وملفتة للنظر...)
12 ـ قال سنحاريب (في السنة الاولى من حكمي تمكنت من الحاق الهزيمة بمردوخ بلادن واستوليت بعون الاله آشور على 75 مدينة كلدانية... اسرت ما مجموعه 208000 وجلبتهم الى البلاد الاشورية...)
13 ـ (لقد اختلف العلماء في أصل العنصر الاشوري..)
14 ـ (ذكرت التوراة ان اصلهم "الاشوريين" من كلدو وخرجوا منها الى آثور واستوطنوها).
15 ـ (ان السواد الاعظم من الاشوريين قد نزح من بابل...)
16 ـ (عام 614ـ612 ق.م احدى الكوارث العارمة المعروفة في التاريخ فأنها لم تتضمن فحسب دمار اداة الحرب الاشورية، ولكنها تضمنت كذلك محو الدولة الاشورية من الوجود واستئصال الشعب الاشوري).
17 ـ (..والشيخ مشزب مردوخ الكلداني استطاع الاستيلاء على عرش بابل بعد معركة ضد الاشوريين للفترة (691ـ689) ق.م. ودحر من قبل الاشوريين)
18 ـ ( تشير المصادر التاريخية في عام 126 ق.م استطاع الشيخ نابوبلاصر الكلداني بطرد الاشوريين من بابل وأعلن نفسه ملكاً عليها...)
19 ـ (فلم يكتفوا بتدمير عاصمتهم الشهيرة نينوى، بل شردوا الشعب الاشوري..)
20 ـ (الألاقِشة الكلدان وقفوا امام جيش كامل العدة والعدد ليحموا من جاء دخيلاً الى قريتهم "الاشوريون"..).
21 ـ (.. انكم كلدان الجبال، فبعد ان تخلى عنكم الانكليز تعرضتم للابادة الجماعية ولم ينجكم من تلك الابادة الا كلدان الرافدين الالاقشة أي أهل القوش..)
22 ـ ( الاثوريين مأخوذة من أثرايي.... وبمنتهى الصراحة تعني الوطنيون أي السكان المحليون للارض..)
23 ـ (وبعد ان هدأت الحرب الكلامية.... ترى بعض المتطفلين يعاود نشر الافكار المسمومة...)
24 ـ (اطلب منك أن تنقي فكرك من كل سموم وان لايكون فكرك سام كأسمك... سؤال أخير أساله لك: من الذي اسقط امبراطورية الصنم آشور سنة 612 ق.م ؟...)
25 ـ (اخوك غير السام "......" ناشط قومي كلداني...).

   ايها الاخوة لقد التقطنا (25) مقتبساً وبالاحرى كتلة نارية يفوح من معظمها زمهرير الموت ودخان التعصب ومكر اولاد الافاعي عانى منه الرب في ارض فلسطين! أقولها شهادة للتاريخ ليسمعها كل متخندق ضد أخيه العراقي. لنا بعون الله، الهائل من الاجوبة القائمة على الحقائق الاكاديمية والمسلمات التاريخية لافحام هذه العبارات النارية ولكننا سوف لانخوض في هذا المضمار بسبب انعدام الضرورة وضيق الوقت والمساحات الورقية!. هذه المقتبسات التي تفيد الا لزرع الفتنة والشرّ وجرّ المناضل والمفكر من ابناء هذه الامة القائم هيكلها على جمام الشهداء الى المعارك الجانبية، وذلك لفسح المجال مرة اخرى امام الغريب ليحقق مآربه ان لم يكن قد حققها فعلاً ونحن نستمتع بألعابنا (عباراتنا) النارية لنمزق بها كرامة أخ لنا في الامة والوطن والدين والتقاليد والثقافة... نحن الذين نشارك بعضنا في جميع المناسبات والطقوس والممارسات الدينية والاجتماعية، نحن نصاهر بعضنا... نحن لنا أخوال محترمون من القوش وتخوما وباز وجيلو وزاخو واورمي وسلامس وتلكيف وبخديدا وعنكاوة ومن جميع بقاع بلادنا الحبيبة، ولكن ليس لنا نفس الانسان الغربي المتمدن ولا نفس الانسان العشائري الشرقي الدمث الحليم الصبور على مشاكسات أخيه الاقل مالاً وحلالاً او الاقل صبراً وحلماً شرقياً عزيزاً علينا.
   تصوروا ايها الاخوة الاجلاء ان احدنا عيّر أخيه مستخدماً اعتى اسلحته في صولة جريئة من هذه المعركة "القيلقالية" الباطلة! وهي: (هل وضع الاشوريون القوانين كما فعل حمورابي؟ هل عرفوا الصناعات الكيمياوية ومشتقات النفط؟ هل استمتعوا بمشاعر الحب؟ هل عندهم أسد بابل رمز الكلدانيين....؟؟؟؟)
   رغم رغبتنا في عدم الاجابة عن الاسئلة والحجج التي استخدمها الاخوة اعلاه في الدفاع والهجوم. الا اننا خدمة للعلم وصوناً للحقيقة نقول جواباً على اربعة "هلات ـ جمع هل ـ" الاخ المغوار الذي هدم بها اسوار نينوى مرة أخرى حسب ظنه ولكن في مطلع القرن الواحد والعشرين، نقول:
 
