المحرر موضوع: النظام الضريبي الجديد  (زيارة 2055 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مارتن كورش تمرس

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 71
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
النظام الضريبي الجديد
« في: 12:50 10/09/2010 »
نظام الضريبة الجديد والـ(سرقفلية)

    النظام الإقتصادي المتبع في مملكة السويد، يتبع نظاما فريدا من نوعه فهو ليس بنظام إشتراكي ولا رأسمالي. قد يبدو للقادم من الشرق بأنه نظام يعتمد إعتمادا كليا على الضريبة! لكن هذا ليس بالصحيح لأن مملكة السويد دولة مصنعة ومنتجة، أي دولة صناعية وزراعية أي هي مصدرة. تمتلك صناعات ثقيلة بمختلف أنواعها ولديها من المعادن الفولاذ والحديد والمواد الصخرية التي تدخل في عمليات البناء، ولديها مساحات شاسعة من الغابات التي تمنحها الآلاف من أطنان الاخشاب.
    إبتدعت السويد في هذه الأيام، نظاما جديدا في جمع الضرائب بحيث يصعب التهرب منه، إن لم يكن قد أصبح وفق هذا النظام الجديد مستحيلا!! من بعد أن علمت دائرة الضريبة بأن هناك ثغرات في نظام المراقبة القديم الخاص بجمع الضريبة التلقائي أو الأوتوماتيكي الذي وفقه تتم عملية دفع الضريبة من قبل متحملها كصاحب أسواق  marknad)، Butik  ،(Affär فالبائع قبل هذا النظام كان من السهل عليه التلاعب بالضريبة والتهرب منها بشتى الوسائل التي حملها معه من الشرق التي هي مجموعة من الحيل التي ما عادت وفق هذا النظام تجدي نفعا. فصار الواحد بعد الآخر يبيع متجره لغيره ووفق نظام الـ(سرقفلية) كآخر تهرب من الضريبة به يشفي غليله. هذا مرجعه نظام كبير هو وفق مبدأ ( أخذ أخذ أخذ ولا تعطي). لذلك ترى العديد من المتاجر قد وضعت على أرصفة بورصات البيع وخبر جديد هو أن محلات قص الشعر الـ( كوافيير) المملوكة لغير السويديين، هي الأخرى قد قررت اللحاق بتلك المتاجر ليضعها مالكيها على أرصفة البورصة عارضين أياها للبيع ولكن ليس من غير الـ(سرقفلية). لازال العديد من هؤلاء المتهربين من الضريبة يظن بأنه يقوى على التحايل على أنظمة جمع الضرائب في مملكة السويد التي تعتبر ثاني دولة في العالم في أعلى نسبة لجمع الضرائب إن لم تكن قد سبقت غيرها، لكنها وحسب نظر كل الإقتصاديين ورجال الإحصاء من حول العالم بأن نظامها الإقتصادي يعتبر أقوى نظام إقتصادي أساسه ومرجعه الكتاب المقدس والآية ( هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورَ إلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيِْتِي طَعَامٌ وَجَرِّبُونِي بِهذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوَى السَّموَاتِ وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تَوسَعَ.) "ملاخي3: 10".
    قد يقول قائل من بيننا بأن معظم السويديين لا يؤمنون بالله! أقول نعم لكن هل لا يؤمنون بنظامه، بطبيعته، بأجوائه، بفلكه، بأجرامه السماوية، بهوائه، بمياهه، بالإستنباط من قوانينه. نظام إرتفع بالقائم والمقيم والساكن على أرض مملكة السويد، من أرصفة الفقر والإستجداء، إلى مستويات عالية في المعيشة، فكان أفضل شخص في مستواه المعاشي من بين سكان العديد من دول العالم اليوم وفي زمن تداعيات إقتصاديات أكبر الدول قوة عسكرية وأرفع تطورا وتقدما. نظام ضمان إجتماعي فريد من نوعه وإن كان فيه عيبا واحدا فهو إرتفاع مستوى نسبة الضريبة المستقطعة من المواطن بحسب نسب دخله. إن كان هذا عيبا أمام أنظار غير السويديين، الذين كانوا إلى لحظة ظهور هذا النظام الضريبي الجديد والفعال في تطبيقه، يبيعون بدون وصل (فتورةFaktura). هذا العيب أيها الصاحي هو عدالة في