المحرر موضوع: إضاءة الشاعر فالح حسون الدراجي ومتابعة جادة  (زيارة 2039 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حامد الجبوري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 385
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إضاءة
الشاعر فالح حسون الدراجي
ومتابعة جادة
حامد كعيد الجبوري
        لم يدر بخلدي يوما ما أن ما أكتبه من نصوص شعرية شعبية متواضعة تصل لأبعد مما أتصور ، فأنا ، وهذا ليس من باب التواضع أو لفت النظر ، وهذه حقيقة أقسم عليها ، لأن جل كتاباتي لا تزل ضمن أطار الهواية الجادة ، رغم أني أكتب الشعر الشعبي بداية السبعينات من القرن الماضي ، في العيد الأربعون للحزب الشيوعي العراقي صدر كراس لمجموعة من الشعراء الشعبيين بعنوان ( أغاني للوطن والناس ) ، شارك به أغلب الشعراء الطليعيون المتنورون للشعر الشعبي ، تصفحت الكراس حينها وقلت لنفسي ، هل سأجد يوما أن قصيدة لي ستنشر مع هذه الأسماء العملاقة ، وحينها كنت ضابطا
 في الجيش العراقي وبرتبة م أول ، بمعنى لو قيض لي أن أكتب حينها أو أقرأ  لكنت قد رميت بنفسي بتهلكة لها آخر ، وهو الموت المحتم ، والأمسية التي أقامها الحزب الشيوعي آنذاك في 31 / 3 / 1974 م أبان ما يسمى بالجبهة الوطنية المزعومة ، منعني الصديق الشاعر  شاكر السماوي  من الحضور للاحتفالية إياها ، وأيده الصديق الدكتور ( لغة عربية ) طه الربيعي ، قلت لهما لماذا تحرمانني من الاستمتاع بهذه الجلسة التي سيقرأ بها أكثر من صديق ، عريان السيد خلف ، علي الشباني ، فاضل السعيدي ، علي بيعي ، إضافة لصديقي العزيزان الشاعر رياض النعماني ، والشاعر غازي ثجيل ،
 أقنعني الشاعر شاكر السماوي والدكتور طه الربيعي بفكرتهما ، وهكذا لم أحضر لتلك الاحتفالية ، بعد سقوط صنم الدكتاتورية لمزبلة التأريخ ، جمع الصديق الشاعر عريان السيد خلف قصائدنا التي تمجد حزب الجماهير العريضة ، الحزب الشيوعي العراقي ، وأصدر تلك القصائد بكراس يحمل نفس عنوان الكراس الأول ( قصائد للوطن والناس ) ، وشاءت الصدفة أن يكون ذلك بالعيد الرابع والسبعين للحزب الشيوعي العراقي ، أي أن أمنيتي التي حلمت بها العام 1974 م ، تحققت بالعام  2004 م ، أي بعد ثلاثون سنة من حلمي الذي حقق بإرادة جباره ، والقصيدة التي ساهمت بها بعنوان ( ديوان
 البخيت ) والتي أهديتها للراحلين من الطليعة الشيوعية الحلية الشهيد ( شاكر نصيف  ) ، والراحلان ( علي بيعي ) ، و ( جبر داكي ) ، ومن خلالهم للحزب الشيوعي العراقي ، وكانت فرحة لا تعدلها أية فرحة بالنسبة لي ، ناهيك على أنها مثار اعتزازي بنفسي وقلمي غير الملوث بمديح الطغاة ،  وأنا داخل العراق المستباح من زمرة قاتلة فاشستية .
      لم أعرف شخصيا الزميل الشاعر المبدع فالح حسون الدراجي ، نعم عرفت عنه الكثير من خلال ما ينشر له بصفحات الصباح الغراء ، والصحيفة الأم  طريق الشعب ، ومن خلال ما حدثني عنه زملاء أعزاء كالشاعر كاظم إسماعيل الكاطع ، والشاعر والإعلامي علي الربيعي ، والشاعر والإعلامي سمير صبيح ، وأجمعوا  على أن الدراجي له الفضل الكبير على جيل كبير من الشعراء الشعبيين ،  وبخاصة من يسكن مدينة الثورة ببغداد المحروسة ، وأعرف أن له برنامجا خاصا – مواويل وشعر - يقدم من إذاعة العراق الحر ، ذي الصبغة الوطنية اليسارية ، والمفاجأة التي أعتز بها أيما اعتزاز
 تناول قصيدتي ( هوه الخمسين ) ببرنامجه وجعلها القصيدة الأولى ببرنامجه ، مع تعليق وإطراء أقسم بكل ما هو مقدس أني لا أستحقه ، وسأورد نص ما كتبه أو ما قدمه لقصيدتي ببرنامجه ، ووجدت تلك الكتابة أو المقدمة على موقعي الالكتروني ، (مرة قال مظفر النواب:
عمُر وإتعدَّه التلاثين لا يفلان
ومرة قال الشاعر الراحل عيدان الجصاني:
شلون بعشكَ الأربعين إشلون يخواني؟؟
وفي حلقة هذا الاسبوع من "مواويل وشعر" يطَّل علينا الشاعر المبدع حامد كَعيد الجبوري من نافذة "الخمسين" بقصيدة جميلة أسماها "هوى الخمسين" ومابين النواب، والجصاني، والجبوري، وقصائدهم الجميلة، يظل الحب لعبة السنين، والأعمار جميعها.
فالحب هو الحب، سواء كان في العشرين، او في الثمانين. ولنا في رائعة الشاعر كاظم اسماعيل الكَاطع التي قال فيها:
هوى تالي العمر كتال
وأكثر من أيام الصبا إيعَّذب
، بقصيدة "هوى الخمسين" للشاعر حامد كَعيد الجبوري نفتتح حلقة هذا الأسبوع من "مواويل وشعر"، والى جانبها أبوذيات جديدة واخرى قديمة، ومواويل عراقية، ونصوص غنائية.
ولكن سنبقى أولاً مع "هوى الخمسين" رائعة الشاعر حامد كعيد الجبوري: ) .
   شكرا للشاعر والإعلامي المبدع فالح حسون الدراجي وأقول له ، ليس هناك وجه للمقارنة أو التشبيه ، بين نص متواضع ورمز عراقي كبير كالنواب المدرسة ، وليس هناك وجه للمقارنة والتشبيه بين حامد كعيد الجبوري والشاعر الكبير والتجربة الأكبر كاظم إسماعيل الكاطع ، وكذا مع الشاعر الراحل الجصاني ، وأكبُر فيك أيها الزميل فالح الدراجي دأبك المتواصل للبحث عما هو جميل وأصيل ، وبخاصة تراثياتك وخزينك المعرفي منها و بها ، وأن أروع ما في قصيدتي أن تقرا بصوتك الأجمل والأرق ، نقل لي ذلك من سمعها بصوتك فشكرا ، للإضاءة ........ فقط .