( جاك الذئب ، جاك الواوي )
الزرقاوي
بقلم / جمال جرجيس لاسو
jamal_lasso@yahoo.com
لقد تناقلت وكالات الاعلام والقنوات الفضائية والارضية وجميع الاذاعات قبل ايام ، خبر مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ، المدعو ( ابو مصعب الزرقاوي ) . واسرع القادة والمسؤولون من جميع الاطراف ، من الامريكان والحكومة العراقية لعقد مؤتمرات صحفية لاعلان الخبر وتأكيد النبأ ، ومن اجل الاجابة على اسئلة واستفسارات الصحفيين والاعلاميين . معتبرين هذا الانجاز بمثابة انتصار ساحق لهم ، ومستبشرين بقدوم الامن والاستقرار الامني الذي سوف يعيش فيه الشعب ( هذا الشعب المغلوب على امره والمستهزأ به ) ومما زاد الطين بله ، قاموا بعرض صورة لوجه من يزعمون انه الزرقاوي وهو ميت .
لقد جعلوا هذا الشعب طفلا كبيراً بحجمه وصغيراً بعقله ، كونهم يعاملونه كما يعامل الكبار اطفالا صغار ، . ولزيادة التوضيح ( من منا لم يسمع الكبار ينهرون الاطفال في الدار ويهددوهم عندما يتواصل بكائهم وصراخهم وعنادهم بانه اذا لم يهدوا ، فسيأتي الواوي ليأكلهم ) . الم نعش ونسمع بمثل هذا الكلام ، يصدر من اغلب الامهات تجاه اطفالهم ، ومنذ المهد ؟ وخصوصاً في مجتمعاتنا الشرقية .
لنرجع الى لب الموضوع ، فما سبق ان اوضحته بمثال ، هو ما سأحاول قوله لاحقاً ، اما الان فألسؤال هو :-
اولا :- من هو الزرقاوي ؟
انه شخصية خيالية يشبه الشخصيات التى اخترعتها ( دزني لاند ) ، كألسوبر مان ، والميكي ماوس ، والتنين الاسطوري الذي ينفث النار من فمه وانفه .
اما كيف يمكننا ان نتوصل ونستخلص هذه الحقيقة ونبرهنها ؟ وبالتالي نقتنع بها ، أي ان الزرقاوي هو من مخترعات الامريكان . ادعوكم لتحليل الواقع والوقايع واستنتاج البراهين وكما يلي :
لقد سمعنا والعالم اجمع بمن يدعى الزرقاوي ، بعد احتلال العراق بفترة قصيرة ، اي ما يقارب الثلاثة اعوام . فكيف يعقل ان يظهر كائناً بصورة مفاجئة ، وينال شهرة ابطال الاساطير في مثل هذه المدة الزمنية القصيرة جداً ؟ الا اذا اخترعته واوجدته جهة معينة وعملت بكثافة وجهد لايصاله الى مصاف شهرة ابطال الاساطير ، ولغاية او هدف استراتيجي لا نعلمه ، بالاضافة الى ان هذه الجهة المخترعة قد خططت بعناية وبشكل دقيق للاستفادة القصوى من اختراعها ، في جميع الاحوال والاوقات وحتى في حالة تحطيمها لاختراعها ، فهو ضمن ما خططت له ، أي ان اللعبة في كل الاحوال في صالح استراتيجيتها ، منذ اختراعها وحتى تدميرها وما بعد التدمير . وهنا للمنظرين والمخططين ، الدور الرئيسي في تقرير مدى الاستفادة العائدة لمخططهم الاستراتيجي ، البعيد المدى ، وفي كل الاحوال . وهم من يقرر ان كان قد آن الاوان لتحطيم الاختراع كمرحلة متقدمة ، او مرحلة ضمن مراحل المخطط . اما متى وكيف وباي طريقة ؟ هم من يقرر ذلك . اعتماداً على مبدأ الفائدة مضافاً اليه ما يمليه عليهم الظرف سواءاً كان زماناً او مكاناً ، او ظرفاً اعتيادياً او طارئاً ، بالاضافة الى ان لهم الحلول لكل المستجدات على الساحة (( للعلم فان التاريخ سيكشف الحقائق ان عاجلا او اجلا ، مهما بلغت درجة سريتها وكتمانها . ))
ثانياً :- ما سأحاول تحليله هو مايلي :-
في البداية سأطرح السؤال التالي وسأجيب عليه
السؤال هو :- من منا جميعاً قد شاهد او رأى الزرقاوي ( اعني شكله وصورته ) ، قبل ان يظهروه من على شاشات التلفاز والفضائيات منذ ما يقرب الشهر ، من اعلان مقتله ؟
الجواب لا احد ( حسب علمي ) . ولكن منذ ما يقارب الشهر ، شاهد معظم الناس الزرقاوي ، في شريط مصور وهو يتدرب مع مجموعته في صحراء غرب العراق .
