المحرر موضوع: المخفي من تاريخ المدعي القومية الاشورية  (زيارة 3305 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل 1iraqi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 111
    • مشاهدة الملف الشخصي
  

--------------------------------------------------------------------------------

بقلم: الخادم المكرس/ صموئيل بولس عبد المسيح
عندما جئت إلى هولندا،وبدأت خدمتي الرعوية للمسيحيين المشارقة في مراكز اللجوء وعقد اجتماعات روحية شهرية لهم،وإقامة القداسات داخل المعسكرات،بالتنسيق مع مطران السريان في هولندا وشرق أوروبا،نيافة الحبر الجليل المتنيح مار يوليوس يشوع جيجك،والتي خدم بعضها نيافة الحبر الجليل مار سلوانس بطرس النعمة "مطران حمص وحماة وتوابعهما للسريان الأرثوذكس" (أدام الرب حياته).


وكان يحضرها أخوات وأخوان لبنانيون وسوريون وإيرانيون وعراقيون،وكان من بين الأخيرين بعض
الأخوة الذين يتبعون الكنيسة النسطورية.
وكانت المرة الأولى في حياتي التي أرى فيها أخوة نساطرة أمامي وجهاً لوجه،بعدما كانت معرفتي بهم مقتصرة على ما قرأته عنهم في كتب التاريخ،وخصوصاً من زمن –تيودر،وثيئودر،ونسطور،وهيبا، وبرصوما النصيبيني(400 م- 485م) حتى انهيار كنيستهم التاريخية في مطلع القرن 14.
لهذا فلم أكن أعرف الكثير عن واقعهم المعاصر،إذ كان الاعتقاد السائد عنهم هو ندرة وجودهم بعد الكثير من المذابح الرهيبة التي تعرضوا لها بعد انقلاب حلفاؤهم العرب المسلمين ضدهم بعد سقوط الخلافة
العباسية في بغداد،وبعد دخول حلفاؤهم الجدد-المغول- في الإسلام، بعدما كانوا قد تنسطروا.
( أم هولاكو – سرخفتناي بكي- كانت نسطورية، وكذلك زوجته الأميرة الشابة -دوقوز خاتون- وكانت شبه قديسة،وقيل عنها إنها شيدت الكثير من الأديرة الرهبانية في بلاد المغول،وأنقذت العالم المسيحي من وحشية ودموية زوجها وجيوشه المرعبة،وإنها ساعدت النساطرة في العراق حتى نسطرت غالبية التتار الوثنيين ، وعملت كل جهدها لبسط نفوذ الكنيسة النسطورية حتى الصين،وإنها كانت غير راضية عن
زوجها لعنفه المفرط مع المسلمين في سوريا والعراق،وإنها قد تركته فيما بعد والتحقت بدير للراهبات
وبقيت فيه حتى موتها-وقد انتهت الكنيسة النسطورية عملياً بعد اعتناق التتار النساطرة الإسلام بعد نسطرة جل بغداد لمدة 37 سنة "دخل المغول بغداد وقتلوا الخليفة العباسي‏المستعصم بالله في سنة 1258م، ثم دخلوا في الإسلام بشكل شبه جماعي سنة 1295م بعدما دخل فيه السلطان المغولي غازان
وأطلق على نفسه اسم محمود،بعدم تعرض المغول لهزائم متكررة من المماليك ،وأصدر السلطان محمود غازان مرسوم بإعلان الإسلام الدين الرسمي للدولة،وأتبعه نحو مائة ألف نسطوري تتاري وعراقي في
أقل من شهر واحد،ولم تمضي واحدة حتى انهارت الكنيسة النسطورية في العراق.
وإن العدد القليل الذي تبقى منهم تعرضوا للانقسامات في القرن السادس عشر بانضمام فريق منهم إلى الكنيسة الكاثوليكية،وسموا أنفسهم بالكلدان الكاثوليك.
وبعضهم الآخر عادوا إلى كنيستهم السريانية الأرثوذكسية الأنطاكية الأم.
وإن والقلة التي بقيت على نسطوريتها اقتصر تواجدها داخل منطقة جغرافية محدودة وغير حضرية
محصورة بالجزء الشمالي الشرقي من العراق.أو بما كان يعرف قديماً ب (ميسوبوتاميا)،
أو(ميزوبوتاميا)،أو منطقة ( بين نهرين).

