المحرر موضوع: لا ليست يدنا تحت الحجر  (زيارة 1791 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لا ليست يدنا تحت الحجر
« في: 23:14 16/09/2010 »
لا ليست يدنا تحت الحجر






تيري بطرس
يحاول البعض أن يقوم بدور الأستاذية لأحزابنا القومية العاملة في العراق، ويقومون بمطالبتهم بأمور تعجيزية، غير مقبولة سياسيا لأنها تعتبر انتحار سياسي لهذه الأحزاب أو حتى للأمة. وعند عدم الموافقة للسير في طريق الانتحار فإن التهمة جاهزة (عملاء، ذيلييون، في أحضان الأكراد، حزيبات) أي إعادة إنتاج نفس الخطاب العروبي القومجي والذي لم يقدم للعرب والعروبة غير الهزائم السياسية والحضارية. إن التلاعب بعواطف الناس من خلال استحضار التاريخ وويلاته، لزرع المزيد من عوامل الحقد والكره بين مكونات الشعب العراقي وبالأخص مع الإخوة الكورد، ليس له نتيجة أو هدف، إلا دفع المزيد من أبناء شعبنا للهجرة والعمل من أجل تفتيت آصرة الارتباط بالأرض والوطن.أي نعم إن التاريخ يجب أن يقرأ ولكنه لم يكن أبدا صالحا ليكون الفيصل في تحديد الخيارات السياسية الحالية أو المستقبلية. ففي الوقت الذي يعمل بعض الكتبة من أجل الدفاع عن العراق والعروبة ويستحضرون تجربة حماس التي تعتبر بنظرهم بطولية لكي تسير أحزابنا على منوالها. في هذا الوقت يطرحون شعارات التحرر القومي، بما يدغدغ مشاعر الناس التي لا تدرك حقائق الأمور والتي لديها جهل سياسي بواقع الحال لشعبنا أي أن الأمرين في سلة واحدة التحرر القومي (أي الاستقلال) والدفاع عن العراق حسب متطلبات القوميين العرب المتطرفون، الذين لا يرون العراق إلا بروسيا يسير كل أموره شخص من بغداد. إن هجرة شعبنا من قراه ما بعد عام 1961، يتحملها بالأساس النظام العراقي القائم حينذاك، حينما لم يفرق بين من أعلن العصيان على الحكومة (ثورة أيلول الكوردية) وبين الناس العاديين. فالثوار الذين أعلنوا العصيان على الحكومة لم يكونوا في كل القرى بل في قمم الجبال، ولكن رد فعل الحكومة أنها قامت بقصف القرى وتدميرها. وأرسلت أعوانها من القوات المرتزقة إلى هذه القرى لتستبيحها وتدمرها وتقتل الكثير من أهاليها. مما أرغم السكان لترك قراهم إلى المدن مثل دهوك والموصل وكركوك ومن ثم بغداد، وهذا في الغالب بالنسبة لشعبنا لأنه لم يكن منظما فكل فرد فيه قرر واختار الطريق الذي رآه صالحا. أما بالنسبة للكورد ففي الوقت الذي كانت قوات المرتزقة من بعض العشائر الكوردية، فإن أنصار ثورة أيلول كانوا من عشائر أخرى، وبالتالي فإنهم احتموا بعشائرهم. إذا كان أبناء شعبنا يقبلون بالعراق وطنا، فعليهم القبول بالنتائج السياسية لهذا القبول، وهذا لا يعني أن لا نقوم بتحسين موقعنا في الوطن، والمطالبة بالحكم الذاتي هي عملية تطوير واقعنا وقدراتنا وموقعنا في الوطن العراقي بما نعتقد أنه يعيد العدل إلينا. والذين يتباكون على قرانا وأراضينا التي بقيت غالبيتها خالية من بعد عام 1961، حاولوا وبكل السبل الوقوف ضد ما قام الأستاذ سركيس اغاجان من عملية بناء القرى والدعوة للعودة إلى هذه القرى. بحجج واهية ومنها أنه يريد أن يمنح الأراضي للكورد. وكان هذه الأراضي الآن ليس جزء من إقليم كوردستان المعترف به عراقيا. ومن ناحية أخرى فإن دعواتهم هذه تصيب في مصلحة الكورد التي يدعونها هم.