[1ـ لم يكن حمورابي وشعبه واسلافه يوماً كلديين، وان صاحب هذا الطرح سوف لا يلقى الاحترام والمكانة العلمية في جميع المحافل الاكاديمية عند البوح بهذه النظريات البعيدة عن المنطق والحقيقة. كما ان العراقيين عرفوا القوانين قبل حمورابي سواء في آشور أو سومر أو منطقة نهر ديالى. حيث وصلتنا قوانين وشرائع متكاملة مكتوبة قبل شريعة حمورابي بزمن غير قليل مثل قوانين شمشي أدد الاول من آشور. وقوانين اورـ نمو من سومر وقوانين أشنونا وهي دولة في منطقة الخفاجي على نهر ديالى شمال شرقي بغداد.

2ـ  الاشوريون عرفوا الكيمياء والتعدين واستخلاص الحديد والقصدير من الجبال الاشورية، وان العديد من المناجم الاشورية مازالت شاخصة ومسجلة آثارياً بأسمهم. وهم الذين صنعوا العجلة الحديدية واستخدموها عسكرياً لاول مرة في العالم. وان النفط والقار كان يستخرج سيحاً من ارضهم في كركوك وحمام العليل ومنطقة الهيت (هيتو). وان جميع القار المستخدم في العمارة البابلية والسومرية مستورد من بلاد آشور. وفي هذا المجال هل تسمحون لي ايها الاخوة المتقاتلون، ويسمح لي الحق والتاريخ بأن استعمل "هل ؟" لمرة واحدة، واقولها لنا جميعاً يا أخوتي في الاشورية: هل نسيتم مئات الكيلوغرامات (المكتشفة) من المصوغات الذهبية للنساء الاشوريات والتي هي من عيارات النقاوة عالية يصعب انتاجها كيميائياً في هذا العصر، وعليها من النقوش والتطريزات والفن والصياغة التي ادهشت العالم بأسره، ومن الكتابة ما يقرأ بواسطة المكبرات البصرية او العدسات وليس بالمكبرات الصوتية، السلاح المستخدم للمقاذفة الرخيصة بيننا.

   3ـ ان قصائد الحب لم تكن بعيدة عن مكتبات نينوى ومشاهد الصيد والفروسية وحدائق الحيوانات والتي خلدتها لوحات الفنان الاشوري تتلقفها المتاحف العالمية. وان النحت البارز الذي هو سمة فنية آشورية دون منازع مازال مصدر الهام ودهشة لدى كل من له اهتمام بالاثار القديمة في الشرق والغرب.

   4ـ كيف يمكن تعظيم تلك الكتلة الصخرية (أسد بابل) الخشنة في الملامح والبدائية في المهارة الفنية. والتي بسبب ذلك تصرّ الجمهرة الكبيرة من علماء الاثار على كونها غير عراقية، لان مستوى النحت العراقي السومري والاشوري والبابلي والاكدي كان ارفع ذوقاً وأحسن مهارة من هذا العمل.
ثم ان هذا الاخ كيف نسي او اراد للعالم ان ينسى رمز العراق  lammasu والذي سمي šidu اي الملاك الحارس، الذي كان يزين ويحرس بوابات المدن الاشورية الرئيسية وكذلك القصور والباحات الرسمية للدولة. هذا التمثال الجميل الجامع للعناصر الحضارية الثلاث: القوة والسرعة والعقل. والذي تفتخر به معظم المتاحف العالمية المشهورة مثل متحف اللوفر والبريطاني وطوكيو وبنسلفانيا والمتحف العراقي......الخ.]

