المحرر موضوع: تذكار مار أثناسيوس وعيد قلب يسوع  (زيارة 1029 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل nori mando

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 174
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تذكار مار أثناسيوس وعيد قلب يسوع
الشماس نوري إيشوع مندو
القراءات الطقسية:
القراءة الأولى: ملاخي 1 / 6 _ 11 الابن يكرم أباه والعبد يكرم سيده فإن . . .
القراءة الثانية: رومة 9 / 30 _ 33 فماذا نقول؟ نقول إن الوثنيين الذين لم . . .
                   + رومة 10 / 1 _ 17 أيها الإخوة إن منية قلبي ودعائي لله . .
القراءة الثالثة: متى 11 / 25 _ 30 وفي ذلك الوقت تكلم يسوع فقال: . . .
                + يوحنا 19 / 30 _ 37 فلما تناول يسوع الخل قال: تم كل . .

   1_ القديس أثناسيوس: أثناسيوس الإسكندري شخصية مثار جدل في حياتها وبعد مماتها. ولد في الإسكندرية سنة 295 من أبوين مسيحيين من أصل يوناني ودعي أثناسيوس وهي كلمة يونانية تعني " خالد ".
   سنة 303 ثار اضطهاد ديوكليسيانس  وكان طويلاً وشرساً في الشرق، حيث لم يهدأ إلا سنة 313. وقد تأثر أثناسيوس بأجواء الاضطهاد والاستشهاد واكتسب صلابة في الإيمان.
   ومنذ شبابه عرف أنطونيوس أبي الرهبان كما يشهد على ذلك قوله: " كنت تلميذه وعلى غرار أليشع كنت أسكب الماء على يدي إيليا الآخر هذا ".
   سنة 319 رسمه أسقفه ألكسندروس شماساً إنجيلياً وعينه أمين سره، وقد رافق أسقفه إلى مجمع نيقية سنة 325. ولما توفي ألكسندروس سنة 328 خلفه أثناسيوس ونال الرسامة الأسقفية، وخلال أسقفيته تعرض لموجة من الاتهامات ونفي خمس مرات، وفي كل مرة كان يعود إلى مركزه بعد أن يتحمل الكثير من الصعوبات. توفي في بداية أيار سنة 373 وله من العمر 77 سنة، بعد أن استمرت أسقفيته 46 سنة عرفت بجهاد عنيف ضد الآريوسية، قضى منها 17 سنة في المنفى. وتشهد كتاباته على سعة علمه، فهو من جهة يعرف الكتاب المقدس معرفة كاملة، وله من جهة أخرى إطلاع واسع على الثقافة اليونانية، وله مؤلفات دفاعية وعقائدية وتاريخية وروحية.
   وقد سماه القديس غريغوريوس النزينزي: " عمود الكنيسة والمناضل عن   الحقيقة ". لأنه لم يتهرب من أي نضال، ولم ينثنِ أمام أي سلطة. فلقد جسد إيمان الكنيسة. والحال أن الحزم والشعور بالمسؤوليات لم يعوزا قط أثناسيوس. فإن المعجبين به وأخصامه على السواء متفقون في الاعتراف بقوة إرادته ومقاومته لاستبداد الإمبراطور. 

       2_ عيد قلب يسوع الأقدس: ابتدأت عبادة قلب يسوع الأقدس في سنة 1833 على يد فتاة تدعى ( أنجله ) كانت هذه الفتاة في أول أمرها متوسطة الأخلاق والسلوك في مدرستها، لكن على اثر اعتكاف دام أربعة أيام غيرت سلوكها تغيراً كبيراً، فدخلت أخوية بنات مريم وطلبت إلى العذراء القديسة أن تمنحها عبادة شديدة لقلب يسوع ابنها الإلهي. فاستجابت العذراء طلبتها وألهمتها أن تسعى لتخصيص شهر حزيران بتكريم قلب يسوع على منوال شهر أيار المخصص بها، وكان ذلك سنة 1833.
   وقد استطاعت أنجله أن تقنع مسؤولتها بفكرتها، وكذلك فعلت مع رئيس أساقفة باريس فجاءت موافقته لأجل رجوع الخطاة وخلاص فرنسا. وفي 23 من شهر آب سنة 1856 أصدر مجمع الطقوس مرسوماً بأن الأب الأقدس البابا بيوس التاسع  يلزم الكنيسة كلها بان تحتفل بعيد قلب يسوع الأقدس وتقيم صلاته الفرضية.
   ويرى الآباء المرسلون مؤلفو كتاب تأملات شهر قلب يسوع، أن عبادة قلب يسوع مبدأها مع ابتداء الكنيسة المقدسة عينها، نشأت عند أسفل الصليب لان هي أول من سجد لهذا القلب المطعون لأجلنا، ثم أن الرب يسوع المسيح من بعد قيامته أرى جرح جنبه تلاميذه المجتمعين، وأمر توما بان يضع فيه إصبعه ومن ثم رأينا أعظم قديسي العصور الأولى وما بعدها قد تعمقوا في بحر هذه العبادة. 
   أما العبادة الجهورية فقد حفظت لأهالي القرن السابع عشر، وعلى وجه الخصوص مملكة فرنسا التي نشأت، حين قال الرب يسوع في أحدى ظهوراته انه لا يلاقي من البشر الذين أحبهم سوى الكفران والاحتقار والإهانات والنفاق والبرودة نحو سر محبته، وهذا ما يصدر من أناس خصصوا ذاتهم به، فطلب أن يعيد في اليوم الذي يلي عيد سر الجسد وهو يوم جمعة إكراماً لقلبه يتناول فيه المؤمنون جسده تعويضاً عن خطاياهم، وهنا يعد يسوع أن قلبه سيمنح نعما كثيرة وبركات غزيرة لأولئك الذين يكرمونه.
   وقد ترددت الراهبة، التي ظهر يسوع وأعطاها هذه الرسالة، لعظم ما أعطاها، لكنه أجابها بأنه يختار الضعفاء ليخزي الأقوياء. حينذاك طلبت منه القوة لتقوم بهذا العمل العظيم، وقد ساعدت الكنيسة في انتشار هذه العبادة بعد مقاومات ومحاربات كثيرة، ثم نمت واتسعت بعد أن ثبتها الأحبار الأعظمون.

