المحرر موضوع: زوعا والكرسي والطابو  (زيارة 1037 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل abu Andrew

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 36
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
زوعا والكرسي والطابو
« في: 04:29 20/06/2006 »

زوعا .. والكرسي .. والطابو
[/color] [/size] [/font] [/b]



بقلم ياقو ميخا ياقو
 

ما حصل للحركة الديمقراطية الاثورية ( زوعا ) كان اكبر انتكاسة لها ( ان لم نقل صفعة قوية )  فقد خرجت خالية الوفاض من اي موقع وزاري في حكومتي العراق المركزية و اقليم كردستان ، وقد لا اغالي ان قلت  جاء ذلك كاستحقاق طبيعي لما آل اليه حال هذه الحركة ، والممارسات الخاطئة واللامسؤولة التي شابت عملها السياسي منذ سقوط النظام وحتى الآن ، فقد منحت حق التمثيل المسيحي بمراكز السلطة في العراق الجديد ، ومنح سكرتيرها السيد يونادم كنا مقعدا عن المسيحيين في مجلس الحكم الانتقالي ، وكذلك اعطي لها الحق في ترشيح من تراه مناسبا ليمثل المسيحيين في كل حكومة انتقالية ، واذا اردنا ان نعرف سبب اختيارها لتلعب هذا الدور ( بعيدا عن منطق الزوعاويين ) فنرى ان سلطة الادارة المدنية ( بقيادة بريمر ) اعتمدت على النماذج الجاهزة من القوى السياسية الاكثر تنظيما وليس مهم ان تكون فاعلة او تمثل حقيقيا الطيف العراقي التي تنحدر منه ، وهنا لا احد ينكر ان الحركة الديمقراطية الاثورية كانت من اكثر التشكيلات المسيحية تنظيما او على الاقل هذا ما كانت توحيه ماكنتها الاعلامية للمتتبع وتصورها بحجم اكبر من حجمها الحقيقي . فبدلا من ان تستغل زوعا موقعها الجديد ( الذي جاء كضربة الحظ واليانصيب ) والنزول الى الشارع بمنجزات واعمال تكسب بها ثقة من تمثلهم وتزيد من عددهم فيكونوا لها كرصيد يعزز ويثبت من مكانتها ، فعلت العكس تماما فكان كل همها الحفاظ على الكرسي المقدس ضاربة عرض الحائط امال الجماهير التي ساندتها ، فاشاعة الفرقة والتشتت وغذت الصراعات واشعلت حرب التسمية بين ابناء شعبنا لتكون الوحيدة الآهله لتسنم مقدرات التمثيل المسيحي  ، وبنفس الوقت كان  اعلامها يطبل ليل نهار مناديا بالوحدة مظهرا زوعا وحده القادر على تحقيقها ، رغم ان كل افعاله على ارض الواقع كانت عكس ما يدعي . فكان ان عقد زوعا مؤتمره ( الكلدواشوري ) سئ السيط والذي ضرب فيه عصفورين بحجر فبمجرد انعقاده فانه يظهر للساحة السياسية العراقية بانه الممثل الحقيقي والوحيد لكل المسيحيين ، ومن جانب اخر فهو بهذا المؤتمر يتمكن من زيادة حدة التناقضات والتجاذبات و ضرب كل امال الوحدة في الصميم ليبقى الوضع المسيحي كما هو عليه ، ليبقى زوعا هو المستفيد الوحيد من حالة الفرقة . وقد بدى ذلك جليا من خلال الطريقة التي دعا اليها للمؤتمر ، حيث دعا اليه كل مؤيديه وبعض القوى والشخصيات الهامشية ومنها من لم يكن عراقيا اصلا ( والا بماذا نفسر وجود ضابط مخابرات سوري ضمن المدعوين ؟ ) ، ووضع لجنة شكلية للتحضير للمؤتمر من مناصريه وزودهم بنسخة جاهزة من المقررات ( تماما على الطريقة البعثية ) فالمؤتمر كان تحصيل حاصل والحضور ما هم الا دمى لاضفاء الشرعية والتوقيع على المقررات الجاهزة . واستمات زوعا لحضور رجال الدين والكنيسة لعلمه مسبقا ما لهؤلاء الكلمة العليا والتاثير في رعيتهم و هم انفسهم الان اصبحوا خونة وبائعي الضمير في عرف زوعا ( حاشا مقاماتهم  ) . ولكن سرعان ما اكتشف الجميع الدجل وانقلب السحر على الساحر وتنصل الجميع وحتى الكنائس من وثيقة  المؤتمر المهزلة ، رغم ان زوعا كان قد جيش العديد من الاقلام الرخيصة والماجورة تشيد بما انجزه المؤتمر  وتروج لاكتشافه العبقري الجديد ( القومية الكلدواشورية ) ، فقد اصبحت هذه الكلمة على معناها الجميل كلمة منبوذة من الجميع لانها ارتبطت بالاعيب زوعا ومراوغاته ، وبقت حصرا تطلق على المؤيدين لزوعا من غير المنتمين رسميا .
