المحرر موضوع: البرلمان القادم.. تحديات ومواقف  (زيارة 781 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عزمي البــير

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 404
  • الجنس: ذكر
    • MSN مسنجر - azmyanassir@yahoo.com
    • مشاهدة الملف الشخصي
البرلمان القادم.. تحديات ومواقف
                                                                                عزمي البير
بعد أن أفرزت صناديق الاقتراع أسماء ممثلي شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في مجلس النواب للدورة الانتخابية القادمة ، ونحن مقبلون على انعقاد جلسات البرلمان وتشكيل الحكومة لتبدأ مرحلة جديدة من البناء الديمقراطي للدولة العراقية الفيدرالية الجديدة لإتمام ما لم ينجز في المرحلة السابقة من سن القوانين لتنظيم الدولة ونقلها من الحالة المزرية التي عمل بها البرلمان طيلة الفترة السابقة على أمد الأربعة سنوات الماضية وخصوصا في ما يخص شؤون وتنظيم أوضاع مكونات المجتمع العراقي ومنها التلكؤ الذي حصل في  سن العديد من القوانين التي تسهم بشكل فاعل في تأسيس وتنظيم الدولة وأهم ما في ذلك المادة 140 من الدستور، وتنظيم مكونات الشعب العراقي ، فيما يخص شعبنا من وحدة التسمية وإصدار قانونا يمنح حقوقنا المشروعة في الحكم الذاتي ويعود هذا الإخفاق في ذلك ضعف أداء البرلمان وعدم المطالبة بها من قبل ممثلي شعبنا، وسياسة المحاصصة المقيتة وتفضيل المصالح الشخصية والحزبية الضيقة على مصلحة الشعب وبناء الدولة ، حيث كانت المرحلة السابقة أشبه بالكاريثية من انفلات امني وفساد مالي وأداري وتدخل فاعل من قبل دول الجوار على المشهد السياسي وانصياع واضح من قبل بعض السياسيين لتلك الأجندات الخارجية على حساب المصلحة العامة . هنا سؤال يطرح نفسه واخص بذلك خصوصيتنا القومية، هل سيتغير المشهد أو الأسلوب ؟ الملامح لا تزال غير واضحة والسبب يعود إلى تأخر انعقاد جلسات البرلمان بسبب عدم توصل الكتل السياسية إلى اتفاق على تشكيل الحكومة وهذه مسالة خطيرة جدا كونها من البداية تنعكس سلبا على أداء البرلمان لتعيدنا إلى المربع الأول، المحاصصة والطائفية وأتمنى أن نتجاوز هذه المسالة ، وأما في ما يخص حقوقنا ومصالحنا القومية فاعتقد ويجب أن أكون متفائلا ، إن المشهد سوف يتغير بسبب أن الحجة السابقة كوننا قليلين وغير فاعلين وهذه هي بالأساس حجة نعلق عليها أخطائنا وإخفاقنا وتقصيرنا في الأداء ونخفي ما كان يبيت لنا من تأمر على حقوق شعبنا لخدمة أجندات معروفة . أصبح لدينا نحن كمكون كلداني سرياني آشوري في البرلمان العراقي الجديد خمسة أعضاء وهذا يعني إن عدد النواب ليس بالقليل ويجب أن يكون أدائهم فاعلا ليس على غرار أسلافهم ويجب أن يكونوا أصحاب حضور وليس على طريقة النواب أيام العهد البائد (انه موافج) .
وفي المقابل يقع علينا دور مهم نحن كمؤسسات ومثقفين والمهتمين  في الشأن القومي وهو أولا أن ندعم العملية السياسية برمتها ونحترم ما أفرزته العملية الديمقراطية وثانيا أن ندعم من خلال جميع القنوات الإعلامية والمؤسساتية إن كانت أحزاب أو منظمات مجتمع مدني و الأهم الجماهيري لأداء ممثلي شعبنا الاكارم والالتفاف من حولهم كونهم الممثلين الحقيقيين لشعبنا ومطالبتهم دائما بتنفيذ برامجهم الانتخابية حتى لا يصبح حبرا على ورق ليعود بالتالي بالفائدة لمشروعنا الوطني ومحور نضالنا حتى نستطيع أن نفصل بين القمح والزؤان من خلال أدائهم في عملهم كمراقبين ، المسؤولية كبيرة جدا وشعبنا يستحق الكثير وعليهم إثبات الوجود بين الكتل السياسية وعليهم إقناع شعبنا بأدائهم لتفويت الفرصة على ألاعبين من خلف الكواليس بمقدرات شعبنا . السنوات الأربعة القادمة هي بمثابة الفصل بين الوجود وعدمه بين تحقيق المكاسب وعدم تحقيقها ، أن تحقق شئ فهذا انجاز يذكر وان لم يتحقق فعلى الأرض السلام حال حال أسلافهم سوى تحقيق المصالح والمكاسب الشخصية وتذهب المشاريع أدراج الريح حتى نرزم أغراضنا وحاجياتنا وننصرف إلى بيوتنا ونبتعد عن الشعارات الرنانة وممنوع من الحلم ونعيش الواقع المؤلم المأساوي وننتظر الخلاص والمجئ الثاني.