المحرر موضوع: لا غرابة في الأمر ... فالعادة القديمـة طبع والسلوك الأنتهازي تطبع ...  (زيارة 952 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حسن حاتم المذكور

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 561
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عادل عبد مهدي في الطريق الى العراقيـة  !!!

حسن حاتم المذكور

لا غرابة في الأمر ... فالعادة القديمـة طبع والسلوك الأنتهازي تطبع ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


العراقيون ليسوا سيئيء الظن ’ ولا يميلون للأحكام المسبقة ’ وبعد التغيير في 2003  استقبلوا قادتهم الجدد دون ادنى ريبة ’ متفائلون بمستقبلهم ’ فاياد علاوي معارض تعرض للأغتيال وعادل عبد المهدي يرتدي جبـة المجلس الأعلى والشال الأخضر’ وابراهيم الجعفري يحمل الأرث الجهادي لحزب الدعوة والجلبي مهندس التحرير والهاشمي عقيد مفصول من الخدمة وسماحات السادة والشباب منهم بشكل خاص ’ رفعوا تراث العوائل والنسب النبوي ’ واضافت مخيلة العراقيين بعض التواريخ الهم دون ان يفكروا في النوايا  الخلفية لتلك الرموز ’ وراحوا يواصلون دفع ثمن ثقتهم عذابات ومآس لا تحتمل .   

ـــ كانت اول انتكاسة سياسية واجتماعيـة واخلاقية تعرض لها الدكتور اياد علاوي ’ ترحمه على روح مشيل عفلق ’ واعتبار جرائم النظام البعثي مجرد اخطاء ارتكبها صدام حسين ثم دعوته لأعادة ماكنة الأرهاب البعثي من ضباط كبار واجهزة استخباراتية ومخابراتية ’ وقد حرق ما تبقى من اوراقه عندما انظم الى ائتلاف العراقية التي يشكل فيها البعثيون اكثر من 80 % حيث لم يحثل حزبـه الا على (23 ) مقعداً داخل ائتلاف العراقية والمجلس النيابي ’ اما بالنسبة لجولاته بين عواصم دول الجوار العروبي الأسلامي المتهمة اساساً بسفك دماء العراقيين قد جعلت الدوائر الأمريكية وبعض الأنظمة العروبية تعيد النظر في حساباتها معه كمرشح مستهلك تماماً ’ هذا ما اثار انتباه بعض مكونات العراقية ومن بينهم بعض البعثيين على ان علاوي ليس جديراً بمشروع عودة جمهوريتهـم ’ فوقع اختيارهم على الشخصيـة المؤهلـة تاريخيـاً واجتماعيـاً واخلاقيـاً ونفسيـاً السيد عادل عبد المهدي’ ومـع انهـم جيدي التشخيص’ لكن خيارهم هذه المرة شكل هروباً اسوأ الى الأمام’ ورغم ان عادل عبد المهدي واياد علاوي يشكلان وجهان لعملـة واحدة ’ فهناك سؤال يجب الأجابة عليـه .

كيف يمكن لكتلـة ذات امتداد عروبي وطبيعة بعثية طائفية ان يكون مرشحها اسلامي موال لأيران ... ؟

السيد عادل عبد المهدي ’ ومن حيث تاريخه الأنتهازي ’ مؤهلاً للأنقلاب على رفاق امسـه دائماً ’ وسيكون المجلس الأعلى وايران في مقدمـة من يتنكر لهما ’ وتلك المحصلـة ليست انهياراً للسيد عادل عبد المهدي وحده ’ بل وسترمي القائمة العراقية الى نهايتها ’ اضافة لذلك فعادل عبد المهدي تعرض لهزات اجتماعيـة واخلاقيـة وسياسيـة ’ ستتابع مستقبلـه وتستهلكه ’ خاصـة وان اضبارة فضيحـة مصرف الزويـة لا زالت على رفوف القضاء العراقي وسيرفعها بوجهـه يومـاً ايتام وارامل ثمانيـة حراس ابريـاء ’ هذا اذا ما اضفنا  جولاتـه لمساومة انظمـة الجوار على حساب سيادة العراق وكرامة العراقيين .

