المحرر موضوع: المخفي من تاريخ في مدعي القومية الاشورية 2ج  (زيارة 2065 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل 1iraqi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 111
    • مشاهدة الملف الشخصي
 من مجلّة (المشرق السرياني)الفرنسية/ (جون فيّي) .......



لو طرحنا سؤالا" حول التسميه الّتي كان يطلقها على نفسه الشعب الذي يطلق على نفسه اليوم(ألأشوري), نجد أنّ الجواب انتظار القرن هو انتظار القرن التاسع عشر و مجيئ المرسلين البروتستانت الذين عاشوا بين ظهراني ذلك الشعب, بسبب أنّه فقط عندئذ تتوفّر لنا الشهادات و المستندات التي تخص هذا الموضوع.
في عام 1844 نشر الدكتور. أ. كرانت/ كتابا" تحت عنوان " النساطره و القبائل المفقوده"(طبعة لندن_ دار نشر ميراي), في هذا الكتاب نلاحظ و بكل دهشة عدم ورود اي ذكر لتسمية الاشوريين, علما" أنّ هذا المؤلّف عرف هذا الشعب معرفة تفصيلية و دقيقه. قد يكون هناك من يبرّر هذا الواقع و يقول ان كرانت لم يسمّي النساطره المذكورين في كتابه ب الاشوريين بسبب عدم رغبته في أن يورّط نفسه ويخاطر بنظريته البائسه التي يدّعي فيها ان النساطره هم بقايا القبائل اليهودية العشر المختفية.
أمّا ألأب "بادجر" فنجده في دراسته بعنوان" النساطره وطقوسهم القديمه" الّتي ظهرت عام 1852 في لندن لا يسمّيهم بالاشوريين. انّ موقف بادجر هذا قد يبعث فينا أشّد العجب و خاصّة" و انّه قد دخل في متاهة مدهشة من التسميات واضعا" بعض الملاحظات لذلك// الجزء الأول, الصفحتان 223,224//حيث نراه يشير الى العديد منها والتي كان النساطره يتخّذونها لأنفسهم ما عدا الاشوريين//في الصفحتين 179.190 نلاحظ بوضوح أنّ لبادجر ألأستعداد لقبول ألرأي ألقائل أنّ هناك صلة سلالة مع الاشوريين القدماء , ولكن هذا ليس فقط بالنسبة لهؤلاء بل ايضا" لبقية الشعوب الاخرى في المنطقة كلّها اي النساطره واليعاقبة و الصابئة و اليزيدية و الكثير من الاكراد//كذلك يمكننا ملاحظة أنّ تاريخ ارسالية المجلس الامريكي تحت عنوان الكنائس الشرقيه( الجزء الرابع طبعة بوسطن عام 1875, الفصل 27 صفحات 78_106 بقلم ر.أندرسن يحتوي على فصول عديده تخّص الأرسالية الى النساطره. ضمن هذه الفصول نعثر على فصل واحد (ص .83) فقط بعنوان (أرسالية اّشور) عندّ التمعن الجيّد نلاحظ أنّ المؤلّف مجبر لتحديد نفسه بهذه التسميه لأسباب جغرافية بحتة كما نلاحظ وبكل وضوح أنّ حديثه يخّص فعلا" مسيحييّن اّخرين غير نساطره. بينما أربعة فصول أخرى تتحّدث عن النساطرة( الفصول 28_29_36_37 في الصفحات 107_149_280_324).
بعد ذلك تتوالى الأحداث حتّى نصل عام 1870 ومن دون أي أستعمال لتسمية ألاّشوريين ولو لمرّة واحدة. بعد هذا العام تصبح الأرساليه مرتبطه بالمجلس الخاص بجناح الكنيسه الشرقي الّذي يهتّم بالأرساليات فتصبح التسمية منذ ذلك الوقت "أرسالية فارس" لأنّها تخصّص بمنطقة أورميا.
