المحرر موضوع: من يحدد مصير الشعوب حُكم الأغبياء ام حُكم العقلاء ؟  (زيارة 1537 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ادور ميرزا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 598
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


سلامة الشعوب مقترنة بنوعية الحاكم ؟



ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

انسجاما مع ما كتبه المحامي افرام فضيل البهرو في مقالته بعنوان ..
 { كتابنا في المهجر ... رفقا بنا !!!! }*.. ونصها على اللنك في اسفل الصفحة ...
ودعوته المخلصة للأنتباه الى ما قد يلحقه كتابنا في المهجر في ما يكتبون حول الأوضاع في العراق وما قد يلحق ذلك من أذى قد يصيب اهلنا في الداخل , وهو محق في ذلك الى ابعد الحدود اذا ما اعتبرنا بان في العراق الجديد ما زال هناك  نفر ظال لا يعير اهمية لحياة البشر ولا الى احترام افكاره وفيما يعتقد ؟ ونتيجة لذلك فقد خسر الكثيرين من الكتاب ارواحهم وارواح أهلهم نتيجة لهذا التخلف , وهي فرصة ان اضع تحذيره ودعوته هذه امام المسؤولين عن حماية العراقيين للتذكير بخطورتها , حيث ان غالبية كتابنا في المهجر ينظرون الى ما اصاب العراق من دمار وفوضى حيث ان الذي حدث لم يتحقق بقدرة غيبية او كظاهرة طبيعية انما ما حدث كان نتيجة اخطاء بشرية محددة ومعلومة المصادر ! ودلائلها غطت كل ارض العراق  , فمن تابع الإنتخابات العراقية للتصويت على الحكومة والدستور لتأكد له ان القضية هي بمثابة { جفيان الشر } كما يقول المثل العراقي لتغطية الأخطاء وهي حتما هكذا ظهرت ايضا في مجاس النواب حين تم التصويت على منصبي الداخلية والدفاع وشاهدنا كيف كانت وكأنها ركضة المئة متر اي " تلفلف " , ان مشهد الاستفتاء الكوميدى على تشكيل الحكومات السابقة واقرارالدستور لن يغيب عن ذاكرة العراقيين لأنه استند وجرى  وفقا للسيناريو المعتاد فى دول العالم الثالث ، حيث يعلن ان نسبة المشاركة بالملايين والتصويت لا تقل عن تسعة وتسعين وتسع اعشار فى المائة وهذه هي سمة الأنظمة الشمولية , كما انها اصبحت اليوم سمة الأنظمة ذات التوجهات الطائفية او المذهبية ايضا .

اما الحقائق على الأرض والتى تشكل قناعة راسخة ويقينا ثابتا تشير إلى أنه لا يمكن أن توصف مسرحية تشكيل الحكومة بأقل من أنها نوع من الدجل المجافى للحقيقة والذى يمارسه البعض من أجل التشبث بالسلطة ، كما وينبئ هذا النهج عن سذاجة بدائية بسيطة همها هو البقاء فى السلطة دون تقدير للعواقب , ان المنتفعين الذين يعتمدون على نصيحة من حزب معين او طائفة معينة والذين يمارسون العنف والقتل بلا أى شفقة ولا رحمة ضد أى معارض او مخالف لأنانيتهم , مع إغراق المواطنين ببحور من الأكاذيب والأوهام والأمنيات فانه لا يعلم بأن الوطني من ابناء الشعب لن يحترمه ولا يصدق سياساته ولا يدافع عن توجهاته .

ولا نريد أن نسهب فى وصف فصول المسرحية المخجلة التى تعرض على ارض العراق اليوم هذا العراق الذي  قامت عليه أقدم حضارة عرفت الديمقراطية وحقوق الأنسان قبل ان تتعرف عليها دول التقدم اليوم ؟، انما من المفيد أن نجمل بعض الملاحظات حتى تكتمل الصورة ، فقد لاحظ العراقيون قبل واثناء الاستفتاء على الدستور او حتى على تشكيل الحكومة قيام الأحزاب المتنفذة في حشد كل امكانياتهم الاعلامية التي انشئوها بعد السقوط وفق ما يلائم توجهاتهم الطائفية او الفئوية وذلك لتجميل وشرعنة ما يقومون به ولإحراج الشعب وجعله امام الأمر الواقع , فقامت وسائل الإعلام كافة من قنوات التلفزيون وغيرها وبدون حياء بنقل برامج حوارية شارك فيها بعض من قيادات تلك الأحزاب الى جانب بعض من مؤيديهم فكان الحوار كما رأيناه هزيلا وكوميديا لا يعبر عن ثقافة ولا عن حرص صاحبه على المصلحة العامة لعموم العراقيين حيث كان همهم نصرة الطائفة والدفاع عن حقوق الحزب والعشيرة , وقد تابع العراقيون ذلك فى الخارج  وفي الداخل ، اما في موضوع الأنتخابات فقد توارى المواطنون الشرفاء خجلا وسخطا من مشاهدة فصولها من خلال جلسات مجلس النواب حيث دارالتصويت والمناقشات حولها ، لقد ظهر مشهد الاستفتاء كما وكأنه ضحك على الذقون حيث الترهيب والتزوير كان واضحا في بعض المناطق كما اشارت له فرق المراقبة الدولية ، وإن غالبية العراقيين الوطنيين قد رفضوا هذا العبث كما ظهر .
 
