المحرر موضوع: توقعات باستهداف المنطقة الخضراء عبر "ثغرات" السياسة العراقية  (زيارة 662 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل albabely

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 7917
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
توقعات باستهداف المنطقة الخضراء عبر "ثغرات" السياسة العراقية

السبت 26 حزيران 2010   07:14 GMT8231 http://www.alsumarianews.com/ NewsDetails المنطقة الخضراء في بغداد وتظهر فيها بعض المباني الحكومية
المنطقة الخضراء في بغداد وتظهر فيها بعض المباني الحكومية السومرية نيوز/ بغداد
لم يستبعد عضو في التحالف الوطني وهو مستشار امني سابق في الدول العراقية حدوث هجمات على المنطقة الخضراء "المحصنة"، بعد أن ألمحت قيادة عمليات بغداد إلى إمكانية تنفيذ إعمال إرهابية ضد منشآت حيوية في البلاد، وفي حين رأى محلل سياسي أن التناقضات السياسية فتحت الأبواب أمام الإرهاب للقيام بهجمات قوية، تعادلت توقعات المشاركين في استفتاء لـ"السومرية نيوز"، بشأن احتمال استهداف المنطقة الخضراء واستحالته.

وكان تنظيم "دولة العراق الإسلامية"، التابع لتنظيم القاعدة، أعلن مسؤوليته عن عملية اقتحام البنك المركزي العراقي الواقع بالقرب من المنطقة الخضراء وسط بغداد، في 13 حزيران الجاري، مؤكداً أن العملية أسفرت عن "تدمير" الأهداف المحددة داخل البنك، وذكرت مصادر في الشرطة العراقية أن "الحصيلة النهائية للتفجيرات والاشتباكات التي وقعت داخل البنك  بلغت 21 قتيلا و72 جريحا بينهم المسلحين والانتحاريين منفذي الهجوم على المصرف يشير إلى انتمائهم لتنظيم القاعدة، وقد بلغ عدد الانتحاريين في العملية سبعة طبقا لما ذكره وزير الأمن الوطني شيروان الوائلي، فيما نفت قيادة عمليات بغداد وجود أي موظف داخل مقر المصرف، أو العثور على أي محتجز داخل الغرف، مؤكدة أن "عملية اقتحام المسلحين فشلت رغم التخطيط المتقن لها".

كما أعلن التنظيم في بيان مسؤوليته عن التفجير المزدوج الذي استهدف المصرف التجاري في منطقة المأمون الواقعة غرب بغداد في العشرين من الشهر الجاري بعد أسبوع من عملية البنك المركزي، وأدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 75 شخصا. وحمل البيان الذي نشر على مواقع إسلامية متطرفة، يوم الأربعاء الماضي، لهجة تحد للحكومة العراقية، وجاء فيه "رغم حرص الحكومة المرتدة على تحصين هذه المؤسسة (المصرف التجاري) وتوفير كل أسباب الحماية لها، فقد تمكن جنود الدولة الإسلامية من اختراق كل الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش والوصول للهدف بصورة متزامنة ودقيقة".

قيادة بغداد: الإرهاب يحاول ضرب المناطق الحساسة
ويقول المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد قاسم عطا، في حديث لـ"السومرية نيوز" إن "تنظيم القاعدة يسعى بكل ما يمتلك من إمكانات، لتنفيذ أعمال إرهابية ضد منشآت حيوية بما فيها المنطقة الخضراء، والمناطق المهمة الأخرى، وهذا ما شهدناه من خلال تركيز هجماته الأخيرة على أماكن مهمة مثل البنك المركزي العراقي".

ويضيف عطا "نحن نعلم أن الإرهاب يحاول ضرب هذه المناطق إذا ما أتيحت له الفرصة، لأنه يستهدف أي معلم من معالم بناء الدولة الحديثة في العراق"، مؤكدا أن "القوات العراقية قادرة على مسك الملف الأمني بعد انسحاب القوات الأمريكية لأن المواقيت التي وضعت لانسحابها تعني أننا قادرون على استعادة الأمن من جميع الجوانب".