*فإذا بي أراهم أمامي وجهاً لوجه في مراكز اللجوء بهولندا،بعد نزوحهم من العراق هرباً من الحروب.

وشاء الرب أن أقوم بخدمتهم لأتعرف على واقعهم المعاصر،وأغوص فيه حتى الأعماق بحثاً عن المزيد
من المعرفة لمحاولة اكتشاف لغزهم الكبير، باعتبارهم جدود المسلمين،وصناع الإسلام.
وعرفت إن هؤلاء الأخوة النساطرة المعاصرون ينقسمون إلى فريقين:
الفريق الأول:يتبع النسطورية"المبطنة".
وإن كان البعض يحلو لهم تسميتها ب"النسطورية المخففة"،أو"النسطورية المتطورة المتمسحة بالكثلكة".
برئاسة زعيمهم الروحي الذي يطلقون عليه اسم"مار خننيا دنخا الرابع"وهو جاثليق بطريرك كنيستهم المسماة حالياً (كنيسة المشرق الآشورية)، وكان اسمها في السابق (الكنيسة النسطورية الكلدانية) فبدله إلى(الكنيسة الرسولية الكاثوليكية الشرقية الآشورية)،ثم عاد مرة أخرى إلى تسميتها بكنيسة المشرق الآشورية- كاتجاه قومي رداً على القسم الذي تسمى بالكلدان-وكان قد اختير ونصب بطريركا في سنة 1976 بكانتربري،بعد اغتيال سلفه البطريرك النسطوري"شمعون ايشاي"والذي كان قد تم نفيه من العراق لقيادته ثورة مسلحة رداً على المذبحة التي تعرض لها النساطرة على أيدي الأتراك سنة 1933، والمعروفة تاريخياً بمذبحة سميل.
فاستقر به الحال في سان فرانسيسكو بأمريكا،ثم تخلى عن التقويم اليولياني القديم الذي يتبعه النساطرة منذ نشأتهم، وأتبع التقويم الغربي الغريغوري.مما تسبب عنه خروج قسماً من كنيسته أسسوا لأنفسهم كنيسة نسطورية أخرى أكثر تشدداً،وأطلقوا عليها تسمية (الكنيسة الرسولية الجاثليقية القديمة النسطورية).
وبطريركها الحالي اسمه مار آدي كيوركس الثاني ومقره في بغداد.
وأما عن سبب اغتيال البطريرك شمعون،فكان ذلك عقاباً قاسياً له على تخليه عن الرهبنة،وزواجه(!!) مستنداً في ذلك على مقررات مجمع بيت لافاط سنة 484 م برئاسة الأسقف النسطوري برصوما
النصيبيني "السفاح"،والذي كان قد أباح فيه الزواج للرهبان والأساقفة،بل وكان يوقع عقاب شديد على كل من يرفض ترك البتولية ويرفض الزواج!
وذلك لأنه كان ضد العفة والبتولية،وعلى علاقة بامرأة بغي، فلما عايره بعض الرهبان بذلك،قام بإجبارهم كلهم على الخروج من أديرتهم وتزويجهم بالإكراه!( انظر تاريخ مار ميخائيل السرياني الكبير).
- ولاحظوا هنا ،إن غالبية الهراطقة عبر التاريخ،يحاربون البتولية،حتى اعتبرها محمد عملاً شيطانياً-!
وقد أغتال البطريرك شمعون واحد نسطوري متعصب من شعبه اسمه (داود مالك ياقو) بعدما رأى في نكس بطريرك كنيسته النسطورية لعهد البتولية ،وزواجه من ابنة شابة من بنات رعيته،هي فضيحة بكل المقاييس بين الكنائس القديمة الأخرى،وإن مقررات بيت لافاط الأباحية تسيء أخلاقياً إلى إكليروس
كنيسته، لأنه لا يليق براهب أن يتزوج، فكم وكم بالأسقف والبطريرك؟ بل وكيف يتزوج الأب الروحي
من أبنته الروحية،وقد تكون أبنته في الاعتراف؟
لكن ما أستنكره هذا الرجل النسطوري الثائر القاتل على بطريركه الراهب،فعله أحد الرهبان القمامصة المولدين من جديد من الروح القدس!! بعد شلحه.
*وهاهو عزازيل "الملعون" يرسل –نبيه الجديد مكس ميشيل-ليقنن هذا الوضع التجديدي، بعدما أقامه عزازيل جاثليقاً(!) على أتباع –حبيبه-،وعلى المطلقين، والمشلوحين،ليعيد أمجاد النساطرة الأولين،ويحيي مقررات سلفه الأسقف النسطوري برصوما في مجمع بيت لافاط الأباحي.
ليعرف الجميع بأنه كما يوجد تسلسل امتدادي للآباء القديسين لا ينقطع ، يوجد أيضاً تسلسل هرطوقي عزازيلي لا ينقطع !!

