المحرر موضوع: نتنياهو: مواقف متناقضة..!  (زيارة 943 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل باقر الفضلي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 495
    • مشاهدة الملف الشخصي
نتنياهو: مواقف متناقضة..!
« في: 23:56 21/09/2010 »
نتنياهو: مواقف متناقضة..!
باقر الفضلي

ما انفك رئيس الحكومة الإسرائيلية السيد نتنياهو، ومنذ اليوم الأول لبدء المفاوضات المباشرة في الثاني من أيلول الجاري في واشنطن، على طرح الشروط تلو الشروط امام الفلسطينيين وهو عالم علم اليقين، بأن ما يطرحه من شروط محددة، مرفوض كل الرفض من قبل المفاوض الفلسطيني، ومحكوم بنص الإتفاق في الدخول الى المفاوضات المباشرة دون أية شروط محددة، وهذا نفسه ما كان يذكره السيد نتنياهو قبل البداية؛ ومع ذلك فلا يزال السيد نتنياهو نفسه ووزير خارجيته السيد ليبرمان يكرران بلا إنقطاع شرط إعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة لليهود، رابطين الأمر بالطلب الفلسطيني بوقف الإستيطان، بإعتباره شرطاً فلسطينياً طبقاً لتوصيف السيد نتنياهو..! 


يعلن السيد نتنياهو بأنه مع حل الدولتين، ولكنه يتناسى أيضاً، بأنه ليس هو من قرر إنشاء الدولة الفلسطينية، كحقيقة لا بد أن تظهر للوجود، ولا هو من يعطي الترخيص بإقامتها، فقرار وجود الدولة الفلسطينية قرار دولي، ألزمت به الشرعية الدولية جميع أعضائها بالإلتزام بتنفيذه، بما فيها دولة إسرائيل، والإقرار بشرعية الدولة الفلسطينية كإحدى أعضائها، وهنا يقع السيد نتنياهو بالتناقض نفسه، حينما يطالب الفلسطينيين بالإعتراف بيهودية دولة إسرائيل، وينسى إنه لا يمتلك مثل هذا الحق، وأن وجود المستوطنات داخل أراضي دولة شرعية أخرى، لا يمكن توصيفه غير إحتلال إستيطاني طاريء وغريب، حتى لو كان سكان تلك المستوطنات من اليهود، وهو من أسوء أنواع الإحتلال التي عرفها العالم كالأبارتهيد، كما يتناسى السيد نتنياهو؛ بأنه ليست هناك قوة تمتلك الشرعية، يمكنها أن  تفرض على الشعب الفلسطيني أو أي شعب آخر، توصيف طبيعة الشعوب الأخرى، مثلما يرفضه الشعب الفلسطيني نفسه..!


أما ما يطرحه السيد ليبرمان وزير خارجية دولة إسرائيل" اليهودية" العنصرية عما يسمى ب"تبادل الأراضي والسكان"،(*) فهذا ليس إلا كذبة كبرى ، وإفتراء على الحقيقة، فالمليون والنصف مليون من العرب الفلسطينيين الموجودين داخل حدود الدولة الإسرائيلية، إنما هم سكانها الأصليون منذ القدم، ولم يكنوا يوماً طارئين في وجودهم هذا على أرض الأباء والأجداد، على خلاف واقع المستوطنات الإسرائيلية المزروعة من قبل دولة الإحتلال في قلب الأراضي الفلسطينية بعد عدوان عام/1967، فما يمتلكه العرب الفلسطينيون من حق تأريخي في هذا الوجود لا يقبل المساومة، كما ولا تنطلي خديعة لعبة دولة إسرائيل "اليهودية" على المجتمع الدولي للمس بالحق التأريخي لهذا الوجود الذي إعترفت به وأقرته الشرعية الدولية في قرارها للتقسيم عام/ 1948، المتعلق بإنشاء الدولتين، ناهيك عن تثبيت حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى مناطق سكنهم السابقة والموجودة حالياً داخل حدود الدولة الإسرائيلية بموجب قرارات الشرعية الدولية، راجع بهذا الشأن المقالة الموسومة، نتنياهو: هل يحقق السلام..؟(**)


ومن هنا يأتي طرح "تبادل الأراضي والسكان وليس تبادل الأرض مقابل السلام"، الذي يقترحه ليبرمان، وربط ذلك بالإستيطان، ليؤكد كل التوجسات التي أشرنا اليها سابقاً حول مدى صدقية حكومة السيد نتنياهو في موافقتها دخول المفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية، إستجابة لرغبة المجتمع الدولي وتلبية لمبادرة الرئيس الأمريكي السيد أوباما والرباعية الدولية، لتفضح تصريحات السيد ليبرمان ذلك الحماس الخاوي المبني على الدجل والإفتراء وتشويه الحقائق، ومحاولة التستر على حقيقة الإستيطان العنصري من خلال اللعب بورقة مطالبة الفلسطينيين بالإعتراف بيهودية دولة إسرائيل، لتمرير الخدعة المفضوحة، في توسيع رقعة أراضي دولة إسرائيل على حساب الأراضي الفلسطينية، وتمزيق جسد الدولة الفلسطينية المنشودة، بزرعها بجزر الإستيطان المرتبطة بالأذرع الأخطبوطية لدولة إسرائيل "اليهودية" طبقاً لمشيئة نتنياهو العنصرية، ولتبرير أية إنتهاكات قادمة بحق عرب فلسطين/48 داخل حدود دولة إسرائيل..!!؟؟


يطالب السيد نتنياهو أن تتقدم مناقشة "أمن" دولة إسرائيل خلال المفاوضات الحالية، على أية أمور أخرى تتعلق بحدود الدولة الفلسطينية وحق العودة والأمور الإستراتيجية ذات العلاقة وبكل ما يمس وجود الدولة وديمومتها وإستقلالها، ووحدة أراضيها..الخ  ولكنه يتجاهل في عين الوقت، بأن إستمرار بقاء الإستيطان ضمن أراضي الدولة الفلسطينية، يشكل إخلالاً وإنتهاكاً لحرمة أراضيها، وخروجاً ما بعده خروج، على قرارات الشرعية الدولية التي أقرت ضرورة قيام الدولة الفلسطينية كحق شرعي، ورسمت حدودها وأقرت من تكون عاصمتها، فهل بإمكان السيد نتنياهو أن يوضح مثل هذا الإلتباس، حينما يطالب من دولة لم تظهر بعد، وهو ملزم  بالإعتراف بوجودها أولاً ، أن تؤمن له الأمن والسلامة، وهو لم يعترف بعد بحدودها وشكلها السياسي ولم يرفع الحصار عن جزء من أراضيها، بل وعلى العكس من ذلك،  يعمل ليل نهار على تهويد عاصمتها القدس الشرقية، والتواصل في دعم المستوطنات في الضفة الغربية ورفض تمديد قرار تجميد الإستيطان الذي ينتهي في نهاية هذا الشهر،  فأي تناقض هذا لا يصمد للنقاش..؟؟!
21/9/2010
(*)  http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2010/09/100906_liebermansettlement_tc2.shtml
(*)  http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=226807