المحرر موضوع: اندماج حزب شورايا في الاتحاد الآشوري العالمي  (زيارة 1531 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اندماج حزب شورايا في الاتحاد الآشوري العالمي




تيري بطرس
من المتوقع أن يتم الإعلان بعد أيام قليلة في احتفال يقام في مدينة فيزبادن/ألمانيا عن اندماج حزب شورايا في الاتحاد الآشوري العالمي. ونحن كأصدقاء للطرفين وكمتابعين، نقدم لهم التهاني القلبية على هذه الخطوة التي قد تقلل شيئا من الاحتقان الحزبي بين مؤسساتنا السياسية، وقد تقلل من زحمة الأحزاب التي تمتلئ فضائنا، اندماج يمكن أن يمنح نفسا لأطراف مختنقة من ثقل الضغط التي تمارسه بعض الأطراف على هذا الفضاء، لأنها تكاد تقول إنه ملكها الخاص.
خارج إطار التهاني والتبريكات والإيمان بنزاهة الخطوة، نود ننوه بهذه المناسبة عن أمور ذكرناها مرارا  وأن نقرأ، بشكل عام إلى ماذا يرمي هذا الاتفاق؟ وماذا سيقدم من خطوات أو إنجازات أو طروحات جديدة تجعل غيم عملنا السياسي ينقشع ويظهر بصيصا من النور في هذا الظلام الدامس؟.
يجب ألا  نخفي الوقائع، وإلا ستكون أحكامنا خاطئة جدا، والواقع الذي يعيشه شعبنا هو واقع مأساوي، فرغم أنه يتعرض لعملية بشعة تستهدف أبناءه في وجودهم كأفراد أو كثقافة، ورغم أنه تم تجاهل الكثير من حقوقه وتم تهميشه في أغلب القرارات المتخذة في البلدان التي يكون قسما منها ليس كجالية قادمة لأسباب معينة ومنذ زمن قصير كما هو حالهم في بلدان الغرب، بل إن أبناء شعبنا في العراق وإيران وتركيا وسوريا ولبنان وبلدان الاتحاد السوفياتي القديم يعتبرون أبناء أصلاء لهذه الأوطان المشكلة على أراض تاريخية لشعبنا. شعبنا يعيش واقع مأساوي وتحيق به مخاطر غير مسبوقة. ورغم ذلك نجد أحزابنا أو بعضها يدعي الإنجازات وتقديم الشهداء لكي يترسخ الوجود على الأرض! أن موقف أحزابنا السياسية لم يرتقي أبدا إلى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها، فهي لا تزال تدور في دائرة الصراع الداخلي رغم التوصيف السابق لحالة شعبنا. وإن المتمكن منها ليس متمكنا أو مقتدرا للحصول على حقوقنا، بل تمكنه وقدرته هي في لجم وتخريب محاولة الأحزاب الأخرى من شعبنا، ليس إلا. ولو تتبعنا محطات من تاريخ العمل السياسي من عام 1992 ولحد الآن سنجد مواقف كثيرة مخجلة اتخذتها بعض الأطراف، وكانت غايتها تهميش أطراف أخرى من أبناء شعبها، وهذا على حساب حقوق الشعب وعلي حساب التنظيم القائم بهذه الممارسات أيضا لأن القائمين بهذه الممارسات يقللون من احترام مجمل العمل السياسي لشعبنا. ولكن الباء أسرى ماضي العلاقة بين تنظيماتنا السياسية، لا يعتبر عاملا مساعدا في تقديم الحلول الناجعة للمخاطر التي تحيق بشعبنا في الوطن واي جزء من الوطن.
يجب الإقرار من قبل الجميع أن الجميع متواجدين في الساحة السياسية بهذا القدر أو ذاك، وهذا التواجد يتحتم أخذ الجميع بنظر الاعتبار، وأشاركهم في صنع الحلول والقرارات، ولو كنا فعلنا الأمر منذ عام 1992 أو مع المحطة التالية 2003 لكنا قد تجاوزنا مشاكل كثيرة. حتى لو كانتا واجهتنا لكنا تصدينا لها بتمكن واقتدار وبتقديم الحلول التي لا يمكن للأطراف الوطنية رفضها، ولا يمكن لمن تسول نفسه التخريب من الخارج أن يقوم بأي محاولة. إن الإقرار بوجود الكل على الساحة، لا ينعني التغاضي عن الأخطاء، والأخطاء قد تكون أخطاء عمل، أي أثناء العمل ممكن الوقوع في الأخطاء وهذا يمكن تفهمه، وخطايا مورست عن سابق تصميم وترصد، وهذه يمكن أخذ الحيطة منها وممكن كشفها كأخطاء وخطايا يجب التنبه لها وعدم تكرارها.
