المحرر موضوع: العرائس  (زيارة 3613 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

ghada

  • زائر
العرائس
« في: 13:02 14/06/2006 »
العرائس
[/size][/font][/b][/color]





هو عنوان قصة حقيقية لفيلم يوناني يروي أحداث رحلة طويلة حصلت في عام 1922 على متن باخرة متوجهة الى أمريكا وتقل معها 700 عروساً مخطوبة بعقود زواج مع شبان من بلادهن يعيشون في أمريكا.
تحمل الباخرة فتيات يونانيات مع اخريات من حوض البلقان هاربات من الظروف القاهرة في تلك الفترة، و في ظل زوبعة الرحيل تلتقي احدى العرائس على متن الباخرة بمصور أمريكي، تفاجئه بحبها الغامر لوطنها حتى أنها رفضت حبه وعروضه السخية ببطولة متناهية قائلة له أنا من بلاد لن أراها ..أنا يونانية فلا تهواني.
و تكاد تكون أهم اللحظات في الفيلم هو ذلك المشهد  الذي تدور حوله القصيدة، عندما تطلق صفارة الباخرة لحظة الاقلاع من الوطن الى المجهول. [/size]
[/font] [/color]



دقت الطبول
زفت ساعة الرحيل
الى المجهول
الى وطن الأمل
أمريكا

عروس تزينت بالسواد
اكراما لحزن البلاد
و شموخ تحت الحداد

جلست على السراب
تترقب المطر و السحاب

و بريق في الأفق:

بلاد الازدهار
اليها تشتاق

يزفها الرجاء من بعيد
الى بضع أغراب ليسوا أغراب

تتكيء على الأمتعة
و كنوزها الباقية

تتأمل صورة الحبيب
لا تعرفه و لا يعرفها
لكنها له و هو لها
انه عريس النصيب

صورة مجردة من المشاعر
غروب مرير
انتظار حائر
و شوق ضرير

ساعة حائطها توقفت
عقارب الوقت تقاطعت

تركت أخوتها في البيت
حملت قرارها و مضت
الى الجلجلة صعدت
و على القدر انصلبت
في طريق الخلاص
من حروب تلاحقت

الحزن على قلبها قابض
الهم على صدرها قاعد

شربت عصيرها:
خوف بنكهة الارادة

كأس الآلام فائض
من حرب الابادة

بلادها المتزلزلة
سلمتها الأمانة
جعلتها أملا

ظروفها العصيبة
لا تحتمل قلبها المذبوح
لا مجال للتراجع
فالأزمة رهيبة
و ان تراجعت
فالعار سيأكلها
و يأكل اهلها

حاصرتها تقاليدها:
"نحن امة لا تباد
بأبنائك الأنجاد
سوف نبقى"

و أبوها أوصاها
حلقة في اذنها أعطاها:

"هنيئا لك العرس يا ابنتي
و الجراة و الاقدام

ستؤسسين جزيرة يونانية
في قلب امريكا

ستحبينه يا ابنتي
مع الأيام

و ترسلين لنا قطعا من نقود
و شقفا من قلبك الجلود
و بضع أحلام

ستبنين عائلة تراثية
و تكونين تحفة أثرية
لأساطيرنا الخرافية

علمي أبناءك اللغة
و تاريخنا العريق
و طقوس الصلاة
و الرقص الشعبي

و اطعمي زوجك
من طعامنا الشهي"

علا صفير الباخرة
صوت انذار مدوي

كصوت كلب مسلوخ
لآخر مرة لا يعوي
بل ينوح

قامت المسكينة
من صمت السكينة
أرضها تزعزعت
حزينة

حملت أمتعتها
قامت  من عرشها
قبلت ارض الزنابق
دموعا دفينة

كتمت أنفاسها الأخيرة
رشفت نبيذها المرير

حبست في جوفها القصيدة
حدقت في الباخرة العنيدة

فرأت طريقها الطويل
و صبرها الثقيل
قادم كموج عات
لاجتياحها آت

انها عروس المصير



[/font][/size]


غاده البندك
2006-6-1
أثينا
[/size][/font][/b]

غير متصل فهد إسـحق

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 506
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: العرائس
« رد #1 في: 18:21 17/06/2006 »

عندما تُدق طبول الوداع
تلبس سفن المحبة...السواد
 و ترهق مناديل الأحبة...فضاء الحياة
 تحمل العرائس في قلوبهن أنين سفر
و في يديهن جراحاتُ صبر..
فيحضنّ في الغربة الحبيب ...تحت ظلال الذكرى.