والآن وبعد أن انتخب السيد نوري المالكي لتشكيل الوزارة واجبر على ان تكون الداخلية والدفاع تحت ادارة وزراء مستقلين ارتسمت على وجوه العراقيين البسمة والتفائل وأتصورهم اليوم فرحين مطمئنين فقد أنجزوا أولى الخطوات بالرغم من انهم وضعوا امام الأمر الواقع ، ولذلك نقول للحكومة الجديدة ونؤكد على احترام سيادة العراق وشعب العراق ونقول اصغوا لرأي الجماهير العراقية ولا تعاملوهم قسرا كالقطعان , لقد اثبتت التجربة خلال الثلاث سنوات الماضية ان الحكم بالقوة او تحت شعارات طائفية او مذهبية لن تجدي نفعا حيث انها تعمق الكراهية وتخلق العنف والجريمة, ان الخطاب والبرنامج الذي اعلنه المالكي فور انتخابه كرئيس للوزراء يعبر عن توجه جديد ورفض لكل اشكال التمييز والتوجه الى الوطنية العراقية مما سيدحر كل الأراء المشككة في نياته وضربة موجعة للقتلة الإرهابيين , الاّ ان ذلك يتطلب تطبيق هذه الشعارات على الواقع والوقوف بشجاعة امام كل ما يعيق تطبيقها , فهل سينجح المالكي في ذلك ام انه سيلقى عتاباً من قبل كتلته !
 اننا نتأمل من السيد نوري المالكي وبالرغم من ان الجميع يعلم بانه ينتمي الى كتلة طائفية ومذهبية ان يوازن بين متطلبات شعب العراق المتنوع من جهة وبين اهداف كتلته من جهة أخرى , كما نتأمل تفهم كافة قيادي وكوادر الأحزاب الدينية ذات الطابع المذهبي او الطائفي للمرحلة التي يمر بها شعب العراق والمنطقة , وعكسها فان النجاح والتقدم والتحضر لن يكون نصيب التنوع العراقي الديني والقومي . 

وهنا لا بد ان اشير الى واحدة من الصعوبات التي قد تعترض طريق تطبيق الديمقراطية في العراق , فالنظام الجديد المشحون مذهبية قد يسد الطريق أمام الانتقال الى الجو الديمقراطى الذي ينتظره العراقيون , وهذا بالضبط ما نخشى منه ونأمل أن تنتبه له دول التحالف , كما ننبه به السيد نوري المالكي ايضا !! كما ان الاستبعاد الكامل لردود فعل الوطنيين العراقيين الغاضبة والعنيفة احيانا من قبل غالبية الشارع العراقي أمر لا يقره عقل ولا منطق فى ظل المتغيرات التى طرأت داخل العراق وخاصة ونحن فى عصر لم يعد من الممكن أو المقبول اخفاء الحقائق عن الجماهير، حيث كلنا يعلم كيف فشل النظام الشمولي في العراق فى تنمية وتطور شعب العراق  سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وصحيا ، كذلك فان النظم الطائفية او المذهبية ستلقى نفس الفشل ؟, كما لا يغيب عنكم ان أمن العالم اليوم ارتبط بتحرير الشعوب ومنحها قسطا كافيا من الحرية والإنطلاق .
ما أريد قوله ان سمحوا لي قادة العراق الجدد .. هو أن أردد مع المخلصين لهذا الوطن كلمة تحذير لهم فاقول .. لا تستخفوا بعقول العراقيين ، فعمر الجبروت قصير , ولاتتأملوا وتعتقدوا بان الطريق امامكم اصبح آمنا بفضل قوى الغير، فالظروف قد تتغير والشعب العراقي ضاق المر وتعلم الدرس ، تعالوا إلى كلمة سواء واهتموا بمصالح كل الشعب دون اجتثاث او تمييز او تقسيم ، لا تقيدوه صارحوه واحتضنوه ولا تستخفوا بعقليته او تهينوا معتقده .
اقول للسيد نوري المالكي وقد تصدف وان يقرأ ما اقول .. ان الفرصة امامك لتسجل إنجازا غير مسبوق فغادر ايدلوجيتك القديمة ان إستطعت , وارفض بشجاعة سياسة تقسيم العراق والعراقيين واطرح نفسك كعراقي وطني مخلص ومن يدرى ربما ستنال جائزة نوبل للسلام وربما سيتمسك بك الشعب العراقي الى الأبد عرفانا لك وردا لجميلك وشجاعتك واخلاصك , تقدم لتطبيق برنامجك الذي اعلنته حال انتخابك ولا تتردد , فاذا ما اقدمت على تغيير مسارك الأيدلوجي السابق الذي كان يوصف بالطائفي او المذهبي او العنصري وتحويله الى مسار وطني وديمقراطي فسترى كم ستلقى حبا واحتراما من شعب العراق , وتأكد ان الذي يحدث اليوم في العراق لم يكن ليحدث لولا السياسات الخاطئة الأمريكية الى جانب السياسات الخاطئة التي جاء بها حكامنا الجدد حيث كنت انت واحدا منهم ... تقدم ايها الرئيس الشجاع وارفض الماضي واستمر بوطنيتك واخلاصك لشعب العراق  فستلقى كل الإحترام والترحيب ليس من قبل العراقيين فحسب انما من قبل دول العالم الديمقراطي والمتحضر
.




http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,43712.0.html

ادور ميرزا