 
لقد صار واضحا أن مسألة التسمية، والتي اقترح لها حلا وهو التسمية الثلاثية (( وهذه التسمية ليست تسمية للشعب بل حل لتعدد تسميات الشعب، ولكنها تسمية دستورية وقانونية فكل من يقول إنه كلداني أو سرياني أو آشوري يقع حتما في خانة الشعب (الكلداني السرياني الآشوري )  وتبعات ذلك القانونية والحقوقية. وسيبقى كل فرد عندما يسال يقول إنه كلداني، أو سرياني أو آشوري حسب قناعته،وهذا لا يتعارض مع الحل المتخذ بأكثرية أبناء شعبنا في العراق وأبناء شعبنا من الأصول العراقية في المهجر. إذا هذا الجدال باعتقادي يتم تجاوزه سياسيا وان بقي ثقافيا وجداليا مستمرا، كممارسة لحق من حقوق الإنسان في طرح الأفكار والطلب لتحوز الرضى من الكل.
إن تحديد الهجرة كعامل خطر جدا في وجود شعبنا وبقاءه كشعب يمتلك خصائص ثقافية وحضارية معينة، يمكننا من أن نعلن أن تقاربنا هو لوضع الحلول الناجعة لمسألة الهجرة وترك الوطن، وهنا قد يحدث اختلاف في تحديد أوليات الحلول، إلا أنه أمر طبيعي ولكن باتباع الحوار الديمقراطي ونقد الآخر مع احترام رأيه، وعدم تسفيه الآراء فقط ، حينها باعتقادي، سيكون ممكنا أن نتوصل بأسرع ما يمكن للحلول المطلوبة، وهي في الغالب حلول وطنية، مثلا الإقرار بحق شعبنا في منطقة للحكم الذاتي، توسيع دائرة تسليح الشعب من خلال دمجه في القوات المسلحة ولكن المختصة بحماية مناطق أبناء شعبنا, لأنه أساسا مستهدف لهويته القومية والدينية.  لقد قام السيد سركيس اغاجان بعمل عظيم من خلال إعمار دور سكنية في قرانا، وعلي قوانا السياسية استثمار ذلك، لدعم تواجد أبناء شعبنا في هذه المناطق التي تتمتع بنسبة عالية من الأمن ولكنها تعتبر مناطق غير جذابة اقتصاديا، لأسباب عدم استتباب الأمن في العراق عموما، ولمحاولة فرض هوية دينية على العراق، ولعدم استقرار الوضع الحكومي كحكومة وطنية تعمل للجميع. إن دور أحزابنا السياسية ليس فقط الدعوة إلى زيادة الاستثمار في هذه المناطق، ولكن إجبار الحكومات المركزية والاقليمية على الاستثمار وخلق فرص العمل، من طرح مشاريع سياسية آنية أو القيام بتظاهرات، كما أن تنظيم العمل السياسي وتنسيقه وتطويره في هذه التجمعات من القرى والقصبات والأقضية وحتى المدن الكبرى، سيظهر عملنا القومي بقوة أكبر، ويضطر الحكومة لأخذه بنظر الاعتبار وخصوصا لو جير المهجر لدعم هذه الخطوات الموحدة.
يعتبر المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري والحركة الديمقراطية إلا شورية الآن أقوى تنظيمين في شعبنا، وهذا ما أظهرته الانتخابات ولكن الآخرين أيضا متواجدين وكل منهم أظهر قوته وحسب إمكانياته. كان يمكن للمجلس الشعبي أن يكون أقوى إلا انه سار على نفس مسيرة الحركة طالبا من الآخرين التضحية بالوجود وبكل شيء باسم المصلحة العامة، في حين أنه لم يتنازل عن خطوة أساسية لتحقيق هذه المصلحة وهي الاستشارة وإعطاء الحق للآخرين لكي يتقدموا ويطالبوا ويعترضوا، بل فرض نفسه أنه هو المدرك للمصلحة العامة وعلى الجميع اتباعه. إن هذه الحالة الشاذة التي يتبعها كل من يشعر بقوته لسبب من الأسباب يجب أن تنتهي، فالمصلحة العامة هي مفهوم عام مشترك لمسلحة الشعب وأولياته وتصاغ من قبل كل القوى، أو أغلبها، وحينها يقال عنها مصلحة غالبية أبناء الشعب. إن القوتين أعلاه ورغم الزخم الذي تمتعتا به، ورغم الدعم الشعبي، ولكنهما تصرفتا كقوتين صغيرتين حينما حاولتا فرض الرؤى الخاصة
بهما ومحاولة تهميش الآخرين. رغم إدراك الكل أن مثل هذه الممارسة ستقود إلى التشرذم والتنافس، مما يخلق الأرضية المناسبة لتدخل الآخرين في القرارات الخاصة بشعبنا وحتى في
رؤية شعبنا للوطن ولمصالحه. ومن المفارقات الملفتة التي رافقت العمل السياسي لشعبنا، رؤيتنا لهاتين القوتين الكبيرتين في شعبنا وهي تحاول وباستماتة الحصول على دعم الأحزاب الأخرى من خارج شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) ولو على حساب شعبنا أو لتهميش القوى السياسية الأخرى في شعبنا. ولعل ملاحظات الحركة الديمقراطية الآشورية على مسودة دستور إقليم كوردستان، وتصريحات بعض مسؤولي المؤتمر الشعبي حول التحالفات مع القوى الكوردية بدون أي دعوة رسمية تعتبر خير مثال لهذه الممارسات المضرة بشعبنا، وإذا كانتا هذه هي ممارسات القوى التي تعتبر نفسها قوى كبرى في شعبنا فلا عتب على القوى المهمشة.