اوتعلمون لماذا شاهدناه جميعاً ؟ او بالاحرى عرض علينا لنشاهده . سأجيب بما يلي :-
لقد قرر اصحاب الاختراع ، اعني مخترعي ما يسمى ( الزرقاوي ) ، وهم من ذوي العقول العملاقة الماكرة والخبيثة ، والتى سخروها لخدمة اهداف ومصالح امبراطوريتهم اللعينة ، والتى اطلقوا عليها تسميتهم القذرة ( سيدة العالم الجديد ) ( امريكا / اسرائيل ) اقول قرروا بعد ان درسوا ، انه آن الاوان لتحطيم الاختراع ، ولا اعني انهاء اللعبة فاللعبة مستمرة . فبدؤا بتنفيذ مراحل وخطوات وكما يقولون ( step by step) . حسب اولويتها ومنطقها . وذلك بعد ان علموا ان بالتحطيم وكما اسلفنا سيحصلون على فائدة اكبر ، ضمن المخطط الكبير ، المرسوم للمدى البعيد . وكانت الخطوات كما يلي :-
_ قاموا بتجنيد مخابرات الدول ، التى لها علاقة بما سموه ( الزرقاوي ) ، والدائرة في فلكهم ، وامروهم بتنفيذ كل ما يأمرون به حالما ارادوا ( لا موجب لسرد التفاصيل )
_ قاموا بتجنيد اشخاص ومن ثم تدريبهم لتمثيل الادوار التى ستسند اليهم ، كأقارب الزرقاوي ، في حالة تلقيهم الاموامر بذلك .
_ كانت الخطوة الحاسمة ، ما ان تعرف العالم على صورة وشكل من يزعمون انه الزرقاوي ، حتى اعلنوا نبأ مقتله اثناء غارة جوية استهدفته مع بعض اعوانه ( اما المكان الزمان غير مهم )
_ عملوا على الايحاء للمحللين السياسيين والعسكريين لكي يصرحوا بعد المقتل ، انه أي الزرقاوي باظهار نفسه وصورته في شريط مصور كما اسلفنا ، قد يكون سبباً رئيسياً او احد الاسباب التى ساعدت في تحديد مكان تواجده ومن ثم تمكنهم من القضاء عليه .
_ اوحوا لبعض الفضائيات للاسراع والالتقاء بالاشخاص الذين جندوهم لتمثيل اقارب الزرقاوي . ولكن بصورة مستعجلة ووقت قصير ، عملوا على قطع أي اتصال بالمعنيين اما لماذا ؟ سأترك للقارىء الكريم التعرف على السبب .
اما ما يثبت كل ما جاء ( وبحسب اعتقادي الشخصي هو ما يلي )
1- ما جاء في الفقرة اولا من هذا المقال ، وهو ( كيف يعقل ان كائناً يظهر بصورة مفاجئة ويكتسب تلك الشهرة ، والذي اصبح حديث العالم اجمع ؟ )
2- الفترة الزمنية القصيرة بين اظهار الزرقاوي لنفسه خلال شريط مصور ومقتله
3- عرض صورة لوجه الزرقاوي بعد مقتله وهو ميت ، من خلال العرض ظهر زيف الخبر ، فكيف يعقل لوجه شخص ان يخلو من أية اصابة ، مع العلم ان مئات الاطنان من القنابل القيت على مكان تواجده المزعوم ، مع العلم ان عنف القصف لم يبق حجر على حجر في ذلك المكان .
