المحرر موضوع: الذئب ....مسرحية بقلم القاص طلال حسن  (زيارة 2598 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د. بهنام عطااالله

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1509
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                      مسرحية للأطفال                      
        

      الذئب


طلال حسن



                                

                                        مدرسةُ الغابةِ ، يدخلُ الكلبُ مراقبُ
                                   الصفِ،ويدخلُ بعدَهُ صغارُ الحيواناتِ، دبان،
                            ثعلبًُ، غزالًُ، حملُ، ذئبُ، الذئبُ يجلسُ وراءَ الحملِ .

الكلبُ      : ألزموا الهدوءَ ، سيأتي الأستاذ ُبعدَ قليلٍ  " للذئبِ " ماذا تفعلُ هنا ؟
       عدْ إلى مكانِكَ .
الذئبُ      : هذا مكانيَ .
الكلبُ      : مكانُكَ في آخرِ الصفِّ .
الثعلبُ      :دعْهُ يجلسُ حيثُ يشاءُ .
العنزةُ      :هذا صفُُ َ وليسَ فوضى ..
الثعلبُ      :" يقاطِعُها " الأمرُ لا  يعنيكِ .
العنزةُ      : يجبُ أن يجلسَ كلّ ُتلميذٍ في مكانِهِ .
الكلبُ      : أرجوكُمْ ، ألزموا الهدوءَ ، " للذئبِ " هيّا ، عدْ إلى مكانِكَ .
 الذئبُ      : قلتُ لكَ هذا مَكانِي .
العنزةُ      : دَعْهُ ، سيأتي الأستاذ ُو ..
الكلبُ      : صَهْ ، جاءَ الأستاذ ُ.

                                      يدخلُ الدبُ مبتسماً ،
                                      وفوقَ عينيهِ نظارة

 الدبُ      : أعزائي ، لدينا اليومَ موضوعَُ َهامُ َ" يتطلعُ إلى الصغارِ " أرجو أنْ
       لا يكونَ أحدُ َقدْ تغيبَ عنْ الدرس ِ.
الكلبُ      : الأرنبُ الأبيضُ غائبُ َ، يا أستاذ ُ.
الدبُ      : أخشىَ أنْ يكونَ مريضاً .                                
الكلبُ      : البارحة ُرأيتُهُ ، وكانَ بخيرٍ .
الدبُ      : منَ الأفضل ِأنْ تزورَهُ اليومَ ، وتطمَئِنَ على صحتِهِ .
الحمارُ      : " يصيحُ ببلاهةٍ " أستاذ .
الدبُ      : نعم .
الحمارُ      : الأرنبُ الأبيضُ ليسَ مريضاً ..
الدب      : حمداً للهِ .
الحمارُ      : أمُهُ هيَ المريضة ُ.
الدبُ      : يا للمسكينَةِ .
الحمارُ      : لقدْ رأيتُهُ صباحَ اليومِ ، كانَ فرحاً جداً .
الدبُ      : " يمازِحَهُ " لأنَ أمَهُ مريضة ؟
الحمارُ      : كلا ، يا أستاذ ..
الدبُ      : لماذا إذنْ ؟
الحمارُ    : لأنّها ولدت ْ له سبعةِ إخوةٍ .

                          الكلُ يضجونَ بالضحِكِ ،
                          عدا الذئبُ ، الدبُ يبتسمُ

الدبُ      : سبعة ُأرانبٍ !
الحمارُ      : كلها بيضاءُ .
الدبُ      : يبدو أنَّ المدرسة ستمتليءُ بالأرانبِ في العامِ القادمِ .
 الحمارُ   : أمي أيضاً ستلدُ ، يا أستاذ .
الدبُ      : أرجوكَ ، قلْ لها ، أنْ لا  تلدَ سبعة َ
                    حميرٍ مثلكَ ، فأنتَ تكْفي .
 
