المحرر موضوع: النية من اختصاص الله ومناقشة قاعدة الاحسان الفقهية  (زيارة 1292 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sami Jawad

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 36
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

النية من اختصاص الله ومناقشة قاعدة الاحسان الفقهية

قلم : سامي جواد كاظم
انما الاعمال بالنيات حديث كثيرا ما نردده عندما تلتبس علينا اعمال الغير بين الحسنة والسيئة ، وهذه الحالة عندما تكون الظروف طبيعة والمجتمع يعيش حالة من الخير والمحبة ولكن عندما تختلف اخلاقيات المجتمع ويصبح الباطل اكثر من الحق هنا ياتي صدق المقولة  سوء الظن في زمن يكثر فيه الباطل يعد من حسن الفطن .
ونظرة سطحية وعابرة لحياتنا لنقيّمها هل نعيش المحبة والخير ام كثرة الباطل والحرام ؟ لا اعتقد ان هنالك من سيجيب ان الخير والمحبة هي الطاغية بل العكس ويؤسفنا هذا جدا لانه واقع واذا ما اردنا تغييره فلابد من الاعتراف به ومن ثم البدء بخطوات مستمدة من الدين الاسلامي لتغييره .
النية هذا المصطلح الذي يعني مافي مكنون قلب الانسان في قصده عن عمله اتجاه غيره ، وهذا المكنون لا تقره القوانين الوضعية لان عليها الظاهر اما الباطن فمن المؤكد هو من اختصاص الله عز وجل وفي هذه الحالة نجد ان هنالك كثير من الحالات التي وقع صاحب النية الصادقة في مازق نتيجة قصده القيام بعمل حسن للغير فينقلب الى عمل سيء يلام عليه بل حتى يتعرض للعقوبة ، خذوا مثلا هذا القانون الذي يعاقب من يرى مصاب او مصدوم بسيارة وينقله الى المستشفى لانقاذ روحه ، اقول نعم يعاقب وليس الاستفسار منه عن ظروف الاصابة بل ان الطامة الكبرى لو المريض فقد الوعي او مات في المستشفى فعندها يحاكم فاعل الخير وقد تصل الى فصل عشائري،وقد وصلت، وشواهدنا كثيرة من الواقع العراقي .
يقابل هذا قاعدة فقهية يعتمدها الفقهاء في تشريعاتهم وهي قاعدة ما على المحسنين من سبيل وجاءت هذه القاعدة من اية كريمة في القران الكريم ، وقد ضرب عدة امثال على هذه القاعدة منها ان فاعل الخير او المحسن غير ضامن لتلف البضاعة التي قصد حفظها ، ولو قال صاحب البضاعة انا لم اطلب منك نقل بضاعتي او المحافظة عليها لانني ادري بما يحدث فعندها طبقا للقاعدة الفقهية فان الحق مع فاعل الخير ، السؤال المهم هنا من اين لنا نعلم ان فاعل الخير هذا كان بحسن نية ؟ هل اليمين لوحده ام البينة معه تثبت ذلك ؟
ولو عدنا الى اصل الاية التي جاءت منها القاعدة فان الآية وردت في مورد قعود العاجزين عن الجهاد لفقرهم وعدم تمكنهم من تحصيل الزاد والراحلة للسفر مع رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك، حتى ان بعضهم لم يجدوا نعلا، فسألوا النبي صلى الله عليه وآله ان يحملهم على الخفاف المدبوغة والنعال المخصوفة فقال صلى الله عليه وآله: (لا أجد ما أحملكم عليه، فتولوا وهم يبكون، وهم ثلاثة إخوة: معقل، وسويد، والنعمان بنو مقرن، فأنزل الله تعالى في حقهم:  (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم) . فظاهر الآية بناء على هذا نفى السبيل، أي: العقاب الاخروي، والعتاب من المجاهدين عليهم لتخلفهم عن الجهاد عن هؤلاء المتخلفين العاجزين.
المحسن هو من قصد فعل الواجب ولم يستطع كما في الاية الكريمة واعتبر محسن لعدم توفر مؤهلات القيام الواجب مع الرغبة في النفس والنية الصادقة على تنفيذ الواجب .
هذا الاشكال لا يمكن معالجته في ظل ظروفنا لانه علينا بالظاهر والملموس واما القصد والنية فلا يمكن لنا معرفتها وقد نقع في اشكالات كثيرة في هذا المجال فهنالك حروب وقرارات سياسية غيرت مجتمعات وهلكت بشرية واظهرت حالات يقول فاعيلها انهم فعلوها بحسن نية .
احد الامثلة التي استشهد بها الفقهاء على قاعدة الاحسان لو قام احد الاشخاص بنقل كتاب لشخص معين من مكانه باعتقاده بانه سيبتل بالماء الى مكان اخر للمحافظة عليه وشاءت الصدفة ان احترق ذلك المكان الذي وضع فيه الكتاب فعندها فاعل الخير هذا غير ضامن ونقول لو كان في هذا الكتاب وثائق واوراق تهم صاحب الكتاب ومصيرية وتكون قد تلفت مع الكتاب ماذا سيفعل بحسن نية فاعل الخير ؟
رجل دين راى جمهرة من الناس امام جامع فتدخل ليرى السبب فاذا بطفلة سباعية مفقودة ومن خلال التحدث معها عرف الرجل مكان عمل ابيها وقام بالاتصال بذلك العنوان وعرف رقم هاتف ابيها فاتصل به وقام بتسليم ابنته له فاذا بوالد الفتاة قد اقام دعوى قضائية ضد رجل الدين مطالبا بالفحص الطبي للبنت وتوقيف الرجل بتهمة الاختطاف يرافقها سبب مطالبته بالفحص الطبي .