المحرر موضوع: التشجيع ضرورة أساسية في معاملة التلاميذ  (زيارة 1801 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
التشجيع ضرورة أساسية في معاملة التلاميذ
صباح مرزينا زومايا
يحتاج التلميذ إلى التشجيع كحاجة النبات إلى الماء لكي يعيش، إن هذا التشجيع جزءاً أساسياً في كل برنامج من برامج التربية والتعليم في المدارس الإبتدائية، ولا يعتبر أي منهاج ناجحاً إلا إذا أمدّ التلميذ بالتشجيع وإعطائه الثقة بالنفس، إن برامج التعليم عندنا تكاد لا تخلص من الأخطاء، لذلك لا بد من تخصيص دراسات لتدريب المعلمين على فن تشجيع الأطفال وتقوية ثقتهم بنفسهم. يؤكد بعض الأخصائيين النفسانيين أنه من السهل جداً السير في طريق السلوك الحسن، وفصل الأشياء الصحيحة التي يخفق فيها الطفل الذي نصفه بالغباء.على المعلم أن يعرف كيف يجعل من هذا التلميذ مطيعاً مؤدباً يتقبل الدرس بسهولة وهذا يأتي من الإسلوب الجيد والمرن والمشجّع للتلميذ، ولغرض الوقوف على العلاقة القائمة بين المعلم والتلميذ في مدارسنا. كان لنا لقاء مع عدد من التلاميذ والتلميذات وقد أخذنا خلاصة إجاباتهم مع عدم ذكر الأسماء بناءاً على طلبهم وهذه مجموعة من إجاباتهم. التلميذ (س) من المدرسة (1) كيف ترى المعلم في مدرستكم؟ ج- لدينا معلم جيد ونرتاح له لأنه لطيف معنا أما المعلم (؟) عندما أراه أنسى كل ما في رأسي من معلومات لأنه ينظر إلينا وكأنه يريد أن يفترّسنا. يشترك التلميذ (د) فيقول أن المعلم (0) ينعتني مع إخواني التلاميذ بكلمات غير لائقة أي (أثوَل – حمار – أنت بدون دماغ) وبصوت يجعلني أتبّول على نفسي من الخوف. أين نحن من تلاميذ دول العالم حيث المعلومات الإلكترونية والتعليم الحديث. أما التلميذ (ل) فيقول:- عندما أعرف بأن المعلم (!) لديه حصة لدينا في ذلك اليوم أحاول أن أخلق أعذاراً مثل المرض أو ما شابه ذلك لكي لا أذهب إلى المدرسة إنه يخيفني كثيراً بكلامه لدرجة انني اثناء النوم اصاب بكابوس وانهض من نومي وأنا ارتجف وكانه واقف على رأسي.
في المدرسة (2) سالنا الطالب (و) ما هو رايك في معلمي مدرستك ؟
ج- هناك نوعان من المعلمين الأول يعجبك أن تجلس في حصته لأنه يحاول بكل طريقة أن يوصل المعلومات للتلاميذ وبكل هدوء وسلاسة ودون عصبية وحتى لو أضطر أن يعيد الدرس عدة مرات دون أن يتعب. أما القسم الآخر فعينك ما تشوف إلا النور وكان المعلم في ساحة المعركة أثناء الدرس والتلاميذ هم من الأعداء، فتراه يصرخ بصوت عال ٍ ويضرب التلاميذ ويتهدد ويتوعد وينعتنا بكلمات بذيئة لا تليق بالمربي ولا بنا كثيراً ونتيجة لذلك حتى لو كان للتلميذ ذرة فهم فإنها سوف تتبخر من الخوف والرعب. أما في المدرسة (3) فيقول التلميذ (ر) إن المعلمة تصرخ في وجهنا بدون سبب لا أعرف هل لديها مشاكل في بيتها وتريد أن تنتقم منّا. أما في المدرسة (4) سألت التلميذة (ي) كيف هم المعلمات لديكم؟ ج- إن المعلمات عليهن شرح الدروس فقط أما التلميذ إذا فهم أم لم يفهم فهذا لا يهمهم بشيء ولا نعرف معنى الحنان أو التشجيع منهم وهذا لا ينطبق عليهن جميعاً. حيث أن درجاتي جميعها (100) في كل المواد لكن معلمة الرياضيات تصّر أن تضع لي درجة أقل من ذلك ولا أعرف السبب. وأنا أدوّن كلام التلميذة بدأت بالبكاء حيث كانت معها أمها فسألت عن السبب وكان الجواب أن التلميذة لا تريد كتابة إسمها لكي لا تعرف المعلمة ومن ثم سوف تعاقبها وتقلل من درجتها، هذا يدل على مدى الخوف والرعب الذي في نفوس التلاميذ. طمأنت التلميذة على أنني لن أذكر إسمها أبداً. المدرّسة (5) أجابت التلميذات (س، ص، ع، ر) عن كون المعلمات جيدات أم لاء.
