المحرر موضوع: نينوى والموصل المسيحية ـ الحلقة الثانية عشر  (زيارة 3382 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل josef1

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4780
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                           الحلقة الثانية عشر  نينوى والموصل المسيحية   
ساتطرق في هذه الحلقة عن عاصمة الدولة الاشورية نينوى والمدن التابعة كذلك المدن والمعالم التاريخية لمدينة الموصل ، ويطلق حاليا على المنطقةمحافظة نينوى والتي كانت ضمن نينوى التاريخية  .
          قره سراي  : دار الامارة  او دار الملك
كلمة تركية تعني السراي الاسود او القصر الاسود . وهي من بقايا ابنية المملكة الاتابكية ، وهذه الدار سكنها الحمدانيون والعقيليون من بعدهم ثم وسعها عماد الدين زنكي ، يقع على نهر دجلة قرب قلعة باشطابيا ، والذي بقي منه ايوانان متجاوران يزين إحداهما كتابة بالجص كتبت باحرف كبيرة اسم السلطان لؤ لؤ والقابه  .
           القلعة : باشطابيا  ـ قلعة الموصل
كلمة تركية معناها ـ البرج الرئيسي  تقع على نهر دجلة وقد اهتم الاتابكيون بهذه القلعة وجعلوها مركزا للعتاد والذخيرة . وقد لعبت دورا في حصار الموصل من قبل طهماسب ، وكانت القلعة تتسع لالاف المحاربين مع خيولهم  ، وبما انها اكبر القلاع في سور نينوى الذي تطرقنا اليه في الحلقة السابقة التي في السور سموها بباشطابيا ـ القلعة الكبيرة ـ   . 
هذا ولمحافظة نينوى مواقع واثار تراثية وحضارية . يرجع تاريخها الى مئاة السنين قبل الميلاد ، اما المعالم بعد الميلاد ومنها الكنائس والاديرة فهي موجودة في الحلقتين الرابعة والخامسة يمكن الرجوع اليهما  .
ان هذه المعالم تحكي لنا قصة الانسان الذي سكن وعمر هذه المواقع .

1: ـ     آشور : وهي العاصمة الاولى للاشوريين ، سميت بهذا الاسم نسبة الى ـ اشور ـ كبير الهتهم تبعد عن الموصل ب 110 كيلومتر . تقع على الضفة اليمنى لنهر دجلة ، قريبا من قضاء الشرقاط . وقد كشفت البعثة الالمانية فيها عن معابد وقصور ، ويلاحظ الزائر لاشور اليوم زقورتها وسورها الترابي الاول والثاني ، وابنية تمتد شرق المدينة وبقايا القصر الملكي . واثار لمعابد ثلاثة صغيرة للالهة ـ سن ـ عشتار ـ نابوا   .
     
 2 : ـ    كالح  ـ النمرود ـ  : وهي العاصمة الاشورية الثانية ، تقع أطلالها على بعد 37 كيلو متر جنوب غربي الموصل ، وهي مستوطن قديم اتخذها الملك شلمنصر الاول مقرا لحكمه ، يحيط بها سور يكاد يكون شكله مستطيلا وفيه بوابات متعددة لم يتم كشفها ، واجمل ما فيها زقورتها العظيمة ـ البرج ـ المدرج ـ  . والتي حصنت أ سسها بحجر الحلان المهندم ، وقد كشفت مديرية الاثار العراقية عن القصر الشمالي الغربي ، الذي بناه الملك اشور ناصر بال الثاني سنة  883 ـ  859  ق . م . اضافة الى العديد من الالواح المرمرية الكبيرة  .
3 :ـخورسيباد ـ دورشوروكين ـ وهي العاصمة الاشورية الرابعة والتي بناها الملك سرجون الثاني سنة  721ـ705 ق  . م وهي على شكل مربع تقريبا ولها سور مشيد باللبن ، وفيه أبراج متتالية وله سبعة مداخل . وقد كشف عن قصر سرجون ، اضافة الى ثلاث معابد والبرج المدرج الزقورة ـ ومعبد سيبتي ـ معبد الالهة السبعة .وقد قامت مديرية الاثار العراقية بصيانته ، وقد استخدم فيها الالواح البرنزية بدل الواح المرمر ، والتي نقلت منها البعثة الفرنسية ما زنته 230 طن تقريبا ،وقد نقلت الثيران المجنحة الى متاحف العالم ، اثنان منها في المتحف العراقي في بغداد . ولا تزال بقايا قصر سرجون مطمورة تحت التراب ، هذا وتبعد خورسيباد 25 كم عن الموصل  .
4 : ـ  الحضر  : تقع الحضر على بعد 115 كيلو متر جنوب غرب الموصل ، نشات في القرن الاول ق . م . اما ابنيتها فتعود الى القرنين الاول والثاني للميلاد ، وقد حكمت فيها سلالة عربية لمدة ثلاثة قرون ، وكان أول حكامها اميرا عربيا يدعى ـ سنطروق ـ وقد وردت اخباره في كتابة وجدت عام  1968 م ، تذكر لقبه ـ ملك العرب ـ واسم ابيه نصر ـ الكاهن الاعظم ـ  وقد دامت فترة عزها من 100 ـ 300 بعد الميلاد  . وقد مرت الحضر بظروف عصيبة فقد حوصرت لمرات عديدة ولكنها صمدت ضد الغزاة : لمناعة اسوارها وشدة اهلها  حيث حاولت القواة الرومانية غزو المدينة في فترات متعاقبة . ولكن الملك الساساني سابور الاول استطاع ان يدخلها سنة 250 م ، فنكل باهلها . وللمدينة معابد رئيسية تقع في وسطها مسورة بسور من الحجر ، وبين السور الداخلي وسور المعابد ، تقع المنطقة االسكنية التي كانت اهلة بالسكان  .