وذكر بيان القاعدة الذي نُشر على عدد من المواقع الالكترونية الإسلامية المتشددة أن عملية اقتحام البنك المركزي "استهدفت ركنا من أركان المشروع الصفوي الصليبي وحكومته في المنطقة الخضراء ضمن غزوة الأسير"، التي كانت قد بدأت بتفجيرات وزارة الخارجية والمالية مرورا بتفجيرات المحاكم والفنادق ثم البعثات الدبلوماسية العرابية والغربية والتي راح ضحيتها مئات المدنيين بين قتيل وجريح.

وتضم المنطقة الخضراء الحصينة الواقعة على الضفة الغربية لنهر دجلة في بغداد، المقار الحكومية مثل رئاسة الوزراء العراقية والبرلمان العراقي، فضلا عن مبنى وزارة الدفاع ومقر جهاز المخابرات العراقية، وسفارات عدد من الدول الغربية والعربية ومنها السفارة الأمريكية والبريطانية وبعثة الأمم المتحدة في العراق.

اختراق الخضراء صعب..لكنه ليس بمستحيل
من جانبه، لم يستبعد عضو التحالف الوطني ومستشار الأمن القومي السابق موفق الربيعي، حدوث هجمات إرهابية على المنطقة الخضراء، بالرغم من تحصينها بشكل كبير وعدم حدوث أي خرق أمني كبير داخلها خلال السنوات السبع الماضية"، على حد قوله.

 ويضيف في حديث لـ"السومرية نيوز"، "أنا أعمل في المنطقة الخضراء خلال النهار، وأرى أن اختراق هذه المنطقة صعب، لكنه ليس مستحيل، لأن الإرهاب يحاول دائما النفاذ لها، بل ويركز عليها تركيزا كبيرا، وذلك من خلال الهجمات الكبيرة التي حدثت بالقرب من محيطها".

 ويرى الربيعي أن "اختلاف التصريحات والمواقف ضد الإرهاب، هو من يغذي الإرهاب ويشجع العنف، ويعطي وقودا إضافيا للقيام بإعمال إرهابية أكثر، لذلك ينبغي العمل على إطلاق أجهزتنا الأمنية والاستخباراتية والعسكرية، والتركيز على تقوية القدرة الاستخبارية الفنية بخصوص التنصت على اختراق العدو، كما يجب أن نسرع بتدريب قواتنا من الآن، من أجل مواجهة ما يمكن حدوثه".

ويواصل قائلا إن "الأجهزة الأمنية لا تخلو من الخروق لأنها بنيت على عجل، وقد حدث بعض الخطأ في بنائها، ومما لاشك فيه أن هناك خروقا وتواطأ فيها، وهناك من يعمل داخلها بدوافع طائفية، مما يوجب القضاء عليهم قضاء تاما".

ويستدرك الربيعي أن "السياسيين العراقيين يستطيعون الاختلاف في كل شيء سياسيا أو خدميا، لكن من غير المسموح لهم الاختلاف والتناقض في الوضع الأمني، ومن المهم أن يكون لهم موقف واحد، يؤمن أن الإرهاب هو العدو الذي يجب القضاء عليه".

الإرهاب يستغل الثغرات الموجودة في الدولة
 من جهة أخرى، يشير المحلل السياسي سالم مشكور إلى أن "استهداف المناطق الحيوية سياسة تتبعها الأنظمة الإرهابية لشل حركة الدولة، ويجب أن لا نتحدث عن المنطقة الخضراء، وكأنها مقدسة، لأن تأمين الأمن يجب أن يشمل كل مؤسسات الدولة".

ويضيف في حديث لـ"السومرية نيوز"، "لو كان الإرهاب يستطيع الوصول إلى المنطقة الخضراء وتوجيه ضربات لفعل منذ فترة، لكن الأمر يعتمد على الإجراءات الأمنية المشددة في هذه المنطقة، في وقت كان على الدولة أن تؤمن حياة كل المواطنين، لأن الإرهاب لا يميز بين العراقي البسيط والمسؤول المحصن".