عام 1886 وألألتباسات الحاصله:
مع مرور الزمن اخذت الأمور تتغّير و تتبّدل . في عام18876 أرسل مسيحيّو اّشور الّذين كانوا يسّمون "نساطره" طلبا" للمساعدة وجّهوه الى الكنيسة الأنكليزية بواسطة رئاستي اسقفية كنتربري و يورك لتعاونانهم للخروج من حالة الجهل الذي الذي يلمّ بهم و الغموض الذي يلّفهم. في السابع من كانون ثاني 1870 نقل رئيس اساقفة كنتربري رسالة متضمّنه الطلب المشار اليه الى المؤمنين (الأنكليز) نشر الطلب في أكسستنو من قبل كتس, الهلال ص 348, عند قراءة الطلب بأعتناء نلاحظ أنّ نص الرسالة يستعمل تسمية المسيحييّن الاّشوريين بدلا" مسيحييّ اّشور و بقلم حبر رئيس الاساقفة نفسه, رغم ذلك علينا أيضا" ملاحظة أنّ هذه التسمية لا تعني الآ صفة أعتيادية لتعبير جغرافي لا غير و من دون اي توكيد لصلة سلالة كما هي الحال في تسمية( الاشوريون المسيحيون), عمليا" ما يتوقعّه هؤلاء و يريدونه هو تحقيق الاْدعاء أمام أنظار الأنكليكان التحررّية.
خلال فصل الصيف من عام 1876 أرسل ريئس الاساقفة مبعوثا" لزيارة مناطق هكاري و أورميا ودراسة الوضعية القائمه فيهما, ومن ثمّ تقييم و تقدير ألأحتياجات ألاّزمه, قام بتمويل مصاريف المبعوث جمعيتنا هما: جمعية تطوير المعرفة(الخبره) المسيحيّة , و جمعية (نشر كلمة البشاره_الانجيل) , كان اسم المبعوث ادورد لويس كتس, و قام بنشر ملّفين عام 1877, اولّهما كان عبارة عن تقرير مفصّل موّجه الى رئيس الاساقفة و الجمعيتين اللتّين قدّمتا مصاريف السفر, كان التقرير تحت عنوان(( الآشوريون المسيحيّون )) و هذا ما يعني مسيحييّو اشور.
كذلك خلال عام 1877 قام كتس بنشر ملّفه الثاني للرأي العام (ألانكليزي) و كان بعنوان : المسيحيون تحت ضلال الهلال في اّسيا. في هذا الملّف وردت كلمة (الأشوريين , مرّتين فقط) .
في نهاية مصطلحات الطوائف في الشرق و على الصفحتين 344_345 تردتسمية المسيحييّن الاّشوريين أو مسيحيي اّشور حيث تشرح بدّقه و تحديد أبناء من هم,و ممثّلون لمن هم, ولكّن عند امعان النظر و تمحيص النص بتفّهم, نرى أنّ المقصود ليس الاشوريون القدماء أو تبيان الصلة بهم.
دون شك ان التضادد في المعنى المشار اليه سيدفع بنا الى الظّن الى أنّ المقصود فقط وبكل بساطة هو الكنيسه القديمه للشرق الاقصى لا المسيحيون الاشوريون.
من الفصل 15 من كتاب "تاريخ النساطرة" ل كتّس, نستنتج أن المقصود بالاصل هو الانتماء الكنسي(الديني) فقط لا غير حيث يقول : ان النساطرة الحاليين هم أحفاد المسيحيين الشرقين القدماء, و لا مجال لقبول ايّ ادّعاء يخص النتماء الى عرق معيّن أو سلالة محددّة . تماشيا" مع هذا المفهوم, نلاحظ كتّس يؤكّد ذلك بأستعماله عند التحدّث عن المسحيين المقيمين في ديار بكر تسمية اليعاقبة او الاشوريين المينوفيزيين..
من هذا السرد نستطيع أن نتبّين كيف أصبح ممكنا" الانتقال من التسمية ""مسيحيو اشور"" الى المسيحيّون الاشوريون و بكل بساطة.
لقد كانت النتيجة الرسمية التي أعطيت لتقرير كتّس و الأستبيان المرفق معه هي تاسيس "رئاسة اسقفيه أشورية" على يد ألأساقفة بنسن.