4- لو دققنا في صورة وجه الزرقاوي التى عرضت اثناء مؤتمر صحفي لقيادة جيش الاحتلال ، لاكتشفنا ان الصورة تمثل وجه لشخص يصطنع الموت .
5- بتر اللقاءات التى اجرتها احدى الفضائيات مع من زعموا انهم اقارب الزرقاوي ، بحجة القاء القبض عليهم من قبل السلطات .
6- مع كل الامكانيات الهائلة التى تمتلكها اعظم واقوى دولة في العالم من الناحية العسكرية والاستخباراتية .. الم يكن بالامكان القبض على الزرقاوي حياً ، اذا كان حقيقة كما زعموا ؟ لغرض عرضه على الملأ ، ام ان عظمة امريكا عجزت عن الاتيان به حياً ( ادعوكم لتحليل ذلك )
7- ومما يؤكد ما سبق . انه اثناء مشاهدتي لبرنامج عرض من قناة الجزيرة الفضائية ، حيث التقت القناة المذكورة مع احد جنرالات الجيش الامريكي بعد المقتل ، لفت انتباهي سؤالين للمذيعة وجهتهم للجنرال ، والسؤالان هما . ما هو تفسيركم بشأن عدم تشوه صورة وجه الزرقاوي مع هذا القصف العنيف الذي تعرض له ؟
والسؤال الاخر لماذا لم تعرض جثته ؟ وهل ستسلم لذويه ؟ كانت اجابات الجنرال مبهمة وغامضة ومراوغة . ( أي انه لم يستطع الاجابة )
ولو وضعنا كل ما سبق في خانة التخمينات ، ولو فرضنا جدلاً ان ابو مصعب الزرقاوي شخص حقيقي ، فأن هذا لا ينفي كونه من صنيعة اسياد العالم ( اسرائيل - امريكا ) وجندوه لخدمة اهداف مخططهم البغيض ، والذي الهدف منه السيطرة على مقدرات العالم اجمع . ولو افترضنا انه فعلاً قتل ، فلا اسهل على امراء الشر (امريكا – اسرائيل ) من ان تنهي حياة احد مجنديها العملاء ، من اجل تحقيق اهدافها واستراتيجيتها . وهناك امثلة عديدة تبرهن ذلك ( امثال دانيال نوريكا رئيس بنما ، والسادات ...... وغيرهم )
من كل ما تقدم ومن خلال كل ما سبق ، الا نرى اننا نُعاملْ جميعاً كما يُعاملْ الاطفال او الصغار ؟ ويُستهزأ بنا ، وتُهان كرامتنا ، ويُستخف بعقولِنا ؟
وختاماً اود القول ، ان جميع ما سبق طرحه في هذا المقال ( وحسب استنتاجي هو حقيقة ، على الاقل انا مقتنع بها ) . وحتى ان كان تخميناً خاطئاً ، فما نراه ونعيشه ونلمسه في واقعنا وما نسمعه من احداث يندى لها جبين ابن ادم ، تبرهن ولو جزءاً من صحة ما ذهبت اليه . والذي اقصده هو انهم يعاملوننا معاملة الصغار ( جاك الذئب جاك الواوي ) من قبل من نصبوا انفسهم سادة العالم واولياء امور الكرة الارضية بمن فيها ، يقف على خدمتهم من ارتضى على نفسه ان يكون عميلاً وخادماً للاسياد .
واخيراً اشير الى ان ابتسامة رئيس الوزراء ، اثناء القائه نبأ مقتل الزرقاوي بدت مزيفة وخجولة ، وماتت على شفتيه ، او بالاحرى قد تكون ولدت ميتة اساساً .
تحية الى اخواني اطفال العراق ( الشعب ) والى كل شعوب العالم ( الطفل )
ملاحظة :- ( لكل من يطلع او يقرأ هذا المقال ، الحق في الاقتناع من عدمه ) ( ولكن من الواجب على الكل ان يتعمقوا بفكرهم ، ويحللوا بموضوعية . وشكراً .
جمال جرجيس لاسو
15 / 6 / 2006