* زخر تاريخ الكنيسة النسطورية بالعنف،و اغتيال الرئاسات الدينية (لعله تأثراً بحلفائهم السابقين الذين اغتالوا ثلاثة من خلفاء نبيهم –عمر& عثمان &علي).
* قام البطريرك النسطوري – المجدد- خننيا دنخا بنقل كرسي الكنيسة النسطورية المتكثلجة الى
شيكاغو(!)،ثم حذف عبارة- النسطورية- من تسمية كنيسته.
وشاع القول عنه برغبته الجادة في الخروج النهائي من النسطورية،وإتباع الكنيسة الكاثوليكية،وأنه يعتبر منشقاً عن الفكر النسطوري القديم،ويعتبر خير مثال على تطوير اللاهوت النسطوري حتى وصل به إلى درجة تكاد أن تكون متشابهة مع اللاهوت الكاثوليكي الخليقدوني فيما يختص بالكريستولوجي.
أو–المسيحاني- بحسب تعريف أخوتنا المشارقة.
وتوكيداً لذلك فلقد أجرى اتصالات عديدة بالفاتيكان أثمرت عن لقاءه التاريخي الشهير مع الحبر الأعظم قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في سنة 1994.وقدم له تعريف كنيسته للكريستولوجي،وكان تعريف نسطوري متطور،لكن الفاتيكان طالبه بإدخال بعض التعديلات المعينة عليه،حتى يتوافق مع التعريف الكريستولوجي الكاثوليكي.
فاستجاب البطريرك النسطوري لطلب الفاتيكان- أو هكذا تظاهر بالاستجابة- وبموجب هذا التعريف المعدل توصلت الكنيستان،الكاثوليكية،والنسطورية،إلى التوقيع على اتفاقية رسمية مشتركة بينهما حول
الكريستولوجي في نوفمبر 1994، وبناء عليه اعترفت الكنيسة الكاثوليكية بالكنيسة النسطورية،وأعيدت العلاقات بينهما بعد قطيعة دامت 1500 سنة،وبالتحديد منذ حرمان نسطور في مجمع أفسس سنة431 م