من خلال مؤلّفات كتّس نستطيع تخمين سبب اختيار هذه التسمية فنقول:: نظرا" لأنّ لم يكن هناك امكانية لاستعمال التسميه "النسطورية" كصفة للكنيسة الجديده بسبب عدم رغبة المعنيين كي يسمّون بها أو ألافتراض أنّ كنيستهم كانت تابعة لنسطورس سابقا". هذا الامر ثابت و اكيد في قناعة المؤلّف (الهلال ص 232_233 كريسنت) ما عدا ذلك هناك تقرير ل بادجر موّجه الى المؤتمر الكنسي في لفربول عام1869 فيه انّ من يسمّون بالنساطرة لا يقرّون هرطقة نسطورس و انهم على تمام الاستعداد لتبنّي قانون مجمع افسس أذا ما قدّمت لهم كنيسة أنكلترا المعونه اللاّزمه أولا" و ساعدتهم.
أمّا بالنسبة لوجهة نظر الكنيسة الأنكليكانية فأنّ تسمية الأرساليةب"النسطورية" كان يكون لها معنى الرغبة في الهداية_الاهتداء_ حيث الاطّلاع على مسببّات و بواعث الانشقاق سيؤدّي الى عدم التغاضي عن الأختلاف العقائدي الذي تعنيه التسميه, حول نفس الموضوع لابدّ من التذكير أنّ رئيس الاساقفة نفسه سبق و أن قال في رسالته عام 1870 ما يلي: "أنّ غايتنا ليست ايجاد مشايعين للكنيسة , بل أنمّا مساعدة هؤلاء الناس لأصلاح كنيستهم بالذات حيثما يكون ذلك صروريا" و على اساس الأصالة ووفقا" لمعايير اصليّة. بناء" على هذه الفكرة و هذا الطموح نستطيع تسجيل أنتقاد ل كتّس و للمرسلين الامركيين الذّين قاموا بتصرفّات مغايره لروحيّة كهذه.
اذن لم يكن هناك من مجال لكي تسمّى الارسالية ب الارسالية النسطورية بعد ذلك الوقت وهذا ممّا حتّم ايجاد تسمية جغرافية قريبة و اكثر ملائمة و ابسط استعمالا". هكذا تمّ أختيار تسمية "الارسالية الاشوريه" دونما اشارة مؤكدة لعلاقة مع الاشوريين القدماء. هنا ولايدّ من التذكير, أن الاشوريين القدماء لم يكونوا محظييّن بعطف قرّاء (اصحاب) العهد القديم وخاصّة" المتنصّرين منهم. هذه الملاحظة نقراها و نتحسسّها من الحرب الهوجاء التّي اعلنها منشيؤو_مترجمو_ أسفار العهد القديم المعروفة ب البشيطّة على اّشور و على كل ما له علاقة بهم.
مؤخّرا" وتحديدا" عام 1910 نلاحظ الاب الاّخر ويكرام _ أحّد أعضاء الارسالية_ في كتابه"الكنيسه الاشوريه" لا يسمّي أبناءها بالاشوريين البتّه, في الصفحة 23 يتحدّث فقط عن كنيسة اّشور _اّثور_ وفي الصفحة 309 يتحدّث عن النساطرة واليعاقبة مع اضافة الملاحظة التاليه: " عمليا" و ظلما" ارتضوا الهويه التي اعطاها لهم الاخرون, وباستطاعتنا نحن أيضا" استعمالها", هذا في الوقت الذي نجد فيه ويكرام نفسه في مقدّمة كتابه المشار اليه اعلاه وعلى الصفحتين السابعة والثامنه يحدّد بدقّة أنّ التسمية الاشورية لم تتّخذ الا بسبب أنّ التسميات الاخرى مثل الشرقيين, الفرس,السريان,النساطرةو الكلدان قد سبق وان استعملت من قبل جماعات و طوائف اخرى ,أو لأنّها قد تبعث الى الابهام والالتباس لدى القارئ الانكليزي, لهذا السبب تمّ التخلّي عن كل هذه التسمبات وتمّ الاتفّاق على اتخّاذ مفردة_تسمية_ تستحق أن تصبح مألوفة لدى أصدقاء هذه الكنيسة ايّامنا هذه, نقول هذا دون ان ننسى أنّه ليس هناك حجّة تاريخية مؤكده تدعم هذه التسميه.// على نفس المنوال نجد الّاب أندرسن يتحدّث في مقالة بعنوان ( لمحة موجزة في دراسة السلالات التي عاشت في شرق الاردن و سوريا والعراق ) المنشورة في المجّلة الفصلية _ الكنائس الشرقية _ العدد الثاني لعام 1949_ص 6 يقول: انّ التعبيرين_التسميتين_ كلداني واشوري قد تبعثان ذكريات الماضي العظيم حسّيا" لكن ذلك لا يعني اي اصاله عرقية حقيقية//.
