المحرر موضوع: من عبق المسرح العراقي الجاد والهادف  (زيارة 918 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل rashid karma

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 499
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من عبق المسرح العراقي  الجاد والهادف

                                                                                                                         رشيد كَرمة
مرة أخرى يعاود المثقف العراقي محاولة إستنهاض الذاكرة العراقية وتنشيطها من خلال المسرح,وفي أحلك الظروف (الزمكانيه) فالزمن الردئ الذي بتنا نعيش  فيه مع فتاوي المحرمات الدينيه المصبوغة بالمذهبية زمن الإحتلال الأمريكي  ضيقت علينا الأمكنة ولابد من بحث جديد وتصدٍ أجد وأنفع.  وللمثقف ــ الفقيرـ الملتزم بقضايا الناس وهموهم صولته أزاء الشبعان اللئيم  ولابد من تحذير لجملة من وفد الى بغداد الأزل بعد رحيل دكتاتورية (الأهوج بالله ) صدام حسين, أن المثقف العراقي لم ولن يغادر موقعه الأخلاقي مهما إشتدت الظروف .... وفي محاولة جادة قادها المبدع الفنان المسرحي  النصير الشيوعي (حيدر أبو حيدر) ضمن فرقة بابل الأنصارية لنص قصصي قصير للكاتب (شلش العراقي) ويبدو ان النص خضع لمعالجة فنية أخرى أشترك فيها ناشط عراقي مُجِد(ضياء حميو) إضافة لمخرج العمل (حيدر أبو حيدر) أتاحت حرية الربط بين تناقضات الشخصية العراقية التي تتسم بعاطفة مبالغ فيها وصولا للمغالاة وبين إنتهازية الكثيرين الذين لازالوا يوغلوا الجريمة في العراق , النص  المسرحي قائم على خلفية جندي من المارينز الأمريكي جريح في أحد أحياء العراق بعد عام 2003 تتعاطف معه أم عراقية نتيجة فقدها إبناً في حرب العراق وإيران , يقود التعاطف هذا إلى تعاطف جارة تمتهن بيع الخضروات ويتوج التعاطف بمجاراة الحلقة الأرأس في شخوص العمل المسرحي(حمزة ــ ضياء حميوـ  ) للجميع  فهو المضمد والنديم والعلماني والخصم اللدود للقطط السمان, وهو من يعمل على مساعدة الجندي الأمريكي المحتل بتزويده وثائق عراقية بل أنه وفر فرصة عمل له وسيارة لنقل وبيع الخضروات , ولأنه عملا كوميديا بالأساس أريد له أن يوظف النكته العابرة , فلقد أستخدم الميثلوجيا العراقية , والمثل العراقي الشعبي , والشعر الشعبي , والرقص الشعبي ,والهوسة الشعبية  ألا أنه أي النص لم يبتعد عن المعادلة الجادة المهمة في كل ما يكتنف حياتنا الحالية وهي :ان الجنسية العراقية وشهادتها لا تعني الإنتماء والإلتزام المرادين في هذا الوقت الردئ للعراق وأهله . المهم في هذه الأطلالة المسرحية التناقض بين عرض كوميدي وموقف تراجيدي واقعي إنتهى أو تزامن بوفاة مناضل شيوعي عراقي( ابو رائد*) في يوم العرض ولقد حرص الراحل على حضور عروض مسرحية فرقة مسرح بابل , لاشك أن المشهد  ـ مشهد الرحيل ـ قيد ضحك وإبتسامة تلائم وروح كوميديا العمل,غير أن الجهد المبذول من ناحية أعاد شريط كفاح العمال في المسرح العراقي الجاد, فلهذا ورغم الإمكانيات المتواضعة ’ فلقد إستطاعوا جميعاً أن يوقظوا ذاكرة فرقة مسرح  الفن الحديث ,على الأقل في الآلية التي اعتمدت على تقديم مسرحية الشريعة (ليوسف العاني )  الملفت للإنتباه مثابرة (حيدر أبو حيدر) على تأسيس مسرح قائم على عفوية الممثلين وهوايتهم  وسرعة الإستجابة للنص وللديكور المعد بسرعة قياسية شأنها شأن الإنارة ,لفت إنتباهي رغم كل شئ تكييف مسرح متواضع أعد ديكوره الفنان (سلام الصكَر) وتلقائية (  ــ هيله ــ بور سعيد هادي ) و( مها الجاسم) وتجسيد الـــدور بحرفية  لممثل دور حمزة ( ضياء حميو )كما ان (كريم الهلالي و حبيب) لعبا دورا مهما وهو نقيض ما نتمنى للمجتمع العراقي , فالأول مثل النفعية والإنتهازية وهو ما يسود مجتمعنا الحالي والثاني جندي المارنيز المحتل.وضحيتهما(  ــ رسميةــ  أثار خليل ) والتي أدت الدور بما تمكنت منه من حركة وإنسيابية في النص ,  يبقى أن العمل حفز ويحفز التواصل مع أهم نشاط جمالي وذهني وتعليمي ألا وهو المسرح ولقد نوهت في كتابة سابقة رهاني على مبادرات (حيدر أبو حيدر)  من شانها أن تغني وتعيد للمسرح العراقي ألقه رغم مسرح التهريج إذا ما توفرت له بعض الإمكانيات المتاحة,وأملي أن يتم هذا العرض على أرض الواقع,لتكون للمسرح رسالته الواضحة أزاء ماجرى ويجري وما سيجري , تحية للعاملين في الأنارة (هادي الواسطي) والموسيقى  (إيمان حيدر),وسيبقى هذا العمل قابلا للتطوير والتمرين لأنه محض واقع.ولابد أن يعالج بإمكانية مماثلة
       * ملاحظة  : بخطاب مسرحي مقتضب  يخلو من البهجة أعلن المسرحي العراقي (لطيف صالح) من صالة عرض مسرح في مدينة يوتبوري ميناء  مملكة السويد عن رحيل المناضل( أبو رائد) في يوم العرض الكوميدي , ولكم أن تتخيلوا عمل وخيال المسرحيين الذين قدموا من الدنمارك لتقديم عمل كوميدي ساخر, مهمه أنتزاع ضحكة, أو إبتسامة من جمهور فقدوا لتوهم مناضلا رهن نفسه لقضايا الناس .
السويد 12  اكتوبر  2010   السويد   رشيد كَرمة