ويرى مشكور أن "التناقض والتجاذب بين المسؤولين في القضايا السياسية، وتعدد المواقف منذ بدء عمل الحكومة، يؤكد لنا أن كل الحكومات التي أعقبت سقوط النظام، ليست منسجمة فيما بينها، مما انسحب على مواقف مؤسساتها، فكل وزارة فيها لها موقف وتناكف الأخرى، وكل مسؤول يريد إثبات فشل الآخر، مما يفتح المجال أمام الإرهاب للقيام بهجماته".

وذكر تنظيم دولة العراق الإسلامية في البيان الذي أعلن فيه المسؤولية عن عملية البنك المركزي أن "خمسة أشخاص فقط (في إشارة إلى منفذي العملية) يحملون أسلحة خفيفة ويرتدون أحزمة ناسفة ويحملون عبوات متفجرة اقتحموا الطوق الأمني للبنك وسيطروا بعد أقل من نصف ساعة فقط على المجمع بكل أبنيته، ودمرت الأهداف المحددة داخلها بدقة عالية، واستمرت الاشتباكات مع قوات الأمن التي حاولت اقتحام المبنى أربع ساعات حتى نفاد ذخيرتهم"، وفقاً للبيان.

إلا أن مصدرا أمنيا كان قد ذكر لـ"السومرية نيوز"، بعيد حدوث عملية البنك المركزي أنها تمت أولا عن طريق تفجير أحد المولدات الكهربائية بعبوة ناسفة ثم فجر اثنان من المسلحين يرتدون ثياب رتب ضباط، أحزمتهما الناسفة عند الباب الرئيس للبنك، واقتحم اثنان آخران الباب الداخلي للبنك لكن نيران عناصر الحماية أدت إلى تفجير أحزمتهما الناسفة ومقتلهما، فيما تكفلت مجموعة أخرى بإحراق بعض طوابق المصرف بينما كان هناك قناص من المجموعة في أعلى طوابق البنك يطلق النار على عناصر الشرطة التي كانت تحاول التقدم إلى مبنى البنك.

 ويلفت المحلل السياسي مشكور إلى أن "إلقاء هذه العمليات على عاتق تنظيم القاعدة والإرهابيين دائما، حتى وان كان به جانب من الصحة، فهو غير جائز، لأن هؤلاء استغلوا بشكل كبير الثغرات الموجودة في الدولة، والعناد بين السياسيين، من خلال وصولهم إلى أكثر المناطق حساسية"، حسب قوله.

ويؤكد الخبير العسكري علي الحيدري في حديث سابق لـ"السومرية نيوز"، ان ما حدث للبنك المركزي العراقي هو انعكاس للفوضى التي تكتنف مؤسسات الدولة الحالية، كما أن عدم تشكيل الحكومة احد الأسباب التي أدت للحادث"، مشيرا إلى أن "تلك العملية لو نجحت وتم إحراق البنك او إحراق خزين احتياطي داخل البنك المركزي، فأنها كانت ستؤدي إلى خفض رصيد الدينار العراقي عالميا، بالتالي خسارة الدولة العراقية مليارات الدولارات في ساعات قلائل".

ويستبعد الحيدري "إمكانية حدوث مثل هكذا عملية داخل أسوار المنطقة الخضراء، لأن نقاط التفتيش فيها تابعة للواء بغداد ومرتبطة بالقيادة العامة للقوات المسلحة، ويمكنها اكتشاف أية عملية في أول سيطرة قبل أمر الدخول، مشيرا إلى أن الحديث عن اقتحام تنظيم القاعدة أو حصول انقلاب عسكري داخل هذه المنطقة يعد أمرا مستحيلا.

استبيان السومرية: تعادل الترجيحات حول قدرة القاعدة
وأظهر استبيان أجرته "السومرية نيوز"، أن ما نسبة 36% من قرائها يعتقدون أن تنظيم القاعدة قادر على اختراق المنطقة الخضراء التي تضم مقار الحكومة العراقية وسفارات عدد من الدول وسط العاصمة بغداد، فيما استبعدت النسبة عينها من القراء امتلاك القاعدة إمكانات اختراق المنطقة المحصنة، إلا أن 28% رجحوا تمكن هذا التنظيم في حال أقدم على هذه العملية من النجاح فيها.