                تحية لك من القلب

                        فهد إسحق- كندا

غير متصل Hussain Abu Saud

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 79
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: العرائس
« رد #2 في: 12:39 18/06/2006 »
غادة العزيزة
الفكرة رائعة  الكلمات اكثر روعة، باركك الرب
واما تعليقك على موضوعي فساتين بلا نساء فانا لحد الان لم اعلم هل هو مدح ام ذم   ام شئ اخر مبطن غير هذين ؟
ايا كان قصدك فمرورك على الموضوع  يكفي لبناء جسر من ورود  لعبور المتعبين الى الضفة الاخرى حيث الدفء والامان
محبتي

غير متصل نهله

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 256
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: العرائس/شكرا
« رد #3 في: 16:31 18/06/2006 »
الاخت العزيزة غادة

شكرا للوصف الكامل الذي اود التاكيد فيه على انه زفاف الى الجنه ويالحرارة الالم وحرقة القلب وفراق للاحبة
 شكرا لك فقد الهبتي مشاعرنا محبة وصبرا وحكمه
اختك
د.نهلة الصالحي

ghada

  • زائر
رد: العرائس
« رد #4 في: 16:59 18/06/2006 »
الأخ العزيز فهد

أنت دائما تضيف لمساتك الأخيرة على ما ابعثره من قطع كلام في القدر فتصبح الطبخة اكثر مذاقا ..لا أعرف كيف فاتني أن أروي لكم مشهد لقاء العرائس في الفيلم بأحبائهن للمرة الأولى..لقد احتضن كل منهم الآخر الذي لم يعرفه الا في الصورة و كأنه يعرفون بعضهم منذ المولد.. و تحت ظلال الذكرى...

شكرا لرقتك المتواصلة..و ان شاء الله ساكتب لكم ما يليق بكم دائما..

تحياتي من العمق..

غاده

ghada

  • زائر
رد: العرائس
« رد #5 في: 17:06 18/06/2006 »
الأخ المحترم حسين ابو سعود

شكرا لمروركم الكريم على صفحاتي و بارك الله في جهود القائمين على صفحات الأدب الذين يشجعوننا دوما لننثر ما يمر في خواطرنا من بدايات..

لم تكن كلماتي في صفحتك سوى خيال عفوي لا قصد فيه سوى اني نقلت لك بعض صور أراها في خيالي و ايماني عندما أزور المقابر عادة...هناك حيث الروح لها طعم الحياة..

تحياتي

غاده



ghada

  • زائر
رد: العرائس
« رد #6 في: 22:58 19/06/2006 »
الأخت العزيزة نهلة

شرفني مرورك الكريم لقد كانت محاولة لأوثق لنفسي ذكريات هذا الفيلم الذي شاركت بالتمثيل فيه كواحدة من تلك العرائس المجهولات..و كان الدور بسيطا و صعبا ..كان لحظة الانطلاق ..و تبقى الحقيقة أعظم من وصفنا..فالمجد لاولئك البطلات.

غاده


غير متصل Hussain Abu Saud

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 79
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: العرائس
« رد #7 في: 13:59 20/06/2006 »
اعجابا بنقائك
تقديرا لصفائك
وفاء لقدرتك على التحليق
انحني
دعواتي لك بالهناء

ghada

  • زائر
رد: العرائس
« رد #8 في: 16:56 20/06/2006 »
الأخ العزيز عامر

يشرفني مرورك على صفحاتي و تشجيعي..في الحقيقة لم اقصد مفاجاتكم لكني لا استطيع ان ابقى واقفة على نفس اللحن..لابد لي من الابتكار لكي اتطور..و اشعر بالفرح كلما خرجت من نفسي و تجولت في اولئك المنسيين..النساء..الأطفال و بياعي الفرح..انهم اصدقائي و لا اريد سواهم..

تحياتي

غاده

ghada

  • زائر
رد: العرائس
« رد #9 في: 17:02 20/06/2006 »
الأخ المحترم د.حسين

مرورك الثاني يثمن..و صفك لي اكبر من مقاسي..و دعوتك بالهناء قد وصلت لأنها صافية و لأن الله اعد لي عرشا من رحمته..شكرا

غاده

فيان@

  • زائر
رد: العرائس
« رد #10 في: 23:46 24/06/2006 »
الئ صديقتي الغالية غادة
قصة جميلة جدا ولا يسعني سوئ ان اقول لكي كتبتي فابدعتي واتمنئ ان تتحفينا دائما بكتابتك الجميلة وموضيعكي الريعة الئ المزيد من الابدع

                                     

                                   فايرعاكي الله
                                                         فيان

ghada

  • زائر
رد: العرائس
« رد #11 في: 21:07 25/06/2006 »
شكرا عزيزتي ...و انت احلى عروس لروحي ..دمت في قلبي..