إن ضمور الوعي السياسي لدى أبناء شعبنا، وهو أمر مؤسف له جدا. رغم ادعائنا أننا شعب يضم أكثرية مثقفة، يساعد على تمرير أكاذيب كثيرة عليه. إن هذا الضمور أو قلة الوعي السياسي كان ملاحظا في الكثير من المواقف، فشعبنا ورغم إدراكه أن أطراف بعينها كذبت عليه، إلا أنه لم يقم بمعاقبتها. إن مثل هذا الأمر لن يخدم أي طرف، لأنه باب يمكن أن يدخل منه الآخرين وينالوا من حقوقنا ويزرعوا الشكوك حول مطالبنا. مستغلين قلة الوعي السياسي، وحالة  السكينة والخوف من الإرهاب، لتمرير كل شيء. إذا المطلوب من أحزابنا ليس المشاركة والتغطية على قلة الوعي السياسي، لأنه يخدمهم حاليا، بل الارتقاء بهذا الوعي وبدور الدولة والمواطن،  لأن ذلك سيحصن الفرد منا، وسيجعله مدافعا شرسا عن حقوقه وتطلعاته.
المطلوب اليوم وهذه الخطوة تتحقق كمثال أن نعمل من أجل خلق طاولة مستديرة يمكن للجميع الجلوس عليها وبدء حوارا ونقاشا بكل شيء لوقف حالة التدهور الحالية، وإعادة بناء الثقة بين المواطن والأرض وبين هذا المواطن والقوى السياسية. إن الطاولة المستديرة ستقوم مقام المصفاة، ليس مصفاة للقلوب فقط بل مصفاة لكثرة الأحزاب أيضا. إن إعلام الآخرين من القيادات السياسية بخلفيات بعض الأمور التي قد لا يكونوا مطلعين عليها، سيحصن هذه القيادات من اتخاذ مواقف قد تضر العمل القومي، ولكن تهميش القوى السياسية، إحداها للأخرى سيعني بناء السواتر واتخاذ القرارات وحسب المعلومات التي يمتلكها كل طرف، مما يعني اتخاذ قرارات متناقضة ومتعادية، وبالتالي انشطار القرار القومي وضعفه. إذا الطاولة المستديرة وما ينبثق عنها من حوار ومؤسسات بات أمرا ضروريا جدا، إن لم يكن الأوان قد فاته. إن بقاء الشعب وقضيته أهم من الأحزاب واسمها، هذا ما يود ان يقوله حزب شورايا  لنا، فهل سنستفيد من هذا القول؟
في مداخلة لي في يوم الشهيد الآشوري التي أقامها نادي بيت نهرين الآشوري في مدينة فيزبادن، بينت تشاؤمي من الوضع مما اضطر بعض الإخوة لتفكيري بان أمتنا التي سقطت منذ أكثر من ألفين وخمسمائة سنة لن تنصلح أحوالها بين ليلة وضحاها، ولأنني شخصيا كنا استعمل هذه الحجة في الكثير من الأحيان، إلا أنني أود أن أبين أن الوضع الان أخطر من أن ننتظر، لان المسالة لم تعد تتعلق بالحقوق، بل تتعلق بالوجود، أو كما قال شكسبير على لسان أحد أبطال مسرحياته أن نكون أو لا نكون هذا ةضعنا اليوم.
ختاما وإذ نهنئ السادة في الاتحاد الآشوري العالمي وحزب شورايا بهذه الخطوة، نتطلع إلى جميع قوانا السياسية لتقديم التنازلات المطلوبة للوصول إلى
حالة يسموا فيها الشعب وحقوق فوق حقوق الحزب والفرد، وهذا بالتأكيد لن يتحقق دون الجلوس على طاولة واحدة.[/size][/font]
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