المحرر موضوع: البرقع بين الغزو والمقاومة . عالم يرفض الأنصياع لثقافة الخيمة .  (زيارة 1189 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عصام خبو بوزوة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 172
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
البرقع  بين الغزو والمقاومة . عالم يرفض الأنصياع لثقافة الخيمة .
كشاهد متواضع على أختلاف عالمين (( الشرق والغرب )) عايشت أراء مختلفة منطلقة من كل صوب تجاه الأخر . ولأن لكل منا وجهة نظره ورايه الخاص المنبثق عن قناعات عميقة بنيت في داخله بمرور الزمن بناء على ما تلقاه وما عايشه وما أعتاش فيه وما اعتاش عليه . وإذا كان شاهدنا اليوم في الغرب وبعد ما أختبره من حياة حتى لو كانت لمدة قصيرة قد ينطلق رايه متناقضا عن ذلك الي سمعه مرار من الشيخ والقس وبعض أصحاب الذقون البيضاء الموقرين الذين طالما قالوا في الغرب منحل أخلاقيا منغمس في الملذات . لا يعرف الابن أبوه الحقيقي وربما تفقد الفتاة عذريتها وهي مدمنة أو مرتويه من الخمر وعلى رصيف شارع وليس بين مجموعة من الاهل والاقارب التي تهتف خارج باب الغرفة راقصة مهللة ومنتظره قطرة دم كما يفعل الناس في الشرق . والحقيقة التي سيروج لها شاهدكم هنا ليست التباينات كبيرة ولا اختلافات تقريبا بيننا وبينهم . فالعائلات تملأ شوارعهم وبيتوهم عامرة بالمحبة وأطفالهم يرددون كلمات بذيئة تماما كأطفالنا واخرى لبقة كشكرا وأسف وأعذرني وغيرها وربما الاختلاف الوحيد بين الشرق والغرب يكمن فقط في الحرية الجنسية . والأخيرة ليست موضوعا بسيطا ليتم تناوله بسطر أو سطرين ولكن مجرد الأشارة قد تكون كافية احيانا لعابري السبيل . فضلا عن نظرتهم للحياة فهي تختلف عن خاصتنا فنحن نعيش للتقاليد والاعراف ولا نعرف كيف نتحرر من الماضي بينما هم في كل يوم يبحثون عن ثانية استرخاء ودقيقة متعة وساعة احتفال حتى لو كلفتهم ما حصلوا عليه من أجرة طيال أيام الأسبوع الأخرى . ما يميزهم عنا هو ما يهمس في إذان أجيالهم وأجيالنا فنحن نسمع الكثير عن الحرام والحلال والحدود والحرية من الاهل والجيران ومن الحيطان وممن يلبسون ثياب رجال الدين ويعظون ويرتلون لأن الكلام هو أسهل عمل ممكن أن تتقاضى عنه أجرة محترمة بدل المرمطة كمنظف أو سائق . أما هم فأكثرهم ينشأون على الثقة بالنفس ويقال لهم أذهب وتمتع ولا تنسى أن تعتني بنفسك لأننا نحبك , وليس أذهب والطم .
مؤخرا أجتاح العالم  جدال عميق وكبير حول البرقع , البعض أعتبره زيا أسلاميا وحشد له كل ما أستطاع من جيوش الأرهاب وفنونها فكانت طالبان وزيها الأفغاني حاضرة في المخيلة بالرغم من أرتداء الهندوس في غرب الهند لزي مشابه للبرقع وهم ليسوا مسلمين وربما تبنوه من مده طويلة جدا حتى قبل ظهور الاسلام . والأخر ذهب مجنونا مفتونا به يدعمه باموال النفط الخرافية التي غيرت الكثير من معالم العالم وقلبتها راسا على عقب لمجرد ان النفط ظهر في أرض البداوة وهكذا اصبح البرقع هو العلم السعودي تماما كالعباية الايرانية والحجاب التي تفرضه طهران على فتيات المدارس بسن 8 سنوات . هذا الجدال وصل إلى أستراليا أيضا وحرك بعض النواب نقاشا حوله من خلال وصفه بزي اللصوص وقطاع الطريق ودعوا إلى منعه ولكن بعض الجاليات تكلمت عن حريتها المنتهكة في الكلام عن وجوب منعه أو اطلاقه ودخل الخندق بعض من يدعي التحرر والليبرالية القصوى من الغربيين فوقفوا أيضا ضد المنع على اعتبار المنع أنتهاكا لحرية الغرب وتحرره , أنها كارثة فكيف ستمنع المنقبه التي أختارت أن تتحول إلى مخيم يمشي في الشارع من أرتداء خيمتها . وذهب البعض تقريبا إلى ما يشبه السب