وفي الانتخابات العراقية الاولى تحالف زوعا مع المجلس القومي الكلداني ( حيث انسحب المجلس من التحالف قبل الانتخابات )  من دون ان يستعمل زوعا اسم قوميته الجديدة في دعايته الانتخابية وكان هذا دليل اولي لفشله في فرضها على الجميع ، فحتى داخل حركته في اجتماعها العام لم يتبناها لا بل لم يتطرق اليها ، حيث توقع الجميع ان يغير زوعا اسمه تبعا لاسم قوميته الجديد وهذا لم يحصل لانه بكل بساطة يعترف ان ذلك كان خدعة سياسية لا اكثر ولا اقل لاصطياد اكبر عدد من المغفلين في خانته . وخرج من تلك الانتخابات بمقعد واحد جاءت اصواته معظمها من مؤيديه خارج العراق ، حاله حال المقعد الحالي في الانتخابات الاخيرة الذي فاز بالاصوات التعويضية من خارج العراق ، اي ان زوعا على ارض الواقع لا يمثل الا منتسبيه والذين يعدون على عدد اصابع اليد داخل العراق .
ولو تتبعنا اعلام زوعا حاليا سنرى ان لسان حاله يقول :
* ان كل منتسبي احزاب وتنظيمات شعبنا وحتى رجالات الكنيسة عملاء وخونة وماجورين ويجب عدم التعامل معهم ، وهناك في غرف المحادثة التابعة لمناصري زوعا من يذهب الى ابعد من ذلك ويطالب بملاحقتهم واغتيالهم ، لسبب بسيط ان هؤلاء لا ينتمون الى زوعا ولا يتفقون مع طروحاته . وهنا تكمن عقدة زوعا بفكره الشمولي الذي يلغي الجميع ولا يتقبل الاخر ، وطبعا هكذا احزاب اثبتت فشلها في كل البلدان ولفظتها مجتمعاتها لا بل اصبحت رمزا للتخلف والرجعية .
* الاكراد والعرب والسنة والشيعة ...الخ اعداء لانهم تامروا لاخراج زوعا من السلطة ، ولا اعرف كيف ان حركة تدعى الديمقراطية والوطنية تزرع الحقد في قلوب مناصريها ضد شركاء الوطن ، اليس ذلك مراهقة سياسية وتخبط ؟
* البروبوغاندا ( او الدعاية السياسية ) مطلوبة في عمل كل الاحزاب والتنظيمات السياسية  ، ولكن ان تصل حد الكذب فتلك ليست دعاية سياسية بل هي عيب وعار ( بالانكليزية يقال عنها  Shame  ) ، ولو اخذنا فقط مثال واحد ونرى كيف يسوق زوعا اخباره : في السفرة الاخيرة للسيد يونادم كنا للولايات المتحدة الامريكية طلع علينا مكتب اعلامه بان زيارة السيد كنا تاتي بدعوة رسمية من الرئيس جورج بوش لحضور مائدة الفطور معه والتباحث في الشان العراقي . وهنا لا اريد التعليق على مدى صحة الخبر ولكن ، اتساءل كيف هكذا خبر ولقاء تاريخي هام لا يدعم ولو بصورة واحدة تجمع الرجلين ؟ ثم سؤال اخر يطرح نفسه ماذا كانت مباحثاتهما التي افضت بزوعا خارج العملية السياسية العراقية ؟ يبدو لنا ان زعيم الامريكيين السيد بوش وزعيم الكلدو اشوريين السيد كنا كانوا في جلسة شجار وعلى خلاف تام وكان من نتائجها ان الاول اوعز الى وزيرة خارجيته بان تستعمل تاثيرها لاخراج زوعا من السلطة ، والثاني اوعز الى مناصريه ان يهزوا واشنطن والبيت الابيض بمظاهرات استنكار ، ماحدى بالسيد بوش ان يذهب بنفسه الى العراق مرعوبا ليطلب من السيد المالكي والقادة العراقيين ببذل جهود وساطة بين زوعا وامريكا !!!. رحمة بعقولنا يا ملأ ... ان قيل سابقا ان حبل الكذب قصير فالآن اصبح اقصر ، فنحن في عصر الانترنت والفضاء والتقنيات .
واخيرا : اقول خسر زوعا مواقعه في السلطة بجهوده الذاتية ولا يلام بذلك احد ، وتوقعنا ان يدخل بمراجعة شاملة لخطابه السياسي ومواقفه واخطائه السابقة ، فعادة ما تكون النكسات والاخفاقات كنقطة انطلاق جديدة نحو النجاح ، وهي فرصة ذهبية لمراجعة الذات واعادة الحسابات وما ينطوي على ذلك من تبيان لمواقع القوة والضعف وبالتالي كشف نقاط الفشل والتاشير عليها ، لاعادة دراستها وتحليلها بصورة معمقة لاستخلاص العبر ، ومن ثم تجاوزها ومد الخطى واثقة ثابته في الطريق الصحيح . لكن الظاهر لحد الان ان ذلك ليس وارد في قاموس زوعا والا بماذا نفسر مظاهرات اعضائه في امريكا ، هل هضم حقه في امريكا ام في العراق ( ان كان له حق ضائع )؟ فكان الاحرى ان نرى تلك المظاهرات في شوارع بغداد ليسمع اهل القرار مباشرة مظلوميته ، ويرون بام عينهم حجمه الحقيقي وعلى الطبيعة . ومن ناحية ثانية لا يزال لا يعترف بمن يمثلنا في في حكومتي كردستان والعراق ، وكانه يريد ان يقول تلك الكراسي ملك مسجل بالطابو باسمه وبالتالي كل من يشغلها ليس من زوعا ، فهو خائن ومتعدي  ... وهذا عين الخطأ فكرسي الحكم ان لم يكن مسندا بحب الجماهير فهو آيل للسقوط باية لحظ كالبيت الذي اساسه الرمل.