المحرر موضوع: شهداء في روايات //  (زيارة 2004 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل nenb

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 588
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شهداء في روايات //
« في: 12:45 07/07/2005 »
شهداء في روايات ج1//

بقلم/ نينب
خلال العقود الاخيرة شهد العراق كوكبة هائلة من الخسائر البشرية التي روت تراب هذا الوطن بدمائها الزكية.
ولاجل هذا سأسطر بعضا من ملاحم شهداء هذا الوطن العراق في موضوعي(شهداء في روايات) وهذا جزءً بسيط اود ان اساهم به كوني عراقي اولا وابن شهيد هذا البلد ثانيا، وهذه روايت الشهيد ايليا من اهالي زاخو الابية ذو العقد الثاني من عمره والذي ابى ان يهرب من القطعات الامامية تاركا اخوته لا خوفا من احد ولكن الضمير الوطني كان يشغل تفكيره دائما، مع العلم كان هناك مجال للهرب والتخلص من هذه المحنة(الحرب).
فكانت حياة هذا الشهيد مليئة بالمخاطر العسكرية التي فضلها على المدنية، فقد تطوع في الجيش العراقي في العام 1973 اي بعد تزوجه بعدة شهور، ليترك تلك الزوجة واللحاق برفاقه في القطعات الامامية لجبهات القتال، ومع بدء خيوط الحرب الاولى بين البلدين الجارين(ايران-العراق) كدست مجاميع كثيرة الى دهاليز هذه الحرب الخفية المجهولة، فكان ايليا من الالاف الذين سوقوا الى تلك الحرب الغير مبررة ومع اصرار اهل الشهيد المقربين على منعه من الذهاب والالتحاق ولكن هيهات (وكأنهم يخاطبون جبلا ويقولون له تحرك من هنا) على كل حال، ترك الشهيد عائلته المتكونة في بداية حياته الزوجية من 4 افراد حيث كان المعيل الوحيد لهم، ومع اول سنة تمر عليهم اصيب الشهيد باول اصابة اقعدته قرابة الشهرين في مستشفى الرشيد العسكري ومع بداية الـ 83 كان اصرار هذا الشهيد البطل قد ازداد اكثر صلابة ليس من مخافة نظام صدام واعوانه بل من اجل الدفاع عن وطنه الذي تعرض لهذه الحرب القذرة التي جلبها عقل العنجهي صدام على وطنا حر كالعراق والتي لم تجلب هذه الحرب على اهل العراق سوى الخراب والويلات وصيحات امهات الشهداء.
وبعد هذه الفترة التحق الشهيد الى الحرب الضروس والتي راح في بدايتها خيرت ابناء هذا البلد الجريح، ومع كثرة احزانه على وطنه الذي دمرته الحرب الا كان في نفسه حنينا لعائلته ايضا، ومع نهاية عام الـ 84 كان من الاوسمة نصيب على صدر هذا الشهيد البطل فقلد باربع اوسمة(انواط شجاعة) في حينها، مما زاد عنفوانه واصراره على تكميل مهامه، فنقل من فوجه الاول للمغاوير في جبل (جوارته/السليمانية) قادما الى مثلث الموت(الفاو) واستمر في قتاله مع باقي اخوته الجنود الغيارى الى بداية الـ 85 السنة التي وصفتها بالمشؤومة آنذاك، اصيب هذا البطل باصابة اخرى اقوى من الاولى والتي اقعدته هذه المرة 6 اشهر متتالية في مستشفى اليرموك العسكري مما زاد تعاسة اهله وخوفهم عليه، وما ان مضت الـ 6 اشهر حتى قرر اللحاق باخوته حيث قال ان مكاني هناك مع اخوتي وليس في المستشفيات واتى اليوم الابيض الاسود، الابيض عند التحاقه بكوكبة الشهداء والاسود، عندما ترك وراءه 4 ايتام وزوجة لاحول ولاقوة لها، وعلى لسان احد اصدقائه المقربين(يوسف) قوله: عند الهجوم الاخير داخل منطقة(شرق الحويزة) كنا انا وايليا معا في نفس الخندق وترجيته عدة مرات بان ننسحب بعدما استشهد معظم اصدقائنا ولكن اصرار الشهيد على البقاء الى اخر قطرة دم بعروقه هي التي جعلتني ايأس واهرب لوحدي وما ان ابتعدت النصف كيلوم حتى تعالى صوت الشهيد الممزق الاحشاء من ورائي فهمت بالرجوع اليه لاراه وهو يلفظ انفاسه الاخيرة مرددا(اخي يوسف ابلغ عائلتي اني احبهم ولم يذهبوا لحظة واحدة من تفكيري وابلغ زوجتي بالاخص ان زوجها مات شهيدا من اجل الوطن ولاتحزن بل تفرح لاننا فدينى بارواحنا هذا البلد المجروح) وعند هذه الكلمة الاخيرة اسلم الشهيد روحه الطاهرة بيد الله وكانت هذه الفاجعة قوية على اهل الشهيد الذي حرمت الحرب هذه العائلة من اعز ما يملكون كل هذا من اجل وطننا الحبيب العراق ...... ودمتـــــــــــــم......
عاش وطننا العراق الحر
فالف تحية لارواح شهدائنا الابطال
والف الف تحية لعوائل الشهداء الابرار