* كانت وجهة نظر الكنيسة الكاثوليكية في قبول النساطرة،والاعتراف بمسيحتهم،هي موقف الأب الكريم
من أبنه الأصغر بعدما رجع لنفسه،وترك كورته البعيدة،ليعود إليه نادماً. فرحب به وأكرمه.
وهي وجهة نظر مسيحية سليمة،ولا غبار عليها البتة.
لكن المشكلة هنا،هي إن الابن النسطوري لم يزل قابعاً في كورته النسطورية البعيدة،ولم يعود إلى أبيه
بعد؟
+ كان رد الكنيسة الكاثوليكية هو :
إننا ندرك ذلك!! ولهذا لم نسمح بقبولهم بشكل كامل،بل قمنا بإنشاء لجان حوار لاهوتي بيننا وبينهم لمتابعة خطوات إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع المسيحي،من خلال إلحاق طلبة لاهوت كنيستهم، بكلية اللاهوت التابعة للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية(واسمها الأصلي هو-الكنيسة الكلدانية السريانية الشرقية النسطورية- ثم أنشقت عن الكنيسة النسطورية،وانضمت إلى الكنيسة الكاثوليكية في القرن
السادس عشر بقيادة الراهب– يوحنا سولاقا-بعدما احتج على نظام التوريث البطريركي في كنيسته
النسطورية،وحصرها في عائلة واحدة تسمى عائلة "أبونا".
وأتبعه بعض الإكليروس النسطوري،ومعهم جمهور من النساطرة،وذهب إلى روما معلناً رغبته والشعب
الذي أتبعه في الانضمام إلى الكثلكة.فوافق البابا يوليوس الثالث في 20 مارس 1552 م على تنصيبه بطريركاً على جماعته،وأطلق عليه لقب- بطريرك بابل على الكلدان-واستمرت هذه الجماعة تابعة
للكنيسة البابوية لمدة مائة سنة،وبعدها ارتد بطريركهم عن الكنيسة الكاثوليكية في عام 1662م وعاد إلى
النسطورية مرة ثانية،واتبعه فريق كبير من الجماعة.
فرد عليه الفاتيكان بإقامة بطريرك جديد ليقود الفريق الذي ظل على انتمائه للعقيدة الكاثوليكية.وهي الجماعة التي تعرف الآن بالكنيسة الكلدانية الكاثوليكية "كنيسة الغالبية المسيحية في العراق".
وقد تم تثبيت وضعيتهم الكنسية،وتحقيق شركتهم الكاملة مع الكنيسة الكاثوليكية في سنة 1830م، في عهد البابا بيوس الثامن).
* لكن الأيام أثبتت خطأ وجهة نظر الفاتيكان!! لأن النساطرة لا يزالوا كما هم نساطرة، بدليل مضي 15 سنة على توقيع اتفاقيتهم مع الفاتيكان بدون الموافقة على الانضمام إلى الكنيسة الكاثوليكية، بل ومحاربة كل من يسعى لتحقيق ذلك،مثل ما فعلوه مع المطران باوي سـورو الداعي بقوة إلى الإسراع بدخول النساطرة في الإيمان الكاثوليكي ، فأوقفه البطريرك النسطوري المتظاهر بالكثلجة.
فخرج هذا المطران عن الكنيسة النسطورية هو وشعبه وإكليروسه،وأسس الحـركة التوحـيـدية الكـنسية
الآثورية،وأعلن انضمامه رسمياً إلى الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية بتاريخ 10- 11/5/2008 عن طريق سـرهـد جـمّو مطران كـنيسة مار ﭘـطرس الكاثوليكـية الكـلـدانية بغـرب كاليفـورنيا، وذلك احتجاجاً على مماطلة البطريرك دنخا.
* في ذلك يقول الكاردينال كاسبر عميد مجمع تعزيز الوحدة بين المسيحيين:
"ليست المسألة مسألة توقيع وثائق، بل هي مسألة أن يتمّ قبول ما تمّ توقيعه فعلياً في الجماعة.
في العام 2005، قررت الكنيسة الأشورية من دون سابق إنذار أن تعلّق الحوار وألا توقّع الوثيقة التي
سبق إعدادها حول الحياة الأسرارية.إضافةً إلى ذلك،وخلال لقاء عُقد في نوفمبر 2005،قرر سينودس
الكنيسة الآشورية تعليق عضوية أحد أعضائه،وهو أسقف كان من بين رواد الحوار مع الكنيسة
الكاثوليكية وقد شارك بشكل فعال في تحقيق تقدم الحوار الناجز.لا يمكن للكنيسة الكاثوليكية أن تتدخل في
الشؤون الداخلية لكنيسة أخرى،ولكنها تأسف كل الأسف لها التطور الحزين".

