المحرر موضوع: سياسة حكومة الحزب الحاكم بالسودان  (زيارة 1229 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نصار محمد مضوي

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 1
    • مشاهدة الملف الشخصي
جاءت حكومة السودان الحالية بانقلاب عسكري في يونيو 1989م, تحت اسم
} ثورة الانقاذ} تيمنا بجبهة الانقاذ التي تمثل المعارضة الاسلامية  المسلحة بالجزائر  ، وكنت ساعتها بالسودان واستمعت جيدا لبيانها الاول في صبيحة الانقلاب ولبياناتها المتعاقبة والتي كانت تتنصل عن طابعها الاصولي ، ولتاكيد ذلك اعلنت ان الاصولي البارز حسن الترابي قد تم اعتقالله ضمن بقية السياسين ن وبعد عدة شهور فوجيء الناس بظهور حسن الترابي ضمن قادة الثورة  واصبح  من بعد رئيسا لبرمانما ، و تبين للكل ان حسن الترابي الامين العام لحزب االجبهة لاسلامية انذاك كان مؤطرا  لعمر حسن البشير وانه كان يوجهه  ويتفاهم معه في رسم سياسات االبلاد خلف الكوليس قبل وبعد الاطاحة بنظام الصادق المهدي الذي انتخب من قبل الشعب.
ان المشكلة الاساسية ليس في قيام ثورة ذات طابع اصولي وقومي بالبلاد ، بل في جعل السودان منتدى دولي لنقاشات دينية وفقهية اصولية . مشبعة بروح الجهاد والتوسع, على غرار سياسة الخميني في المد الشيعي.

احس قادة الثورة بالخطر المحدق بالاسلام وهويته العربية من اطراف غربية في مقدمتها اسرائيل وحليفتها امريكا, خاصة وان السودان قنطرة العروبة والاسلام لافريقيا، وكان المرحوم غاذي صلاح الدين النتحدث باسم الثورة يتحدث ملأ اشداقه بالهوية العربية والاسلامية ، متهما الحركة الشعبية بجنوب البلاد بالتامر مع جهات اجنبية للقضاء علىهما
حاول قادة الثورة انهاء  التمرد بالجنوب باستخدام القوة المفرطة وتلقوا دعما ماديا ومعنويا من دول شقيقة ، ولا ليخفى على احد زيارات البشير لبغداد والعربية السعودية وغيرها من الدول العربية والاسلامية ، وقد اشيع في تلك الاونة دعم صدام حسين الذي جاء في شكل اسلحة متطورة نقلت بطائرات مدنية وبواسائل اخرى .
استخدم الديبن في هذا الصراع ولاول مرة منذ بزوغ التمرد بالجنوب واشيع بين العسكريين والمتطوين انها حرب شهادة ، لرفع راية الاسلام والقضاء على المجوسية واجتثثاث الكفر , فاطلق المقاتلون  في ساحات القتال صيحات {الله اكبر الله اكبر } وهم يعلمون ان الدين لله والوطن للجميع وان الشريعة الغراء لم تفرض الاسلام بحد السيف، { لكم دينكم ولي دين} بل بالحجة والموعظة الحسنة وبالترغيب وتقديم المعونة والطعام واللباس وتوفير المسكن وتوفير العمل وفتح القنوات وانشاء المشاريع التنموية والمساعدة لاهلهم  بالجنوب وليس بقتلهم ، بحجة الخروج على ملة لم يكن معظمهم معنيا بها.
اذا كان  قادة الانقاذ مدنيين وعسكريين يدركون بالخطر المحدق بهوية البلاد ، لم  يفلحوا في تقدير ويلات ما تجره المواجهة على الوحدة والاستقرار ، واذا كان من لا يملك غذائه لا يملك قراره ، فإن من لايملك سلاحه عليه الا يخوض المعارك لا سيما اذا كان تسليحه يعتمد على دول يعتبرها عدوه يصعب التجاوب معها دون املاءات. وكان ان اختلف قادة الانقاذ فانقلب الفريق العسكري على القادة السياسين وازاح البشير حسن الترابي من سدة البرلمان بحجة تدخله في امور السياسة ، في السلطة التنفيذية ، حيث الازدواجية في التعينات والترقيات والاعفاء والتسريح ، وان من يعينه البشير لا يرضي الترابي ،واضحى  رئيس البرلمان الذي تنحصر مهمته في التشريع ،جهة تنفيذية ، يعين  ويرقي , ويقيل وينقل من تعينه الجهات الرسمية ذات الاختصاص ، بينما اتهم الترابي انذال  مصر والولايات المتحدة الامريكية في تحريض البشير عليه.
شجعت احداث الحادي عشر من سبتمبر صقور البيت الابيض على تمرير مشروعهم السلطوي في اخضاع الشعوب بحجة حماية المصالح الامركية وابتداع سياسة الحرب الاستباقية والتي طبقت بالعراق في الغذو والاحتلال الغاشم الذي جثم على صدر العراق منذ الواحد والعشرون من مارس 2003م ،  رغم النداءات والمعارضة الدولة ، وعقب الانتصار المروع للقوات الغازية ، اعلن بوش الابن في مايو من ذات السنة ايقاف العملياتن العسكرية الكبرى بالعراق ، وبدا يخطط للخطوات المقبلة وقد ساعده في ذلك القبض على صدام حسين، والذي ورد في صورة مشوهة بفعل التضليل الاعلامي القالب للمقاهيم، فاسرع   معمر القذافي الى تسليم معداته النووية دون مقابل , وتجاوب عمر حسن البشير مع الضغوطات الامركية والغربية، ووافق على اتفاقية السلام ، والتي بموجبها يمنحال لجنوب حكم ذاتي مرحلي يعقبهبعد ست سنوات استفتاء تقرير المصير .
لا يعقل ان يقرر مصير السودان في الوحدة والانفصال اتفاق  توافق عليه حكومة غير منتخبة بصفة شرعية، حتى ولو اشرفت عليه الامم المتحدة ، وهي نفس الانتقادات التي وجهت الى الانتخابات والحكومات والقوانين والقرارت التي تمت بالعراق بعد احتلال 2003
فتلك بحجة الاحتلال وهذه بحجة الشرعية المزيفة رغم  وجود وموافقة الامم المتحدة في الحالتين .
          لا يكمن السبب في مساحة او خصوبة ارض الجنوب او لكونه بحيرة يعوم تحتها النفط او  بسبب  اطماع دول الجوار او الاطماع             الاسرائيلية ، لكن بسبب التاريخ اوالحضارة ا والمصير لمشترك فقد كان هناك على مر العصور تداخل وتجارة مشتركة ومناهضة مشتركة للغدوان اوالغزوات التي استهدفت السودان .
الحل الامثل في ان يمنح الجنوبيين حقوقهم في السلطة والثروة ، وفي ان تعالج السياسة الخارجية بحنكة السياسين وليس بطيش العسكريين والذين عندما يعجزوا عن الحل العسكرري يحالون على التقاعد ، دون حسيب او رقيب على الارواح المزهوقة والاموال المستنزفة والمنهوبة .
نصار محمد مضوي