ج- وبصوت واحد وكأنهن ينتظرن ذلك علماً أنهن في صفوف مختلفة ماذا نقول، إن المعلمة ( ) كأنها فرس أما المعلمة ( ) فإنها تلعب الجودو والمعلمة ( ) إختصاصها قلع شعر الرأس والمعلمة ( ) فإنها إذا دخلت الحصة تقفل أدمغتنا ومنا من لا تسيطر على نفسها فتتبول على ملابسها من الخوف أما المعلمة (0) فإنها تزرع العلم في أدمغتنا وتعيد الدرس عدة مرات وتمسح رأس التلميذات وتضحك معهم وتخفف من الدرس حيث تحكي لنا قصص قصيرة تجعلنا نفهم الدرس ونتقبله بسرعة هذه حالنا. بعد هذه الجولة الطويلة المتعبة المرعبة وبعد مقابلات كثيرة أخذنا هذه النماذج. كان لابد من سؤال الهيئة التعليمية للمدارس. كان هناك نوع من المجازفة لحساسية الموضوع لكن الإصرار دفعني أن أكمل موضوعي هذا فقابلت المعلم (ي) وسألته ما هو دور المعلم في المدرسة الإبتدائية؟
ج- إن دور المعلم هو نقل وإيصال ما موجود في الكتب إلى التلاميذ.
المعلم (أ) هل دور المعلم هو التعليم فقط؟
ج- نعم إن المعلم يعلم التلاميذ فقط والباقي على الآباء ونحن لسنا السبب إذا نجح التلميذ أم لاء.
المعلم (ص) ألستم تنتمون إلى دائرة تعرف ب(التربية والتعليم) فأين دوركم في تربية التلاميذ؟
ج- بعصبية شديدة لم أعهدها من مربي أجيال، يا أخي نحن لسنا مسؤولين عن تربية التلاميذ وهذا واجب الأهل نعم هو واجب الأهل وليس من واجب المعلم التوجيه يا أخي أنت تثير أعصابي. أمسك المعلم (ص) بيدي ومشينا قليلاً فقال لي: ماذا تريد بالتحديد؟ أنت تتعب نفسك. بالمختصر المفيد أنا ومن خلال مسيرتي الطويلة في التعليم لم يرسب لدي تلميذ واحد في الصف السادس سوى واحد وكان هو السبب. إن كادر التعليم المتخرج منذ سنة (1995) ولحد هذا اليوم قليل الخبرة وغير جيد وقد كتبنا عدة كتب إلى تربية المحافظة لإدخالهم في دورات تقوية مستمرة لإعادة معلوماتهم وتحسين مستواهم. في هذه الأثناء حضر المعلم (ي) المتقاعد وعرف موضوع الحديث فقال الله يرحم أيام زمان إسمعوا هذه القصة. في أحد الأيام وصلت إلى مدرستنا قرة قوش الأولى إمرأة وبيدها طفلها وهو يبكي تريد أن يدخل للصف الأول حاولت أن آخذ الطفل من أمه لاكنه أمسك بها بشّدة وهو يبكي من الخوف إستمر هذا الحال عدة أيام. فكرت في حل ٍ لهذه المشكلة قلت للطفل أريد منك خبز بالجبن، وفي اليوم التالي حضر مع أمه وبيده الخبز فأخذت منه فضحك قلت له شكراً لك لكن أريد منك كل يوم أن تجلب لي خبزاً ضحك الطفل وجلس في الصف وتكررت العملية كل يوم حتى بدأ يحضر إلى المدرسة لوحده ويدخل إلى الصف وهو يضحك إن هاجس الخوف عنده قد زال من خلال تشجيعي له، هذا هو الإسلوب الصحيح لكسب الطفل وطرد الخوف منه وزرع المحبة في قلبه للمعلم والمدرسة. إن هذا غير موجود في مدارس هذه الأيام. إن التلميذ قد تؤثر عليه بعض الظروف السيئة التي تحيط به في البيت أو المدرسة لذلك يحتاج للتشجيع نظراً لأنه قد فقد ثقته بنفسه وإيمانه بكفاءاته وقدراته أو سوء تصرف الآباء والمعلمين. لا نستطيع أن ندفع التلاميذ إلى ما لا نهاية في الطريق الذي يرغبونه، بل يجب علينا بدلاً من ذلك أن نتعلّم ونتفهم أن الإحترام المتبادل بيننا وبينهم هو ذو أثر فعّال في نفوسهم على عكس العقاب الذي لا يجدي نفعاً.