المحرر موضوع: مسيحييوا العالم الاسلامي بين حاضر مليء بالتحديات ومستقبل يلفه ظلام احلك من ظلمة السواد  (زيارة 1177 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عصام خبو بوزوة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 172
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مسيحييوا العالم الاسلامي بين حاضر مليء بالتحديات ومستقبل يلفه ظلام احلك من ظلمة السواد
ليس عنوانا متشائما ولكنها الحقيقة التي يجب أن نبني عليها كل مجهوداتنا المستقبلية ونرسم على أسسها توجهاتنا المستقبلية . فكتابنا ومثقفينا ورجال ديننا يتناطحون بالصوت والكلمة ويتراشقون المسبات والاتهامات على أمور تافهة كالتسمية والطائفية الكنسية والمقاعد التي يجب أن تحظى بها الكتل السياسية او الشعبية والعالم اليوم بات قريبا جدا من الرقص بين القاعدتين .
الأولى أسلامية نعرفها جميعا ونعرف اهدافها ونسمع أخبارها فهي في عقول جيراننا وبعض أبناء بلدنا ومتبناة بصورة أو بأخرى من قبل بعض الأنظمة الحاكمة في الدول العربية والآسلامية ولكن للتوضيح سوف نذكر بعض أهدافها بدأ من أسلمة العالم كهدف كبير وانتهاء بأسلمة الشرق الأوسط وكل مظاهر الحياة فيه وكل ذلك ملموس تقريبا في العراق مثلا يتدخل بعض المتطرفين في طريقة جلوس طلبتنا في السيارات التي تقلهم للجامعة وبنمط لباسهم وطريقة حياتهم والكثير من أبنائنا دفع حياته ثمنا لكونه مسيحي في الموصل وبغداد والبصرة والمتبقي لا يزال الامام الكسيح في تلكيف يردد على مسامعه خطاب تافه يسلب كل حقوقنا في الوطن ويعتبر العراق أرضا أسلاميا لا يجوز أن تبنى على أرضه الكنائس أو أن تمشي فيه السافرات . أجل السافرات ففي السابق كان المسلمين أيضا لديهم الكثير من السافرات اما اليوم فقد أرغموا الأغلبية على تغطية اللحم . وكذلك الحال في القاهرة ودمشق وكل مكان ومن لم تفعل تعرفون ماذا يطلقون عليها أو ما قد يصادفها من صعوبات وهي تمشي في الشارع . هذا كله مضافا اليه الصعوبات الاقتصادية ومخلفات الحروب دفعت مئات الالاف من المسحيين في الشرق إلى الهجرة بعضهم حظى وقسم كبير يعاني في دول الانتظار المجاورة أو كمقيمين غير شرعيين في دول لا تمنحهم أية حقوق كاليونان وغيرها .
القاعدة الثانية هي قاعدة غربية لا يعلم لحد الان كم سيكون محيط أضلاعها أو حجم المساحة التي ستغطيه . هي الثانية شبيه بالقاعدة الاسلامية من حيث التطرف ولكنها تختلف في التأثير . فلو أعتمدت بشكل واسع في أوربا وأمريكا ستكون بالتأكيد أكثر تأثيرا من القاعدة الاسلامية . هذه القاعدة حققت انتصارا اليوم بشخص السياسي الهولندي المعروف .. كيرت ويلدرز ... وحزبه الذي حقق المرتبة الثالثة في ترتيب الاحزاب الفائزة في الانتخابات الهولندية الأخيرة . وهو حزب يميني يسعى الى منع الهجرة بشكل تام من الدول الاسلامية سواء كان الشخص الطالب للهجرة مسلما او مسيحيا أو اية ديانة المهم هو انه قادم من دولة باغلبية اسلامية . فقد وعد ويلدرز ناخبيه بانه سيسعى إلى منع دخول اي شخص من هذه الدول . وتتضمن سياسته ايضا منع بناء المساجد وكل المظاهر الاسلامية كالبرقع والحجاب وحتى القران فهو يطالب بمنع تداوله وتحريم وجوده في المدارس وبين ايدي الطلاب . وسحب الجنسية الهولندية من كل شخص تثبت عليه جريمة او جنحة وأعادته فورا إلى وطنه الام . وفرض ما يشبه القسم أو العهد على كل مواطن هولندي من أصول أسلامية على ضرورة أحترام القيم الغربية وتقديسها وغيرها من الشروط ومن لا تلائمه شروط  القاعدة الغربية فقد فتح ويلدرز ابواب البلد أمامه قائلا فليرحل .
