المحرر موضوع: حكومة شراكة وطنية متريثة  (زيارة 967 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اويا اوراها

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 122
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حكومة شراكة وطنية متريثة
« في: 13:38 28/08/2010 »
                                                            حكومة شراكة وطنية متريثة
هذه الحكومة التي يترقب الشعب العراقي على أختلاف تلاوينه ساعة ولادتها والتي طال أمدها والحدبث عنها صار كحكايات ألف ليلة وليلة لكنها وعلى أقل تقدير لم تصبح في خبر كان كون الحديث عنها لا زال قائما منذ السابع من إذار 2010 وقبد الدراسة والنقاش والتداول والأتفاق واللاأتفاق وحتى الساعة ليبقى الحال على ما هو عليه ( مكانك راوح ) بالضد لما كان يتوقعه الشارع العراقي المغلوب على امره الذي منح للقوائم الفائزة حق التحدث باسمه داخليا وخارجيا واثقا على ان تلك الحكومة بحسب توقاعته ستتشكل في غضون المدة القانونية لكن ما بدا كان العكس تماما حيث أنقضت المدة الدستورية المقررة على ولادتها وحتى الأعراف  الأصولية تم التجاوز عليها ومن دون الألتفات الى مصير المواطن العراقي وما سيؤول اليه وضعه جراء ذلك التأخير الغير مبرر , لكن هذا لا ينفي مدى حرص زعامات القوائم الشديد على مستقبله بالرغم من عدم عبورذلك الحرص السد الأعلامي أما على صعيد الميدان لا يوجد ما يؤكد ولو الجزء اليسير من ذلك الحرص أو ما يطمأن لذلك , بل نرى القوائم المتنافسة على الزعامة وبعد أن أحتدم الصراع الديمقراطي بينهما حيث في أغلبها أخذت منحى معاكسا وباشرت بخوضه ألا وهو العمل على طمأنة دول الجوار أو الأستقواء بآخرين لكسب الرضى ونيل الدعم الذي يساعدهم على فرض املاءاتهم على الساحة الداخلية الذي صار مصدر تعطيل و تهديد فعلي لكل مخلص وفي يتوعد وكله صدق وتحمس لوعده على تشكيل حكومة الشراكة العراقية الحقيقية التي تلم تحت عباءتها كل أطياف الشعب العراقي المتحسر ليوم ولادتها ...
كما يبدو أن أمر تشكيل الحكومة اليوم يمر في مراحل صعبة وحرجة ومردها يعود الى عامل التجاذب والأستقطاب ( حانة ومانة ) الذي أخذ يهيمن على قرارات الزعامات وكل شيء صار مجمدا ومعطلا وأن عبارة ( حكومة شراكة وطنية ) التي يتغنى بها أمام الوسائل الأعلامية قدر لها أن تكون مجرد (حشو ؟! ) أذا ما تم استخدام الأحرف الأول ( ح ش و ) من العبارة أم أنها ستتحول لا قدر الله ألى ( حكومة شراسة وطنية ) ويكون ضحيتها أولى وأخيرا الشعب المسلوب الراحة, مع العلم ان الديمقراطية وكما تعني هي حكم الشعب الذي باسمه كتب لتلك القوائم وزعاماتها الأرتقاء وتسلق المنصات كي تعمل جاهدة على أخراج الفرد العراقي من محنته عبر ما وعدته على تطبيق ما هو مطروح في أجندتها أو يرامجها الأنتخابية والتي لأجلها تم منحهم ثقة الشارع العراقي ليكلفوا بتشكيل الحكومة العراقية , فيا ترى أذا كان الجميع متفقون من حيث المبدأ على الشراكة السياسية الغزيرة المفاهيم قلبا وقالبا في خدمة شعبهم ووطنهم فلم لا يزيحون من دروبهم ما هو شحيح المضامين علما أن أغلب زعامات تلك القوائم تتمتع بتاريخ نضالي يفتخر به وباع كفاحي مرير متراصين في خندق واحد ولعقود طويلة مشّرفة يحتذى بها ضد الأنظمة القمعية التي تعاقبت على أبناء العراق بكل تلاوينه كما ومن المؤكد حيث كان يتملكها مشاعر عدم الأرتياح تجاه هذا المواطن المتذوق للمصائب والعذابات , هذا وبالأستناد على ما يزخر به تاريخ هذه الأطراف المتخاصمة من محطات خالدة حيث يكمن وراءها السؤال التالي الذي هو ( ما هو السر الذي يجعل أو يقف خلف كل تلك القوائم برئاساتها بأن لا تحتكم الى ما كلفهم به العراقيين ؟ فهل هو منصب رئاسة الحكومة فقط ؟ أم هو تأثير وضغوط عامل القطبية ؟ أم أن ما بينهما هو الأعظم ... ؟ )
 أن مضيعة الوقت هذه سوف لم تصب سوى في أضعاف العراق وأستقواء المتربصين وما على الزعامات الفائزة أن تعمل جاهدة على طمأنة الشعب العراقي قبل الجوار وبخطوات فعلية وذكية لقطع دابر الأرهابيين الذي بدأ يتنامى في المدة الأخيرة مستغلا الفراغ السياسي والأمني الذي سببته الكتل العراقية المتعنتة والمتصارعة ديمقراطيا على رئاسة الحكومة أو الوزارات السيادية ليلقي هذا بمضاره على أجهزة الدولة وخلخلتها كي تتسع الهوة الأمنية فاسحة المجال لضعاف النفوس على أختراق الشارع العراقي والقيام بعمليات تخريبة مزعزعة الأستقرار النفسي والأجتماعي الذي هو أصلا  يعاني من مشاكل مزرية جمّة بسبب التقصير الكبير الحاصل في قطاع الخدمات المتفاقمة والمتهاوى نحو الأسوأ بينما في الجانب الآخر حالة اللأجماع والتنافر ولعبة ( جر الحبل ) لا زالت قائمة على قدم وساق , وعملية الدق على وتر الشراكة الحساس الذي عليه تذرف دموع التماسيح ( جعجعة من غير طحين ) شرع يفقد مضمونه والدليل حالات التنافر وعدم التلاقي والتعنت الذي يخيم كل يوم على الساحة العراقية مخلفا ورائه المئات من الشهداء والجرحى ونسب بعيدة عن التوقع في عدد المحرومين والمعوزين والمحتاجين وساكني الخيام او بصريح العبارة الذين يعيشون تحت خط الفقر المتزايد يوما بعد يوم ومن دون أن يرف علهم جفن وكأن خدمة الشعب لا يمكن أزداءها الا  بأعتلاء منصة رئاسة الحكومة  علما أن هذه المنصة تم أعتلاءها مرات عديدة منذ عام 2003 وحالة المواطن على حالها لم تتغير .
وأخيرا أن شعبنا العراقي قد أصابته التخمة جراء التبريرات التي تمت وتتم من خلال المقابلات التلفازية والأذاعية التي لم تعد منطقية ولا مقبولة بخصوص تأخير تشكيل الحكومة من لدن قيادات المشاريع الأنتخابية   طيلة ما يقارب الستتة أشهر  , كل واحد من هذه الكتل يرمي كرته في ساحة الآخر وكلهم أصبحوا أسيري الحكومة , وأما الشعب فأضحى أسير الفراغ السياسي والامني وقطاع الخدمات المتردي على أختلاف تشعباته  ( كهرباء ماء صحة  مساكن ومجاري ... ألخ ) وأسير المفخخات والتتفجيرات وما على شاكلاتها من علل ومشاكل , أذا فلا بد من أنتهاج سياسة الوضوح والعلانية  الهامة جدا مع العراقيين والتي هي بدورها ستكون حجر الزاوية الحقيقي والموجه الفعلي لكل تلك القوائم الفائزة صوب سياسة البناء هذا من جهة  وأما من الجهة الأخرى على الزعامات القيادية أن تتنازل لبعضها وكلها تواضعا وتتفق على أخراج الشعب العراقي من محنته وتنكس قبعاتها أمام المنّة ( الأحسان ) الذي وهبهم أياه هذا الشعب في يوم السابع من آذار عام 2010 بغض النظر للمخاطر التي كانت تحتاط به والذي هو اليوم يعتبر حصنا منيعا لتلك القوائم  .....  والله ولي التوفيق .

أويا أوراها
ملبورن
Ramin 12_79@yahoo.com