المحرر موضوع: (عبير السهلاني العراقية) والإغراء !!!  (زيارة 3061 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل rashid karma

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 499
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
(عبير السهلاني العراقية) والإغراء !!!

                                                                                                                      رشيد كَرمــة
لسنوا ت خلت ولم يكن قد  مضي عامين فقط على هزيمة البعثيين المخزية وتسليم العراق برمته للأمريكان ومن ثم إلى إيران , وصلتني دعوة لحضور أمسية عن ناشطة عراقية عائدة  للتو من العراق, تحمل معها (رسالة) ووثائق مصورة وتغطية صحفية تكاد تكون كاملة عن مجتمع ظل جاثما تحت نير أعتى دكتاتورية في القرن الماضي,حيث نال العسف الماء والهواء والبشر*,لذا كانت الصورة بالنسبة لي واضحة المعالم لأنني من ضحاياها يوم إستلمت الدعوة من أحد الأحزاب السويدية,والتي خُوِلَتْ الإنصال بالنوادي العراقية والنشطاء العراقيين وذوي الخبرة بما حصل ويحصل في العراق بعد عام 2003 وما قبلها ,وحصلت حينها على هاتف (عبير السهلاني )وجهزت نفسي ومن معي لحضور الأمسية التي أًعد لها مكانا لائقاً, ولم تكن المسافة بيني وبين المكان إلا ثلاثون كيلو متراً,ولو كان المكان أبعد لذهبت حتما,ليس لتعدد الرسائل الإكترونية والهاتفية  للدعوة وإنما شرف لحضور إبنة رفيق درب طويل ,ومناضل عنيد ذو مبدأ شقت طريقها بإصرار وعناد " ولا أملك الحق في سرد قصة حياة بنتي الجميلة (عبير )في السويد وكيف نشأت وكيف تعرفت على جذورها ومحيط الجذور  ", ولم أعرف ما في جعبتها من رسائل إضافية حديثة  .وصلنا قبل الموعد بنصف ساعة, وكنت قد خمنت عددا أكبر من العراقيين الذين يستهويهم مشاهدة النموذج العراقي المكافح بلغة وموقع جغرافي  وثقافة جديدة, غير أنني لم أجد إلا من معي من العراقيات و(عبير السهلاني) كذلك لم يكن العدد الآخر من حزب الوسط السويدي بذي قيمة تذكر, لذا ما أن فُتِحَت أبواب القاعة الفاخرة ,حتى بادرتني (عبير) التحية ومن معي من رفيقاتي وهي في صدر القاعة تتهيئ لإستقبال الناس , هل أنت (رشيد كَرمة)ومن النادي العراقي في بوروس ؟ أجبتها بنعم .وغادرتني بعد أن سألتُ عن والدها وأهلها بشكل عام إلى من كان معي وضمنهم زوجتي ,لم يُبذل جهد يذكر في التعرف فيما بيننا فكلنا من سحنة واحدة وسيماؤنا في وجوهنا , شعرٌ أسودٌ ,وسمرٌ متعبون, بهوس حب العراق وناسه وتراثه,ما أدهشني ليس عجب السويديين من الفيلم الوثائقي والصورعن جذور(عبير)رغم أنه مدهش فالكوخ والتنور, ورغيف الخبز والجاموس والهور الجاف والنخلة الميتة, والأطفال الحفاة والمرأة الموشحة بأكثر من حجاب, والرجل الذكر المتبختر بالزي العربي وهو يستغل المرأة وجهدها , والكلاب السائبة وغيرها من مناظر من الناصرية الأثر والتأثير بما تملك من تراث إنساني ,ولم يدهشني الفيلم الوثائقي عن الحملة الإنتخابية التي رشح فيها (أبو عبيرـ عبد فيصل  السهلاني ــ ),ما أدهشني حقا شجاعة (عبير السهلاني )برفض الجديد من الإستغلال