ورأى 36% من المشاركين في استفتاء أجرته "السومرية نيوز"، لمدة خمسة أيام، والذي بلغ عددهم أكثر من 1200، أن تنظيم القاعدة قادر على اختراق المنطقة الخضراء المحصنة وسط العاصمة العراقية بغداد.

في حين استبعدت النسبة نفسها وهي 36% امتلاك تنظيم القاعدة في العراق لإمكانيات تمكنه من اختراق المنطقة التي تضم أهم المقار الحكومة في البلاد، بالرغم من تمكن التنظيم في السابع عشر من الشهر الجاري من اقتحام المصرف المركزي العراقي وسط بغداد.

فيما رجحت النسبة المتبقية من المشاركين وهي 28% تمكن تنظيم القاعدة في حال إقدامه على تنفيذ هذه العملية من النجاح بها.

ويشرف اللواء 56 (لواء بغداد سابقا) التابع لفرقة السادسة من الجيش العراقي على حماية المنطقة الخضراء وجميع مداخلها ويرتبط هذا اللواء مباشرة بمكتب القائد العام لقوات المسلحة الذي يديره الفريق الركن فاروق الاعرجي.

 وشكل هذا اللواء قبيل بدء تنفيذ الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن مطلع عام 2009 حيث تم جلب أفضل الضباط والجنود من جميع ألوية وأفواج الجيش العراقي الأخرى لتشكيله، كما يوجد داخل المنطقة الخضراء فوج من قوات البيشمركة التي تم دمجها في قوات الجيش العراقي ومهمتها حماية مقر البرلمان العراقي وبعض المنشات الأخرى داخل المنطقة الخضراء، كما توجد وحدة مدرعة تحيط بالمنطقة من جميع مداخلها.

وينتشر في العاصمة العراقية بغداد ومحيطها ما يقارب 100 ألف عنصر امني حيث توجد أربع فرق من الجيش العراقي هي الفرقة السادسة والتاسعة والحادية عشر والسابعة عشر، كما تنتشر ثلاثة فرق من الشرطة الاتحادية التابعة لوزارة الداخلية العراقية هي الأولى والثانية والثالثة فضلا عن قوات من الشرطة المحلية وأفواج الطوارئ.

يذكر أن الملف الأمني يدار في بغداد والمدن العراقية الأخرى بعد انسحاب الجيش الأمريكي من قبل قيادات عمليات تسيطر على عمل الجيش والشرطة في تلك المحافظات، ويشرف عليها بشكل مباشر مدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق فاروق الاعرجي، وبموجب الدستور العراقي فان رئيس الوزراء يعد القائد العام للقوات المسلحة، فيما يعد وزير الدفاع نائبا له.

ولدى العراق حاليا أكثر من 800 ألف عنصر امني في الجيش والشرطة حيث يتكون الجيش العراقي الحالي من 14 فرقة عسكرية موزعة على ثلاث قيادات (برية وجوية وبحرية)، لكن أغلبها فرق مشاة يقدر عديد أفرادها بأكثر من 300 ألف، كما يقدر عدد منتسبي وزارة الداخلية بحوالي نصف مليون منتسب يتوزعون على عدة تشكيلات أمنية هي الشرطة الاتحادية وهي قوة عسكرية تتكون من ثلاث فرق تضم كل واحدة منها عشرة آلاف جندي مجهزة بلواء مدرع فضلا عن أفواج الطوارئ ولواء الرد السريع، كما يتكون جهاز مكافحة الإرهاب المرتبط بمكتب رئيس الوزراء العراقي من عشرة آلاف جندي وهو جهاز يضم عددا من الوحدات الخاصة القادرة على مكافحة التمرد.


http://www.alsumarianews.com/ar/4/8231/news-details-.html
مريم العذراء مخلصتي * ويسوع الملك نور الكون  الابدي * وبابل ارض اجدادي