لأننا بتركنا لهذه القرى وعدم العودة إليها فإنها ستصير  خالية وتستملكها الحكومة لمن يدفع أكثر!! وحينما تجابههم بهذه الحقيقة، يهربون ويريدون تمثيل التجربة اليهودية في التشتت والعودة. والتي لا تلائمنا البتة( أي مرة أخرى نحن بين الخيار بين تجربتين أما حماس أو اليهود). وإذا كان أصل الكورد من أفغانستان أو بلاد الواق واق كما يقولون، فإن الكورد اليوم هم جزء من شعب العراق ومن العراق الوطن الذي يدعون إلى وحدته. لا بل يدرك المطبلين والمزمرين أن الكثير من هؤلاء الكورد كانوا من أبناء شعبنا غيروا هويتهم القومية بعد اعتناقهم الإسلام، هذا الاعتناق الذي حدث جراء المذابح والقتل والضرائب الباهظة مثل الجزية.
إن آشور لم تكن يوما محددة بسهل نينوى، فآشور التاريخية تشمل مناطق تقع في تركيا وإيران وسوريا، ولكن حينما تريد أن تناقش هؤلاء، فإنه يقولون بأنه من هناك ابتدأت، أي أنهم يتركون كل آشور، لكي يهتموا بمنطقة البدء، والحقيقة ليست لأنها قلب آشور، والبقية إلى الجحيم، بل إن من يحاول إثارة مثل هذه الأمور يعيش أحقاد لا تخدم شعبنا وهو أو هم مستعدون أن يضحوا بكل المتبقي من الأرض والشعب أيضا فقط لكي لا يستفيد الكورد في قضايا أخرى ولو كانت استفادة ثانوية. ولكنهم من ناحية أخرى يحاولون جعل شعبنا وقوانا السياسية رأس حربة لتحقيق أماني الآخرين. ففي الوقت إلي تقر كل قوانا السياسية في العراق بالتعايش مع كل مكونات الشعب العراقي. وعلى قدم المساواة، إلا أننا جميعا ندرك أن إدخالنا في معمعة العداء لهذا أو ذاك ليست من صالحنا لأننا أساسا دعاة وحدة العراق ودعاة الإقرار بالحقوق القومية لكافة مكونات العراق.لأجل عيون البعثيين ومن والاهم هم مستعدين أن يقفوا رأس حربة لمحاربة الكورد ومهما كانت التضحيات. إنني أتسأل عن أي شعب يدافعون هؤلاء الذين مثالهم حماس وحزب الله وصدام.
لا يخفى على أحد أن الدستور العراقي وبكل عيوبه، هو أفضل من الدستور الصدامي. ورغم مآخذنا الكثيرة على الدستور والذي منح موقعا كبيرا للدين، وغبن شعبنا حينما غيبه وغيب ما تعرض له أسوة ببقية مكونات العراق. إلا أننا يجب أن ندرك أن شعبنا يتحمل الكثير في ذلك، ومن ذلك ما أدخلنا فيه المطبلين والمزمرين وبعض الأطراف التي عملت لأجل مصالحها الآنية وخصوصا في
مسألة التسمية وتبعاتها. فقياسا لدستور صدام هناك ذكر لشعبنا وإن كان مقسما، وهناك اعتراف بحقوقه الدنيا.ومن هنا يحاول أنصار الحكم الذاتي إضافة الحق في الحكم الذاتي لكي تتطور ممارسة حقوقنا.  