بعد زيارتها الأولى للعراق ألا وهو الحجاب’ فهي المرأة الوحيدة التي تحدت طاغوت الفتوى في محيطها "سوق الشيوخ"وما جاورها من الشطرة وحتى ـ الكَرمة ـ  , فتوى الخزي التي تحط من قدر المرأة , لذا ظهرت (عبير السهلاني )كقمر ناصع البياض بين نساءٍ يعشن في ظلام دامس , أذكر أن بعض الفتيات تشجعن بفعل جرأة (عبير )على رمي الحجاب وظهرن على حقيقتهن كاملات غير منتقصات يوزعن الدعاية الإنتخابية لتيار أوحزب أو تجمع ديمقراطي, ضمن عملية جدا طبيعية للإنسان , لإختيار من يمثل المجتمع في الحكومة, وهي الصورة التي على ما أعتقد شدت إنتباه الحضور ,لا أشك مطلقا في نوايا من شاهد الأمسية والصور والفيلم والشرح المستفيض عن رؤية شابة عراقية لوطنها بعد غياب , والوطن بالنسبة (لعبير السهلاني ) ولي وللكثيرين على ما أزعم الذكريات والحكايا , ونضال (عبير )عكس ما يحاول تكريسه الآخرون وهم في دولة تنهج نهجا ديمقراطيا بحتا ,أي نهجا علمانيا فلقد توصلت السويد وغيرها من الدول المتقدمة إلى ما عليها الآن بفضل فصل حاد بين الدين والدولة, ولكن بعض النوادي الثقافية العراقية في السويد والدنمارك وهولندا وبريطانيا وفرنسا تستنسخ النموذج الأردء, النموذج الإيراني , حد أنني حرمت من الدخول بمعية زوجتي في مجلس تأبين "فاتحة" قبل أيام , إذ أفتى (مناضل شيوعي) مخضرم بعزل النساء والرجال وهذه بادرة خطيرة ,وتصرف  كآمرٍ بالمعروف وناهيا للمنكر. كما أن (أحدهم ) وفي محاضرة لقائد شيوعي نادى( رحم الله والديه)من يعود إلى مكانه لبدء المحاضرة, ولو ظل الوضع السقيم على حاله لنادى أحدهم (صلوا على محمد وآل محمد ) بدل التصفيق والحقيقة ان مقدمة الدستور العراقي قامت على أساس خطأ إذ بدأت (بسم الله الرحمن الرحيم ) والحقيقة يجب أن تكون بإسم الشعب ونوابه, لأن القوانين والتشريعات لأجلهم ومنهم وفق نمط جديد للحياة, ومن هنا ياتي إغراء (عبير السهلاني )وكيف لا وهي تغريك بحب الوطن والحرية والجد والإباء والعطاء والعناد والمثابرة , فلا غرو أن تغرينا جميعا وبناتنا للوصول الى ما وصلت إليه فتاة عراقية جادة تؤمن بقدرتها وثقافتها وعفتها للوصول إلى  نائبة في البرلمان السويدي ,ولو قدر لهذه المرأة الشابة الظروف الطبيعية المؤاتية لأخذت بيد شقيقاتها العراقيات اللآئي يرزخن تحت أحكام ولاية الفقيه السيئة الصيت. فألف تحية للمرأة العراقية وهي على شاكلة (عبير السهلاني )العراقية ممن  لن يستهن بجذورهن وهن ينظرن إلى مستقبل وضاء , ألف تحية لك وأكثر لذويك الذين ما إنفكوا يواصلون السير بجلد وثبات ضد خزعبلات الروزخونيه الجدد الذين فاقوا ما أحدثه الأهوج بالله المقبور (صدام حسين).
  الهوامش
ــــــــــــــــــــــ
*جففت مياه دجلة والفرات والأهوار معاً, وأنتشرت وتلوث هواء العراق بالمواد الكميائية نتيجة إستخدام السلاح الكيميائي في شمال العراق وجنوبه وكاد العقد الإجتماعي بين الناس أن ينفرط لكثرة الفساد الأسري بين الناس نتيجة سياسة رعناء من المقبور ( صدام )وزبانيته

رشيد كّرمة 19  إكتوبر2010   السويد بوروس ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ0706763291