قد يقول متسأل . ولكن هذا يحدث ونجح وسينجح في بلد واحد ألا وهو هولندا وليس في كل الغرب وقد يرى الأخر عدد المتضررين هم من يعيش في حدود هذا البلد من ذوي الاصول العربية والاسلامية والمقدرين بمليون نسمة من بين عشرة ملايين تمثل التعداد السكاني لهذا البلد ولكن هذا ليس الحجم الحقيقي إذا علمنا بان ويلدرز بات يجول ويصول اوربا وامريكا وحتى استراليا فقد زارها وحظي بترحيب كبير في صفوف من اصغوا اليه . وبات واضحا بان سياسيين كثر في الغرب أصبحوا يتطلعون إلى تقليد نسخته الناجحة النابعة من قلب متطلبات المرحلة فبالتاكيد حزبه لم يحظى ب 24 مقعدا في البرلمان عن خطأ أو سهو بل بناء على حملته الانتخابيه ودعوته المناهضة للأسلام وللمهاجرين بشكل عام . ولم يعد خفيا أن ويلدرز غدا سيكون المانيا وبعد غد فرنسي وهكذا لتصبح القاعدة الغربية مكتملة وقوية النفوذ كالقاعدة الشرقية او الاسلامية .
وألان هل لاحظت عزيزي القاريء الضحية الحقيقية التي أشبه ما تكون  بذلك الجدي الضعيف الذي هرب من الذئب ودخل في شق ضيق والدب ينتظره في الخارج أذا حاول الخروج . المسحيين . مسيحيوا الدول العربية والاسلامية هم الجدي ومصيرهم بات يلفه غموض وظلمة حالكة السواد لا احد من ابنائهم المقيمين في الغرب يريدون التكلم عنها لأنها قد تعني فزعا لأولئك الجالسين في الوطن فيفضلون لعب بيت بيوت اشوري كلداني او او او . والمسالة الأهم تركها الجميع وخصوصا ابناء الخارج فأذا كنت منذ زمن بعيد مرفها مرتاحا في أوسلو وشيكاغوا بالتاكيد سابحث عن شهرة وأسم او بلبلة أو مرتبة سياسية فانا لست بحاجة للبحث عن وطن كتلك الجالسة في تلكيف أو ذلك المتمسك بالقوش .
المسحيين وهنا لا أقصد فقط الاشوريين والكلدان وغيرهم بل الفراعنة القبطيون والموارنة وبكل اسمائهم الأخرى سيكونون هدفا حقيقيا للأنتقام كرد فعل على رواج القاعدة الغربية . لا بل قد تطاول بعض الحكومات والأنظمة العربية والأسلامية على حقوقهم قانونيا وتعاملهم كمواطنين من الدرجات المتدنية والأخوان المسلمين في مصر خير دليل على ذلك .
وإذا كان كل حي يغني على ليلاه فلست هنا احذر وابلغ قلقا على شعور مسلم في هولندا أو امريكا بل لأذكر بمصير الالاف من أبناء شعبنا الذين دفعوا عقودا من اعمارهم انتظارا لفرصة هجرة واليوم اصبح واضحا بأن الابواب ستحكم أكثر واكثر في أوجههم و قد تشاركني القلق حول مصير مئات الالاف في الوطن . يفعلون المستحيل للحفاظ على سلامة ابنائهم . وليس بالضرورة أن ترى لتؤمن وليس بالضروة ان يكونون وقودا لمذابح جديدة تدفعنا إلى التفكير بشكل جدي حول مصيرهم ومستقبلهم . حملة أطلقها وأدعو الجميع أينما كانوا للتفكير بكل عمل ممكن ان يكون مثمرا أو كل مجهود يستحق منا العناء خدمة لأبناء شعبنا في الداخل وفي الشتات .


   
                      عصام سليمان _ تلكيف
                    سدني _ استراليا
Assyrian_publisher@yahoo.com