                           الجميعُ يضحكونَ عدا الذئبُ ،
                           الحمارُ يطرقُ رأسَهُ مُحرجاً

الدبُ      : والآنَ سنعودُ إلى موضوعِنا " " للذئبِ " أعتقدُ أنني قلتُ لكَ البارحةَ
       ، أنْ تجلسَ في آخرِ الصفِّ .
الذئبُ      : أريدُ أنْ أجلسَ هُنا .
الدبُ      : لكنَّ الأفضلَ أنْ تعودَ إلى مكانِكَ .
الذئبُ      : سأجلسُ هنا اليومَ .
الثعلبُ      : " بخبثٍ " دعْهُ يا أستاذ ، إنّهُ يحبُ صديقهُ الحملَ .
العنزةُ      : صديقهُ !
الثعلبُ      : نحنُ هنا أصدقاءُ َجميعاً .
الدبُ      : ألزموا الهدوءَ رجاءً " للحمل ِ " أتحبُ  أنْ تغيّرَ مكانَكَ ؟
الحملُ      : لماذا يا أستاذ ؟
الدبُ      : أخشى أنْ لا تكون مرتاحاً هنا .
الحملُ      : " يبتسمُ ببراءةٍ " إنني مرتاحُ ، يا أستاذ.
الدبُ      : حسناً ، لنبدأ الدرسَ إذنْ ، أعزائيَ ، موضوعُنا هذا اليومَ هو العصرُ
       الحجريُ، وقدْ لا تصدقونَ إذا قلتُ لكمْ ، أنّ الحيواناتِ في ذلكَ العصرِ
       ، كانتْ شديدة َالتوحش ِ، وكانَ بعضُها يأكلُ البعضَ الآخرَ ، حتى أنَّ
       الذئابَ كانتْ تغيرُ على الحملان ِ البريئةِ ، وتلتهمُها .
العنزةُ      : سلالة ُ َمُتوحشة ُ.َ
الدبُ      : عنزة .
العنزة      : نعمْ أستاذ .
الدبُ      : لا تتكلمي بدون ِإذن ٍ.
العنزةُ      : عفواً أستاذ .
الدبُ      : لنعدْ إلى موضوعِنا " يفكرُ " ماذا كنتُ أقولُ ؟
العنزةُ      : الذئابُ كانتْ تغيرُ على الحملان ِالبريئةِ وتلتهمُها ..
الذئبُ      : " للعنزةِ " سألتهمُكِ يوماً ما .
الدبُ      : ماذا قلتَ !
الذئبُ      : لا شيء .
الدبُ      : أرجو أنْ تتذكرَ أنّكَ ليسَ في العصرِ الحجريِّ .
الثعلبُ      : لكنَّ العنزةَ هيَ التي تحرشَتْ بهِ .
الدبُ      : ثعلب ، إنني أنذِرُكَ .
الثعلبُ      : عفواً أستاذ .
الدبُ      : حسناً ماذا كنتُ أقولُ ؟
العنزةُ      : الذئابُ كانتْ تُغيرُ ...
الدبُ      : " يقاطِعُها " مهلاً تذكرتُ ، أمّا الآنَ فانَّ جميعَ الحيواناتِ لا تأكلُ
       سوى اللحومِ  المعلبةِ ، والخضرِ المطبوخةِ ، والفواكِهَ ، لقد تحضّرْنا ،
       ونبذنا شريعَة َالعصرِ الحجريِّ إلى الأبدِ " صمت " أعزائي ، لكيْ
       أعرِّفَكُمْ ، على شريحةٍ من العصرِ الحجريِّ المندثرِ ، كلفتُ اثنين مِن
       زملائِكمْ بتقديمِ مسرحيةٍ قصيرةٍ عن ذلكَ العصرِ بعنوان ِذئبُ َمن
       العصرِ الحجريِّ .. " يشيرُ للدبينِ الصغيرين "  تفضّلا ، أرجو أن
       تكونَا قد حفظتُما دوريكُما جيداً .
الدبان      : " وقدْ نهضَا " نعم أستاذ .
الدبُ الأولُ    : هذا قناعي ، إنني أمثلُ دورَ الحملِ ِ.
الدبُ الثاني    : وأنا أمثلُ دورَ الذئبِ ، وهذا قناعي .
الدبُ      : أعزائي ، أرجو أن تصْغوا جيداً إلى زميليكُما وهما يمثلانِ أمامَكُمْ
       مسرحية َذئبُ َمنَ العصرِ الحجريِّ " للدبين "  تفضلا أمامَ المنصةِ .

