المحرر موضوع: حكومتنا الموقرة وسياسة الأرض المحروقة  (زيارة 848 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أسماعيل شماشا

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 35
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
[
size=20pt]حكومتنا الموقرة
وسياسة الأرض المحروقة
[/size]

قرانا في التاريخ الحديث ان بعض الإمبراطوريات والحكومات الضعيفة كانت تلجأ إلى سياسة الأرض المحروقة إذا صادف وهاجمها عدو أقوى منها وبذلك يتكبد هذا العدو خسائر كبيرة وهذا ما حصل عندما هاجم الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت روسيا القيصرية حيث إن جيش قيصر كان ينسحب ويحرق الأرض أمام قوات نابليون دون أن يشترك معها في أي معركة تذكر حتى وصلت إلى العاصمة موسكو منهوكة القوى وبحالة يرثى لها وبدون أي تموين فعادت إدراجها بعد أن خسرت 80% من قواتها حيث ماتوا من الجوع.
وأنا أورد هذه المقدمة لكي أبين ما يحصل على الساحة العراقي. فبعد الحصاد مباشرة جميع الأراضي الزراعية ما بين القوش وتلكيف وتقدر بعشرات الآلاف من الدونمات قد حرقت. أن هذه الأراضي بما كانت تحمله من التبن (القش) كان يقدر بمئات الملايين من الدولارات وكان يمكن أن يساعد مئات العائلات الفقيرة حيث تتمكن من جمع هذا التبن وتربية بعض الحيوانات والاستفادة من لحومها وألبانها.
لحد هذه النقطة ليس للحكومة دخل فيما يحصل وإنما قامت الحكومة المحلية في المنطقة مشكورة بإرسال عدد كبير من الاطفائيات إلى منطقة الحرائق ولكن بدون جدوى, وهنا يبرز سؤال بسيط أما كان بإمكان الحكومة الموقرة أن تستورد بعض الماكينات التي تجمع هذا التبن كما تعمل جميع حكومات العالم ومنها السودان هذا البلد الفقير الذي يوجد فيه ثروة حيوانية تقدر بأكثر من مليون رأس من الماشية أما في العراق فان الماشية في طور الانقراض لان الحكومة لا تستطيع أن تقدم الدعم للفلاح.
وهذا حال الحنطة والشعير التي تقوم الحكومة باستلامهم من الفلاح حيث أصبح الفلاح يعاني من الوقوف في الرتل لأيام طويلة تزيد على عشرة أيام حتى يسوق قلاب واحد من حنطته. وبالنسبة للمدارس فقد ألغيت مادة الزراعة في المدارس الابتدائية, وعندما تسأل لماذا يجيبك بعض الاشخاص من أصحاب النكتة بأننا لسنا بحاجة إلى الزراعة كوننا أصبحنا دولة صناعية منذ زمن بعيد.
هذا عن الزراعة والثروة الحيوانية فإذا حسبنا إن 30% من الشعب العراقي يعمل في مجال الزراعة والثروة الحيوانية وهو ألان بأمس الحاجة إلى العمل وان الحكومة لا تقوم بأي جهد يذكر من اجل مساعدته رغم وجود مليارات الدولارات في خزائنها, فعلى هذا الانسان الذي يصول ويجول في أنحاء العراق من اجل لقمة العيش ولا يجدها عليه أما أن يموت من الجوع أو أن يغادر العراق إلى غير رجعة.
واسأل هنا هل هذه هي سياسة الأرض المحروقة التي تستخدمها حكومتنا الضعيفة أم سياسة من نوع أخر ..... ؟؟؟


إسماعيل شماشا[/size]
[/size]