* أما الفريق الثاني،فهو يتبع الكنيسة النسطورية الواضحة والصريحة جداًُ في نسطوريتها والمعجبة جداً بها،والرافضة بشدة الدخول في أي حوار لاهوتي مع أي كنيسة أخرى، وتسمى كنيستهم ب:
(الكنيسة الرسولية الجاثليقية القديمة النسطورية) ورئيسها يسموه البطريرك مار آدي كيوركس الثاني.
وقد حذف عبارة–النسطورية-مؤخراً من تسمية كنيسته،مع مواصلة مجاهرته وإكليروسه وشعبه بالتعاليم النسطورية البدائية المكشوفة، مثل المجاهرة ب (تمجيد نسطور) و( تحقير القديس كيرلس عامود الدين)!
وإكليروسهم في غاية التطرف والعداء للأقباط، وقد حاربوني في هولندا والسويد بشكل عنيف للغاية بسبب انتمائي القبطي الأرثوذكسي.
وأما أتباعها العاديين،فهم أناس بسطاء جداً،وأغلبهم لا يعرف أي شيء عن النسطورية!
بل ولا يعرفون حتى من هو نسطور!!
ومنهم من يؤمن بألوهية المسيح وتجسده،ولا يختلف إيمانه المسيحي عن إيمان أي مسيحي بسيط.
* ولكن من بينهم فريق تابع للأحزاب القومية الآشورية،وهؤلاء في غاية التعصب ويربطون النسطورية بالقومية الآشورية،رغم إن ليس كل الآشوريون نساطرة، فمنهم الكاثوليكي،والأرثوذكسي والبروتستانتي.
كما يوجد من بينهم أيضاً ملحدون أقحاح( من أتباع الحزب الشيوعي العراقي القديم)،ومن بينهم أيضاً وثنيون(!) يمجدون (أشور) ويعتبروه هو الإله الحقيقي!
ويدعون بأن كل شرائع الكتاب المقدس – مسروقة- من شريعة – حمورابي-!

+ كانت خدمتي الرعوية الروحية التعليمية بين المسيحيين الشرقيين خدمة تطوعية تهدف إلى الكرازة بينهم بأساسيات الإيمان المسيحي المقدس محل الاتفاق بين جميع الطوائف، مثل الوحدانية الله الجامعة في الثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس الإله الواحد.ومساواة الأقانيم الثلاثة في حوهر الألوهية والبهاء والمجد. والكرازة بتجسد االاقنوم الثاني،لله الكلمة لأجل خلاصنا..
إلى آخر مقررات قانون الإيمان الذي يؤمن به كل المسيحيون بمختلف طوائفهم.
وأيضاً التحذير من الذئاب الخاطفة،كبدعة شهود يهوه،الذين يتوافدون على مركز اللجوء كالجراد.
وكيفية تعاملهم مع الإسلاميين المتطرفين داخل الكمبات.

* وحدث ذات مرة بينما كنت أُعلم وسطهم بألوهية المسيح وتجسده،أن فوجئت بأحد متطرفيهم يستنكر علي ذلك بشدة ، قائلاً لي بلغته الآشورية:(مشيخا مشيخا - آلاها آلاها)!!!
أي إن ( المسيح لحاله، والله لحاله )!!
وكانت طريقة استنكاره شبيهة باستنكار أخوتنا المسلمين:
(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم)!!!

