المحرر موضوع: ما أشنعَ التعَصُّب  (زيارة 796 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كوركيس مردو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 563
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ما أشنعَ التعَصُّب
« في: 09:57 14/06/2006 »
                         ما أشنعَ التعَصُّب

إنَّ التَعَصُّبَ انعكاس لشعور المُتَعَصِّب بعقدة النقص المُستحكِمة  في ذهنِه وتفكيره ،  تُفقِدُه التوازنَ المطلوب في اختيار الكلمات والألفاظ  الحضارية المُهَذَّبة ،  فيَدفَعُه تَشَنُّجُه  الى قدح المُقابل بنعوتٍ  بذيئة تنضحُ مِن سُويداء قلبه  المُترَع بالحقد والبغضاء ،  وبسبب هزالة لغتِه في  صياغتِها  الركيكة ومعانيها المتفَكِّكة  ، تنقلب الى الهذيان المُبهَم  ،  بهذا الوضع السيِّء  كان الشماس هيدو عندما كتب رَدّاً للشماس مردو ،  وللتأكد  مِمّا قلتُه  أدعو القرّاء الأعزاء  الى إعادة قراءة مقالي  بعنوان (  ليتَ صَوتَ مار باواي يكون نظيراً لصوتِ المعمذان ! ) وقراءة  رد الشماس هيدو  المُتحامل عليَّ دون أيِّ مُبَرِّر ،  ليروا البون الشاسع  بين الحقيقة  التي تطرقتُ إليها وبين الباطل الذي ذهبَ هو إليه !

لقد وصف امّتنا النهرانية  <  الكلدانية ، الآثورية ، السريانية >  بالبليدة  وبالرغم من بلادتِها فهي محسودة حسب تعبيره ،  ولا أدري كيف تُحسَد امة  على بلادتها ! وهل أن الذي يرى في البلادة  مرضاً خطيراً يجب الشفاء منه  يُتَّهَمُ بالضلال ؟  كيف تستطيع امة بليدة  أن تقوم بمهمة الجمع ؟  أليس هذا هذيان !

تمَعّنوا بالخيال الخصب للشماس هيدو < كُنّا امة بليدة  نجتر (نلحس ) جروحنا الحضارية ، نجلس على الأرض ذاتها ، نلعق التراب نفسه ، تخنقنا الأشواك . . . >  كُل هذا يعتبره نعمة ! والأنكى يتَّهم الله تعالى اسمُه  بسلبه مِنّا هذه النعمة ! !  إن الله هو واهب النِعم وليس سالبُها يا شماس هيدو ! النعمة  لا ترضى بالبقاء عند الأغبياء  ،  هل فهمتَ الآن لماذا غادرت النعمة ! ! !

من الطبيعي أن لا تعجبني البلادة  ويُشاركني بذلك  كل الأذكياء ، أما إذا أعجب بها البُلهاء  فلا لوم عليهم ، لأن الأبله والبليد تَوأمان !  بماذا يُنعتُ  مَن يصف الحقيقة ( بالعارية  والعاهرة ) ولا سيما إذا كان متقلداً لرُتبة كنسية هي ( رتبة الشماس ) ! !  ؟  الحقيقة تكون واضحة وساطعة يحترمها مُحِبوها الصادقون ،  ولكنها  مُرة لاذعة  لمًحُبي الكذب والدجل ،  أنا  أعشق الحقيقة  وأتفيّأ  بظلالها الوارفة  ،  أما أنت وأمثالكَ يا شماس هيدو ، فتكرهونها وترتعبون من ذِكرها ،  وهذا هو دَيدَنُ  كل  مُتعَصِّبٍ  للباطل في كل  زمان وكل مكان .

إني لأربأ بنفسي أن ابادلك الإساءة بالإساءة ،  لأن المسيح الرب علّمنا أن نسامح المعتدين علينا  ونبارك لاعنينا ،  أنا لستُ أفضل من سيادة  الاسقف المُصلح مار باواي سورو الذي كُلتَ له التُهمَ جُزافاً ،  مار باواي لديه  خِبرة واسعة بالمنافقين ، وقد اختار أن يُصلح الخراب الذي أحدثه في كنيستِه  المتسلطون المستبدون ،  تنفيذاً  لقول  سيده المسيح له المجد ، الذي أقام  زعيمَ  الرسل بطرس ( الصخر ) رئيساً لكنيسته الواحدة الجامعة <  أنتَ الصخر وعلى هذا الصخر أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها ، لكَ اعطي مفاتيح ملكوت السموات ، فما تَربطه في الأرض يُربط في السماء وما تَحُلُّه في الأرض يُحَلُّ في السماء >  أين أنتم من أقوال الرب يسوع له المجد !

هنيئاً لك يا شماس هيدو بمُعاداتك للوحدة الكنسية ، التي يسعى إليها  الخيِّرون مُحبو المسيح الرب ،  إن الحساب سيكون عسيراً يا شماس أمام عرش الرب ،  نحن نسعى الى الوحدة التي اوصى بها الرب ، وانتم تستمرئون الفرقة المُخالفة لإرادة الرب ،  نحن نستمد العون من الرب يسوع القائل ( لا تستطيعون أن تفعلوا شيئاً بمعزلٍ عني ) وبعونه ستتقَقَّق وحدة كنيسته  رغم كل عراقيلكم .

ابادلكَ الحب  وأطلب لكَ النعمة الالهية !

الشماس كوركيس مردو
في 14 / 6 / 2006