المحرر موضوع: شعب تائه وحكومة مفقودة والقادة متجولون  (زيارة 979 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل طلال منصور

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 112
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إن من يتابع الوضع في العراق يلاحظ التردي الكبير الذي وصل إليه وضع المواطن العراقي من جميع النواحي بدون الاهتمام بهذا المواطن الذي أصبح يائسا من حكومته ومن قادته الذين قدم لهم كل ما طلب منهم حتى يحصل على الأمان ويتمكن في الوقت نفسه من اخذ دوره في المجتمع حيث إن شعبنا يعاني من تردي الأوضاع الأمنية والصحية والتربوية وان أي إنسان بزيارة بسيطة إلى أي مدرسة يشاهد بأم عينه مدى التردي في هذه الأوضاع وعلى سبيل المثال (هل يعقل أن يلغى كتاب الفيزياء لهذه السنة مثلا دون طبع أو إصدار كتاب جديد بما يكفي جميع طلاب المرحلة التي الغي فيها هذا الكتاب ويصل سعر الكتاب الجديد إلى سبعين ألف دينار في السوق السوداء) وكذلك بالنسبة للرياضيات وغيرها. فأين هي وزارة التربية من هذا الوضع؟.
وإذا سالت عن الطاقات الرياضية أو الفنية أو العلمية في هذه المدارس تشاهد إنها دون الصفر والغريب العجيب إن كل من يظهر على شاشات التلفزيون وعلى جميع الفضائيات العاملة في خدمة هؤلاء السياسيين والقادة يتكلم عن مدى الاهتمام الكبير الذي يحاول أن يقدمه للمواطن وعن سهره الليل وتعبه في النهار من اجل هذا الشعب, وقد تعب هذا المواطن من سماعه لهذه المقولات الرنانة ويحتاج اليوم إلى فعل والى ترميم البنى التحتية حتى نعيد ثقة هذا المواطن بقادته الذين يهرولون إلى دول الجوار لاستجداء موافقتهم على تشكيل الحكومة تاركين العابثين في الداخل يعبثون كما يشاءون.
لا عمل لا اهتمام صحي أو تربوي أو علمي أو فني وكل شئ يرجع إلى الوراء وبدأت الأمية بالتفشي والأمراض بالازدياد والبطالة الظاهرة والمقنعة تدمر هذا المواطن.
وأنا اكتب هذه المقالة كنت استمع وأشاهد احتفالية وزارة التخطيط بمناسبة اليوم العالمي للإحصاء ولم اصدق بان سيادة الوزير يتكلم عن العراق وإنما توقعت بأنه يتكلم عن بلد ثاني الديمقراطية فيه راسخة والعمل متوفر والعمالة الأجنبية منتشرة فيه وليس المواطن بحاجة إلى الوقوف ساعات طويلة أمام محطات الوقود وينتظر بفارغ الصبر حتى ينخفض سعر الطماطم والخيار والبطاطا وان يشاهد الثوم العراقي في السوق وان يستمتع بالساحات الخضراء في جميع محافظات العراق والأطفال يفرحون ويمرحون في هذه الساحات ولا يلتفتون يمينا أو يسارا كلما سمعوا أصوات الاطلاقات النارية التي يطلقها الحرس الوطني بسبب وبدون سبب أثناء تجوله في شوارع مدن العراق كافة.
أخواني القادة والسياسيين إلى متى يبقى شغلكم الشاغل الكرسي والمادة؟ ومتى سوف تشعرون بهذا المواطن؟, لقد مر السنين وانتم نفسكم من مجلس الحكم والى الآن تصولون وتجولون وتملأون جيوبكم بالمال الحرام وقبل الانتخابات تقدمون التنازلات الكلامية للمواطن العراقي حتى يعطيكم صوته وبعضكم وزع البطانيات وبعد حصولكم على هذه الكراسي البرلمانية بدأتم بإعطاء التنازلات لدول الجوار وهذه التي تتنازلون عنها ليست أملاككم وإنما هي أملاك هذا الشعب المغلوب على أمره والذي وافق أن تصعدون على أكتافه.
أنا واثق بان المواطن الآن نادم كل الندم لأنه أعطاكم صوته ولكن هل يفيد الندم.
أتمنى من الله أن يكون كلامي من اجل البناء ومن حرصي على الجميع ومن حرقة القلب كتبت هذا متمنيا التقدم لهذا الشعب وان يشعر قادته يوما بأنهم خدم لهذا الشعب البائس ....... والى الأمام.

طلال يلدو الكلداني
تلكيف