وبمناسبة ذكر اسم القديسة العذراء مريم،فرغم محبتهم لها،إلا أن فريقاً منهم كانوا يستنكرون علي بشدة تسميتها ب-والدة الإله - أو - أم الله- .
وكانوا يقولون لي:هذا كفر !!
فمريم – هكذا بدون لقب قديسة- هي أم المسيح وليس أم الله ..في استعادة لقول كتابهم العربي القديم.
+وتحول هذا الاستنكار عند بعض المتطرفين منهم إلى عداء مستحكم لضعفي، بينما أقبل البعض الآخر باشتياق جارف على معرفة سر بهاء مجد المسيح الأزلي، ومعرفة بقية أساسيات الإيمان المستقيم،وبرز منهم شاب كان متعطشاً جداً لمعرفة المزيد عن المسيح رب المجد ،( الإله الحي).
وكان أول نسطوري في هولندا يعلن،ويجاهر بإيمانه العميق بألوهية المسيح وتجسده،وجحده لنسطور وتعاليمه. وكذلك فعلت أسرته،وهم من أقرب الناس لقلبي.
ومع كثرة تجوالي على معسكرات اللجوء في هولندا،وكثرة كتابتي مقالاتي في المجلة عن الايمان
المسيحي المستقيم،والرد على البدع ،الهرطقيات،ومنها الهرطقة النسطورية،أرسل لي أب كاهن كلداني
كاثوليكي من العراق يدرس اللاهوت في بلجيكا،ودخلنا معاً في نقاش عبر الرسائل البريدية حاول إقناعي خلالها بأن اختلاف المصطلحات والتعبيرات اللاهوتية لاختلاف اللغة،قد أثمر عنه سوء فهم كبير بين
أتباع اللاهوت الانطاكي واللاهوت السكندري!!
وإن نسطور بريئاً !
وإن هناك الكثيرين من علماء اللاهوت الغربي الكاثوليكي المحدثون يبرئون ساحته من الهرطقة، ويتهمون القديس كيرلس بالقسوة معه غير وحسداً!!
وأنه ممكن أن يكون قد اخطأ بحسن نية في بعض التعبيرات!! وحتى لو كان مذنباً،فالمحبة المسيحية هي أهم من الاعتراف بألوهية المسيح !!!!
+ وكل هذه الأقوال وغيرها مكتوبة بخط يد هذا الأب، وغيره من الآباء المتعاطفون مع نسطور ممن كانوا يراسلوني، وتم نشر بعضها في مجلة " الحق والحياة".
ففوجئت بنفسي أمام فكر غريب يتخذ من المحبة ذريعة للتساهل مع الهراطقة والمقاومين للمسيح !!
وحدث أن جاء هذا الأب إلى منزلي في هولندا، مصطحباً معه قسيس نسطوري(خالص) وتطاول علي
بنفس طريقة الإسلاميين،فأحتملته لأنه حل ضيفاً في بيتي،ولأجل الأب الكاثوليكي الآخر الذي معه.
ودخلت في نقاش طويل مع القس النسطوري حول تعريفات نسطور المضادة لاستقامة الايمان المسيحي، كما اتفق عليه عموم المسيحيين في العالم، وإن الأمانة تحتم علينا أن نطيع الله أكثر من الناس.
فهددني بأنني سوف أتعرض لمتاعب لو لم أتوقف فوراً عن تفنيد الهرطقة النسطورية!!

كما دخلت في مناقشات مع بعض مفكريها،وامتلأت صفحات مجلتي"الحق والحياة "بالمقالات عنهم منذ سنة 96 حتى سنة 2002.وقامت مجموعة منهم بإصدار مجلة نسطورية في أمستردام أسموها (نيتشة)
أي الهدف،ونشروا فيها تمجيدات– للقديس نسطور!!!-
وحقروا فيها من شخص القديس كيرلس عامود الدين!!
وكانت المفارقة هنا إن هؤلاء الممجدين لنسطور كانت تربطهم علاقات وثيقة بقسيس عراقي أدفنتستي يقيم في مدينة"زندام"،وجماعة عراقية مرتدة اتبعت شهود يهوه في مدينة "اليملوا"، بجانب أصحابهم الطبيعيين من المسلمين،وأما الأغرب من كل ذلك،فهو علاقتهم مع رئيس جماعة الصابئة بمدينة
"زيست" الذي تضايق مني لقولي إنه لا خلاص إلا بالمسيح الرب.
فكتب يتطاول مقالاً في مجلته الصابئيه يتطاول على السيد المسيح،مدعياً بأن يوحنا المعمدان اعظم منه!!
فقمت بالرد عليه في مجلتي موضحاً له بأن المسيح هو رب يوحنا ورب الكل ،موضحاً له أيضاً جذور ديانته الوثنية،وعبادة القمر والكواكب والنجوم السيارة.
فهاج وماج، واستعان بالترميذا (المرجع الديني للصابئة في أوروبا) ليكتب رداً علي، فأرسل لي رده ونشرته وقمت بالرد عليه في سلسلة مقالات حملت عنوان( آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك).
* كان المدهش في الأمر هو قيام النساطرة بتحريض كل الفرق ضدي،واستجابت لها هذه الفرق ليس حباً في النساطرة،بل كراهية للمسيح الرب،الذي أبشر باسمه، وللكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي انتمي إليها.
* اتصل بي شماس نسطوري من أمريكا بعد منتصف الليل ليهددني بالقتل !!
* قام واحد منهم يعيش بأمستردام بتهديدي باستئجار قاتل مسلم تركي محترف لقتلي!!
فقمت بإبلاغ السلطات الأمنية، وفشلت محاولتهم قتلي.