والأنتقاد الصارخ لكل من يحاول منع النقاب ووصفوه بانه أنتي أسلام أي ضد الاسلام . ولكن نفس هؤلاء  تناسوا الجريمة النكراء التي يندى لها جبين البشرية والتي أقترفها الغرب بحق المسلمين وخصوصا من الرجال الذين لا تسمح لهم دساتير الغرب بالأقتران من الزوجة الثانية والثالثة والرابعة . وبالتأكيد هناك أضعاف عدد المنقبات اللواتي أخترن النقاب من الرجال يتمنون أكثر من زوجة هنا في سدني أو شيكاغو او باريس . أليس المدافعون في الغرب عن حق المنقبة والمجحدون لحق الرجل في التعدد مجرد سماسرة يكيلون بمكيالين أليست حكوماتهم على حق في وقف كل أشكال الثقافات التي لم تعد تنتمي إلى العالم المتمدن . عالم بات أقرب إلى المساواة من التمييز الجنسي التي لا تزال دولنا العربية مصره عليه . هل أخطأ النائب في البرلمان الاسترالي عندما وصف البرقع بذلك الوصف . ألم نشهد هذه الحقيقة في بلدنا ألم يرتدي الرجال البرقع والعباية وهجموا على المصارف وحاولوا تفجير ساحات مليئة ومكتظة بالناس. ولنمتد في العمق قليلا ونبحث عن مبررات البرقع في بلد غربي , من ذا الذي سيهتم بمن تمشي بالشارع سواء لبست البرقع أو الحجاب أو لم تلبس شيئا نهائيا ؟ لا يوجد الكثير من السذج والبلهاء الذين سيصرفون نظرهم لما يعتبر أصلا مبالغة في المظاهر الدينية المريضة . في تلكيف عندما بدأت بعض النسوه أرتداء زي اللصوص هذا قال أحد الأخوة من المسلمين أنفسهم أنها جذبت الأنظار أكثر من الاخريات فكيف سيكون الأمر عليه لو أرادت المنقبة التمتع بمشاهدة ساحل البحر في سدني في أيام الصيف الملتهبه وأمام الالاف المستلقين عراة او شبه عراة . هل هي محاولة لدعوة العالم المتحضر إلى تبني ما يقول البعض أنه منهج أسلامي وإذا كانت كذلك أليس من الغباء أقناع نساء في دول منحت كل شيء تقريبا للمرأة , يجب أن تفهم المنقبه أن من تمشي بينهم بخيمتها ربما حصلن على حق الانتخاب قبل 100 عام أو القين أنفسهن تحت أرجل خيول الملك طلبا في حقوق المراة . عاملات وأمهات , أكثرهن ينجبن الأطفال وبعد أسابيع هن أنفسهن خلف المكتب أو في مطابخ المطاعم . لماذا كل هذا الغلط في فهم الغرب ولماذا يوصف بأنه يكيل بمكيالين وينحاز ضد الاسلام , ما زال بعض المسلمين يطلقون على سكان أوربا وامريكا بالصليبيين رغم أزدحام عواصم الغرب بمساجدهم ومحلات لحوم الحلال . ورغم أعلان الأحصاءات أن دول كثيرة في اوربا ستعلن دولا أسلامية بعد عقود من السنوات القادمة . ألا يوجد مجموعة حتى لو كانت صغيرة من ديانة مختلفة في السعودية , لماذا لا يحق لها بناء معبد او كنيسة . لماذا يتحرش الشباب في القاهره ودمشق وبغداد بمن لا تغطي رأسها . أسالوا هل ستجدون نفس المعايير في التعامل هنا في الغرب . بالتأكيد لا .
المسلمين في أمريكا يحاولون بناء جامع أسطوري ومركز ثقافي على بعد أمتار من نقطة الصفر في قلب امريكا النابض .. نيويورك .. على بعد مرمى حجر من مركز التجارة العالمية الذي دمره أبنائهم . ولكن كما قال أبن النجار قبل 2000 عام بالكيل الذي تكيلون به يكال لكم . وإذا كان في عالمنا العربي والأسلامي الكثير من الحالمين بتصدير ثوراتهم ومشاعرهم الدينية وأزيائهم المخيفة فما يحدث اليوم ليس سوى رنة ناقوس في الكثير من القادم نحو طريق تقليم الأظافر والشاطر من يحافظ على أظافره نظيفة ومسالمة لا تخدش جلده الناعم ولا تحز أجسام الأخرين وبغير ذلك فالأخر حاضر بمقصه ووقع الحدث قد يكون مريرا وإذا وصل بي الحد ليأتي اخي ويهذبني فبالتأكيد حدث ذلك لأنني لم أكن مهذبا .



                      عصام سليمان _ تلكيف
                    سدني _ استراليا
Assyrian_publisher@yahoo.com