وهناك ايضا" تفصيل اّخر يوفّر لدينا حول هذا الموضوع و يلقي الاضواء عليه ذلك هو شرح الاب(ماك جيليفري) أحد أعضاء ارسالية رئاسة الاسقفية _ في كتابه"" عبر الشرق الى روما"" (طبعة لندن_الناشر_ بيرن1930ص 30) حيث يقول مجيبا" على السؤال : لماذا سميّت الارسالية ب (الاشورية) أو الاثورية؟ بما يلي: أنّه من الصعب معرفة السبب او فهمه, لأنّ الناس أنفسهم لا يسمّون بذلك بل يعرفون بالسريان, وعندّما يريدون تمييز انفسهم عن السريان الغربييّن نجدهم يتّخذون اسم ""سريان المشرق"" و السبب الذي بسببه يسمّون ب الاشوريين هو لانهم يقطنون جزء من الرقعة التي قامت عليها أمبراطورية اّشور و من بعدها امبراطوريات اخرى, هذا بالاضافة الى ما تبعثه هذه التسمية من احساس بالفخر. منذ ذلك الحين و بعد أن تمّ تبنّي تسمية الاشوريين, أصبحت المفردة تسمية قائمة بحد ذاتها و اخذت تظهر في الكتابات التي تهتم بشؤون الطوائف المتواجدة في هذه المنطقة من العالم. انّ الاثاري المعروف هرمز رسّام هو أول المؤلفين الذين استعملوا هذه التسميه الجديدة في كتابه الشهير اّشور و أرض نمرود ص 148 .
بالاضافة الى ذلك علينا ان نتذّكر دوما" و بدّقة ان الكتّاب والمؤلفين الذين يستعملون تسمية الاشوريين لا يقّرون بحكم مؤكّد الأصل العرقي العمودي لمن يحملون هذه التسمية اولا" وثانيا" هذا الموضوع لم يثر ابدا" من قبل النساطرة أنفسهم . السر هاري لوك في كتابه " الموصل وأقلياتها" ( طبعة لندن,الناشر هوبنكس عام 1925) يعترف ويقّر بالرأي الخاص بالتسمية ولكنّه عندمّا يسترسل في الحديث عن تاريخ الاشوريين نجده يتحفظ بالتسمية التقليدية "النساطرة"ز//فقط مرّه واحدة يسمّيهم "اّشوريون" و ذلك في الصفحة 64 بعد أن يشير الى أرسالية رئاسة الأسقفية ومن دون ان يثير موضوع اصالة عرق او يبحث فيه//.
أمّا التاريخي المتخصّص لونكريك , يذكر تسمية الاشوريين كثيرا" في كتابه ((العراق الحديث)) لكن الفقره التّي تمكننّا من تخمين رايه ألشخصي حول هذه المسألة هي تلك التي يقول فيها"" انّ هؤلاء السريان الشرقيين او النساطره الاشوريين من الرعاة والفلاحين هم طائفة قديمه من المسيحيين, لغتهم هي السيانية أمّا اصل سلالتهم و رابطة دمهم فهي غير مؤكّده عرقيا"//
«يمكن ان تكون الكذبة قد جابت نصف العالم فيما الحقيقة لا تزال تتأهب للانطلاق».‏ مارك توين