+ أما على الجانب الآخر،فلقد استخدمني الرب لربح بعض النفوس منهم، فآمنوا بالمسيح الرب المتجسد.
وبعضهم انضم عقائدياً إلى كنيستنا،والبعض الآخر انضم للكاثوليك.
وحدث إنني سافرت إلى السويد والتقيت بأب سرياني كاثوليكي في مدينة (يتوبوري) وتناقشت معه حول "التفسيح البولسي"،خصوصاً تزويج المسيحيات من مسلمين،معلناً له عتابي الشديد على السماح بمثل هذا الأمر.
فقال قدسه،أنه لا يسمح به على الإطلاق،بل وفقاً لشروط معينة،ولأسباب خاصة جداً.
وأنه شخصياً لا يحبذه
وكان من الطبيعي أن اسأله عن موقفه من الهرطقة النسطورية.
فأبدى استنكاره لها، متمسكاً بصيغة الإيمان المستقيم، ومقررات مجمع أفسس ، وإدانة تعاليم نسطور.
+ فلما نشرت ذلك في مجلة"الحق والحياة"، فوجئت بكاهن نسطوري من السويد يشن علي هجوماً
عنيفاً،ويقوم بترهيب الكاهن الكاثوليكي،ويرغمه على التبرؤ من علاقته بي،ومن تصريحاته لي، واشترط عليه ان يفعل ذلك بطريقة رسمية،أي يرسل تكذيب ويتم نشره في إحدى المجلات النسطورية بالسويد !!
ويرسل لي نسخة من تكذيبه !!
وقد فعل الأب الكاثوليكي ذلك تحت تأثير الخوف !!

+ كل هذه الأمور مجتمعة جعلتني أتقرب أكثر من المسألة "النسطوسلامية"،ليس في محاولة فهم الروابط العقائدية بين الديانتين الإسلامية والنسطورية فقط،بل ومحاولة فهم روابطهم الأخلاقية أيضاً،مثل استخدام أساليب التهديد والعنف والتطرف، ومثل الانحراف الخلقي.
وقد بحثت عن الجذور التاريخية لهذه المسألة فوجدتها مشخصة في عنف ودموية الأسقف النسطوري الأباحي برصوما النصيبيني.
+ وعندما دعتني إحدى القنوات التليفزيونية المسيحية الكاثوليكية (السويسرية) في شهر يونيو 2002 لتسجيل إحدى الحلقات بها المتعلقة بجذور الإسلام، اصطحبت معي ثلاثة أبحاث تناولت جذور الإسلام، من بينهم بحث بعنوان (الإسلام وجذوره النسطورية).
وقد تناقشت في محتواهم مع أثنين من الآباء الكهنة الكاثوليك السويسريين اللذين جاءا لزيارتي في منزل
أحد الأقباط الذي كان يستضيفني فيه،وتولى أمر الترجمة.
+وبمناقشتي مع الآباء الكهنة الكاثوليك،أتضح لي وجود اختلاف عميق بين صفوف الإكليروس الكاثوليكي في الغرب تجاه المسألة النسطورسلامية،فعلى سبيل المثال الآباء الذين تناقشت معهم أبدوا رفضهم القاطع لنسطور، وأيدوا أبحاثي حول ترابط المسارين النسطوري – الإسلامي.
ولمحت من كلامهم شعورهم بالمرارة بسبب وجود تيارات أخرى مستحدثة مؤيدة للنسطورية،وإن نفس
هذه التيارات تدعي خلاص المسلمين بدون الاعتراف بألوهية المسيح!! وتخشى من الإرهاب الإسلاموي أكثر من خشيتها من الرب نفسه!!
+ وكان القس مدير المحطة التليفزيونية التي سوف أسجل بها الحلقة التليفزيونية خير مثال لهذا التيار،وقد شهد الأخ القبطي مشادة كلامية نشبت بيني وبين هذا القس،أنهيتها برفضي إجراء التصوير.
ولكن تدخل مقدم البرنامج(وهو راهب قس شاب) معلناً لرئيس المحطة عن تضامنه معي في كل ما قلته عن الإرهاب الإسلامي، وعن الجذور النسطورية للإسلام، لكنه أرجاني الموافقة على التصوير،مع منحي الحرية الكاملة فيما أقول، فتكلمت،وقلت بصريح العبارة كل ما كنت أود قوله.
+كل هذا،وغيره، مدوناً بتفاصيله الدقيقة في الأعداد القديمة من مجلة" الحق والحياة".
أي إنني بنعمة الرب مُلماً بالمسألة النسطورية بكافة أبعادها.. وقد أتاح لي قربي الشديد من أخوتي
السريان العراقيين والسوريين(الذين أعيش بينهم منذ 15 سنة)،وعلاقتي الأخوية المتينة بالكثيرين من أخوتي الكلدان والاشوريون،وقراءاتي المتأنية للكثير من كتب التاريخ الكنسي المشرقي القديم،والحديث
إلى التعرف عن قرب على اللاهوت النسطوري منذ نشأته الأولى،وتطوره على مدى 1500 سنة.
ومتابعتي لمستجداته المعاصرة،مثل التعريفات التي قدموها في لجان الحوار اللاهوتي التي أشرفت عليها
منظمة برو أورينتى الكاثوليكية بفيينا- النمسا-.ومثل قرار المجمع المقدس لكنيستنا القبطية برفض قبول كنيستهم ضمن عضوية مجلس كنائس الشرق الأوسط.. الخ
الأمر الذي كون لدي خلفية معرفية بالمسألة النسطورية وصلاتها الوثيقة بالإسلام منذ فجر تاريخه،والتي لخصها المسعودي بقوله عن اثنين من أرباب النساطرة:
(وممن كان في الفترة- قبل مجاهرة مؤسس الإسلام بدينه-:رئاب الشني،وكان من عبد القيس،ثم من شَن، وكان على دين المسيح عيسى بن مريم عليه السلام قبل مبعث النبي صلعم،فسمعوا منادياً ينادي من السماء قبل مبعث نبي:
خير أهل الأرض ثلاثة:
رئاب الشني، وبحيرةَ الراهب، ورجل آخر لم يأت بعد، يعني النبي عليه السلام وكان لا يموت أحد من ولد رئاب فيدفن إلا رأوا واسطاً على قبره»(المسعودي:مروج الذهب ص23 ).

إذاً فخير أهل الأرض ثلاثة..
منهم اثنان نساطرة !!!
وثالثهم نبي المسلمين!!!

أعتقد إن الأمر واضح ، ولا يحتاج إلى توضيح.
وأرجو من أخوتنا المسلمين ألا يغضبوا مني،بل كما تهللوا لرواية عزازيل التي طعنت في عقائد ديني
المسيحي،فعليهم الآن أن يسمعوا روايتي المضادة،ليعرفوا أنه كما يعطوا لأنفسهم الحق الهجوم على ديننا، نعطي لأنفسنا الحق في الرد، وبأكثر قوة مما يتخيلوا، لأنهم هم البادئون:

* تعرضت الكنيسة النسطورية في عهد الجاثليق يوسف (552 – 570 م) إلى فوضى عارمة بسبب انحرافات هذا الجاثليق حتى انه شيد معلف للحيوانات وأودع فيه القسس والرهبان وربطهم بالحبال وقال
لهم" أعتلفوا ذلك فأنكم حيوان بغير تميز ولا بيان "!!
"ثم حلق رؤوسهم وكان يصفعهم ويضحك ويقهقه"!!
(التاريخ السعردي ج 2 ص 85 & ماري في المجدل ص 53 & صليبا ص 43 & ألبير أبونا، تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية من انتشار المسيحية حتى مجيء الاسلام، ج 1 ، ص 111 ).

مما حدا ببعض الرهبان النساطرة الهرب من بطشه،ونظراً لعلاقة الجاثليق القوية بالملك الفارسي
كسرى انوشروان،فلقد تسللوا إلى الجزيرة العربية،وانتشروا بها،بعضهم استقر في قطر،والبعض الآخر
في البحرين،بينما اختار عدداً منهم الاستقرار في أطراف مكة،ويثرب،والجبيل،والقطيف،والأمل يحدوهم بحدوث انقلاب ثوري يرد اعتبار النساطرة وينتقم من المسيحيين أعداء نبيهم نسطور،انقلاب جذري يعد له جاثليق داهية مثل اشوعياب الأول المزمع ظهوره (582 م – 595 م).ع
«يمكن ان تكون الكذبة قد جابت نصف العالم فيما الحقيقة لا تزال تتأهب للانطلاق».‏ مارك توين