   تاريخ عيد قلب يسوع: انتشرت عبادة قلب يسوع في القرن السابع عشر، والرائدة هي القديسة مارغريت ماري ألاَكوك التي ظهر لها يسوع وطلب منها التعبّد لقلبه. وهذه القديسة فرنسيّة الأصل ولدت سنة 1647 من عائلة تقيّة ترهّبت بدير راهبات الزيارة في عمر 43، تعيّد لها الكنيسة في 17 تشرين الأوّل، ويوم أبرزت نذورها الرهبانيّة كتبت بواسطة دمها: " كلّ شيء من الله ولا شيء منّي كلّ شيء لله ولا شيء لي كل شيء من أجل الله ولا شيء من أجلي ". وكتبت في موضع آخر:  " كلّ ما تقدّمت أرى أن الحياة الخالية من حبّ يسوع هي أشقى الشقاء ".
   ظهورات المسيح لهذه القديسة كثيرة وتذكر منها الكنيسة أربع ظهورات، كان يسوع من خلالها يشير إلى قلبه النافر من صدره معبّراً عن أسفه الشديد لنكران الناس له. هو السيّد نفسه حدّد للقديسة مارغريت ماري الإحتفال بعيد قلبه الأقدس يوم الجمعة الواقع بعد عيد القربان بأسبوع، وبناءً على ذلك بدأت راهبات الزيارة الإحتفال بهذا العيد اعتباراً من سنة 1685.
   الوعود التي وعد بها السيد المسيح للمتعبدين لقلبه الأقدس للقديسة مرغريتا مريم الأكواك: إن عبادة قلب يسوع تعني حبه اللامتناهية لنا. وتقوم بتخصيص أول جمعة من كل شهر بالقلب الأقدس، بتناول القربان و ممارسة أعمال التقوى. أما ثمرة هذه العبادة فقد لخصها المخلص نفسه في مواعيده للقديسة مرغريتا مريم الأكواك:
   1_  سوف أمنحهم جميع النعم اللازمة لحالتهم.
   2_  القي السلام في بيوتهم.
   3_  أعزيهم في جميع أحزانهم.
   4_  أكون ملجأهم الأمين في حياتهم و خاصة في مماتهم.
   5_  أسكب بركات وافرة على جميع مشروعاتهم.
   6_  يجد الخطأة في قلبي ينبوع الرحمة الغزيرة.
   7_  تحصل الأنفس الفاترة على الحرارة.
   8_  ترتقي الأنفس الحارة سريعاً إلى قمة الكمال.
   9_  أبارك البيوت التي تضع فيها صورة قلبي للتكريم.
   10_  امنح الإكليروس موهبة يلينون بها القلوب الأشد صلابة.
   11_  من يعمل بهمة على نشر هذه العبادة فسيكون اسمه مكتوباً في قلبي ولن يمحى منه أبداً.
   12_ الوعد الكبير " إني أعدك في فرط رحمة قلبي، بأن حبي القادر على كل شيء سيعطي جميع الذين يتناولون أول جمعة من الشهر  مدة تسعة أشهر متوالية نعمة الثبات الأخير. فإنهم لن يموتوا في نقمتي، بل سيقبلون الأسرار المقدسة، و يكون قلبي ملجأ أميناً في تلك الساعة الأخيرة ". 
  وتحتفل كنيسة المشرق بتذكار مار أثناسيوس وعيد قلب يسوع في الجمعة الثالثة من سابوع الرسل.