                       الدبُ الأولُ يتجولُ أمامَ المنصةِ وهو يضعُ
                       قناعَ الحملِ ، يدخلُ الدبُ الثاني ، وقدْ وضعَ
                                   على وجهِهِ قناعَ الذئبِ

الدبُ الأولُ    : آه الحملُ الصغيرُ ...
الدبُ الثاني    : صباحُ الخيرِ يا سيدي .
الدبُ الأولُ    : ماذا تفعلُ هُنا ؟
الدبُ الثاني    : إنني أتجولُ يا سيدي ، إنَّ الجوَّ رائعُ  اليومَ .
الدبُ الأولُ   : يا للقحةِ ، كيفَ تجرؤ على التجولِ بعدَ أنْ شتمتني ؟
الدبُ الثاني   : أنا شتمتُكَ يا سيدي ! متى ؟
الدبُ الأولُ    : في العام ِالماضي .
الدبُ الثاني    : لابدَّ أنَّه حملُ َآخر يا سيدي ، فأنا ولدتُ هذا العام ِ.
الدبُ الأولُ    : وأكلتَ من عُشبي .
الدب الثاني   : لكني لم آكل ِالعشبَ بعد يا سيدي .
الدب الأول     : وشربْتَ من مائي .
الدب الثاني   : لم أشربْ ماءً قط ، فإنَّ طعاميَ وشرابيَ لا يزالانِ من لبن ِأمي .
الدبُ الأولُ    : مهما قلتَ فلنْ أبقى بلا عشاءٍ ، وأنتَ اليومَ عشائي .

                             ينقضُ الدبُ الأولُ على الدبِ الثاني
                            ويتظاهرُ بأنَّه يغرسُ أنيابَه في عنقِه ،
                               الدبُ الثاني يتظاهرُ بالخوفِ ، الجميعُ
                     يصفقون َعدا الذئبُ ، الأستاذ ُيبتسمُ بفرح ٍ

الثعلبُ      : " بخبثٍ " مسرحيةَُ لذيذةَُ .
الغزالُ      : لنْ أصدقَ ما جاءَ فيها .
العنزةُ       : صدقْ يا عزيزي ، فأنتَ لا تعرفُ الذئابَ .
الذئبُ       : ستعرفينَ أحدَهُمْ يَوماً .
الدبُ      : أرجوكُم ألزموا الهدوءَ ...
الحمارُ      : أستاذ .
الدبُ      : نعم .
الحمارُ      : ألمْ يكنْ منَ الأفضلِ أنْ يمثلَ دورَ الحمل حملَُ حقيقيّ ؟
 الدبُ      : " يُتأتيء " آآآآ..
الثعلبُ      : فكرةَُ رائعةُ َ.
الدبُ      : كلا .
الثعلبُ      : دعْهُ يحاولْ .
الحملُ      : " يقفُ " أستطيعُ أنْ أمثلَ دورَ الحمل ِ.
الدبُ      : كلا .. كلا .
الذئبُ      : " يقفُ " وسأمَثِلُ أنا دورَ الذئبِ .
الدبُ      : كلا .. كلا .. كلا .
الحملُ      : إنني أحفظُ الدورَ ، يا أستاذ ُ، دعْني  أجربْ .
الدبُ      : ليسَ الآنَ .
الحملُ      : أرجوكَ أستاذ ُ..
الدبُ      : لكن ..
الذئبُ      : " يأخذُ بيدِ الحمل ِ" هيّا نمثلُ المسرحية  معاً .
الحملُ      : هيّا .
العنزةُ       : " للحمل ِ" ماذا تفعلُ ؟
الغزالُ      : إنني لا أفهمُ ما يجري .
الدبُ      : " للحمل ِ" أصغ ِإليّ َ.
الحملُ      : أرجوكَ .
الدبُ      : حسناً ، لكنْ كُنْ حذراً .
الذئبُ      : فلنبدأ .
الحمل      : هيّا .

                        صمتََُ َمتوترََُ َ، الحملُ يتجولُ
                        أمامَ المنصةِ ، يدخلُ الذئبُ ،
                        ويرمقهُ بنظرةٍ طويلةٍ جائعةٍ