مستوى توزيع الدخل وتقديم الدولة لخدماتها لكل أفراد الشعب ( سكان أصليين، متجنسين، مقيمين. بل وحتى غير المقيمين في حالات خاصة منها المرضية). هذا العيب الوحيد وهو قوة ومتانة للإقتصاد الذي لم يتزعزع على الرغم من مرور العالم بالأزمة المالية التي لازالت تلقي بظلالها على مختلف التصرفات المالية من حول العالم. لكنها وقفت ضعيفة أمام الإقتصاد السويدي الفريد من نوعه والمعتمد على المصدر الإلهي في مصدره الذي أعطى للإقتصاد السويدي قوة يحسد عليها اليوم. فالخاسر الوحيد هنا هو الذي قام ببيع محله أو سوقه وقد إستلم مبلغ الـ(سرقفلية) ليقف على الرصيف الآخر منتظرا ثغرة أخرى في الإقتصاد السويدي. وهذا محال لأن الأنظمة تتقدم وتتطور كما يتطور الـ ( (Anti-virus وهويقدم لك خدمة حماية حاسوبك (Computer) من الفايروسات التي صارت تتقنص فرصة للإجهاز على جعبة معلوماتك وتخريبها، كما يتم تخريب الإقتصاد.
    ممكن أن نشبه نظامها الإقتصادي المتميز بالقوة والمتانة، على سبيل المثال، بعائلة عدد أفرادها خمسة متكونة من الوالدين وإبنين وإبنة. رب العائلة هذه يعمل موظفا في دائرة البلدية والأم تعمل معلمة في روضة للأطفال والإبن البكر يعمل معيدا في جامعة المدينة والإبن الثاني يدرس في معهد اللاهوت وأما الإبنة فهي ممرضة في مستشفى المدينة. دخل العائلة الشهري الإجمالي هو(5000§) على التوالي: دخل الوالد هو 1750 ودخل الأم هو 1000 ودخل كل من الإبن البكر والإبنة هو على التوالي هو 1500 و750. مصاريف العائلة الشهرية هي أما مغرقة لدخلها أو أقل منه بـ(سنتات) قليلة. الأب  مع الأم هما المسؤولان عن وضع ميزانية العائلة الشهرية لكي يتساوى جميع أفرادها في الإستفادة وتكملة مشوار حياتهم وحفظ كرامتهم وعدم الإستجداء على أرصفة المدينة. فلكي يكمل الإبن الصغير دراسته لا يقدر أن يعمل لذلك على العائلة تقع مسؤولية إعالته ليكمل دراسته. فلا يجوز للإبن البكر أن يعترض على طريقة حساب والديه لميزانية العائلة ومساواته بشقيقه أو بشقيقته، لأنهم كلهم أبناء أولئك الوالدين وفلذات كبدهما، هما اللذان حرما ويحرمان أنفسهما من ملذات الحياة لكي يكمل كل إبن مشوار حياته، فالإبن البكر لو يرجع إلى الوراء سنينا، لتذكر جيدا كيف كان والديه يصرفان عليه ولولاهما لما كان اليوم معيدا في جامعة المدينة.
    أنه تشبيه بسيط بإقتصاد مملكة السويد التي تجمع على مساحتها نفوسا تعدادها 10 ملايين نسمة، مليون منها هم من اللاجئين والمتجنسين والمقيمين. ولو فهمه هذا الذي أقدم وباع متجره، لتراجع عن هذه الخطوة التي ستجعله يضرب كفه بالأخرى تارة وتارة أخرة يشبك الاخماس بالاخماس على قمة رأسه متحصرا على الذي فعله بنفسه. لقد عطل نفسه عن العمل بقرار غير مدروس وقد أخذ بالمبدأ أعلاه (أخذ أخذ أخذ ولا تعطي) ولو فكر بأشقائه البالغ تعدادهم مليون نسمة هم غرباء عن هذا البلد، أن ثلثهم عائشون على مساعدات البلدية لظروف خارجة عن إرادتهم، وهو يضع نفسه مكان رب العائلة أعلاه، وهو ينظر بأم عينه إلى المواطن السويدي، وهو ينظر من حوله إلى أرضية الإقتصاد السويدي المتين الخالي من التضخم المالي ( إن وجد فبنسب غير مؤثرة وكأنها غير موجودة) لما أسرع وباع متجره تهربا من الضريبة. هذا البلد الذي فتح أحضانه له ولكل القادمين اللاجئين. نعم أيها القادمون إلى مملكة السويد دعونا قبل أن نأخذ، يجب يجب يجب أن نعطي ونبارك هذا البلد الذي إحتضننا وساوانا بمواطنيه، لكي يبارك الرب يسوع المسيح "له كل المجد". كل مقتنياتنا وأعمالنا ومدخولاتنا ويحمينا من الأمراض والتائهات.

المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس