المحرر موضوع: مسؤولون أمام الله في أهل البصرة  (زيارة 835 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Taqi Alwazzan

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 50
    • مشاهدة الملف الشخصي
مسؤولون أمام الله في أهل البصرة
تقي الوزان

ائتلاف ، عراقي ، وموحد . كلمات تعني الأتحاد والأنتماء ووحدة الوجود . وفي ظلالها ، الرفقة والحب والتعاون والتضحية في سبيل الآخرين ، على الأقل للذين يشتركون في نفس التكوين ، والهدف السامي المنشود . وفي عنفوان المشاعر التي تثيرها هذه الكلمات ، يتموضع " الإئتلاف العراقي الموحد " الذي يقود السلطة لوحده في البصرة اليوم في ضمائر كل البصريين الشرفاء . وهم يرونه يدافع وحيداً عن أمن البصرة ، وتاريخها ، ونفطها ، وإنتماءها ، وخاصة عن طيبة أهل البصرة . شدة الورود التي أبدع الله في صنعها ، بتيجانها البيضاء والسوداء ، والعرائش التي طوقت الفكين . لاتبغي من تضحياتها الجسام الا رضا الله عز وجل ، ونبيه ، وآل البيت الأطهار ، والأئمة المعصومين .

هذه الشلة المباركة ، عالجت كل النواقص والمنغصات " السفور ، الكاوبوي ، الحلاقين ، إختلاط الجنسين ، سفرات الطلبة الجامعيين ، الموسيقى والغناء ، النوادي الليلية والمشروبات ، النوادي الأجتماعية وباقي النشاطات ." أخرسوا المشعوذين من السنة والعلمانيين ، والصابئة والمسيحيين . وأجبروهم على السكوت أو الهروب .

لقد تدافع الأشراف وشكلوا المليشيات ، وأمتشقوا الأسلحة التي حصلوا عليها من المعسكرات ، ومن الجارة العزيزة ايران . ليحموا البصرة بعد أن أنهارت الدولة وتبخر جيشها . أبناء الشمعة ، وال 555 المباركة ، والتي كشف سر قدسيتها السيد عمار الحكيم حفظه الله ورعاه . القائمة التي نسج إطارها ووجهها آية الله العظمى السيد علي السيستاني والمراجع الكبار الآخرين . كانت تهرع اليه كل زعامات القائمة عند كل صغيرة وكبيرة ، للإيحاء بالحصول على بركاته ، وإيهام البسطاء والسذج من الناس بأنهم يسيرون على الطريق المستقيم ، وبإشراف علمائهم ، وكبير مراجعهم .

اليوم سيطرت المليشيات على البصرة بالكامل . وليسوا بحاجة لاشراف علمائهم والرجوع لكبير مراجعهم , وحتى ان رغب العلماء والمراجع فلن يجدوا الأذن الصاغية . بل ويمنعونهم ، لأن السيد السيستاني والمراجع الكبار لن يقبلوا بسرقة أموال الناس ، وبيع النفط بأبخس الأثمان ، لن يقبلوا بإغتيال الآخرين ودع عنك لمجرد الشبهة ، لن يقبلوا بتهديد وتهجير الآخرين لكونهم سنة ومسيحيين وصابئة مندائيين . لن يقبلوا بمصادرة حريات كل الآخرين ، ولن يقبلوا بكل الضيم الأسود الذي يجثم الآن على صدور العباد .

لامجال لأن نعلق أسباب المشكلة على شماعة الأحتلال والصهيونية ، أو السنة التكفيريين وعصابات البعث المقبور المتحالفة معها . المشكلة محصورة فقط بمليشيات "الائتلاف العراقي الموحد " ، وأسبابها ليست خلافات فكرية أو إجتهادات سياسية لتطبيق الأصلح . الأسباب متعلقة وكما يعرفها الجميع بألجاه ، والنفوذ ، والمال الحرام .
اليوم السيد السيستاني والمراجع الكبار مسؤولون أمام الله ، وامام شيعة آل البيت الذين صوتوا ل"الائتلاف" بسبب توجيهاتهم . وفي أحسن الأحوال السكوت على أستغلال أسمائهم وهيبتهم .

الحكومة الحالية الجديدة التي يقودها "الإئتلاف" تواجه مشكلة حقيقية ، هي تشظي السلطة بين فصائل المليشيات وضياع تطبيق القانون ، والفلتان الأمني الذي يكاد أن يطيح بإنتماء البصرة ويفصلها عن الكيان العراقي . الحكومة العراقية أمام أمتحان عسير ، والبصرة أول أمتحان لقدراتها الأمنية وهي في طور التكوين وبناء المؤسسات الدائمية الفاعلة . وبحاجة للدعم الحقيقي من كل التيارات التي تنشد إعادة بناء العراق ودخلت العملية السياسية . وأول ما تحتاجه الحكومة الآن هو الدعم الحقيقي من السيد علي السيستاني وباقي المراجع الكرام . ليست الحكومة وحدها التي تستصرخكم لمساعدتها ، بل أهل البصرة وشيعة البصرة ، أهل العراق وشيعة العراق ، يطالبونكم بالتدخل والذهاب الى البصرة إن أمكن . البصرة بحاجة لرعايتكم الأبوية ، وعلى الأقل حتى تكشفوا الذين أستغلوا حنو أبوتكم .

أهالي البصرة يقولون إن قوات الأمن تواجه شبكة معقدة من العصابات والقتلة تضم موالين لصدام ومليشيات شيعية متحاربة تنتعش في الفوضى الدامية في المدينة النفطية . والكلمة التي قالها السيد رئيس الوزراء المالكي أثناء زيارته للبصرة وإعلانه حالة الطوارئ لمدة شهر ، من أنه " سيضرب بقبضة من حديد " ويعيد النظام والأمن الى البصرة . ليس المقصود بها إستعمال القوة فقط ، إنما تظافر كل الجهود الخيرة لأعادة التوازن والحياة الطبيعية للمدينة المنكوبة . "اليد الحديد" تعني إستخدام كل الوسائل الفكرية ، والثقافية ، والدينية ، والسياسية ، والعسكرية التي توقف وتمنع هذا التهري الذي أصاب البصرة . وقد ينتقل لكل الوضع الحكومي القلق في محافظات الجنوب . البصرة اليوم فوهة البركان الذي سيدمر كل العراق ، أن لم تسرع كل الأطراف المعنية لأطفائه .[/b][/size][/font]