الدبُ      : " للذئبِ " هيّا ، ابدأ دورَكَ .
الذئبُ      : مَنْ ! الحملُ اللذيذُ ؟
الدبُ      : اللذيذُ ! مِنْ أينَ جئتَ بهذِهِ الكلمةِ ؟
الذئبُ      : لقدْ أخطأتُ ، سأبدأ ُمن جديدٍ .
الدبُ      : حسناً ، حسناً ، هيّا .
الذئبُ      : مَنْ ! الحملُ اللذ ..
الحملُ      : صباحُ الخيرِ ، سيدي .
الذئبُ      : ماذا تفعلُ هنا ؟
الحملُ      : إنني أتجولُ ، يا سيدي ، إنّ الجوّ رائعُ َهنا اليومَ .
الذئبُ      : وأنتَ أروعُ ، كيفَ ..
الدبُ      : ماذا جرى لكَ ؟ التزمْ بالنص ِ.
الذئبُ      : يا للقحةِ ، كيفَ تجرؤ على التجول ِفي حقلِي ، بعدَ أنْ أغريتَني ؟
الدبُ      : أغريتني ! أعوذُ باللهِ .
الحملُ      : ليسَ أغريتني ، بلْ شتمتني .
الذئبُ      : شتمتني ، وأسلتَ لعابي .
الدبُ      : " يمسِكُ رأسَهُ " آه .
الحملُ      : أنا أسلتُ .. عفواً..أنا شتمتُك ، يا سيدي؟  متى ؟
 الذئبُ      : في العام ِالماضي .
الحملُ      : لابدَّ أنَّه حملَُ َآخرَُ ، يا سيدي ، فأنا ولدتُ هذا العام ِ.
الذئبُ      : وها أنتَ ذا قد سمنتَ مِنْ عُشْبي .
 الدبُ      : سمنتَ ! آه لا فائدة َ.
الحملُ      : إنني حملَُ َصغيرُ َ، يا سيدي ، ولا  أستطيعُ أنْ أسمنَ .. آه.. عفواً ..
       لا أستطيعُ أن آكلَ العشب َ .
الذئبُ      : وستقولُ أيضاً ، إنك لم تشربِ الماءَ مِنْ نبْعي .
الحملُ      : فعلاً ، يا سيدي ، فأنا لم ..
 الذئبُ      : " يدنو مِن الحملِ " أيها الحملُ اللذيذُ ..
الدبُ      : " يصيحُ " ماذا تقولُ ؟
الحملُ      : لم أشربْ ماءً قط ، إنّ ..
الذئبُ      : أدنُ مني .
الحملُ      : دعْني ، أنهِ حواريَ ..
الذئبُ      : لنْ أدعكَ ، إنني جائعَُ ..
الحملُ      : " بخوفٍ " سيدي ..
الذئبُ      : مهما قلتَ ، فلنْ أبقى بلا عشاءٍ ، وأنتَ  اليومَ عشائي .
 
                              الذئبُ ينقضّ على الحملِ ،ويغرسُ
                              أنيابَهُ في رقبَتِهِ ، الحملُ يصرخ ،
                                   الدبُ يحاولُ إنقاذَ الحمل ِ

الدبُ      : ماذا تفعلُ أيها المتوحشُ ؟
الذئبُ      : دعني أؤدي دورِيَ .
الدبُ      : إنّ المسرحية َقدْ انتهتْ .
الذئبُ      : لكني لم آكلِ الحملَ .
الدبُ      : دعْهُ أيها الوحشُ ، دعْهُ .
الذئبُ      : إنني ذئبَُ َ.. ذئبَُ َ.. ذئبَُ َ.
الدبُ      : أيها الصِغارُ ، أنقذوا رفيقَكُمْ الحملَ ، واطردوا الذئبَ مِنْ َصفِكُمْ .

                              الصغارُ يحيطونَ بالذئبِ ، ويهجمونَ
                           عليهِ ، الذئبُ يلوذ بالفرارِِ ِصائِحاً ..
                              إنني ذئبَُ .. ذئبَُ .. ذئبَُ

الدبُ      : "للحمل ِ" هلْ أنتَ بخير ٍ؟
الحملُ      : نعمْ ، يا سيدي .
الغزالُ      : صدقوني ، إنني لم أرتحْ لوجودِ الذئبِ معنا مُنذُ البدايةِ .
الكلبُ      : فلنطمَئِنّ ، ما دمنا قد طردْناهُ ِمْن  صفِنا.
الدبُ      : لكنّه هناكَ في ظلامِ الغابةِ .
الذئبُ      : " يرتفعُ عواؤه مِنْ بعيدٍ " عووووو.
الدبُ      : حذار ِ, يا أبنائي ، إنَّ العصرَ الحجريُّ على الأبوابِ .

                                العواءُ يستمرُ مِنْ بعيدٍ ،
                                      إظلام تدريجي
                                         ستار

 
                              




الصورة تضم : القاص طلال حسن والشاعر بهنام عطاالله والشاعر موفق محمد خلال الحلقة الدراسية التي اقامتها مديرية الثقافة والفنون السريانية في اربيل اواخر عام 2009