المحرر موضوع: تعازينا للمسيحيين ولكن هذا هو تأريخنا !!  (زيارة 1110 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل rashid karma

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 499
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تعازينا للمسيحيين ولكن هذا هو تأريخنا !!

                                                                                                      رشيد كَرمــة
مجزرة ومذبحة ومأسآة أخواتنا وإخوتنا المسيحيين في بغداد في كنيسة النجاة لم تكن الاولى وسوف لن تكون الأخيرة طالما هنالك نصوص وأحاديث إسلامية يتغذى المسلم المُغالي في دينه حد التخلف عليها,ففي بلادنا ومجتمعنا (الإسلامي)كارثة النص المقدس المتصف بالعنف*  وأحاديث النبي المُسلحِ** ضد كل أتباعه ومريده ومناوئيه على حد سواء ,ووصايا الأئمة الأثنا عشر والفقهاء ومؤسسي المذاهب  والأولياء الذين لاعد لهم ولاحصر, وممن على بصره غشاوة ما,عليه أن يعي حقيقة التخلف والجهل في مجتمعاتنا الإسلامية فالكثرة تشتم رفاق محمد مؤسس الإسلام وخلفاءه جهارا نهارا,لأننا اثنا وسبعون 72فرقة إسلامية ,يقتل بعضنا بعضا لأختلافنا في المذهب والإجتهاد, فكيف من يختلف في العقيدة؟؟؟؟مايُقرء وما يُدّرَس في الجوامع والمساجد والحوزات والجامعات الدينية ليس إلا تخدير, وتغييب لأرادة وعقل بني البشر ,زادت عليه الفضائيات عقما فكريا وتزمتا وتخلفا أهوجاً !! يقول الرازي في تفسير آية من سورة الحج :إن الله يدافع عن الذين آمنو,إن الله لايحب كل خوان كفور. والحق أن الذين قتلوا في كنيسة النجاة لم يكونوا في صالة قمار أو سوق دعارة , بل كانوا يصلون ويتقربون إلى الله,وهم بلا شك مؤمنون  فأين هو من دفاعه عنهم؟؟؟ وفي حديث لمحمد يقول: (الإيمان قَيَّد الفتك ) ولكن المسلمون المؤمنون  في بلادنا فتكوا لأكثر من مرة في العراق بمؤمنين سواء كانوا مسلمين أو غيرهم من الديانات الأخرى,ولعل كارثة إخوتنا من الأيزيدية ماثلة للعيان, والكلدوــآشوريين في زمن الملكية أيضاً,ومن المؤكد أن الإغتيال والفتك قد حلتا و أشيعتا بشكل منفلت وسافر في مجتمعنا العراقي بدل المحبة والتسامح منذ عهد المقبور(صدام حسين)وتبعيث العراق والعراقيات والعراقيين,فالإغتيال قد طال الكثيرين, والفتك كذلك..يقول الراحل (هادي العلوي) معتمداً على قول (الفيروز آبادي وإبن منظور) "قتله غيلةً,خدعه فذهب به إلى موضعٍ فقتلهً,أي نستنتج من ذلك أن الإغتيال يعني إستغفال المقتول,إذا قتله من حيث لايعلم  كأن يأتيه القاتل من ورائه, أو يكمن له, إو إستدراجه للإيقاع به في مكان معزول...,والفتك القتل عمداً وهو يرى الضحية غير مستعد لذلك,وهو أعم ويشتمل على جملة أركان تكتنف الفعل: (العمد, الإستغفال, الإندفاع غير المحسوب , الجرأة والإقدام ***) وكم فتك البعثيون بأبناء العراق منذ 8 شباط63 والأنفال والمقابر الجماعية وفي السجون والمعتقلات ,وهاهم اليوم يفتكون برسل السلام والتسامح من إخوتنا وشركائنا في الوطن المسيحيات والمسيحيين ,لابد من ذكر حقيقة أننا يساريون وشيوعيون مؤمنون بقيمة الإنسان براء من هذا الفعل الدنئ , لم أذكر كلمة ديمقراطيون وعلمانيون, فلقد أصبحت كلمة الديمقراطية والعلمانية في وطننا العراق عاهة وصفة معيبة فالبعث العربي حزب علماني ولكنه قائم على الإغتيال والفتك, وكذا من لبس لبوس الديمقراطية من الإسلاميين,وعيب على مشايخ وعلماء الإسلام من كل المذاهب إن لم ينتصروا للأديان والمذاهب وللإنسان بشكل عام والإنسان العراقي بشكل خاص,هذه خطيئة كبرى يتحملها رجال الدين,واحزاب الإسلام السياسي في العراق الذين إبتلينا بهم,ولابد من فعل عاجل يوقف هذا النزيف دون الإعتماد على الغيب,موساتنا لعوائل الضحايا,وخزيا مابعده خزي لمرتكبي المجزرة وأعوانهم ومريدهم.
الهوامش :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين لله, سورة البفرة والأنفال ,,تفسير القرطبي و إبن كثير وغيرهم ممن أوجبوا قتل غير المسلم أو الذين خرجوا عن الإسلام,, ويفسروها علماء المسلمين  والكثير من مجتهدي المذاهب على حد سواء حتى يكون الدين للإسلام فقط ومن كان غير ذلك فهو كافر, وزنديق ومرتد.
** النبي المسلح  مصطلح  أورده (محمد أركَون) في كتابه قضايا في نقد العقل الديني نقلا عن (مكسيم رودنسون) في كتابه عن النبي محمد في مجرى المقارنة بين عنف محمد ولجوئه للسلاح وبين ضعف يسوع ورفضه لأي عنف ولأي سلاح.
***  هادي العلوي  فصول من تأريخ الإسلام السياسي  الكتاب الثاني, باب فائدة لغوية ص 179, 180

السويد   رشيد كَرمة 3  تشرين الأول 2010