المحرر موضوع: شهداء الإعلام والصحافة جنود مجهولون..!  (زيارة 1103 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل باقر الفضلي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 495
    • مشاهدة الملف الشخصي


شهداء الإعلام والصحافة جنود مجهولون..!

باقر الفضلي


الهجوم الإرهابي الذي إستهدف صباح هذا اليوم المركز الإعلامي لقناة العربية في قلب بغداد، يسجل من جديد تحدياً سافراً للحكومة وللعملية السياسية ولكافة أحزابها وكتلها السياسية، ولقوى الأمن كافة، ويضعها جميعاً أمام مسؤولياتها في إستمرار الفراغ الدستوري والأمني الذي طال البلاد ومنذ أكثر من أربعة أشهر، وليبرهن من جديد، أيضاً، على فشل الخطط الأمنية في توفير الأمن والسلامة لرجال الإعلام والصحافة بشكل خاص، ناهيك عن أرواح المواطنين التي تحصدها المفخخات كل يوم، والتي ما أنفكت الحكومة وأجهزتها الأمنية من التعويل عليها بإستمرار، في وقت بلغ فيه عدد الضحايا من الشهداء الإعلاميين وحدهم، ما يربو على 350 شهيداً خلال السنوات الأربعة المنصرمة، وفقاً لتصريح السيد مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين لقناة العربية لهذا اليوم..!


الإعلاميون هم القلب النابض لحركة الحياة اليومية، والإعلام هو من يبث الروح في أنشطة الناس وإندفاعهم لمزاولة أعمالهم، ويبث فيهم الهمة والنشاط والثقة بالمستقبل، ويشعرهم بتوفر الأمن والأمان، بنفس القدر الذي يبثه وجود رجل الأمن في الشارع، إن لم يسبقه الى قلوب الناس؛ مطمئناً ومحذراً ومرشداً ومنبهاً، فهو موجود في أحاسيس الناس، في كل لحظة وكل مكان..!


من يحاول أن يوقف نبض هذا القلب، هو من يريد أن يبني سداً من الضلالة والإنغلاق، بين المواطن ومعرفة الحقيقة.. ومن يحاول أن يسكت نبض هذا القلب، هو كل من يريد أن يزرع القلق والخوف في نفس المواطن، ومن يريد أن ينفرد بمصيره، ويحدد له مسارات المستقبل..!!؟


وفي ظروف العراق الحالية، تمثل المراكز الإعلامية الوطنية منها والعربية والدولية، بما فيها مكاتب الفضائيات ومكاتب الصحف، وجمهرة الإعلاميين الأبطال، تحد بطولي لكل قوى الإرهاب بمختلف أصنافهم ومنابعهم، ويشكل وجود الإعلاميين في ساحة التحدي، كوجود الجنود المجهولين في ساحات الوغى، بل هم يقفون في الصفوف الأولى لهذا التحدي، ويكفيهم فخراً ما قدموه من تضحيات كبرى في هذه المسيرة، والتي شكل فيها شهداء قناة العربية اليوم، مشاعل منيرة جديدة في طريق الشجاعة والفداء؛ كل ذلك، من أجل إعلاء الكلمة الحرة.. من أجل كشف الحقيقة.. من أجل نصرة الحق والعدالة.. ومن أجل تعزيز دور السلطة الرابعة وأهمية وجودها كحاجة لا بد منها، وبأنها بحق، لسان حال الشعوب والأوطان في جميع الأوقات..!!


إن إستهداف مكتب قناة العربية هذا اليوم، يمثل حلقة في مسلسل الجرائم الإرهابية التي طالت ولا تزال تطال رجال الإعلام والصحافة الحرة في العراق؛ وحين تُستهدف قناة العربية بالذات ولأكثر من مرة، فمرده لما عُرِف عن قناة العربية من مواقف معتدلة، فيما يتعلق بالشأن العراقي من جهة، ولإهتمامها الخاص بالشأن العراقي من خلال تغطيتها المتواصلة لكل ما يتعلق بهذا الشأن، ولموقفها الثابت من فضحها ووقوفها المبدئي من التصدي للإرهاب، وإصرارها المتواصل على كشف الحقائق ونصرة القضية العراقية من جهة أخرى، وقد قدمت في هذا الطريق ما يحق لها أن تفخر به في الحقل الإعلامي من تضحيات، يقف في مقدمتها الشهيدة العراقية الرائعة مراسلة القناة العربية (أطوار بهجت)، نبراساً يضيء الطريق..!


أما الحدث نفسه وقد عُرفت بعض تفاصيله الأولية من خلال وسائل الإعلام، فسيظل مصدراً للكثير من الأسئلة والتكهنات والإستنتاجات ومداراً لأحاديثٍ ونسجِ قصصٍ ومبادلةٍ للتحليلات، وتمحيصاً في وجهة الرسالة التي كانت تقصدها الجريمة..!؟


 كما وليس أمام المراقب والقضية رهن التحقيق، غير شجب وإستنكار الجريمة النكراء، التي إستهدفت قناة العربية الغراء، ومطالبة الجهات الحكومية بالتسريع بالتحقيق وكشف المدبرين للجريمة ومن يقف ورائهم، والأبعاد التي تمتد اليها الجريمة؛ هذا في وقت يعرب فيه عن مواساته لعوائل الشهداء في مصابهم الجلل، ولقناة العربية الغراء مشاركتها الحزن والأسى بهذه الفجيعة الرزية..!
26/7/2010
______________________________________________________