            بعض المدن والقرى والمناطق التي تعتبر اثرية ذات الطابع التاريخي
1: ـ  باعشيقا  ـ  بعشيقة ـ او عشيقة ـ وهي لفظة سريانية من ـ بيت عشيقا ـ اي بيت الظالم او الفاسد ، او لعلها من بيت شحيقي . اي بيت المنكوبين ـ  يرجع تاريخها الى عهد الاشوريين ، ذكرها كثير من المؤرخين . تقع على مسافة 16 ميل شرقي الموصل . تشتهر باشجار الزيتون الذي يصنع اهلها منه الزيت والصابون بالاضافة الى الاستفادة منه كغذاء  . يسكنها بالدرجة الاولى اليزيدية الذين لهم طقوسهم الخاصة واعيادهم الدينية وكذلك المسيحيون والمسلمون .
2 : ـ تل الرماح : يبعد 80 كيلو متر غربي الموصل . وقد عملت فيه بعثة بريطانية عام 1964 م ، وكشفت عن برج مدرج ـ زقورة ـ بجوار معبد منتظم الشكل ، يرجع الى 1800 ق. م كما عثر على مجموعة من رفم طينية يرجع زمنها الى اواسط العهد الاشوري .   حسب دليل الموصل السياحي لعام 1975 م

3 : ـ بلد :  تقع شمال غربي الموصل على طريق القافل التجارية المؤدية الى سنجار ونصيبين وجزيرة ابن عمر وعرفت باسم اسكي موصل ،اي الموصل القديمة يعود تاريخها الى { 4500ـ 3800 }ق . م . وسميت باسم ـشهر اباد ـ عند استيلاء الفرس عليها عند سقوط الدولة الاشورية سنة 620 ق . م . ومن اهم اثارها الباقية جسرها الحجري الذي لم يبق منه الا القنطرة الوسطى المبنية من حجارة الحلان المهندمة  .

4 : ـ جروانة : قرية صغيرة في شمال شرقي الموصل ، على بعد 30 ميلا منها ، تابعة لقضاء الشيخان ، والى جانبها القناة العظيمة التي شقها الملك الاشوري سنحاريب  ، المتوفي سنة 681 ق . م . ليجري فيها الماء من نهر الجومل ـ الكومل ـ الى ارض نينوى فيرويها . يبلغ طول القناة 48 كيلو متر ، وقد اعترضها واد بنساب فيه مجرى ماء ، وقد اقيم فوق الوادي قنطرة من الحجر . عليها كتابات مسمارية واضحة يصف هذا العمل العمراني الجليل الذي قام به سنحاريب  .

 5 : ـ حديثة الموصل : مدينة قديمة يرجع تاريخها الى عهد الاشوريين ، تقع بالقرب من الزاب الصغير ، سماها الفرس ـ نوكرد ـ وهي اخر سواد العراق كانت على دجلة قرب الزاب الاعلى وخربت وبقيت اثارها  .

6:ـخنس : قرية يرجع تاريخها الى العهد الاشوري ، حاليا تابعة لقضاء الشيخان تقع على بعد 35 ميلا من الموصل ، ورد اسمها في الكتابات الاشورية ـ خانوسا ـ وبالقرب منها صدر مشروع سنحاريب الاروائي  الذي يؤمل ان يكون من اروع المناطق السياحية في محافظة نينوى   .

7 : ـ تربيس : وهي بفايا مدينة اشورية قديمة تبعد خمسة كيلومترات عن شمال غرب تل قوينجق ، في سهل نينوى . وكان الاله نركال يعبد فيها ، عثر في التنقيبات على معبدين ، وعلى قصر شيده أ سر حدون 681 ـ 669 ق .م  لابنه اشور بانيبال  ، ومما عثر عليه هناك الواح منقوشة من الرخام  . ولمدينة تربيس ذكر كثير في الكتابات المسمارية المكتشفة في تل قوينجق  .

8 : ـ معلثايا  ـ تقع قرب مدينة دهوك ب 7 كيلومترات ، الى يمين المسافر اليها من الموصل وبالقرب منها تل اثري وكانت حصنا عسكريا في العهد الاشوري  ، وبالقرب منها منحوتة اشورية ، نحتت على سفح الجبل  .

    ملاحظة : ـ ساتطرق في الحلقات القادمة عن مدن سهل نينوى المسيحية قديما وحديثا  .

                                                   يوسف  حودي