يكشف لنا يسوع كم هي كبيرة قيمة الإنسان في عيّني الله . » إذ قد صرتَ كريماً في عينيَّ ومجيداً ، فإني أحببتك « ( أشعيا 43 / 4 ) .
هذه الحقيقة تتجلى بصورة واضحة في توبة لص اليمين حيث يجيبه يسوع :" الحق أقول لك : ستكون اليوم معي في الفردوس " ( لو 23 / 43 ) . إن الله لا يهمل ولا ينسى مصير أي شخص . إن صورة الله كما تُظهرها أمثال: الدرهم المفقود ، الخروف الضال ، العبد العديم الشفقة ، الابن الضال ، وغيرها ، هي صورة الأب المحب الذي لا حدود لمحبته ، فكل إنسان مهما كان وضعه هو محبوب من الله ويجد بين ذراعيه كل عطف ورحمة ومسامحة داعياً إيّاه إلى المشاركة في حياته " ما هو لي هو لك " ( لو 15 / 32 ) إنه أب كلّي الجودة ، مسامح لا يُقيم وزناً للحسابات.
إن قيمة الإنسان في عينيّ الله لا تُقدّر بثمن ، إذ يعطي حياته فداء من أجل الإنسان . إن حياة يسوع كلها كانت تعبيراً عن محبة الله اللاّ محدودة . وإن خلاص الإنسان مرتبط في النهاية باستقبال هذا الحب .