ان ترشيح السيد عادل عبد المهدي لرئآسة الحكومة لا يعبر عن مأزق داخل القائمة العراقية بل كذلك ارباك داخل الأئتلاف الوطني الذي انهكت كيانـه الصراعات المؤجلـة بين اجنحته وخاصـة المجلس والتيار ’ واذا ما نظرنا سبب تعثر تشكيل الحكومـة ’ لوجدناه حصراً بين ائتلافي العراقيـة والوطني ’ فكتل تعاني التفكك مـن داخلهـا ’ لا يمكن لها ان تكون مؤهلـة للأنسجام مـع الآخرين في تشكيل الحكومـة  .

اذا كان الواقع العراقي مدعاة حقاً للتشائم الى هذا الحد ’ فهل ستتشكل الحكومـة على المدى المنظور  ... ؟ . نعم ستتشكل حتماً ’ واذا ما استحمـر حظ العراقيين وشكلها عادل عبد المهدي ’ فأنها ستولد ساقطـة ’ وهنا لا نتحدث عن هذا النوع المرتجل ’ اذن من المؤهل عراقياً لرئآسة الحكومـة ... ؟

1 ـــ الجواب نجده عند امريكا وهي على ابواب مغادرة العراق عسكرياً نهايـة 2011 بعد تثبيت وجودها الأقتصادي والسياسي’ وهي الأكثر درايـة بتفصيلات الواقع العراقي ’ تحاول ايضاً تلافي اخطار الأنفلات المليشياتي المدعوم اقليمياً على مصالحها والأستقرار العراقي مستقبلاً ’ حيث كانت دسيسـة تزوير انتخابات 07 / 03 / 2010 ’ خطأً اضيف الى مسلسل حماقاتها ’ فأستقر قرارها على دعم خيار مرشح ائتلاف دولة القانون السيد نوري المالكي ’ ليس فقط كمخرج حقيقي للعراق من مأزقـه الراهن ’ بـل لتلافي اتساع مأزقها بعد انسحابها العسكري .

2 ـــ الجواب عند دول الخليج’ ابتداءً مـن الكويت حتى السعودية’ والتي ولأسبابها التاريخية المتراكمة’ لاترغب للعراق خيراً او تراه وقـد تجاوز كبوتـه قوة اقتصادية سياسية حضاريـة قـد تفرض على انظمتهـا الشموليـة اسباب الأنهيار والأندثار’ لهذا ترفض وبرعونة مرشح ائتلاف دولة القانون’ وبمنتى الغباء تواصل شـد السروج رهانات خاسرة على ظهور بغال استهلكها الواقع العراقي ’ وسيبقون هكذا حتى تفرك اذانهم الأرادة الأمريكيـة .

3  ـــ الجواب عند الجارة ايران وموقفها المرتبك بين القبول والرفض لمرشح دولـة القانون وهي ترى مجلسها الأعلى يتجه الى نهايته خلف القائد الشاب ’ واقتناعها بأنه سيسير خلف جنازة المجلس في الأنتخابات القادمة ’ وتعلم يقيناً ان اغلب قيادات وكوادر تيارها الصدري ستبتلعها الأجراءات القانونية’ حيث كلما استقرت الأوضاع واستعاد القانون والعدل قدرتهما على الأستماع لمضلومية الضحايا’ سيتجاوز ذوي الشهداء اسباب خوفهم وظعفهم ويطرحوا مظلوميتهم امام المحاكم الجنائية بقوة ليستعيدوا حق ضحاياهم من المذعورين تحت خيمـة العمليـة السياسيـة ’ انه يوم آت لا محال ’ وستدق اضبارة الشهيد السيد الخوئي باب القائد الشاب ’ انها نهايـة تدركها الجارة ايران وستؤثر على مجمل حساباتها .

4 ـــ الجواب عند بعض الأنظمـة العروبيـة والأسلامية ’ حيث ادركت ان الكدائش التي تراهن عليها في السباقات داخل الواقع العراقي المتحرك ’ لا تصلح للمنافسة ولا تستحق العلف الذي تستهلكه ’ فأخذت تخفف من حماقتها وتتجه مرغمة الى مغازلة مرشح دولـة القانون حفاظاً على المتبقي من مصالحها في العراق .