   ايها الاخوة الا يكفي الخصام والتلاعب بالالفاظ وتصيد العبارات المفضوح لاثبات الكفاءة الشخصية والأنا الهدامة. ما لنا والتاريخ؟ ما لنا والاثار؟ ما لنا والدين والكنيسة والتوراة، وما لنا.... وما لنا....!! وبالمقابل لنا حضارة وتاريخ سومر وأكد وبابل وآشور...وقبلهم حضارة الانسان القديم (نياندرتال) في الجبال الاشورية. نعم انها الحضارة العراقية انها لنا...!! وحدنا لنقبلها كما هي ونستنبط منها الدروس والعبر. على الرغم من ان الذين وفدوا الى عراقكم العزيز لاحقاً، هم ايضاً يقولون "بابل وآشور لنا" ولكن بطريقتهم وبأسلوبهم ولغاياتهم الخاصة، وليس بطريقتكم وغاياتكم واسلوبكم المدمر والهدام للانسان العراقي الاصيل.
فهذا يقول آشور انقرضت وغيره يقول الاشوريين آريون  وشوبارو وهم قادمون من ومن ومن....الخ. الا توجد بالمقابل عبارات تقول ان البابلي قادم من آمورو (الغرب)، والكلدي بدوي قادم من الجزيرة واليمن والبادية، والاشوريون كانوا يسمون سكان بابل استصغاراً بـ (كاردونياش) أي عبدة وخدام دنياش اله المحتلين الكاشيين لارض بابل لخمسة قرون وأكثر.

   ايها الاخوة الاعزاء ان جميع صولاتكم العنيفة في معركة الانسحاق هذه ـ سميتها "الانسحاق" لان الانسحاق الاعظم الذي يصل اليه الانسان هو عندما لا يشعر بما يدور حوله ان كان عليه أو له ـ لا تعني شيئاً عندما تحصرون تفكيركم السليم في سؤال السيد إكساريب:  "Is there an Assyrian cause in Iraqi Kurdistan?"    (هل هناك قضية آشورية في كردستان العراق؟).
   هذا الباحث الانتقائي أوجز تاريخ ووجود وحضارة وكنيسة وقضية الاشوريين والكلدان والسريان وجميع مسيحي الشمال في ثلاثة محاور بسيطة وواضحة الا وهي:
   1ـ كان هناك اراميون يعيشون في سوريا وتركيا لآلاف السنين، دخلوا المسيحية واسسوا الكنيسة المشرقية في هذه الديار وهم ليس لهم علاقة بالاشوريين القدماء.
   2ـ المبشرون الغربيون وجدوا موطأ قدم لهم بين ابناء الكنيسة المشرقية بعد القرن السابع عشر. وكونوا من المرتدين كنيسة تابعة لروما سميت بالكلدانية، وان هذا الاسم ليس له علاقة نهائياً بالكلدان القدماء:
"This name has nothing to do with the ancient Chaldeans".
3ـ هناك العديد ممن يدعون الاشورية أوالكلدنة أوالسرينة يعيشون في الغرب والذين يثيرون الصخب لاجل اطماع شخصية وآنية وبأساليب "روبن هود". ولكن لا أحد يعير لهم أهمية. وبعدها يقول الكاتب منذراً "انهم لا يتحسبون لرد الفعل والاذى الذي سوف يصيب مجتمعهم في كردستان؟".

   والان ما بالكم ايها الاخوة المشتبكون في صراع المذهبيات وتمزيق الامة وانتم يا دعاة الاشورية أو الكلدانية في الشتات، ما هو الرد والاجراء المناسب على الارض لمثل هكذا طرح انتقائي؟ وهل تلاحظون الذي يخفيه الكاتب بين أسطر العنوان ومحاوره الثلاثة البسيطة ؟ وهل تأخذون الموضوع مأخذ الجِد ام تعتبرونه كلاماً عابراً ؟؟
   أنا واثق انكم سوف تعتبرون هذا الكاتب أهم وأخطر مشروع نواجهه جميعاً وهو النتيجة الطبيعية لانسحاقاتنا المستمرة.


عوديشو ملكو آشيثا
30/5/2006