إن البعض لا يعلم أن الاتحاد الآشوري العالمي ومنذ البدء لم يفصل العمل في المهجر عن الوطن، والدليل عمله العلني في إيران، وافتتاحه الإذاعة الآشورية في قصر شرين التي كانت موجه لآشوري العراق. وكذلك قيامه بارسال وفد برئاسة مالك ياقو مالك إسماعيل للتفاوض مع الحكومة العراقية عام 1973، وقيامه في عام 1974_1975 بمساعدة الحركة الكوردية ولجنة شؤون المسيحيين فيها. فاين كان ابتعاد الاتحاد الآشوري العالمي عن العمل في الوطن؟ ولا يزال الحزب الوطني الآشوري الذي كان ثمرة عمل الاتحاد الآشوري العالمي في العراق، موجودا وشاهدا على نشاطات الاتحاد الآشوري العالمي في العراق (جزء من الوطن).
المشكلة لدى بعض الكتبة هي توزيع ألقاب الشرف والنضال ورحم الأمة والبنوة الشرعية حسب متطلباتهم ورغباتهم الشخصية، كقيامهم بالتخوين والتشهير وبث الأكاذيب ضد من لا يعمل بطروحاتهم الغير العقلانية.
إن المأخذ قد تكون كثيرة على أحزاب شعبنا العاملة في العراق، ولكن لا أعتقد أن أي أحد من هذه الأحزاب برر النقص في عمله بتريد المثل الآشوري (ايدا دخو كيبا، أي اليد التي تحت الحجر) وهو  مثل يردد لتبرير التقاعس عن العمل. إن أحزابنا تعمل وتطرح المطالب التي ترى أنها قادرة على تحقيقها، ويمكنها أن تحشد الجماهير خلفها. إلا أن الكتبة من مقلدي الصراخ العربي، يرددون هذا المثل، لإظهار أن شعبنا وتنظيماته لا حول ولا قوة لهم جراء الاستحواذ الكردي على مقدراتهم. وهو الأمر الذي تنفيه الكثير من المواقف المشرفة لهذه الأحزاب. ومنها الإصرار على مطلب الحكم الذاتي، والمطالبة بإزالة التجاوزات وإعادة الحقوق.
من حق الاتحاد الآشوري العالمي كمنظمة قومية أن يطرح ما يراه صائبا، وقد نختلف معه ولكن كيل الاتهامات والسباب، ليس عملا سياسيا بل هو مرض خطير يستشري في الأمة لكي لا تلتقي قواها السياسية المفترقة، وزيادة في الافتراق، تعمل أطراف معينة من أجل شخصنة الاختلافات، لكي يكون التباعد أبديا.
ولكن حق الاتحاد الآشوري العالمي هذا، لا يعني أن ينسى دوره الحقيقي في أن يعمل من أجل أن يكون المظلة القومية لكل فعالياتنا، ولكي تتحقق فيه الشرعية القومية على المستوى العالمي. وهنا نؤكد أن تحقيق ذلك سيكون بإقامة شرعيات قومية وطنية تلتقي كلها في الاتحاد الآشوري العالمي.
إن لقاء قيادة الاتحاد الآشوري العالمي مع حكومة إقليم كوردستان، والقوى الكوردية، هو أمر طبيعي وبالعكس أن عدم لقاءها يعتبر شذوذا، فشعبينا يعيشون في كل الدول المجاورة سوية، وعلينا أن ننظم هذا العيش على أسس صريحة وبما يخدم الطرفين، فاين العيب والخطاء في ذلك؟  
أن احزاب شعبنا قادرة على فعل الكثير وصنع المعجزات، ولكن لتحقيق هذه القدرة، فعليها أن تلتقي وأن تكون واضحة وصريحة، وليس اللقاء من أجل أن يلعب أحدها على الآخر، أن هذا النوع من اللعب ندرك أنها قادرة عليه. إنها مطالبة اليوم بان تلعب على الواقع المزري وان تجمع عوامل لتغييره نحو الأفضل. وبالتالي فإنها أن فعلت ستثبت للكل أن يدها ليست تحت الحجر.
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