5 ـــ الجواب عند بعض المكونات والشخصيات من داخل الأئتلاف الوطني ’ حيث ادركوا عدم جدوى الأنتحار سياسياً واجتماعياً على طاولـة مساومات السيد عمار الحكيم مع دول الجوار ’ او صفقات لا ناقة لهم فيها ولا جمل ’ اضافة للهمشريات غير المتزنة للسيد الشاب مقتدى الصدر وقيادات الصدفـة لتياره ’ فتغلبت الحكمـة عند بعضهم ليفتحوا نوافذ العلاقات العراقية ـــ العراقية مع ائتلاف دولـة القانون’ كخيار للتمرد على الشروط المجحفة لأيران .

6  ـــ الجواب نجده عند بعض الوجوه والكيانات داخل ائتلاف العراقية ومن بينهم بعض البعثيين ’ حيث ادركوا ’ ان العراق الجديد قد تجاوز ازمنتهم’ وقد حذف من قاموس تاريخه حماقة تسلط الأقلية على مصير الملايين’ وديموقراطياً سيتجاوز طموحات الأكثرية الطائفية لتعيد الوجه الأخر لعملـة التنكيل ثأراً ’ وسيصل بجهد وصبر اهله الى حق الأغلبيـة الوطنية في تحقيق المشروع العراقي’ كل تلك الأسباب وكثير غيرها ’ تعمل الآن على تفكيك ائتلاف العراقية تفهماً لمشروع ائتلاف دولة القانون

  7  ــــ الجواب نجده ايضاً عند التحالف الكوردستاني ’ فموقفهم صريحـاً رغم ضبابيتـه المجاملـة ’ فأئتلاف دولـة القانون لا يشكل لهم مشكلـة مثلما هي النار الملتهبـة عنصريـاً وشوفينياً تحت رماد مكونات العراقيـة وهم اذ يطرحوا شروطهم ’ يدركون مرحلياً الحدود المسموح بهـا عراقيـاً واقليميـاً ’ ويدركون على الصعيد الأستراتيجي لقضيتهم ’ ان مجتمـع الجنوب العراقي ووسطه ’ الذي منح ثقتـه واصواتـه لدولـة القانون ’ هو اكثر تفهماً وقبولاً لحقوقهم المشروعـة .

 قد يسأل البعض : ان كنت منحازاً الى ائتلاف دولة القانون... ؟ اطلب منهم اولاً ان يكونوا منصفين ويذهبوا الى محافظات الجنوب والوسط ’ ويوجهوا لهم ذات السؤال ’ من يريدون وخلف مـن يقفون ... لمن منحوا ثقتهم واصواتهم ... ؟ ’ بعدها ينقلوا جوابهم بأمانـة ’ فأنا لا يمكن لي ان اخذل ثقـة واصوات ومستقبل اهلـي’ فهم وحدهم اصبعهم في النار وليس انا ووحدهم يعرفون ما قدم لهم السيد المالكي ممثلاً لدولـة القانون ’ وهم يتذكون ايضاً ’ فريسة مـن كانوا قبل صولـة الفرسان ’ وماذا يعني تحرير بغداد ومحافظات الجنوب والوسط من تسلط مليشيات الموت اليومي والقتل على الهويـة ’ ورغم التعقيدات والمعوقات من حقق لهم الأمن والخدمات وابعد عنهم وعن العراق شبـح الحرب الطائفية العرقية .؟

علي ان اصدق اهلي وحدهم فالمالكي مرشحهم لرئآسة الحكومة ويجب احترام ارادتهم ’ ثم انهم جربوه وعرفوا مـا قدمـه وما سيقدمـه في المستقبل ’ ثـم جربوا علاوي والهاشمي والنجيفي والمطلك والعاني ويعرفون اي مصير مظلم ونهايـة سوداء يهيئوهـا للعراق والعراقيين ’ وجربوا التيار الصدري ومليشياته الدمويـة مثلما صدموا الآن بالتصرفات المخيفـة للمجلس الأعلى ’ وتلك اسباب كافيـة تحدد تجاه بوصلـة رغبات وميول الشارع العراقي وعلينا ان نحترم ارادة الناس .

14 / 09 / 2010