المحرر موضوع: قراءات هندية في محو الأمية  (زيارة 1178 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Abo Somo

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 7
    • مشاهدة الملف الشخصي
أبو صومو
 
دبوس رقم (5)

أثار انتباهي تقرير لموقع إخباري عراقي حول مبادرة مكتب اليونسكو في العراق في حملة لمحو الأمية, وقد أثار هذا الخبر فضولي وأطلقت لمحرك البحث في عقلي العنان وأنا أتصفح ملفات ذاكرتي حول (البعض) ممن ركبوا صهوة جواد العمل القومي وتسلموا (مسعوليات) حزبية وسياسة واجتماعية. وفي حقيقة الأمر طفت في ذاكرتي بعض الأحداث القديمة حول محو الأمية في العراق والحملات المسيسة لها من دعوة نسائنا للمشاركة والتسجيل في مدارس محو الأمية. وهي كانت مبادرات جيدة رغم اعوجاج الهدف المسيس لها ..ولكن كانت ذو فائدة إلى حين, ولا يمكن إنكار إن العديد منهم كانوا قد تعلموا بشكل أو بآخر فك وقراءة الخط والأرقام او قراءة كم كلمة من ترجمات المسلسلات والأفلام الأجنبية.
 إن ظاهرة انتشار الأمية هي كارثة حقيقة تواجه شعبنا العراقي حين تصل الأرقام إلى الملايين من الأميين الذين يمكن اعتبارهم فقدوا وسيلة أساسية للتواصل مع الحياة العصرية بكل ما تحمله من تعقيدات والتي قد تبدأ من لغة الأرقام والتي حالة يومية.ما ستجره هذه الظاهرة المأساوية من ابعاد خطيرة على مستقبل الاجيال في الوطن.
 والذي أثار رغبتي في الكتابة ليسو اميّو اليوم لكونهم هم ضحايا عقود من الوضع السياسي المعقد وثلاث حروب طاحنة وحصار اكل الأخضر واليابس, حيث شغل العراقيين الشاغل هو قرصة الخبز وليس هيئة الحروف والارقام وقراءتها وكتابتها.
 لقد جرت العادة في العراق انه حين يحاول البعض التصرف بذكاء ودفع تهمه الغباء عن نفسه يقول (قابل آني هندي؟؟) مع الاعتذار الشديد للشعب الهندي وهو محط تقديرنا واحترامنا ونبصم بالعشرة لهم, فهم من صنعوا الرؤوس النووية وليس حمده أم اللبن ولا طلاب محو الأمية الذين استلموا مواقع حزبية وحكومية قومية أو وطنية اليوم. ولكن الحديث هو مثل يضرب به لكثرة شيوع استخدامه في العراق. وعلى ما اعتقد انه جاء أثناء الاحتلال البريطاني لوجود أعداد كبيرة منهم داخل الجيش وكان التخاطب معهم صعبا لكونهم لا يتقنون اللغة العربية ..
 ومربط حديثنا هو حملة محو الأمية التي كانت أثناء السبعينيات من القرن الماضي والتي لم تأتي اكولها إلى اليوم رغم انه لازال البعض منهم وان كان مرتميا في أحضان الحضارة الغربية يتعامل مع الأمور ويقيس الأوضاع بامية شديدة تصل حد الغباء.
 لقد كان معظم الحديث يدور حول محاولة السلطة آنذاك في تخريب وإشاعة الفوضى في التركيبة الاجتماعية للمجتمع العراقي هذا كان في منظور جارنا الحجي أبو (فلان) الذي ثارت ثائرته حين ابلغ من المنظمة الحزبية في منطقتنا بضرورة إرسال الحجية أم (فلان) لمدارس محو الأمية .. وإلا فان تاليتها سوده ومصخمه ويجروه للشرطة ومقر الحزب ويتبهذل ويصير فلم هندي. ووافق أبو(فلان) وعلى مضض. وبعد كل درس محو الأمية كان يبدأ تحقيق منزلي مع أم (فلان) على شگلتو بالدرس شحجيتو والمعلمة شگالت وانتو شرديتو. يريد الرجال يهدا باله بالساعة اللي تطلع بيه المره من البيت..والنتيجة انه ظلت أم (فلان) بدون تعلوم وماحفظت ولاطگه من الدروس. لان بالحقيقة إن معظم الدرس كانت لا تفهمه لان المعلمة ما كانت تعرف عربي كأنه كانت تكتب هندي حسب تصريح السيدة أم (فلان) لتبرير فشلها في فهم الدرس والتركيز لكون فكرها مشغول بميت شغله الغدا والأولاد والغسيل وسلسله من هموم المرأة ومشاغلها التي لا تنتهي.
 تذكرت هذه الحادثة الطريفة لأنني سمعتها ن جارنا عند مروري بهم. وفي الحقيقة إن السيد أبو و أم (فلان) ما اصابو في تحليلهم هذا لان من المؤكد إن المعلمة تعرف العربية وهي تدرس اللغة ضمن اختصاصها. إلا إن العلة كل العلة هي المره طالبة دورة محو الامية لكونها مسكينة ورقه بيضه لا حروف ولا قراءة ولا كتابة ومن الطبيعي انه سوف يكون من العبء عليها بمكان القراءة وهو عبء مضاف على عبئها اليومي. وهو حال العديدين ممن أما فشلوا في دراستهم أو لم تسنح لهم الفرصة في القراءة أو الذهاب إلى المدرسة. ولكن الذي يثير الدهشة والاستغراب أن تكون المعلمة في وضع المتهم بعدم القدرة على القراءة أو الكتابة وهي من المؤكد خريجة معاهد أو مؤسسات تعليمية تعمل على تعليم اللغة لتجد نفسها متهمة أنها تكتب بالهندي ولا تعرف التعبير عن نفسها لكون أم (فلان) أمية ولا تعرف القراءة والكتابة
 وهنا استذكر حدث مررت به منذ سنوات حين عصرت.. ألطاسه (تعبير خاص يرجى عدم التقليد) من اجل كتابة مقال حول حدث قومي سياسي في حينه وحاولت معالجة الموضوع من جميع جوانبه (الفكرية والسياسية والتاريخية), وقد كان للمقال أصداء جيدة والحمد الله بين أوساط شعبنا وخاصة النخبة السياسية ولكنني صدمت بتعليق احد الإخوة (الهنود جماعة حجي راضي) يقول لي شخصيا ودون خجل انه لو سنحت له الفرصة لكتابة المقال لكتبه (بشكل أقوى) وحقيقة الأمر لم استطع تفسير كلمه أقوى هل هي أحسن تحليلا أم رؤية أم كتابة. ولم استطع أن أقول له (نحباني للو) ولا مرحبا بالحجي راضي لكون إنني ترفعت في حينها ولم أرد أن أسيء إليه لكونه (صديق).
 وهنا أقول رحم الله امرأ عرف قدر نفسه