المحرر موضوع: أيجب إن يموت المسيحيون ليهدأ الأشرار؟؟!!  (زيارة 1320 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماجد ايليا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 493
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أيجب إن يموت المسيحيون ليهدأ الأشرار؟؟!!

الإعلامي / ماجد إيليا – دهوك

يا شاهد تاريخي .. ابكي على شبابي
بالأمس كنت أصلي .. واليوم تحت الترابي
عينً على وطني .. وعينً على مسبحة صلاتي
فإلى متى تبقى دموع أمي والى متى ألخلاصي؟؟!!


بهذه الكلمات النابعة من قلب مواطن مسيحي عراقي متألم لما حصل ويحصل لأبناء وطنه وشعبه، فبالأمس كانت قافلة الشهداء تمر وتنادي لمن تبقى من ضحايا الإرهاب الذي صنع نفسه بحقده الأسود وغردت له الغيوم العتماء واليوم هاهو يجر خيبة آماله النكراء بقتل وبدم بارد أبرياء من نساء وأطفال وكهنة وشيوخ في كنيسة طوق النجاة الشهيدة وهم يرتلون ويسبحون للرب الحي القيوم، ماذا عسانا إن نقول، أيجب إن يموت المسيحيين لينعم الأوغاد؟؟ أيجب إن يموت المسيحيين لتبرد أوردة الإرهاب المتعفنة والمتعطشة للدماء؟؟ أيجب إن يموت المسيحيين من اجل وطن حر ويقال انه ديمقراطي؟؟ وووالخ؟؟!!
لا يكفينا ولا يعزينا اليوم بكاؤنا ولا توسلاتنا لمن هب ودب ولا استنكاراتنا لا بل حتى دموع أمهاتنا فالذي حصل اليوم لهو كارثة بحق أبناء ديانا سماوية عشق الحب والسلام والرحمة والأمان والتعايش لعدة عقود وقرون مع إخوتهم من سائر البشر وأينما حلوا كانوا يفرشون علمهم وثقافتهم وتسامحهم في تلك البقعة من الأرض.. فعذرا أيها الأحباب فلقد أهنا وذللنا وقتلنا في وطننا الأم هذا الوطن الذي أحبنا ولكن رأينا حقد وسموم الذين كانوا على أرضه ينتظروننا على أحر من الجمر ليفتكوا بنا وللأسف استطاعوا إن يقتلوا منا وان يهجروا عوائلنا وأطفالنا فلم يسلم احد من أبنائنا لا من حقدهم ولا من جبروتهم العمياء فهنا قتل حنا ووردية العجوزين وهناك استشهد شهيد الطفولة رامي ومارينا واليوم وعلى باحة كنيسة طوق النجاة نرى جثث المصلين يسيرون عليها بدم بارد مؤججين رائحة الموت ممزوجة برائحة البارود وزجاج الكنيسة المتطاير، فهل للخلاص نهاية؟؟!!
أسفي على وطنا لم يرحم أبنائه من المسيحيين من القتلى الأوغاد وأسفي على الذي كان بالأمس صديقي وجاري واليوم يأخذني على حين غرة، والمؤسف أكثر إننا نرى ونسمع ونقف ساكتين ومكتوفي الأيدي ضد أبشع جرائم بحق الإنسانية وعتبي والخيرين على معظم الفضائيات العربية والعالمية والتي لم تذكر هذه المذبحة بحق أبناء شعبنا الا من خلال ذكره وكتابته مجبرين على أشرطة مانشيتات الأخبار، فأقول لهم يا من هللتم وزمرتم لمجازر يافا وشاتيلا والمسجد الأقصى اعلموا إن دماء شهدائنا ومذابحهم هي أيضا غالية وعزيزة على قلوبنا.
الخزي لخاطفي الأرواح والرحمة والطمأنينة لأرواح شهداء أبناء شعبنا وألف وردة لدمعة كل طفل سالت من على خده ومن أمه لأجله ونعدكم أيها الشهداء بأننا نكسر طوق مقولة يجب إن يموت المسيحيين ليهدأ الأشرار في العراق، ونرسم عوض عن هذه المقولة: يجب إن نعيش على ارض وطننا وان نضحي من اجله لإعلاء راية حريته وديمقراطيته ومن اجل عراق أفضل وحر.. وأخيرا وليس أخرا، أقول: ستظلون في القلب يا شهداء الحرية والإنسانية فلم ولن ننساكم ما حيينا.